أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - من قال أموري غاب عن أرواحنا؟














المزيد.....

من قال أموري غاب عن أرواحنا؟


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 7914 - 2024 / 3 / 12 - 01:04
المحور: الادب والفن
    


انفتح المشهد أمامي كاملاً على مدار عقود وأنا أقرأ خبراً صغيراً عن عزم السيدة سناء وتوت زوجة الموسيقار العراقي الراحل محمد جواد أموري، على نشر مذكراتها مع الذي أرّخ لأوجاع وآمال ملايين العشاق في ألحانه.
على الجانب الآخر يبدو نجله الفنان نؤاس أموري مدفوعاً بالحفاظ على أرث والده الموسيقي عبر إعادة تسجيل أشهر ألحانه وتقديمها بطريقة معاصرة. لكنه في ذلك يفقدها خصوصيتها التعبيرية عندما يدخل عليها آلات إلكترونية عاجزة عن الوصول إلى روح النغمات التي تصدرها الكمانات مثلا، فنؤاس يدرك أن والده كان يستخرج الأرواح الهائمة في أوتار الكمان، فكيف لآلة إلكترونية أن تقترب من أوتار الروح، كما أنه يعلم أن والده استخرج أشد أوجاع الناي، فهل بمقدور نغمات مصطنعة الوصول إلى سحر ناي في لحنه الباهر “شضحيلك” قصيدة خيون دواي الفهد لصوت حميد منصور؟
كل ذلك نستطيع أن نشعر به ونحن نستمع إلى التوزيع الموسيقي الذي وضعه نؤاس على لحن والده “ما أصدق” وهي أغنية رائعة كتبها ولحنها الراحل من دون أن يمنحها لأي من المطربين.
لكن ما فعله نؤاس كان أقسى، عندما أدخل آلات إلكترونية على أداء والده وسجلها بطريقة قاسية تغيّب عن محبي أموري صورته الموسيقية الفارهة.
مهما يكن من أمر، لا أحد يشك بإخلاص نؤاس لإرث والده الموسيقي، وبحكم معرفته فهو مطالب أن يحافظ على هذا الإرث بطرق علمية ولا ينصاع لرغبات السوق التجارية والترويج على حساب قيمة الشغف الموسيقي الذي تركه أموري في مهج الملايين.
أقول انفتح المشهد أمامي وكأن أموري الذي رحل عن عالمنا عام 2014، عصي على الموت في كل ما تركه من ألحان. مازالت أتذكر لقائي الأخير معه قبل أكثر من ثلاثة عقود. كان يجلس قبالتي بينما يجاورني الناقد والمعلم عادل الهاشمي، بعد أمسية بغدادية صيفية أقيمت لهما.
قال لي “ياكرم عليك أن تكف عن ملامتنا فيما تكتب، وتحملنا مأزق الأغنية العراقية، لأنني أحد الذين يمتلكون الحلول ولا أحد يأخذ بها”. كانت نبرته الغاضبة بِوِدٍّ يكُنُّه لي لا تتحمل الحوار أكثر مما قال، حتى الهاشمي همس بأذني مطالباً أن أترك، على الأقل هذا المساء، إيقاع الآخرين في “شراك لعبتي الصحافية”.
مع ذلك كان أموري صادقاً ومخلصاً فيما يقوله، فهو بالفعل كان يمتلك مجموعة من الألحان الرائعة ولا يجد من يؤديها، في زمن سادت فيه الأغنية الواقعة تحت أضواء العدسات التلفزيونية، بينما توارى الغناء عن جوهره.
واليوم يدفعنا الشوق أن نطالب نؤاس نجل الفنان الراحل أن يكشف حزمة الألحان التي أكملها والده ولم تسجل بأي من الأصوات الغنائية، مثلما نتوق إلى قراءة ما ستكتبه السيدة زوجته التي كانت شريكاً شاهداً على عقود فنية واجتماعية لا يمكن أن تغادر مدونة التاريخ العراقي المعاصر.
العمق التعبيري في تجربة الموسيقار الراحل يكمن في فهمه العميق منذ أن شارك في تأسيس الفرقة السمفونية العراقية وبقي عازفاً فيها على آلتي الكمان والجلو على مدار ثلاثين عاماً. ويمكن العودة إلى لحنه لصوت عوض دوخي في قصيدة جعفر الأديب “هل جفاك النوم يوماً” لنعرف أي قيمة تركها أموري للموسيقى العربية.
كما أن لمسته لا تقتصر على صوت واحد، بل أنه كان يقبل التحدي ويختار الأصوات ويستخرج العُرب الكامنة فيها، فبعد فقدان الأمل بالأغنية العراقية كان عليه أن يُحدث الألحان وبعد تجربة تاريخية باهرة مع جيل السبعينات، ذلك مع ما فعله مع الأصوات الشابة للفنانين كريم حسين ومضر محمد، وبوسعي أن أقول إن أموري قادر على اكتشاف أدق أوجاع الروح لدى الإنسان واستلهامها في جمل موسيقية ومن يعود إلى أغنية “عجب يا ليل” بصوت مضر يكتشف السر في ألحان أموري.



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم يبق الكثير من الأخبار السارة
- جاسم الزبيدي جيفارا العراق
- إسرائيل تخسر السردية الإعلامية الدولية
- لم أصلْ إلى نهاية الهجرة إلى الشمال
- يورغن كلوب ملهم ورؤيوي
- رفح ترفع من الشغب السياسي الغربي غير المتماسك
- لنغن البيات حزناً على مجدي نجيب
- هل تلوثت كرة القدم بالوحل الطائفي؟
- رحمة تبدد وجع أبيها رياض
- جرعة من الأدرينالين للخيال الأمريكي تجاه إيران
- عيد ميلاد بارد للسيدة دالاوي
- الجناة لا يحلون مشاكل العالم في “دافوس”
- محدّث التراث في لحن أحمد الخليل
- مطاعم سفراء البضاعة السياسية الكاسدة
- ديكور فيلم هندي في بغداد
- يا لسعادة العراقيين بمقتل السعيدي
- عودة إلى مجزرة أنشودة المطر اللحنية
- أرقد بسلام أيها المدافع الشرس عن الحقيقة
- عرض السوداني الأخرق على ضفة الكاظمية
- بلاد العصابات


المزيد.....




- “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 ...
- قناة أطفال مضمونة.. تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 202 ...
- تضارب الروايات حول إعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام دخول الش ...
- فرح الأولاد وثبتها.. تردد قناة توم وجيري 2024 أفضل أفلام الك ...
- “استقبلها الان” تردد قناة الفجر الجزائرية لمتابعة مسلسل قيام ...
- مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت ...
- المؤسس عثمان 159 مترجمة.. قيامة عثمان الحلقة 159 الموسم الخا ...
- آل الشيخ يكشف عن اتفاقية بين -موسم الرياض- واتحاد -UFC- للفن ...
- -طقوس شيطانية وسحر وتعري- في مسابقة -يوروفيجن- تثير غضب المت ...
- الحرب على غزة تلقي بظلالها على انطلاق مسابقة يوروفجين للأغني ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - من قال أموري غاب عن أرواحنا؟