أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - بدر بن عبدالمحسن العراقي














المزيد.....

بدر بن عبدالمحسن العراقي


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 7969 - 2024 / 5 / 6 - 17:37
المحور: الادب والفن
    


فيما كتب قصيدته الأخيرة كمن يترقب موته “إن شلت حملك على كتوفكْ/ بتموت ما أحد ترى يمّكْ”. لوّح لنا الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن بيديه أمس الأول مودعا، فما أقسى على الشاعر انتظار موته! هكذا رحل الأمير الشاعر، لكن من قال إن الأغاني تموت؟
مع أن قصيدة هذا الشاعر الذي يمثل فاصلة باهرة في الغناء العربي، لم تكن مثقلة بمحليتها السعودية، فروح الأغنية عنده لا تفرط بمعاصرتها وتكاد تجد تلك الروح نفسها في واحات المغرب العربي كما تجدها في الحقول على ضفتي الفرات. لكن لسوء الطالع لم يصل شعر عبدالمحسن إلى الغناء العراقي إلا في وقت متأخر نسبيا عن تجربته وعبر الفنان سعدون جابر الذي اختار له الموسيقار السعودي عبدالرب إدريس لحنا معبرا عن طبيعة الغناء الذي يمثله في ثمانينات القرن الماضي “أنا معك” فكانت المفاجأة العراقية مثيرة للاهتمام في لحن ونص سعوديين.
ولم يتكرر هذا التعاون إلا في مرحلة متأخرة عبر اختيار الفنان كاظم الساهر خمسة نصوص للشاعر عبدالمحسن وترك في واحدة من المرات النادرة لحن تلك القصائد لغيره عبرالملحن السعودي الراحل محمد شفيق، إذ بقي الساهر على مدار تجربته في العقود الثلاثة الأخيرة، مصرا على احتكار صوته على ألحانه.
مع ذلك تستحق قصائد الأمير الراحل بصوتي جابر والساهر، على قلتها، الدراسة، فيما تبقى ألحان هذه القصائد موضع جدل نقدي وتساؤلات مشروعة.
لا يفرط الشاعر بدر بن عبدالمحسن بابتكار علائق جديدة بين الكلمات، إلى درجة أنه يستثمر مفردات يومية تبدو للوهلة الأولى غير شعرية، لكنه يصنع منها صورا هائمة. خذ مثلا قصيدته “ليلة عمر” التي لحنها وغناها الموسيقار عبدالرب إدريس، تكاد تكون درسا باهرا في تلحين روح المفردة وليس آليتها، وتلك لعمري المهمة الحقيقية للملحن في انتزاع روح الكلمة ونثرها بين الكمانات.
في أغنية “أنا معك” لسعدون جابر صنع عبدالمحسن من قصة الحضور والغياب في حضرة الحبيب حكاية “أنا معك/ هذا المهم/لا صرت اشوفك واسمعك” حتى يصل إلى لحظة الفراق.
تلك كانت تجربة الشاعر السعودي الأولى مع الصوت العراقي، وبقيت هذه الأغنية حية في لحن إدريس وصوت جابر، على الرغم من مرور أكثر من أربعة عقود على أدائها.
وعندما أراد الشاعر السعودي اكتشاف نصه من جديد في صوت عراقي كان لا بد من أن يكون كاظم الساهر حاضرا، ففي خمس أغان: “ناي”، “صور”، “الجريدة”، “ممكن توصلني” و”تحبني”، اختار الساهر قصائد بمثابة حكايات، وغير مفهوم إلى الآن لماذا وقع اختياره على الملحن السعودي الراحل محمد شفيق، دون أن يقوم هو بتلحينها؟ مع ذلك بقيت تلك الأغاني جزءا مهما من تجربة الفنان كاظم الساهر، من دون أن تأخذ المكانة التي أخذتها بقية ألحانه في الوجدان العربي، ولا يمكن أن نعزو ذلك إلى الأسباب الفنية وحدها.
حاول الملحن السعودي محمد شفيق أن يضفي لمسة أوبرالية في لحني “ناي” و”صور” مستفيدا من العُرب الصوتية العالية الكامنة في صوت الساهر، ومع أنه كما يبدو فكر بالموسيقى الرحبانية خصوصا في أغنية “ناي” واستعان بأوركسترا ضخمة، لكنه في النهاية لم يصل إلى روح الناي الكامن في نص القصيدة وحاول الساهر في أداء عميق الإخلاص إلى روح المعنى، لكن لحن شفيق في النهاية خذله، فمثل هذا النص “ناي في صوتها ناي/غنى وجرحني الشجن” ينبغي أن يجد روحه اللحنية المفعمة بالشفافية.
وإذا كانت تجربة أغنية “الجريدة” جديدة كليا على الغناء العربي، فإن أغنية “صور” تصنع قصتها أيضا “لو شكيتي من الضجر ناوية فراقي/قصي وجهي من الصور واتركي الباقي” اجتهد فيها أداء الساهر، فيما بقي اللحن خارج المهج والذاكرة معا.



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاظم الساهر ما بعد الحب
- الفساد شريان الحياة السياسية في العراق
- عادل الهاشمي وظلم الذاكرة
- المعيار المفقود في وجود السوداني بالبيت الأبيض
- نادٍ للرجال، يا للعنصرية!
- القصة لا تبدأ من أبو فدك
- انطفأ كوكب حمزة لحظة مغادرة العراق
- عدنان حمد في “ملاعب محتلة” أخلاقي بجبين عال
- حياة صباح السهل مستمرة في غنائه
- الإصلاحيون مجرد تسمية أخرى للمتشددين في إيران
- لماذا نتذكر؟
- الحرج اللغوي في العراق
- مع كل هذا الضجيج الرقمي، الفجوة تتسع!
- رمضان الطعام الأخلاقي
- من قال أموري غاب عن أرواحنا؟
- لم يبق الكثير من الأخبار السارة
- جاسم الزبيدي جيفارا العراق
- إسرائيل تخسر السردية الإعلامية الدولية
- لم أصلْ إلى نهاية الهجرة إلى الشمال
- يورغن كلوب ملهم ورؤيوي


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - بدر بن عبدالمحسن العراقي