أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد مقنع - هدم تخاريف البربر (3): الافري (سكان تونس القدماء) كانوا زنوجا














المزيد.....

هدم تخاريف البربر (3): الافري (سكان تونس القدماء) كانوا زنوجا


محمد مقنع

الحوار المتمدن-العدد: 7982 - 2024 / 5 / 19 - 21:08
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تاريخ السود في شمال أفريقيا يمتد لملايين السنين، حيث اسسوا إمبراطوريات وحضارات رائعة، مصحوبة بتاريخ مجيد. ورغم الإنجازات الكبيرة، إلا أن هذا الشعب العظيم واجه تحديات ومصاعب لا تحصى، من بينها ظاهرة السطو والاستباحة التي طالت تاريخهم. فكثير من علوج البربر يدعون بان اسم افر (الذي اشتقت منه كلمة افريقيا) كان يطلق على شعب ابيض بربري عمر تونس، مع ان المصادر التاريخية تؤكد عكس ذلك.
عند الحديث عن تبييض تاريخ شمال أفريقيا، ندخل في نقاش حساس يتناول تشويه الصورة والتلاعب بالحقائق التاريخية. ففي العديد من الحالات، تم تجاهل وتشويه إسهامات السود الشمال افريقيون، وتم إخفاء قصص نجاحهم وتفوقهم في مختلف المجالات نتيجة للعنصرية والتمييز الاجتماعي الذي مارسته القوى الإمبريالية خلال الحقبة الاستعمارية.
في قصيدة "موريتوم"، التي كُتبت في القرن الأول قبل الميلاد وتتحدث عن مواطنة تونسية من الحقبة الرومانية، تُقدم واحدة من أكثر الوصفات التفصيلية للإنسان الزنجي في الأدب الروماني. إن كل من "أفر" و"فوسكوس"، اللذين يظهران في وصف بوبليوس فيرجيليوس مارو، لهما أهمية أنثروبولوجية كبيرة عندما يُنظر إليهما في سياق مقطع "موريتوم". لا ينبغي إغفال هذا التوافق بين كلمتين تحملان أهمية أنثروبولوجية، خاصة عندما تُستخدم إحداهما - "فوسكوس" - لوصف سمة اعتبرها الرومان واحدة من السمات المميزة للزنوج، واستعملوها كدليل واضح للتعرف عليهم.

مقطع القصيدة الرومانية:
جنس أفرا، الشكل كله يشهد بوطن الأب،
شعر ملتوي وشفاه منتفخة ولون اسود،
صدر واسع ثديين منبسطين وبطن مضغوط،
ساقين نحيلتين وقدم فسيحة وسخية

Moretum -- Appendix Vergiliana, Publius Vergilius Maro
Afra genus, tota patriam testante figura,
torta comam labroque tumens et fusca colore,
pectore lata, iacens mammis, compressior alvo,
cruribus exilis, spatiosa prodiga planta

المدلسون الغربيون يستغلون عدم معرفة الناس باللغتين الإغريقية واللاتينية لتمرير أجنداتهم المضللة. اثيوبي لا تعني اسود في أي من اللغتين لان الرومان كانوا يستعملون نعوت ك (Niger, Ater, Fuscus, Perustus, Adustus, Incocti) لوصف سواد البشر، بينما الاغريق يستخدمون كلمات ك (Melas, Mavro).

عندما كنت اجري أبحاثي، وجدت كتاباً يشير إلى أن الوصف الذي جاء في قصيدة موريتوم يظهر تشابهًا ملحوظًا مع فقرة حديثة من دراسة أنثروبولوجية تصف السود، اذ جاء في الكتاب:
وفقًا للمعايير العلمية الحديثة، يمكن اعتبار بعض الكُتّاب الرومان مؤهلين كعلماء أنثروبولوجيا من حيث ملاحظاتهم عن الزنوج. باستثناء عدم وجود بيانات أنثروبومترية، فإن بعض الأوصاف الرومانية للزنوج تتفق مع أوصاف أدق العلماء الحديثين.
توجد تصنيفات للنوع الزنجي في ثلاثة مصادر رومانية. وبما أن دراسة هذه الفقرات مهمة لتبرير استخدام كلمات "إثيوبي" و"زنجي" و"زنجي النوع" في هذه الورقة، فمن الضروري الاستشهاد بهذه الفقرات ومناقشة بعض الكلمات الأساسية التي تظهر فيها.
Afra genus, tota patriam testante figura,
torta comam labroque tumens et fusca colore,
pectore lata, iacens mammis, compressior alvo,
cruribus exilis, spatiosa prodiga planta

هذا الوصف في قصيدة (Moretum, 31-35) يحمل تشابهًا لافتًا مع الفقرة التالية من عالم أنثروبولوجيا حديث: "رؤوس ضيقة وأنوف عريضة، شفاه سميكة وسيقان نحيفة، فكوك بارزة وذقون متراجعة، جلد غني بالصبغة ولكن فقير بالنمو الشعري، أقدام مسطحة وجباه مستديرة، وشعر اجعد قصير".


وهذه الحقائق اكدها العالمين الأنثروبولوجيين الفرنسيين لوسيان بيرثولون وإرنست شانتر، اللذين فحصا هياكل عظمية تونسية تعود للحقبة الرومانية:
"نوع الزواويس أو الزيغيتان، نسبتا لمقاطعة تونسية كانت تضم هذه المدن (Carthage, Utica, Hippo, Diarritum, Maxulla, Misua, Clupea & Neapolis) - كان الزواويس أو الزيغيتان أصغر قليلاً في الحجم من اللوطوفاجيين. كان طولهم يتراوح بين 163-164 سم. كانت رؤوسهم ضيقة وممتدة بشكل ملحوظ (احدى خصائص الزنوج). كان متوسط مؤشر الرأس لديهم من 73 إلى 74. كان أنفهم عريضًا جدا (احدى خصائص الزنوج)، مما أعطى، كما هو الحال مع اللوطوفاجيين، مؤشرًا متوسطًا من 68 إلى 70. كانت بشرتهم أكثر سمرة من بشرة اللوطوفاجيين، مع خلفية من الصبغة الحمراء-البنية. كانت عيونهم سوداء، وشعرهم شديد السواد، ولحاهم قليلة الكثافة (احدى خصائص الزنوج). كان للأفري الخصائص نفسها، مع حجم متوسط أقل قليلاً، ومؤشر رأسي ربما أقل امتداداً، من 74 إلى 75."

Recherches Anthropologiques Dans La Berbérie Orientale, Tripolitaine, Tunisie, Algérie. By Lucien Bertholon, Ernest Chantre.
Type des Zaouèces ou Zeugitans. - Les Zaouèces ou Zeugitans étaient un peu plus petits de taille que les Lotophages. Leur taille était d’environ 163-164. Leur tête était étroite et fort allongée. Leur indice céphalique était en moyenne de 73 à 74. Leur nez était assez large, donnant, comme pour les lotophages, un indice moyen de 68 à 70. Leur peau était plus bistre que celle des lotophages, avec un fond de pigment rouge-brun. Les yeux étaient noirs, les cheveux très fonces, la barbe peu abondante, les Afri avaient les mêmes caractéristiques, avec une taille moyenne un peu moins basse, et un indice céphalique peut être moins allongé, 74 à 75.


تظهر الصورة المرفقة في هذا المنشور تمثالًا لرجل تونسي يتميز بصفات زنجية، يعود تاريخه إلى الفترة الرومانية، ويتواجد حاليًا في متحف باردو التونسي.



#محمد_مقنع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هدم تخاريف البربر (2): الغوانش كانوا سود افارقة
- هدم تخاريف البربر (1): تبييض المستعمر الغاشم لتاريخ شمال افر ...
- الزنوج الافارقة هم اول من عمر قارة أمريكا
- تزوير تاريخ السود وربطهم بالعبودية هو ما يغذي العنصرية ضدهم
- البروباغندا العنصرية المخزنية
- عبيد المولى إسماعيل البيض الذين يخفيهم المخزن عن رعاياه
- يناير عيد وثني روماني يكرم الإله يانوس
- تاريخ استعباد البيض الأوروبيين بمنطقة الريف المغربي
- كل المصادر التاريخية تجمع على ان المور ‏كانوا شديدو السواد
- شمال افريقيا متعددة الأعراق وسكانها الاصليون سود
- الأصل العربي والفارسي لسكان منطقة القبايل البربر
- الأوربيون استعبدوا أكثر من 2 مليون شمال افريقي
- الفراعنة كانوا سود يا بقايا الهكسوس والعبيد الشركس
- هنري لوت وتزوير نقوش طاسيلي ناجر
- فكرة تفوق الأبيض على الأسود ظهرت عند الهندوس
- لوسيوس كوايتوس كان افريقيا اسودا
- شهادة امير علوي عن تاريخ العبيد البيض في القصور السلطانية
- غزو شعوب البحر لشمال افريقيا
- لا احد من القدماء ذكر الشمال افريقيين كشعب
- درعاوة أسياد يا بقايا العبيد والغزاة


المزيد.....




- مصدر رفيع يكشف شروطا وضعها الوفد الأمني المصري خلال اجتماع ث ...
- محلل سابق في CIA: أوكرانيا قد تفقد السيطرة على مدن كبرى بينه ...
- موقع مصري: -محاكمة الحكومة- تثير أزمة في البرلمان
- كوريا الشمالية تمطر جارتها الجنوبية بــ 600 بالون قمامة
- بالفيديو.. فرار جماعي لمجموعة مستوطنين قرب الحدود اللبنانية ...
- وسائل إعلام تكشف وجود طيار يوناني في أوكرانيا لتدريب قوات كي ...
- البيت الأبيض: بايدن لا يرغب بتحمل المسؤولية عن بدء حرب عالمي ...
- -واشنطن بوست-: إقناع كييف لواشنطن بالسماح لها بتنفيذ ضربات ع ...
- الدفاعات الروسية تسقط خمس مسيرات أوكرانية في سماء مقاطعة بيل ...
- قناة عبرية: إصابة شخصين في سقوط صاروخ بكريات شمونة شمال إسرا ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد مقنع - هدم تخاريف البربر (3): الافري (سكان تونس القدماء) كانوا زنوجا