أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - الأحلام أكثر ما نحتاجه من النوم














المزيد.....

الأحلام أكثر ما نحتاجه من النوم


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 7977 - 2024 / 5 / 14 - 00:51
المحور: الادب والفن
    


عندما يجد هنري ميشو أن الحلم أهم من الكتابة، فلأن القلم كان يصرفه عن الحلم كذلك يقول "ربما كانت الكتابة بديلي عن الحلم ومع ذلك لا أعرف لماذا أستمر في هذا الأمر، ربما لأنني غير جدير بكل هذه الأحلام التي تغتصبني في اليقظة قبل الليل"!
اليوم منحنا الأطباء ما هو أهم من ذلك فبدلا من أن تكون الأحلام إضافة اختيارية، قد تكون حيوية لعملنا.
تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الأحلام قد تلعب أيضا دورا أكبر في نومنا مما كان يعتقد سابقا. ركز العلماء الذين يدرسون الأحلام على مرحلة واحدة فقط من النوم، أو ما يسمى بنوم حركة العين السريعة. وخلصوا إلى أننا نقضي حوالي ساعتين في الليلة نحلم.
وإذا قمت بإجراء العمليات الحسابية، فإن هذا يضيف ما يصل إلى حوالي شهر كل عام من حياتنا مغمورة في الأحلام، وهذا من شأنه أن يمثل تمسكا هائلا بالحلم عند كل الناس كمعادل للغة التي هي بنك أحلام الفيزيائي والروائي الأرجنتيني ارنستو ساباتو.
هكذا تصبح الأحلام مدمجة جدا بأجسامنا، فقد لاحظ طبيب الأعصاب ومؤلف كتاب "هذا هو سبب حلمك" راهول جانديال، أن الأطفال الذين تمت إزالة نصف أدمغتهم كعلاج أخير للنوبات المستعصية ما زالوا يقولون إنهم يحلمون.
لقد أدرك هذا الباحث أن الجميع تقريباً لديهم أحلام، على الرغم من أننا غالباً لا نتذكرها. وبالطبع فإن الأشخاص الذين يولدون فاقدي البصر يحلمون أيضا. إنهم يعوضون افتقارهم إلى المحتوى البصري من خلال تجربة الصوت واللمس والذوق والرائحة أكثر من الأشخاص المبصرين.
الأحلام وفق تعريف مؤلف كتاب "هذا هو سبب حلمك" هي نتاج تغيرات عميقة يمر بها الدماغ تلقائياً كل ليلة. يتم إيقاف تشغيل الشبكة التنفيذية العقلانية في الدماغ، ويتم الاتصال بالأجزاء الخيالية والبصرية والعاطفية. لكن يستحيل أن نفكر بهذه الطريقة عندما نكون مستيقظين. ونتيجة لذلك، يُطلق العنان للعقل الحالم بطريقة لا مثيل لها في اليقظة.
وبعيدا عن أن يكون الدماغ النائم في حالة سبات، فإنه يحرق الجلوكوز وينبض بالطاقة لإنتاج الأحلام. عندما يقوم دماغ الحالم بإغلاق الجسم من خلال شكل من أشكال الشلل الكيميائي لبقية الأعضاء، ويحرر نفسه لتجربة الحلم بالكامل دون المخاطرة بإيذاء جسدي للقلب أو الرئتين مثلا.
ولكن لماذا نكرس هذا النوع من الطاقة لخلق تجارب ليلية شديدة الخيال وعاطفية للغاية وتبدو في كثير من الأحيان غير منطقية؟
يجيب جانديال: لأن الأحلام تغدق علينا بالفائدة وتمثل سمة حيوية لعقولنا لإبقائها نشطة أثناء النوم، وإعطائنا سيناريوهات شنيعة حتى نتمكن من فهم الحياة اليومية بشكل أفضل، والعمل كمعالج نفسي طوال الليل، والتدرب على التهديدات حتى نكون مستعدين لها بشكل أفضل.
كذلك تجعلنا الأحلام أكثر لياقة وأقل قلقا. وذلك ما أظهرته دراسة جديدة بأن الطلاب الذين حلموا بأن الأمور تسير بشكل خاطئ للغاية أثناء الامتحان كانوا يميلون إلى تحقيق أداء أفضل عندما أجروا الامتحان في اليوم التالي.
ومع أننا قد لا نتفق جميعا مع نتائج تلك الدراسات، إلا أن واقع الحال ومع تطور أدمغتنا عبر آلاف السنين، يبدو من المعقول أن يتسع دور الأحلام ويتطور معها.
ماذا يجب أن نستنتج من كل هذا؟ في الأساس، الحلم ليس مجرد إضافة اختيارية، أو نوع من البهرجة التي تضاف إلى مهمة النوم المطمئنة. بل نحن بحاجة إلى أن نحلم. فإذا كنا محرومين من النوم، فإن أول شيء نفتقده هو الحلم.
هناك الكثير من التركيز على فوائد النوم لصحتنا الجسدية. وهذا مبرر تماما. لكن بالنظر إلى الفوائد العديدة المحتملة للحلم في حياتنا الطبيعية، ربما لا يكون النوم الذي نحتاجه حقا، بل ما نحتاجه من النوم هي الأحلام!



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة الفهم الأخلاقي الأمريكي للمسلمين
- بدر بن عبدالمحسن العراقي
- كاظم الساهر ما بعد الحب
- الفساد شريان الحياة السياسية في العراق
- عادل الهاشمي وظلم الذاكرة
- المعيار المفقود في وجود السوداني بالبيت الأبيض
- نادٍ للرجال، يا للعنصرية!
- القصة لا تبدأ من أبو فدك
- انطفأ كوكب حمزة لحظة مغادرة العراق
- عدنان حمد في “ملاعب محتلة” أخلاقي بجبين عال
- حياة صباح السهل مستمرة في غنائه
- الإصلاحيون مجرد تسمية أخرى للمتشددين في إيران
- لماذا نتذكر؟
- الحرج اللغوي في العراق
- مع كل هذا الضجيج الرقمي، الفجوة تتسع!
- رمضان الطعام الأخلاقي
- من قال أموري غاب عن أرواحنا؟
- لم يبق الكثير من الأخبار السارة
- جاسم الزبيدي جيفارا العراق
- إسرائيل تخسر السردية الإعلامية الدولية


المزيد.....




- الحرب على غزة و-الكوميديا الإلهية-.. تخلطان أوراق الثقافة وا ...
- شريهان تحتفل بزفاف نجمة شهيرة: ابنة قلبي.. ولدت في أجمل أيام ...
- توجه سعودي لتأسيس لوبي فاعل يعزز مكانة المملكة عالمياً
- -دعنا لا نقف إلى جانب العار-.. 235 فنانا ومؤثرا فرنسيا يطالب ...
- مصر.. وفاة المخرج والناقد الفني محمد لبيب
- حساب خامنئي يغرّد باللغة العبرية عن -نهاية إسرائيل-
- كافكا الآخر في مئويته.. كيف تشكلت سمعته من معطف الحرب البارد ...
- مقهى الصعاليك.. ملتقى رجال الفكر والأدب في القدس
- صدور المجلد الخامس والأخير من موسوعة -بوشكين- في روسيا
- عازف بيانو فرنسي مندهش من- تديّن- الشعب الروسي (فيديو)


المزيد.....

- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - الأحلام أكثر ما نحتاجه من النوم