أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن مدن - الرواية والمدينة في الخليج














المزيد.....

الرواية والمدينة في الخليج


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 7852 - 2024 / 1 / 10 - 12:22
المحور: الادب والفن
    


يلاحظ الأكاديمي والناقد السعودي البارز د. سعد البازعي أن الاشتباك بين الرواية والمدينة في بلدان الخليج والجزيرة العربية يكاد يفوق في وضوحه ما حدث في بيئات كثيرة أخرى. ويقدم البازعي تفسيراً مهماً لذلك ينطوي على قدر كبير من الوجاهة، يكمن في ما أطلق عليه «القرب الزمني لعملية التمدّن نفسها»، من زاوية أن عملية التحديث قريبة عهد تاريخياً إذا ما قيست بنظيراتها في بلدان عربية أخرى كمصر وبلاد الشام، إذا ما تحدثنا عن المشرق العربي، وهذا ما جعل الرواية في الخليج والجزيرة العربية "تتوازى مع المدنيّة من حيث حداثة التطور".

بحث البازعي نُشر في كتاب «المدن العربية بين العراقة والاستدامة»، الصادر عن مؤسسة الفكر العربي، ونرى أنه من أهم الكتب التي تناولت موضوع المدينة العربية من الأوجه المختلفة لباحثين من مختلف الأقطار العربية، وتناول علاقة المدينة بأمور التاريخ والهوية، محو الذاكرة وإحياء التراث، المستقبل، وأخيراً المدينة العربية في المخيال الروائي، وهو المحور الذي جاء البحث موضوع الحديث فيه.

ثنائية المدينة والرواية موضوع بُحث كثيراً، وذائعة الصيت عبارة الناقد المجري جورج لوكاش: «الرواية ابنة المدينة»، وإن كنا نحسب أن لوكاش لم يقصد أن المدينة هي وحدها فضاء الرواية، ولكنه قصد، كما نرجّح، أن نشوء المدينة وصيرورتها، هما اللذان اقتضيا ظهور جنس أدبي، بانورامي، جديد هو الرواية بديلاً عن الملحمة مثلاً.

لذلك، فإن الوقوف عند حضور المدينة الخليجية في روايات أبرز روائيي المنطقة على غرار ما فعل البازعي، أمر مهم وجدير بالبحث فيه، فهو ضرورة ليس فقط للتعرف على أعمال روائية مهمة لكتّاب من الخليج والجزيرة العربية، خاصة في الفترة الممتدة من تسعينات القرن الماضي، «وهي الفترة التي وصلت فيها الرواية بالمنطقة إلى مستويات تنافسية عالية في المشهد الروائي العربي»، دون أن ينفي ذلك أن المدينة حضرت في روايات خليجية أخرى قبل تلك الفترة، حتى لو لم تحظ بالصيت الذي تستحقه.

يتناول الباحث الموضوع من أكثر من جانب، واتخذ من أعمال لروائيين من السعودية والكويت وسلطنة عمان أمثلة أو نماذج لإيضاح أطروحاته حول نشوء وتطوّر الرواية في منطقتنا، ومع عدم تجاهل بعض الخصوصيات بين بلد خليجي وآخر، بل أحياناً داخل البلد نفسه، فإن البازعي يرى، محقاً، أن المشتركات وأوجه التشابه أوسع بكثير، بل إن من المدن في بلد خليجي ما يحضر في روايات بلد آخر مثل حضور البحرين في رواية «شارع العطايف» للسعودي عبدالله بن بخيت، والكويت في رواية «سيّدات القمر» للعمانية جوخة الحارثي.
في مستهل دراسة البازعي التي عنونها بـ «مدن وروايات من الجزيرة العربية والخليج»، يشير إلى خماسية عبدالرحمن منيف "مدن الملح". ومع أن منيف توزع بين بلاد الشام والعراق حيث ولد وعاش، والجزيرة العربية التي ولد فيها والده وإليها ينتسب، فإن «رصده السردي التاريخي للمنطقة يجعله شديد الصلة بالمدينة في الجزيرة العربية والخليج»، ومن جوانب أهمية «مدن الملح» تناولها لمخاض تحوّل المنطقة من مرحلة ما قبل اكتشاف النفط إلى ما بعده، وهو التحوّل الحاسم الذي عنى الكثير، وساهم بمقادير كبيرة في تشكّل صورة المدينة الخليجية الراهنة.

المدينة تحضر في الرواية الخليجية ك «نوستالجيا» أيضاً، يقول الدكتور البازعي، ويعطي مثلاً بحضور مدينة الرياض في أعمال روائية سعودية، كأعمال أميمة الخميس، وعبدالله بن بخيت، وبدرية البشر، واختار الباحث الرياض كمثال فقط، حيث نعلم أن مدناً سعودية أخرى، بينها مكّة، حضرت في أعمال روائية، حتى أن رواية الأديبة رجاء عالم الأخيرة «باهبل» حملت عنواناً شارحاً هو «مكّة Multiverese 1945 – 2009». ولو وسعنا دائرة النظر فرأينا الأفق الخليجي الأشمل، لوجدنا أن المدينة كذاكرة تحضر في أعمال روائيين وروائيات من بلدان المنطقة، بما في ذلك أعمال روائيين من الجيل الجديد، ومن ذلك حضور مدينتي الشارقة ودبي في روايتي «لعلّها مزحة» و«دائرة التوابل» لصالحة عبيد، وفي الرواية الأخيرة لريم الكمالي «يوميّات روز»، وحضور مدينة مسقط في روايتي «الباغ» و«دلشاد» للروائية بشرى خلفان، ونسوق هذه الأسماء والعناوين كأمثلة فقط.

ولوعدنا إلى البدايات الروائية في بلدان المنطقة لوجدنا، يومها، ميلاً لتناول وتصوير المرحلة السابقة لاكتشاف النفط، حيث عوالم الغوص والهجرات بحثاً عن الرزق، وقد يكون السبب في ما ذكره الدكتور البازعي، وأشرنا إليه أمس، هو في «القرب الزمني لعملية التمدّن نفسها»، من زاوية أن عملية التحديث قريبة عهد تاريخياً إذا ما قيست بنظيراتها في بلدان عربية أخرى، أي أن المدينة لم تتشكل كذاكرة في الأعمال الروائية الخليجية الأخرى، دون أن ينفي ذلك أن بعض أوائل الروائيين انعطفوا، في أعمال تالية لهم، نحو المرحلة التالية، بينهم الأديب البحريني الراحل عبدالله علي خليفة، ويمكن أن نعطي مثالاً بروايته «ساعة ظهور الأرواح»، التي تناول فيها «حي العدامة»، الذي لم يعد موجوداً، وكان حياً فقيراً مهمشاً في أطراف المنامة، وهو بالمناسبة الذي نشأ فيه الموسيقار الراحل مجيد مرهون.

الروائي البحريني الراحل فريد رمضان جعل من المدينة فضاء لبعض رواياته أيضاً، ومن بينها رواية «التنور» التي نقرأ في ثناياها وصفاً أخاذاً لشارع باب البحرين، الذي يشكل مدخل العاصمة، وكان الميناء المحاذي له يستقبل السفن والمراكب القادمة من إيران والهند والبصرة ومسقط.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل قادم البشر أفضل؟
- مقدّمات العدوان الصهيوني على غزّة وتداعياته
- رسائل من الغربة وعنها
- ظمأ للمعرفة لا يرتوي
- الغرب وازدواجية المعايير
- غزّة الشاهدة والشهيدة
- لماذا لا (تتعولم) أمريكا؟
- المصائب لا تاتي فرادى
- للكتاب أكثر من عنوان
- انتحار الجنرال
- (صوت الذين لا صوت لهم)
- قمة بريكس
- طاغور أول آسيوي ينال (نوبل)
- الناتو يقايض كييف
- ولا عزاء للورق
- هل يصبح اقتصاد (الأطراف) مركزاً؟
- ثنائي بايدن - تراب باقٍ
- تاريخا ميلاد لإيزابيل الليندي
- التسامح ومداواة الجروح
- أحمد الشملان.. صلابة المناضل ورهافة المبدع


المزيد.....




- “فرحي أولادك وارتاحي من زنهم”.. التقط تردد قناة توم وجيري TO ...
- فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي ...
- ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ ...
- بعد مسرحية -مذكرات- صدام.. من الذي يحرك إبنة الطاغية؟
- -أربعة الآف عام من التربية والتعليم-.. فلسطين إرث تربوي وتعل ...
- طنجة تستضيف الاحتفال العالمي باليوم الدولي لموسيقى الجاز 20 ...
- -لم أقتل زوجي-.. مسرحية مستوحاة من الأساطير الصينية تعرض في ...
- المؤسس عثمان الموسم 5.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 باللغة ...
- تردد قناة تنة ورنة الجديد 2024 على النايل سات وتابع أفلام ال ...
- وفاة الكاتب والمخرج الأميركي بول أوستر صاحب -ثلاثية نيويورك- ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن مدن - الرواية والمدينة في الخليج