أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسن مدن - هل قادم البشر أفضل؟














المزيد.....

هل قادم البشر أفضل؟


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 7844 - 2024 / 1 / 2 - 07:29
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


هذا ليس سؤالاً جديداً، لكن لا بأس من العودة إليه ونحن نودع عاماً انقضى ونلج عاماً جديداً أتى. حتى أن كتاباً نُشر في العام 2016، صدرت ترجمته إلى العربية بعد ثلاثة أعوام، حمل عنوان: «هل أفضل أيام البشر قادمة؟»، حوى مجموعة مناظرات جمعت أربعة من المفكرين، تناولوا فيها مستقبل العالم من زوايا عدة، بينها العلم والدين والتنوير والعقل والعقلانية والتكنولوجيا والفلسفة والأخلاق والسياسة والفرد والمجتمع والبيئة، وجرى تناول كل ذلك من منظور فلسفي.

وتخلص المناظرة التي حمل الكتاب اسمها إلى خلاصة متفائلة، ويبني ستيفن بيكر، أحد المشاركين في المناظرات الذي يتبنى وجهة النظر هذه، إلى أن الأخبار السعيدة موجودة جنباً إلى جنب مع الأخبار السيئة، ويكاد يُحمّل الصحف والإعلام عامة مسؤولية التركيز على «الأخبار السيئة»، ويتجاهل نقيضها، الأخبار الجيدة، «فالصحفيون يُغطون سقوط الطائرات وليس الطائرات التي تقلع، فما دامت الأشياء السيئة لم تختف من كوكب الأرض، فسيكون هناك دائماً عدد كاف من الأخبار السيئة لملء نشرات الأخبار، والناس سيعتقدون، كما فعلوا لقرونٍ من الزمان، أن العالم ينهار».

واضح أن هذه جرعة مبالغ فيها من التفاؤل. فالأمر لا يتصل بطائرات تحمل الركاب عددها محدود تسقط أحياناً، وإنما بطائرات تقذف حمماً وصواريخ وقاذفات تُدّمر مدناً عامرة عن آخرها، وتقتل ساكنيها، وتصيب آخرين منهم بجروح بليغة، قد تبقيهم مقعدين ما تبقى من حياتهم إن قدّرت لهم النجاة من الموت، ويتصل بتهجير مئات الآلاف، بل والملايين من البشر من مدنهم وبلداتهم إلى مخيمات العراء، ولنا في ما تفعله طائرات إسرائيل الحربية وما يقترفه جنودها من فظائع في قطاع غزّة خلال الشهور الماضية الدليل الأبلغ.

وحرب غزّة ليست الحرب الوحيدة في وقتنا الراهن. هناك حرب ضروس تدور بين أوكرانيا وروسيا منذ أكثر من عامين، ويتكبد الجانبان خسائر فادحة في الأرواح. وكما أن العدوان الجاري على غزّة يمكن أن يتحول إلى حرب إقليمية في أي لحظة، فإن النزاع في أوكرانيا مرشح بدوره لأن يتحول إلى حرب أوسع في أوروبا، وما هاتان الحربان إلا مثالان على أن الأخبار السيئة، وفق تعبير صاحبنا، الطاغية على الأخبار غير السيئة، ليست من صنع الصحافة أو الإعلام، وإنما هي وقائع دموية، حقيقية، تكاد لا تترك مساحة لما وصفه ب «الأخبار الجيدة»، يضاف إلى ذلك تحديات البيئة والمناخ وانتشار الفقر والمجاعة على المستوى الكوني.

لكن كل هذا يجب ألا يعني أن نغلق أي مساحة للأمل. البشر قادرون، إن احتكموا للعقل ولمبادئ الحق والعدل والمساواة والنزاهة، على دفع العالم ليكون أفضل، ويبقى السؤال: هل تراهم يفعلون أم يبقون القرار بيد القتلة وتجّار الحروب ومُدمري البيئة ومُستغلي الشعوب ومُحتلي أراضي الآخرين وسالبي حقوقهم؟



#حسن_مدن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقدّمات العدوان الصهيوني على غزّة وتداعياته
- رسائل من الغربة وعنها
- ظمأ للمعرفة لا يرتوي
- الغرب وازدواجية المعايير
- غزّة الشاهدة والشهيدة
- لماذا لا (تتعولم) أمريكا؟
- المصائب لا تاتي فرادى
- للكتاب أكثر من عنوان
- انتحار الجنرال
- (صوت الذين لا صوت لهم)
- قمة بريكس
- طاغور أول آسيوي ينال (نوبل)
- الناتو يقايض كييف
- ولا عزاء للورق
- هل يصبح اقتصاد (الأطراف) مركزاً؟
- ثنائي بايدن - تراب باقٍ
- تاريخا ميلاد لإيزابيل الليندي
- التسامح ومداواة الجروح
- أحمد الشملان.. صلابة المناضل ورهافة المبدع
- عصر الغليان العالمي


المزيد.....




- 60 قتيلًا في فيضانات مدمّرة شمال الصين.. ودار للمسنين تتحول ...
- استقالة رئيس وزراء ليتوانيا في إطار تحقيق بشأن مخالفات مالية ...
- ملف حصر السلاح يضع حزب الله والدولة اللبنانية على مفترق طرق ...
- السجن مدى الحياة لسويدي لدوره بقتل طيار أردني
- روبيو: الاعتراف بدولة فلسطينية يقوض المفاوضات ويزيد تعنت حما ...
- كاتب تركي: ما أهمية ميثاق التعاون الدفاعي بين تركيا وسوريا؟ ...
- العلاقات الروسية السورية.. اتفاقيات للمراجعة وملفات للمستقبل ...
- استهدفتها بأسلحة جديدة في مواقع مختلفة.. ما رسائل موسكو لكيي ...
- 15 قتيلا في هجوم روسي على كييف وزيلينسكي يدعو إلى -تغيير الن ...
- شاهد.. لحظة انقسام لعبة -البندول- في مدينة ملاهي بالسعودية إ ...


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسن مدن - هل قادم البشر أفضل؟