أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسن مدن - صنعوا داعش ولم يصنع نفسه














المزيد.....

صنعوا داعش ولم يصنع نفسه


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 7933 - 2024 / 3 / 31 - 10:56
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ليست خافية العلاقة المُلتبسة بين تنظيم داعش الإرهابي وأجهزة استخبارات ومراكز نفوذ في بعض الدول، استخدمته لتنفيذ أجندات خاصة بها في صراعها على النفوذ. صحيحٌ أنّ "الداعشية"، قبل أن تكون تنظيماً مسلحاً سمّى نفسه "الدولة الإسلامية"، فكرة إرهابية تجلّت في صورة دموية بشعة رأيناها في العراق وسورية وغيرهما، وقد تتجلى في صور أخرى أيضاً، ناعمة، لكنها لا تقلّ خطورة، إن لم تكن الأخطر، لأنها تحمل في ثناياها البذور المنتجة للإرهاب في أشدّ صوره دمويّة وبشاعة.

سيقول قائلون، وفي قولهم كثير من وجاهة، "نحنُ من ربّينا "داعش" من خلال ما حملته كثير من مناهجنا التعليمية من تكفير وتسفيه للرأي الآخر وقمع للاجتهاد الحرّ، ومن خلال ما نشره بعض من يوصفون بـ"الدعاة" ممن حرّضوا الشباب على إلقاء أنفسهم إلى التهلكة، فسُلّموا إلى القوى والمحاور التي وظّفتهم شرّ توظيف. لكن الفكرة المتطرّفة التي ينطلق منها التنظيم لم يكن بوسعها أن تتحوّل تلقائياً إلى تنظيم مسلح بإمكانات لوجستية مكّنته من السيطرة على مناطق شاسعة في العراق وسورية، والتمدّد إلى بلدان أخرى، لولا دعم المستفيدين من خدماته، سواء باتّصال مباشر مع قيادته، أو عبر اختراق صفوفه بإتقان. صنعوا التنظيم ولم يصنع نفسه، ولا يمكن إغفال حقيقة أن التنظيم، مُقدّماً نفسه "دولة خلافة إسلامية"، لم يعلن أي عمليةٍ ضد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، سواء في الضفة الغربية أم غزّة، قبل 7 أكتوبر وبعده.

قد تحين اللحظة التي تتكشّف فيها بعض (أو كل) ملابسات خلق هذا التنظيم المرعب وتمويله وتسليحه، وتسهيل تمدّده وبسط نفوذه في أراضٍ شاسعة. أما ظاهر الحقائق نفسها فهو معروفٌ حتى عند بسطاء الناس، منذ نشأ التنظيم الذي أريد له أن يكون قاطرة لما يخطّط لحال المنطقة بعده.

رغم هزائم مُني بها التنظيم في سورية والعراق، وما لحق به من خسائر، فإن ملفّ "داعش" لم يُوجد ليُطوى، وإنما ليظلّ مفتوحاً حتى يجني ثماره من صنعه وموّله وسلّحه، ووفّر له ما يحتاج إليه من معلومات استخبارية ضرورية ليستقطب في صفوفه الآلاف المؤلفة من مقاتلين تدفقوا إلى أماكن سيطرته، من بلدان عربية وغير عربية، بينها بلدان في وسط آسيا كانت يوماً في عداد جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق، ومنها طاجكستان المحاذية لأفغانستان، وإليها ينتمي الأفراد المتورّطون في المجزرة التي أعلن التنظيم مسؤوليته عنها في قاعة للحفلات الموسيقية قرب موسكو، في 22 مارس/ آذار الحالي، ذهب ضحيتها 143 قتيلاً عدا عن الجرحى، وهي العملية التي لاحظ مراقبون أن توقيتها تزامن والذكرى الخامسة للقضاء على آخر معاقل التنظيم ودولته في سورية، بعد حربٍ خاضها ضده تحالف دولي واسع، لكن التنظيم لا يزال، بين حين وآخر، يشنّ هجمات هنا وهناك، وأصبح العمال المهاجرون من دول آسيا الوسطى أكثر عرضة للتجنيد من الجماعات المتطرفة، بحسب ما يذهب إليه قاسم شاه إسكندروف، رئيس مركز دراسات أفغانستان، ومقرّه في عاصمة طاجكستان، دوشانبي.

شكّكت روسيا، في البداية على الأقل، في أن يكون "داعش" نفذّ المجزرة في موسكو، وهي أكبر هجوم إرهابي له في أوروبا، متهمة كييف واستخبارات غربية، لم تسمّها، بالتورط في العملية ربطاً بالحرب الجارية في أوكرانيا، ورغبة في إلحاق صدع بالجبهة الداخلية الروسية، خاصةً بعد الفوز الكاسح للرئيس بوتين في الانتخابات التي انتظمت قبل أيام، والتقدّم الميداني الذي حققته موسكو على جبهة القتال في أوكرانيا في الأسابيع الماضية. وبإلقاء القبض على المنفّذين، وعلى آخرين على صلة بالهجوم، يُتوقّع أن تكشف التحقيقات من يقف وراء الهجوم أو تُقدَّم على الأقل معطيات تكشف بعض المستور. قد يكون "داعش" هو الفاعل، لكن الأهم معرفة الجهات الضالعة في تقديم كل ما يلزم من أوجه الدعم والمساندة لتنفيذ عملية بهذا الحجم أوقعت ضحايا كثيرين. وكما في حالات مشابهة؛ فتّش عن المستفيد.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء على دروب غير مطروقة
- إعادة قراءة .. إعادة كتابة
- بدرية خلفان .. سيّدة البدايات
- مجزرة الجياع
- التاريخ بوصفه حاضراً
- الرواية والمدينة في الخليج
- هل قادم البشر أفضل؟
- مقدّمات العدوان الصهيوني على غزّة وتداعياته
- رسائل من الغربة وعنها
- ظمأ للمعرفة لا يرتوي
- الغرب وازدواجية المعايير
- غزّة الشاهدة والشهيدة
- لماذا لا (تتعولم) أمريكا؟
- المصائب لا تاتي فرادى
- للكتاب أكثر من عنوان
- انتحار الجنرال
- (صوت الذين لا صوت لهم)
- قمة بريكس
- طاغور أول آسيوي ينال (نوبل)
- الناتو يقايض كييف


المزيد.....




- 60 قتيلًا في فيضانات مدمّرة شمال الصين.. ودار للمسنين تتحول ...
- استقالة رئيس وزراء ليتوانيا في إطار تحقيق بشأن مخالفات مالية ...
- ملف حصر السلاح يضع حزب الله والدولة اللبنانية على مفترق طرق ...
- السجن مدى الحياة لسويدي لدوره بقتل طيار أردني
- روبيو: الاعتراف بدولة فلسطينية يقوض المفاوضات ويزيد تعنت حما ...
- كاتب تركي: ما أهمية ميثاق التعاون الدفاعي بين تركيا وسوريا؟ ...
- العلاقات الروسية السورية.. اتفاقيات للمراجعة وملفات للمستقبل ...
- استهدفتها بأسلحة جديدة في مواقع مختلفة.. ما رسائل موسكو لكيي ...
- 15 قتيلا في هجوم روسي على كييف وزيلينسكي يدعو إلى -تغيير الن ...
- شاهد.. لحظة انقسام لعبة -البندول- في مدينة ملاهي بالسعودية إ ...


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسن مدن - صنعوا داعش ولم يصنع نفسه