أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسن مدن - (رجعوا التلامذة للجدّ تاني)














المزيد.....

(رجعوا التلامذة للجدّ تاني)


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 8003 - 2024 / 6 / 9 - 22:20
المحور: القضية الفلسطينية
    


أبناء جيلنا، أو على الأقلّ، من مرّوا بالتجارب نفسها التي مررْنا فيها، يتذكّرون أغنية الشيخ إمام، التي كتب كلماتها أحمد فؤاد نجم: "رجعوا التلامذة للجدّ تاني". كُتبت كلماتها وغُنّيت في أجواء التحرّك الطلابي الذي عمّ الجامعات المصرية، وامتدّ أثره إلى الأوساط الطلابية في بلدان عربية أخرى، بعد هزيمة 5 حزيران (1967)، مطالباً بالثأر من العدوّ الصهيوني، وردّ الكرامة الوطنية والقومية.

نعود اليوم إلى كلمات هذه الأغنية، على خلفيّة التحرّكات الطلابية، التي تعمّ الجامعات في البلدان الغربية، بما فيها الولايات المتّحدة، الداعم الأكبر لإسرائيل في عدوانها البربري على قطاع غزّة، والذي يشمل الضفة الغربية أيضاً. ومع أنّ الأغنية انطلقت من الواقع المصري الملموس يومها، لكنّ العودة إليها سترينا أنّها تلائم التحرّكات الطلابية المُناصرة للحقّ الفلسطيني والمُندّدة بالعدوان الإسرائيلي، وهي التحرّكات التي كان لها أكبر الأثر في تشكّل رأي عام غربي، وعالمي، جديدَين، ويمكن القطع، أيضاً، بأنّه غير مسبوق في التضامن مع فلسطين، من ثماره أنّ عدداً متزايداً من الدول الغربية، وغير الغربية، أيضاً، أعلنت اعترافها بالدولة الفلسطينية المُستقلّة.

لا بأس أن نُذكّر ببعض كلمات أغنية أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام، التي تشير إلى "صحوة" طلابية وشبابية في تبنّي الشأن الوطني والقومي، رغم محاولات إلهاء الشباب عن كلّ ما هو سياسي، حين تقول: "رجعوا التلامذة يا عم حمزة للجدّ تاني... لا كورة نفعت ولا أونطة/ ولا المناقشة وجدل بزنطة/ ولا الصحافة والصحفجية/ شاغلين شبابنا عن القضيـــة/ قيمو لنا صهبة يا صهبجية/ ودوقونا طعم الأغاني/ رجعوا التلامذة للجدّ تاني".

الشعراء والفنانون ليسوا عرّافين، يقرأون المستقبل، ولكن، هناك نصوص وأغانٍ تعيش عبر الزمن، وتتخطّى اللحظة التي كُتبت فيها، ومن وحي أجوائها، ومنها هذه القصيدة – الأغنية، ولأنّنا شهود على أنّ التحركات الطلابية في الغرب، وفي العالم، المناصرة لغزّة ولفلسطين، انطلقت من الجامعات الأميركية قبل غيرها، فلنقرأ، إذن، ما كتبه أحمد فؤاد نجم وغنّاه الشيخ إمام في الأغنية نفسها، وكأنّ لسان حالهما يتحدّث عن حاضرنا في عام 2024، وليس عن نهاية ستينيات وبداية سبعينيات القرن المنصرم فقط، فجاء فيها: "يا صوت أميركا يا أمريكاني/ رجعوا التلامذة يا عم حمزة للجد تاني".

ألا يصحّ القول إنّ هذين البيتَين بالذات من القصيدة يصفان الفشل الذريع الذي انتهت إليه آلة التضليل الإعلامي الأميركي، والصهيوني بالطبع، في حجب حقيقة ما جرى ويجري في غزّة وفلسطين، ليس بعد 7 أكتوبر (2023)، وإنّما منذ قامت دولة الاحتلال على أرضٍ ليست لها، طردت منها أهلها، وحوّلتها قاعدةً متقدّمةً للنفوذ الأميركي – الأطلسي في المنطقة؟ فها هو الرأي العام العالمي يثور غاضباً على عدوان إسرائيل وداعميها، بعد أن أدّى الصمود الفلسطيني في غزّة، والضفّة الغربية أيضاً، إلى لفت الأنظار إلى حقيقة ما يجري، ولم تفلح التعبئة السياسية والإعلامية المُحكمة، التي جرت لتوظيف عملية حركة حماس في غلاف غزّة لشيطنة كلّ ما هو فلسطيني، في الحيلولة ليس دون عودة "التلامذة للجدّ تاني" فقط، وإنّما تشكّل واقع دولي جديد، شعبيّاً، وإلى حدّ ما، رسميّاً أيضاً، في النظر إلى القضية العادلة للشعب الفلسطيني، فلم تعد إسرائيل في صورة الضحية المُهدّدة بالأعداء من كلّ جانب، إنّما بانت على حقيقتها منذ قيامها، كياناً مُحتلّاً وغاصباً يقترف الجرائم ضدّ شعبٍ مُتمسّك بحقّه في البقاء على تراب بلاده، وإقامة دولته المُستقلّة فيه.


لقد انقلب السحر على الساحر، ورغم بشاعة ما ترتكبه إسرائيل من جرائم في قطاغ غزّة أدّت إلى عدد مهول من الضحايا، هو إلى ازدياد كلّ يوم، وإلى دمار وتهجير، فإنّ العدوّ الذي حسب حربه في غزّة جولة سريعة لن تستغرق سوى أيام أو أسابيع محدودة جدّاً، سيدّمر فيها القطاع ويقتل من فيه أو يُهجّرهم، وقبل هذا وبعده، يقضي على مقاومته المُسلّحة، ها هي شهور ثمانية تمرّ، وليس من هدف أعلنت إسرائيل الحرب من أجله قد تحقّق، أكان القضاء على المقاومة أو استعادة الرهائن من جنودها ومواطنيها المحتجزين في غزّة، والذين قتل كثير منهم بنيران إسرائيل نفسها، بل إنّ القضية الفلسطينية التي حسب كثيرون أنّها إلى موات، ها هي تعود بقوّة لم نعرف لها مثيلاً.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنائية الدوليّة تضع الغرب على المحكّ
- تحوّلات المدينة في الخليج
- طُلّاب 1968 .. طُلّاب 2024
- باسم خندقجي
- الأول من مايو في البُعدين الوطني والأممي
- المانحون وسيادة الدول
- (خيوط المعازيب)
- لتستمرّ المقاطعة
- صنعوا داعش ولم يصنع نفسه
- نساء على دروب غير مطروقة
- إعادة قراءة .. إعادة كتابة
- بدرية خلفان .. سيّدة البدايات
- مجزرة الجياع
- التاريخ بوصفه حاضراً
- الرواية والمدينة في الخليج
- هل قادم البشر أفضل؟
- مقدّمات العدوان الصهيوني على غزّة وتداعياته
- رسائل من الغربة وعنها
- ظمأ للمعرفة لا يرتوي
- الغرب وازدواجية المعايير


المزيد.....




- فيديو متداول لـ-فرار شخصيات إيرانية بارزة- بعد النزاع مع إسر ...
- مقتل رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني
- حادثة تحطم منطادين سياحيين في أكسراي تودي بحياة شخص وإصابة 3 ...
- -واشنطن بوست-: مسؤول سوري كبير سابق يعترف بأن الأسد شخصيا أم ...
- -نشوة البداية وخيبة النهاية-.. لواء إسرائيلي يكشف عن شلل ستع ...
- مصادر عبرية: هجوم إيراني يمني وشيك على إسرائيل
- تطورات الحرب الإسرائيلية الإيرانية في مرآة الصحافة الفارسية ...
- روسيا تسلم أوكرانيا جثث 1200 من قتلى الحرب
- لماذا يستولي جيش الاحتلال على منازل الفلسطينيين في الضفة؟
- ما وراء -طوارئ ترامب- الزائفة


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسن مدن - (رجعوا التلامذة للجدّ تاني)