أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - نادٍ للرجال، يا للعنصرية!














المزيد.....

نادٍ للرجال، يا للعنصرية!


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 7948 - 2024 / 4 / 15 - 16:02
المحور: الادب والفن
    


عندما يتم انتقاد النوادي والجوائز الأدبية الخاصة بالنساء، يمكن أن يقتنع أغلبنا بالتبرير الجاهز في الدفاع عن وجودها كمحاولة لاحترام خصوصية المرأة وتجنب تطفل وصفاقة الرجال.
لكن لماذا يوجد ناد للرجال يقترب عمره من 200 سنة في بريطانيا؟ عن أي نوع من العنصرية والغرور نتحدث هنا عندما يتعلق الأمر بنادي “جاريك للرجال فقط” الذي يتخذ من مبنى مدجج بالفخامة، في منطقة كوفنت غاردن بلندن الحافلة بالمسارح ودار الأوبرا، مقرا له.
يتم استبعاد النساء من عضوية نادي الرجال، ويسمح لهن بالدخول كضيفات، لكن عندما يتعلق الأمر بالكرامة عادة ما تمتنع السيدات المعتدات بأنفسهن عن الحضور للنادي، وهو مصدر توتر طويل الأمد تحول أخيرا إلى ضجة كاملة.
تسنى لي الدخول مرة واحدة لهذا النادي الذي تأسس عام 1831 ويضم 1300 عضو من القضاة والممثلين والصحافيين والأثرياء والسياسيين ورؤساء الجامعات، بدعوة لم أكن أترقبها من أحد أعضائه، وشهدت عن كثب تحت وطأة الشغف الصحافي الغطرسة الرجالية الكامنة في هذا النادي، وسط فخامة المعمار والأرائك المخملية واللوحات التشكيلة الثمينة، من بينها بورتريه ضخم لمحمد علي باشا؟ ما الذي جاء به إلى هذا النادي؟
عندما استقال أخيرا سيمون كيس، سكرتير مجلس الوزراء البريطاني، من عضوية النادي، دافع أثناء استجوابه في جلسة استماع برلمانية عن النادي بذريعة أنه كان في نادي الرجال يحاول إصلاح تلك المؤسسة من الداخل بدلاً من رمي زجاجها بالحجر من الخارج! وهي عبارة أثارت ضحكات ساخرة.
كاتب على درجة من الأهمية مثل سايمون جنكينز، الذي يواصل كتابة مقاله الأسبوعي في صحيفة الغارديان، لم يخف من قبل انحيازه ضد النساء عندما سخر من جائزة المرأة للرواية التي كانت تسمى آنذاك جائزة “أورونج” للرواية، واصفًا إياها بجائزة “الليمونة”، دافع عن “نادي الرجال” بذريعة أن للنادي الحق المطلق في تحديد هوية أعضائه.
واتهم جنكينز بعض التغطيات الإخبارية بأنها صورت نادي الرجال بشكل كاريكاتيري باعتباره مكانًا شريرا غامضًا يتجمع فيه الرجال للتآمر ضد النساء.
مع ذلك، فإنه لا يمكن الدفاع عن أي ناد اجتماعي هذه الأيام لا تكون فيه النساء كعضوات.
عند تأمل قائمة أعضاء النادي التي كشفتها الصحافة مؤخرا، تبدو الازدواجية مريعة فنحن نتحدث عن سياسيين وقضاة وفنانين وصحافيين بريطانيين ينادون بالشمولية المجتمعية ورفع التمييز، لكنهم يتقوقعون بصلافة في ناد يعامل النساء كأعضاء من الدرجة الثانية في المجتمع البريطاني.
واحدة من أكثر الذرائع سخفاً لأعضاء هذا النادي الرجالي، أنهم يذهبون إلى هناك لشرب النبيذ المعتق والاسترخاء، وذلك ما يمكنهم من إطلاق النكات الجنسية التي يصعب قولها بحضور النساء!
إنه نوع من الخلل أو الخلل نفسه فالمسؤولون البريطانيون أسوة بغيرهم في الغرب، يمشون على حبال مكشوفة للناس في موقفهم المتناقض بشكل مريع عندما يتعلق الأمر بالعنصرية وتقسيم المجتمع والقطيعة بين الأجيال.
هذه المساحة العنصرية ضد المرأة التي أقتطعها من الواقع البريطاني وأقدمها للقارئ العربي تكشف الازدواجية المريعة بين سياسيين وصحافيين وقضاة ينادون بوحدة المجتمع، بيد أن العيوب التي تكتنف نموذجاً كاملا للافتراضات المجتمعية التي يقوم عليها المجتمع المخملي البريطاني، تكشف لنا كيف أن الليبرالية غير قادرة على تقديم شكل أخلاقي ومستقر لمفاهيم المسؤولية عن الحماية والنظام القائم على القوانين التي تطالب المجتمعات الأخرى باختيارها.
لذلك يبدو المزيج الغريب للمزاعم عن الكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان في الصوت السياسي الغربي مملًا ومخيفا بنفس القدر، عندما يتم مثلا الدفاع عن النساء “هناك” ويتم التعامل معهن بازدراء حين يتعلق القول بالنكات الرجالية السخيفة ومعاملتهن كأفراد من الدرجة الثانية “هنا” في معقل الليبرالية البريطانية. فعن أي نوع من العنصرية نتحدث في ناد للرجال فقط؟



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القصة لا تبدأ من أبو فدك
- انطفأ كوكب حمزة لحظة مغادرة العراق
- عدنان حمد في “ملاعب محتلة” أخلاقي بجبين عال
- حياة صباح السهل مستمرة في غنائه
- الإصلاحيون مجرد تسمية أخرى للمتشددين في إيران
- لماذا نتذكر؟
- الحرج اللغوي في العراق
- مع كل هذا الضجيج الرقمي، الفجوة تتسع!
- رمضان الطعام الأخلاقي
- من قال أموري غاب عن أرواحنا؟
- لم يبق الكثير من الأخبار السارة
- جاسم الزبيدي جيفارا العراق
- إسرائيل تخسر السردية الإعلامية الدولية
- لم أصلْ إلى نهاية الهجرة إلى الشمال
- يورغن كلوب ملهم ورؤيوي
- رفح ترفع من الشغب السياسي الغربي غير المتماسك
- لنغن البيات حزناً على مجدي نجيب
- هل تلوثت كرة القدم بالوحل الطائفي؟
- رحمة تبدد وجع أبيها رياض
- جرعة من الأدرينالين للخيال الأمريكي تجاه إيران


المزيد.....




- روسيا.. تصوير مسلسل تلفزيوني يتناول المرحلة الأخيرة من حياة ...
- اعلان توظيف وزارة الثقافة والفنون والتخصصات المطلوبة 2024 با ...
- هل تبكي عندما تشاهد الأفلام؟.. قد تكون معرضا بشكل كبير للموت ...
- مهرجان نواكشوط السينمائي الدولي يطلق دورته الثانية
- “نزل Wanasah الجديد” تش تش ???? وقت الدش.. تردد قناة وناسة ن ...
- فنان غزة الذي لا يتكلم بصوته بل بريشته.. بلال أبو نحل يرسم ح ...
- هاريس فرحت بدعم مغنية لها أكثر من دعم أوباما وكلينتون.. ما ا ...
- -الغرفة المجاورة- لبيدرو ألمودوفار يظفر بجائزة الأسد الذهبي ...
- النيابة تواجه صعوبة في استدعاء الفنان المصري محمد رمضان للتح ...
- فيلم اليكترا: تجربة بصرية وحسية لأربع ممثلات وكاتبة في بيروت ...


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - نادٍ للرجال، يا للعنصرية!