أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسن مدن - الغرب وازدواجية المعايير















المزيد.....

الغرب وازدواجية المعايير


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 7811 - 2023 / 11 / 30 - 14:29
المحور: القضية الفلسطينية
    


أقام الغرب الدنيا وأقعدها، ولعله لم يقعدها بعد، ضد العملية العسكرية التي بدأتها روسيا قبل أكثر من عام في الأراضي الأوكرانية، وأقام هذا الغرب مناحة ما بعدها مناحة على ضحايا ما وصفوه بالعدوان الروسي، واتخذت، وما زالت تتخذ، العقوبات القاسية ضد روسيا، بسبب تلك الحرب، ووصل الأمر حدّ اصدار قرار بإحالة رئيسها فلاديمير بوتين، وهو زعيم دولة لها مكانتها الدولية المرموقة، إلى المحكمة الجنائية الدولية، وجرى تجميد الأرصدة المالية الروسية في البلدان الغربية، بما فيها أرصدة أثرياء روس، والتحفظ على ممتلكاتهم. وفي كلمات لم يبق وجه من أوجه العقوبة والحصارضد موسكو، قانونياً كان أو اقتصادياً أو سياسياً، إلا وشملته تلك التدابير.

ولكن لنرى موقف الغرب من العدوان الإسرائيلي الجاري على المدنيين في غزّة، حيث بلغ عدد القتلى منهم، حتى اللحظة، نحو خمسة عشر ألأف قتيل، والأرقام مرشحة للزيادة وربما إلى التضاعف، حكماً من مجريات العمليات العسكرية التي تشنّها إسرائيل على القطاع، ليلاً ونهاراً، هذا غير أضعاف هذا العدد من الجرحى والمصابين، والكثير منهم باصابات بليغة، في ظرف باتت فيه المستشفيات هناك عاجزة عن علاجهم إما بسبب تعرضها، هي الأخرى للقصف والتدمير، بل واحتلالها وطرد المرضى، بمن فيهم الأطفال الخدج، والكوادر الطبية منها أو بسبب انقطاع الطاقة والكهرباء، ونفاد الأدوية، فضلاً عن حجم الدمار المروع، حيث تحولت المباني المكتظة بالسكان إلى ركام بسبب القصف المستمر بالطائرات والصواريخ، ومع ذلك فإن هذا الغرب يقف موقف المتفرج مما يجري، بل ويجاهر بدعمه لإسرائيل في مواصلة حربها بحجة القضاء على "حماس"، فيما الضحايا هم مئات الألآف من الأطفال والنساء.

مناشدات تنضح بالرياء

حكماً مما نقرأه ونسمعه كل يوم، لا نجد سوى مناشدات خجولة تنضح بالرياء والزيف لحماية المدنيين الأبرياء من فلسطينيي غزة، دون اتخاذ أي اجراء رادع لإسرائيل للتوقف عما يرتكب من مذابح وتدمير للمباني والمستشفيات وتهجير المدنيين، وتعطيل دخول المساعدات الإنسانية التي أرسلتها دول عربية وغير عربية إلى مطار العريش في مصر، وتماطل إسرائيل في السماح لها بعبور معبر رفح نحو القطاع المنكوب، وأكثر من ذلك عطلت الولايات المتحدة، عبر استخدامها للفيتو أكثر من مرة، كل مشاريع القرارات المقدّمة لمجلس الأمن الدولي المطالبة بوقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعات الإنسانية.

داء إزدواجية المعايير الغربي ليس جديداً، لا نلحظه فقط عبر المقارنة في الموقف من حرب أوكرانيا والحرب على غزة، وإنما أيضاً في طريقة تعامل هذا الغرب مع هجوم حماس على غلاف غزّة في السابع من الشهر الماضي، وتعامله مع جرائم الحرب التي ترتكب كل ساعة في غزّة على مدار أسابيع.

الأذرع الرقمية والتضييق على دعم فلسطين

الدعم لا يقف الغرب في موقفه المتواطىء مع العدوان الصهيوني عند حدود الصمت على جرائمه، بل وتقديم العدّة والعتاد والأموال له، بل أن الأذرع الرقمية لهذا الغرب، من منصّات التواصل الاجتماعي، تتمادى في التضييق على المواقف الداعمة للحق الفلسطيني، والمنددة بالعدوان على غزّة، وحجب الكثير من المحتويات الحاملة لهذه المواقف، والحدّ من عدد متابعيها إلى أبعد الحدود، بل وإغلاق حسابات أصحابها، أو تهديدهم بذلك، وفي الأسابيع الأخيرة أعلنت شركة "ميتا" عن حذف أكثر من 795 ألف منشور باللغتين العربية والعبرية، وصفتها بأنها "مزعجة أو غير قانونية" لأنها نددت بحرب إسرائيل على غزّة، وجاء إعلان الشركة على خلفية توبيخ طالها من الاتحاد الأوروبي بسبب عدم معالجة ما وصفه ب"المعلومات المضللة" على منصاتها، وقالت "ميتا" إنها، وبعد العملية العسكرية لحركة "حماس" في السابع من هذا الشهر، "أزالت 7 أضعاف المحتوى الذي ينتهك سياساتها باللغتين العبرية والعربية مقارنة بالشهرين الماضيين".

بدوره وجد إيلون ماسك مالك منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، نفسه محمولاً على القيام بشيء مشابه بعد انتقادات حادة وجهها له الاتحاد الأوروبي أيضاً، ورغم إعلان الملياردير الأميركي تمسكه بمبدأ حرية التعبير وعدم حظر الحسابات على المنصة الشهيرة، لكنه لم يقو على مواجهة الانتقادات اللاذعة من قبل الأوروبيين، وأعلن إزالة "عشرات الآلاف" من المنشورات عقب الهجوم إياه.

في الحالين، حال "ميتا" و"إكس"، وربما غيرهما من وسائل التواصل، نحن إزاء غياب المعيار المتبع لتصنيف المنشورات على أنها داعمة لما يوصف بالإرهاب، حيث أن الحظر طال حسابات كثيرة يهمّ أصحابها، بدرجة أساسية، التعبير عن التضامن مع حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة المقرّة دولياً، وهي أبعد ما تكون عن الخانة التي يتحدث عنها الاتحاد الأوروبي.

نعرض هذا على سبيل التمهيد لعرض محتوى تحذير وجهته رئيسة مشروع "موزيلا" الحر للبرمجيات ميتشيل بيكر من مخاطر وضع تطوير تقنية الذكاء الاصطناعي في أيدي عدد قليل من عمالقة التكنولوجيا فقط، ولا علاقة لتصريحها بما يجري في غزّة حالياً، لكنها دعت لإتاحة التحكم في بيانات التدريب ونتائج الوظائف الجديدة للذكاء الاصطناعي من قبل المستخدمين الأفراد والشركات لا أن يتم التحكم فيها بشكل مركزي من قبل عدد قليل من الشركات الكبرى، وهي شركات تعبر عن مصالح الطغم الرأسمالية الممسكة بمفاصل القرار السياسي في تلك الدول، والتي تجير هذه الوسائط كأدوات للهيمنة على العالم، وتنميط المواقف، وحجب كل ما يتصل بنصرة العدالة والحق، والتضييق على دعاته.

ومثلما غيّر الإنترنت العالم بشكل جذري وإلى الأبد، فإن بيكر ترجح أن يكون الذكاء الاصطناعي هو الذي سيحدد تكنولوجيا الجيل الحالي، مشيرة إلى أن فوائد الإنترنت وصلت إلى مليارات الأشخاص لأنه لم يتم السماح بقصر السيطرة على السوق لتكون في يد شركة أو شركتين كبيرتين، مستدركة بالقول إنه "وبنظرة إلى الوراء فإنه كانت هناك العديد من القرارات التي كان من شأنها أن تسهم بالمزيد لحماية المنافسة والخصوصية".

ما نشهده اليوم من تحكّم في محتوى ما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي، وتطبيق سياسة الكيل بمعيارين في طبيعة العلاقة مع هذا المحتوى، ينبهان إلى التبعات السلبية لهيمنة من وصفتهم الخبيرة المذكورة بعمالقة التكنولوجيا، الذين هم في الحقيقة عمالقة الرأسمال في صوره الجديدة.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزّة الشاهدة والشهيدة
- لماذا لا (تتعولم) أمريكا؟
- المصائب لا تاتي فرادى
- للكتاب أكثر من عنوان
- انتحار الجنرال
- (صوت الذين لا صوت لهم)
- قمة بريكس
- طاغور أول آسيوي ينال (نوبل)
- الناتو يقايض كييف
- ولا عزاء للورق
- هل يصبح اقتصاد (الأطراف) مركزاً؟
- ثنائي بايدن - تراب باقٍ
- تاريخا ميلاد لإيزابيل الليندي
- التسامح ومداواة الجروح
- أحمد الشملان.. صلابة المناضل ورهافة المبدع
- عصر الغليان العالمي
- الشباب والثقافة
- الذكاء الاصطناعي غير محايد
- ميلان كونديرا
- تناقض عصيّ على الحل


المزيد.....




- ترامب يعلق على إخلاء الشرطة جامعة كولومبيا من المحتجين.. وين ...
- فيديو... -كتائب القسام- تقصف تجمعات قوات إسرائيلية بالصواريخ ...
- وفاة الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان والرئيس الإماراتي ينعاه
- إحباط مخطط يستهدف -تفجير- معسكرات أمريكية في دولة خليجية
- خامنئي: تطبيع دول المنطقة مع إسرائيل لن يحلّ الأزمات الإقليم ...
- الجزيرة تحصل على صور تكشف مراقبة حزب الله مواقع ومسيّرات إسر ...
- من أثينا إلى بيروت.. عمال خرجوا في مسيرات في عيدهم فصدحت حنا ...
- بيربوك: توسيع الاتحاد الأوروبي قبل 20 عاما جلب فوائد مهمة لل ...
- نتنياهو: سندخل رفح إن تمسكت حماس بمطلبها
- القاهرة وباريس تدعوان إلى التوصل لاتفاق


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسن مدن - الغرب وازدواجية المعايير