هدم تخاريف البربر (2): الغوانش كانوا سود افارقة

محمد مقنع

الحوار المتمدن-العدد: 7911 - 2024 / 3 / 9 - 17:20
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

تمثل التحريفية في جوهرها عملية خطيرة تهدف إلى إعادة صياغة الحقائق التاريخية وتشويه الواقع لصالح فئة معينة، بهدف جعلها في مركز السلطة والتفوق. تسعى هذه الظاهرة غير الأخلاقية والخبيثة، لتشويه الذاكرة وتقديم رؤية مغلوطة للأحداث والشخصيات، مما يؤثر بشكل كبير على فهمنا للماضي وتأثيره على الحاضر والمستقبل.
تتسم عمليات التحريف بالتنوع والتعدد، حيث يمكن أن تتضمن إعادة صياغة النصوص التاريخية، أو حتى حذف أو تجاهل بعضها بما يتناسب مع أجندة معينة. وغالبًا ما تكون هذه الأجندات مرتبطة بالسلطة والتحكم، حيث تسعى القوى الشيطانية للسطو على السلطة/الموارد وتوجيه الرأي العام نحو تبني مواقف معينة.
لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة، يتوجب علينا كمدافعين عن الحقيقة والعدالة أن نكافح هذا التحريف بكل الوسائل الممكنة، وتعزيز الوعي بأهمية فهم التاريخ الحقيقي. كما ينبغي دعم الأبحاث التاريخية النزيهة التي تسعى إلى كشف الحقائق المحرفة وتصحيح الأفكار الخاطئة التي تم ترويجها من قبل مهرجي البربريزم.
يقوم البربر سلان غلمان وجواري المتعة (خاصة صقالبة الريف برطقيز سوس وغجر القبايل) بحماية ودعم من التنظيمات الشيطانية عرابة العهر والمجون، بالتدليس ونشر الكثير من الأكاذيب والتفاهات الصبيانية المضحكة، من بينها ان الغوانش كانوا بيض شقر زرق العيون. مع ان الأبحاث الأنثروبولوجية / الجينية والشهادات التاريخية تؤكد عكس ذلك.
يقول كريستوفر كولومبوس الذي احتك بالغوانش خلال رحلاته العديدة نحو "العالم الجديد"، اذ كانت موانئ جزر الكناري هي محطاته الأخيرة قبل التوجه إلى جزر الهند الغربية. لدرجة انه استقر على غران كناريا ولا غوميرا في رحلاته الأربع إلى العالم الجديد (1492، 1493، 1498 و1502):
"إنهم أناس (يتكلم عن الهنود الحمر)،" يقول الأدميرال، "ساذجون ولا يميلون إلى الحرب. الرجال والنساء يتجولون عارين تماماً كما وُلدوا. صحيح أن النساء يرتدين قطعة قماش صغيرة جدًا من القطن، وهن ذوات مظهر جيد جدًا، ولسن شديدات السمرة، أقل بكثير من سكان جزر الكناري."

The Journal of Christopher Columbus
They are a people", says the Admiral, " guileless and unwarlike. Men and women go as naked as when their mothers bore them. It is true that the women wear a very small rag of cotton-cloth, and they are of very good appearance, not very dark, less so than the Canarians.

ويضيف هنا:
"يصبغون اجسادهم بالأسود، ويملكون نفس لون بشرة سكان جزر الكناري، ليسوا بسود ولابيض".
The Journal of Christopher Columbus
They paint themselves black, and they are the colour of the Canarians, neither black nor white.

بفضل أشعة الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب تم بناء مجسم ثلاثي الابعاد لجمجمة مومياء بارانكو دي إركيس، التي أكد العلماء الاسبان بان صاحبها قد عاش بين النصف الثاني من القرن الثاني عشر والنصف الأول من القرن الثالث عشر في جزر الكناري. وبناء على تلك النتائج، أجرى النحات خوان فيلا عملية إعادة بناء لوجه زاكسو، الذي توفي عن عمر يناهز الأربعين عامًا، وهو عمر متقدم جدًا في ذلك الوقت. "بعض البيانات ذاتية، مثل لون الشعر أو ما إذا كان أكثر أو أقل نحافة". تقول تريزا غوميز إسبينوزا، رئيسة قسم الحفظ بالمتحف الأثري الوطني: "لكن يمكنك رؤية شفاه كبيرة جدًا، ويبدو أن الأنف أيضًا عريض جدًا، مما يؤكد الملامح الأفريقية".
Teresa Gómez Espinosa, jefa del Departamento de Conservación del Museo Arqueológico Nacional: “Algunos datos son subjetivos, como el color del pelo o si era más o menos delgado. Pero se notan unos labios muy grandes, la nariz parece que también era muy ancha, lo que confirmaría los rasgos africanos”.

المومياء من وادي إركيس حنطت بتقنية مختلفة عن التقنية المصرية القديمة، لكنها جيدة جدًا. والمثير للانتباه هي انها حافظت على الجسم بشكل جيد. يمكننا أن نرى الكبد والكلى والقلب... فهي لم تحافظ فقط على الأحشاء، بل أيضًا على العضلات. "إنه شخص قوي، وربما يكون شخصًا مهمًا في مجتمع الغوانش". يقول خافيير كاراسكوسو أرانز، الرئيس المساعد للتصوير التشخيصي في مستشفى جامعة كيرون سالود. مضيفا: "إنها عملية تحنيط رائعة، من وجهة نظري هي أفضل بكثير من طريقة التحنيط المصرية، خارجيًا وداخليًا. كانت عملية التحديق مخصصة حصريًا لنخبة الغوانش. علامة أخرى على المكانة العالية التي حظي بها هذا الزعيم، هي أسنانه التي ليس بها أي عيب - عكس المومياوات المصرية".

ان كنتم تعتقدون بانكم ستسرقون ارضنا وتاريخنا فأنتم واهمون.

#محمد_مقنع (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل