أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - انطفأ كوكب حمزة لحظة مغادرة العراق














المزيد.....

انطفأ كوكب حمزة لحظة مغادرة العراق


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 7943 - 2024 / 4 / 10 - 04:50
المحور: الادب والفن
    


عندما سألت كوكب حمزة بحماسة الصحافي عام 2001 عما يمكن أن نترقبه منه، بينما ذاكرتنا تعيش على ما خلفه من أثر موسيقي في العراق، قال لا شيء! لأنه أدرك متأخرا أن قيمته اللحنية تكمن في عراقيته، وبمجرد مغادرة بغداد افتقد إلى الإلهام. ذلك ما عبر عنه لاحقا بقوله “كنتم تعيشون في كوخ رديء، وكنا نعيش في تابوت نظيف”. كان يعبر في هذا الكلام عن موته المبكر هو الذي غادر البلاد عام 1974 ليتوفى في الدنمارك في الثاني من أبريل، متسائلا “لمن إذن ذهبت إلى هناك ولم خسرت وطنك ولم تحفظ حتى كيانك؟”.
بوسعي القول إن هذا الكلام على لسان كوكب يعبر عن حقيقة الموسيقي الذي يفقد حاضنته من الجمهور، فلا يجد من يستمع إليه، وذلك ما حصل مع كوكب فما أنتجه من ألحان في مغتربه ولم تصل إلينا أكثر مما يعرفه الجمهور عنه، لكن أين هي؟
ذلك أيضا يفسر لنا لماذا رفضت سليمة مراد الهجرة من العراق تحت ضغط ملحنها صالح الكويتي وهو يهاجر إلى إسرائيل، ردت عليه ماذا أفعل هناك، جمهوري هنا في العراق. بقيت سليمة باشا في بغدادها وضاع الموسيقار صالح الكويتي في سوق الغبار الإسرائيلي!
مهما يكن من أمر فرحيل كوكب حمزة يعيد التذكير بألم الجرح العميق الذي ألحقه مبدعون عراقيون بأنفسهم، عندما اختاروا السقوط في وحل الحزب الشيوعي واكتشفوا بعد فوات الأوان أن الشيوعيين كانوا بمثابة البسطال للمحتل الأميركي ثم الهامش لأحزاب طائفية فاسدة. وهو نوع من الندم دفع كوكب حمزة إلى الخروج مع ثوار تشرين ضد عملية سياسية قضى نصف عمره ينتظرها!
رحيل كوكب موجع مثل أغانيه التي لم تغادر المخيلة الجمعية العراقية، فقد ترك لمسته الأولى في كل صوت تعامل معه، فحسين نعمة كان اكتشافه الأول في أغنية “يا نجمة” التي كتبها كاظم الركابي وصنع فيها كوكب من أغنية “مرابط” الفلكلورية من مقام الرست أغنية معاصرة أصبحت فيما بعد هوية حسين نعمة، وعندما جدد اللقاء معه أختار أن يوظف الإيقاعات الدرامية في أغنية “ابن آدم” التي كتبها ذياب كزار “قتل في الحرب الأهلية اللبنانية”، وهي نص تراجيدي مبتكر في اللحنية العراقية.
عندما طلب الجمهور في آخر زيارة لحسين نعمة إلى لندن عام 2001 أن يغني “ابن آدم” عقدت لسانه الدهشة، ولأن الأغنية تعبر عن مكون عميق في صوته برع أيما براعة في أداء هذه الأغنية فائقة الصعوبة مع فرقة موسيقية بسيطة.
تكرر الحال مع فؤاد سالم في أغنية “وين يالمحبوب” التي استثمر فيها كوكب تساؤلات حزينة في نص ذياب كزار، بيد أن كوكب اتهم وقتها بسرقة اللحن من قارئ مراثي حسينية معروف آنذاك، لكنه عاد مع نفس الشاعر في لحن “تانيني” وبصوت فؤاد أيضا ليؤكد أنه من يبتكر جملته الموسيقية.
كان كوكب حمزة هوية سعدون جابر، وصار الأخير يعرّف نفسه بالطيور الطائرة الأغنية التي كتبها زهير الدجيلي، مع أنه لحن له قبل ذلك إحدى ألمع الأغاني التعبيرية “القنطرة” التي كتبها ذياب كزار، ثم “هوى الناس” للشاعر زهير الدجيلي.
مع مائدة نزهت كان كوكب يعبر بامتياز عن أغنية البيئات عندما يصنع من هذا المزيج البغدادي مع الحس الريفي أغنية معاصرة، كما في “ثلاثة للمدارس يروحون”و”حاصودة” التي كتبهما كزار أيضا.
كل هذا الشغف في ألحان كوكب حمزة كان فاصلة تاريخية انتهت بمجرد مغادرته العراق، ومع أنه حاول أن يجد نفسه من جديد مع المغربية أسماء منور مثلا، لكن اعترافه المذكور في مستهل المقال يكشف لنا مامعنى أن يكون الملحن بعيدا عن جمهوره.
رحل كوكب حمزة لكن أغانيه لن تخفت في مهج العراقيين.



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عدنان حمد في “ملاعب محتلة” أخلاقي بجبين عال
- حياة صباح السهل مستمرة في غنائه
- الإصلاحيون مجرد تسمية أخرى للمتشددين في إيران
- لماذا نتذكر؟
- الحرج اللغوي في العراق
- مع كل هذا الضجيج الرقمي، الفجوة تتسع!
- رمضان الطعام الأخلاقي
- من قال أموري غاب عن أرواحنا؟
- لم يبق الكثير من الأخبار السارة
- جاسم الزبيدي جيفارا العراق
- إسرائيل تخسر السردية الإعلامية الدولية
- لم أصلْ إلى نهاية الهجرة إلى الشمال
- يورغن كلوب ملهم ورؤيوي
- رفح ترفع من الشغب السياسي الغربي غير المتماسك
- لنغن البيات حزناً على مجدي نجيب
- هل تلوثت كرة القدم بالوحل الطائفي؟
- رحمة تبدد وجع أبيها رياض
- جرعة من الأدرينالين للخيال الأمريكي تجاه إيران
- عيد ميلاد بارد للسيدة دالاوي
- الجناة لا يحلون مشاكل العالم في “دافوس”


المزيد.....




- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - انطفأ كوكب حمزة لحظة مغادرة العراق