أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح حزمي الزهيري - مقامة زمن بنات آوى .














المزيد.....

مقامة زمن بنات آوى .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 7990 - 2024 / 5 / 27 - 14:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقامة زمن بنات آوى :

نشر احد الأصدقاء صورة أبن آوي على صفحته تعبيرا عن تذمره من زمن النفاق وألأنتهازية وغمط الحقوق , مما أوحى لي بتسطير هذه المقامة :
قال الشاعر:(( صلّى وصامَ لأمرٍ كانَ يطلبُه ُ/لمّا انقضى الأمرُ , لا صلّى ولا صاما)), وقال تعالى ((وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ))سورة الحج.
وقد اشتهر إيليتش راميريز سانشيز المعروف باسم (كارلوس) باسم (ابن آوى) وكان يعرف لمدة طويلة بـ(الإرهابي رقم 1) وخاصة في فرنسا, وفي قصص الأطفال غالبا مانجد حكايات عن ابن آوى الذكي والمراوغ والمخادع ,ويعتبر إبن آوي او الواوي كما يسميه اهل العراق من المخلوقات الانتهازية بجدارة, وعنده قدرة غير عادية على التكيف مع البيئة المحيطة به, ولعل هذا أحد أهم الأسباب وراء انتشاره بشكل كبير وبأعداد ضخمة حوالي العالم , فعلى عكس معظم الحيوانات التي تتأثر بالزحف العمراني وتدمير الإنسان للبيئة الطبيعية التي تعيش الحيوانات فيها, أعداد بنو آوى مازالت تتزايد وبعيدة كل البعد عن كونها مهددة بخطر الإنقراض.

ومن اسماء ابن آوى الواوي, وابو الحصين ,وابو الويو ,وابو كعب ,والحصيني وفي ايام مابعد 2003 ومع سريان الزمان ألأميركي بكل قيمه وعقده أصبح العراق مليئا بالواوية , وأصبحنا نستذكر امثالا قديمة من أزمان ماضية , كأن نقول : ((الف دجاجة ببطن واوي, أو شردانه بحلك واوي, وواوي الدجاج ينام وذيله في القفص, وعرس واوية, وكالوله للواوي هالليلة تنام وية الدجاج كال اخاف ينكروني , وكل زور بيه واوي.....الخ)).

وعندما صحونا على أحتلال بلدنا, وبدأنا نرى انواعا غريبة من الواوية و بدأنا نتسائل ,من هؤلاء ؟ ومن اين جاءوا؟, من شرقنا من غربنا, من الشمال او الجنوب, انهم غرباء عن لهجتنا وسمرتنا وعاداتنا وفلكلورنا, غرباء عن تقاليدنا وحميد موروثاتنا, لكنهم مدربون بكل مواهب الخدعة والأحتيال, اقنعوا بسطاء الناس, وجندوا مغفلي المجتمع المظلوم, في الجنوب والوسط بشكل خاص , استقر الفأس في الراس, وأشعلوا حرائق الفتن الطائفية, وأصبحوا (صمام أمان) بقدرة قادر, هم وحدهم , يشكلون حكومات ويسقطون أخرى , لمعوا صورتهم بالمظاهر والألقاب, شيوخ بعمامات من كل الألوان وسماحات وآيات عظام , شكلوا لهم احزا ب وتيارات ومليشيات, للخطف والقنص والقتل الجماعي, تكفير وقتل لمن (يريدون وطن), ولكل انسان في الكون يدعو أن يختار رب له ليعبده بكامل الأيمان , في السماء كان او بقرة في بابه, شرط الا يؤذي الآخر.
وبدأت نبوءة غسان كنفاني تتحقق حين قال : ((ستصبح الخيانة فى يوم من الايام مجرد وجهة نظر)) , حتى غدونا نخاطب الأموات, ونحاول أعادة الحياة لجيل معوّق نفسيا , ومضطرب سلوكيا , ومضلل فكريا , ومرهون عاطفيا , ومؤديَن إنفعاليا, ان قصة توبة ابن آوى الشهيرة تذكرنا بتوبة البعض ودخولهم العملية السياسيّة ليس ايماناً منهم بالتغيير بقدر ما ارادوا ان ينقضّوا على هذه العملية في ساعة الصفر المرسومة لهم يساعدهم في ذلك محيط جلّ همّه افشال تجربة العراق الديمقراطي , حيث اعلن بعضهم عن نواياه الحقيقية التي تقف وراء انخراطه في العملية السياسية وعاد عن التوبة الكاذبة , لم تكن توبة نصوحاً بل هي كما فعل الثعلب ناتجة عن جوع وعن نوايا مبيّتة .

قال الشاعر السوري ابراهيم ألأسود :
((سقط ابنُ آوى, في النهار, على الحظيرةِ من عُلُوِّ
فاحتار أصحاب الجلالة والفخامة والسموِّ
عُقِد اجتماعٌ, للتداولِ, والتشاور والتَرَوّي
بثّوا بياناً فيه إجماع التصدّي للعدوِّ
قَلِق ابنُ آوى غير أنه ليس من عشرين بَوِّ
لكنما لغرابة التهديد بالصمت المُدَوّي)) .



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الرياضيات وأرقام الحب .
- مقامة البصاق .
- مقامة آخر الدنيا .
- مقامة التحريف .
- مقامة ياسارية الجبل .
- مقامة حب تالي العمر: ( الحب المستحيل )
- مقامة العمر .
- مقامة الملفات .
- مقامة نخلتي حلوان .
- مقامة التثويل .
- مقامة العراق , ألأختيار قبر ام كفن .
- مقامة الرفقة .
- مقامة العراق , مشيناها خطا :
- مقامة المشي .
- مقامة أسبقيات قوة العراق.
- مقامة الشجاعة .
- مقامة النخلة .
- مقامة ابن الملوح ( المقامة المطولة ) .
- مقامة الهلوسات (العقد الثامن - الشيخوخة).
- مقامة التملك .


المزيد.....




- ضابط روسي: تحرير -أوليانوفكا- ساهم بانهيار خط دفاع أوكراني ب ...
- تصريح غريب ومريب لماكرون عن سبب عدم فرنسا من مشاركة إسرائيل ...
- طهران للوسطاء: لا تهدئة قبل استكمال الرد الإيراني على إسرائي ...
- فيديو.. الأمن الإيراني يطارد -شاحنة تابعة للموساد-
- إسرائيل تقلص قواتها في غزة لأقل من النصف.. ما علاقة إيران؟
- إسرائيل.. ارتفاع عدد القتلى بعد انتشال جثتين من تحت الأنقاض ...
- -منتدى الأعضاء السبعة-.. متى وكيف قررت إسرائيل ضرب إيران؟
- فيديو.. قتلى ومصابون في هجوم إيراني جديد على إسرائيل
- فيديو.. صاروخان إيرانيان يشعلان النار بمحطة طاقة في حيفا
- تقرير -مخيف- عن الدول التسع المسلحة نوويا.. ماذا يحدث؟


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح حزمي الزهيري - مقامة زمن بنات آوى .