أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم نعمة - الفساد شريان الحياة السياسية في العراق














المزيد.....

الفساد شريان الحياة السياسية في العراق


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 7959 - 2024 / 4 / 26 - 01:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان من المناسب أن أستعيد القصة التي رواها الصحافي الأمريكي روبرت وورث، وأنا استمع إلى صديقي المستثمر العربي وهو يحثني من فندقه بالمنطقة الخضراء في بغداد على العودة إلى العراق بعد ثلاثة عقود من مغادرته.
لقد كتب وورث أحد أهم الاستطلاعات المثيرة عن الفساد، في صحيفة نيويورك تايمز، من داخل نظام حكم اللصوص البيروقراطي في العراق، حيث وردت فيه تفاصيل عن قصة المستثمر اللبناني حسين اللقيس الذي استولت ميليشيا كتائب حزب الله، على مشروعه الاستثماري الذي أقامه في مطار بغداد الدولي بالاستناد إلى عقد حكومي وأجبرته على مغادرة العراق تحت طائلة التهديد، وقال له أحد عناصر الميليشيا “نحن القانون” عندما حاول المستثمر التمسك بحقه واللجوء إلى القانون الذي ينظم الاستثمار.
ما يدفع صديقي المستثمر العربي إلى المجازفة بأمواله في العراق، بعد أن نجحت استثماراته في الإمارات والأردن ومصر، يمكن أن نعزوه إلى سبب عاطفي متعلق بالحنين إلى بغداد حيث أنهى دراسته الجامعية فيها في ثمانينيات القرن الماضي. لكن “الحنين” على أهميته الإنسانية لا يعول عليه كثيرا عندما يتعلق الأمر بدراسة الجدوى الاقتصادية.
كذلك سألته ما الذي يدفعك إلى الثقة بأن أموالك في موضع آمن في العراق؟ قال ” الفساد بدأ يضعف، والفاسدون بدأوا يخافون من العقاب”!
لن يكون الأمر صعبًا أن أذكّره هنا بنور زهير الذي استولى على أموال دائرة الضرائب المقدرة بـ 2.5 مليار دولار في “سرقة القرن” وهو مبلغ يعادل ميزانية الرعاية الصحية في البلاد بالكامل.
في النهاية أخلي سبيل نور زهير من قبل الحكومة العراقية من دون أن تستعيد الأموال كاملة منه، حيث يمر الناس اليوم من أمام قصره في بغداد المنار بالأضواء اللامعة.
ولا يمكن أن نتوقع أن الطبقة الأوليغارشية المسيطرة على الحكم أن تخاف من حكومة تابعة لها بالأساس، كما يقول المستثمر العربي، لأنها أصبحت تشكل طبقة جديدة أخلاقياتها الوحيدة هي إثراء الذات وعلى مر السنين أتقنت هذه العصابات الحيل والاختلاس على جميع المستويات. فالجانب الاقتصادي والمالي أصبح جزءًا أساسيًا في نشاط الميليشيات التي تنضوي حاليا في حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بعد أن وضعت سلاحها في المشجب مع انتهاء القتال ضد تنظيم داعش.
من المفيد أن نذكر هنا التحقيق الأخير لصحيفة الغارديان الذي كشف أن الموظفين العاملين لدى الأمم المتحدة في العراق يطالبون برشى مقابل مساعدة رجال الأعمال في الفوز بعقود في مشاريع البناء. وهم في ذلك يغذون ثقافة الفساد كشريان للحياة السياسة في العراق.
كذلك التقرير الأخير للبنك الدولي الذي التقى بمسؤولين من الحكومة العراقية في العاصمة الأردنية عمان، وأكد على أن مناخ الاستثمار في العراق لا يزال ضعيفًا، مع “غياب تشريعات مواتية للشركات، ومناخ أمني غير مستقرّ، وأوجه قصور إدارية وفساد ممنهج”. لذلك أصبح ما سرق من ثروة العراق منذ عام 2003 يصعب عده. فالحياة السياسية في العراق أشبه بحرب عصابات وإنّ سطحها المضطرب يخفي عملا هادئًا للنهب، ففي كل وزارة يتم تخصيص أكبر الغنائم بالاتفاق غير المكتوب لفصيل أو لآخر باعتباره الوجه الجديد للحكم.
ينقل نيكولاس بيلهام مراسل مجلة “إيكونوميست” البريطانية في الشرق الأوسط عن سهى النجار، التي ترأست هيئة الاستثمار الحكومية، قولها إن التهديدات أجبرتها على الفرار من البلاد.
وقالت “حياتك ستتعرض للتهديد على أي حال، لذلك عليك أن تكون فاسدًا وتكسب المال، لهذا السبب، الجميع فاسدون”.
وأكدت على أن نوّابًا من المولين لإيران كانوا “يأتون إلى مكتبي ويهددونني علنًا أمام موظفيّ بالسجن والقتل”.
لذلك تتحدث الولايات المتحدة اليوم عن وضع شريحة الكترونية في الأوراق النقدية لتعقب تحرك الدولار، وتلك الفكرة التي يسميها البعض بـ “الفذة” للعقول الاقتصادية، راودت خبراء جرائم غسيل الأموال مع تهريب الدولار من العراق إلى إيران. بيد أنها جزء مكمل من ثقافة العبث، وكأن الولايات المتحدة لم تكن مصدرا لتلك الفوضى المالية التي أدارها لصوص الدولة في العراق. كل هذا مر ولا أحد من الصحافيين سأل السوداني عنه أثناء زيارته الطويلة المحملة بالرسائل الإعلامية إلى الولايات المتحدة! الأهم من ذلك هل السوداني نفسه نتاج “ثقافة الفساد” السائدة أم يعيش سياسيًا على هامشها؟



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عادل الهاشمي وظلم الذاكرة
- المعيار المفقود في وجود السوداني بالبيت الأبيض
- نادٍ للرجال، يا للعنصرية!
- القصة لا تبدأ من أبو فدك
- انطفأ كوكب حمزة لحظة مغادرة العراق
- عدنان حمد في “ملاعب محتلة” أخلاقي بجبين عال
- حياة صباح السهل مستمرة في غنائه
- الإصلاحيون مجرد تسمية أخرى للمتشددين في إيران
- لماذا نتذكر؟
- الحرج اللغوي في العراق
- مع كل هذا الضجيج الرقمي، الفجوة تتسع!
- رمضان الطعام الأخلاقي
- من قال أموري غاب عن أرواحنا؟
- لم يبق الكثير من الأخبار السارة
- جاسم الزبيدي جيفارا العراق
- إسرائيل تخسر السردية الإعلامية الدولية
- لم أصلْ إلى نهاية الهجرة إلى الشمال
- يورغن كلوب ملهم ورؤيوي
- رفح ترفع من الشغب السياسي الغربي غير المتماسك
- لنغن البيات حزناً على مجدي نجيب


المزيد.....




- نانسي توجه رسالة مُلفته وآمال ماهر تثير فضول جمهورها.. الأبر ...
- نشطاء سودانيون: قوات الدعم السريع ، قتلت نحو 300 شخص في هجما ...
- تحذير أممي: السلطات التونسية تستخدم القضاء لإسكات المحامين ا ...
- حول خصوصية البيانات.. دعوى بـ8 مليارات دولار تطال زوكربيرغ ...
- تبييض الأموال وتمويل الإرهاب: لماذا أُدرجت الجزائر في القائم ...
- طواف فرنسا: بان هيلي يصبح أول إيرلندي يفوز بصدارة الترتيب ال ...
- -إحراق مسجد في برشلونة-.. ما هي حقيقة الفيديو المنسوب للحادث ...
- بسنت شوقي ومحمد فرّاج بطلا كليب أغنية حسين الجسمي -مستنّيك- ...
- مفاجأة سارة من نيل دايموند للجمهور بعد سنوات على إعلان اعتزا ...
- الحرب في أوكرانيا: هل سيغير ترامب سياساته حيال روسيا؟


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم نعمة - الفساد شريان الحياة السياسية في العراق