أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم نعمة - المعيار المفقود في وجود السوداني بالبيت الأبيض














المزيد.....

المعيار المفقود في وجود السوداني بالبيت الأبيض


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 7950 - 2024 / 4 / 17 - 16:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حاول رئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني احياء مفاهيم سقطت ميتة بعد أسابيع من ولادتها جراء احتلال العراق، صنعها جورج بوش ومعه سيء الذكر دونالد رامسفيليد في “الحرب تجلب الحرية” وقبلهما كوندريزا رايس عن مفهوم “الرعب الأخلاقي”التي ينبغي للإدارة الأمريكية أن تبثه عن خطر العراق.
وهو يتحدث في مقاله الدعائي الذي كان بمثابة خدمات صحافية مدفوعة الثمن في مجلة “فورين أفيرز” قبيل زيارته إلى واشنطن، جرد السوداني بهشاشة متعمدة، الحرية من تعريفها التأريخي عندما زعم أن الولايات المتحدة جعلت من العراقيين يتذوقون للمرة الأولى طعم الحرية، وجعلت منهم شعبًا حرًا بعد احتلال بلدهم.
كان السوداني يعتقد في استخدام تعبير “العلاقة الاستراتيجية” مع الولايات المتحدة، في نفس المقال بالمطبوعة المرموقة! سيمنحه ما أطلق عليه مايكل نايتس “المعيار الذهبي” الذي أدخله أخيرا إلى رواق البيت الأبيض.
فالسوداني أراد أن يظهر في البيت الأبيض بمظهر الشخص القوي ذي التأثير الإيجابي لتنفيذ سياسة التخادم الأمريكي الإيراني دون أن يغضب أي من الطرفين. لكن الواقع الحالي المخزي، وفق نايتس مؤسس منصة “الأضواء الكاشفة للميليشيات” هو أن “السوداني لم يتم تعيينه إلا بعد أن استولى القضاء المسيس على انتخابات العراق للعام 2021 لصالح الإطار التنسيقي الذي تقوده عصابة من الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران”.
مع ذلك لا يصعب على القراءة الواقعية أن تفند مفهوم “العلاقة الاستراتيجية” بين العراق والولايات المتحدة الذي لجأ إلى استخدامه السوداني كخيار مُرضي للقبول به في الولايات المتحدة بدورة رئاسية جديدة، فشكل تلك العلاقة محكوم حتى الآن بالاعتبارات العسكرية، ومن خلال التدخل العسكري وحده، وهو خيار لم يتراجع بالنسبة لواشنطن كدولة محتلة للعراق، ذلك ما كشف عنه بيان الزيارة الرسمي، أي أن الولايات المتحدة جعلت من نفسها الطرف الذي يعتقد أنه قادر على الحل، كما تجعلها تشعر أنها بمثابة المالك للأرض العراقية. ذلك ما قامت به واشنطن قبل أشهر قليلة في قتل الميليشياوي مشتاق طالب السعيدي “أبو تقوى” في بغداد من دون أن تعود للسوداني وحكومته.
كما أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى بغداد نهاية العام 2023 أحيطت بالسرية، ولم يسمح لأي مسؤول في حكومة السوداني بما فيهم وزير الخارجية فؤاد حسين باستقباله في المطار. ولم تسمح السلطات الأمريكية لأي من القوات الحكومية في العراق في التدخل بمسار تحرك وزير الخارجية في بغداد، وتكفلت القوات الأمريكية في حمايته.
وذكر أنتوني زورشر مراسل هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” المرافق لوزير الخارجية الأمريكي في رحلته إلى العراق “وصل بلينكن إلى بغداد تحت جنح الظلام. وارتدى الوزير والوفد الدبلوماسي المرافق له صدرية الدرع الواقي من الرصاص والخوذات أثناء الرحلة القصيرة بالمروحية من مطار بغداد إلى السفارة الأمريكية، حيث توجه بعد ذلك بسيارة السفارة الخاصة إلى اجتماع مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني”.
هل يكفي ذلك لتفنيد مفهوم “العلاقة الاستراتيجية” بين الولايات المتحدة والعراق وتحويلها وفق التقويم المفرط بالتفاؤل إلى علاقة انصياع؟
لم يتمخض الكثير من الجانب الأمريكي بشأن الزيارة، دع عنك تصريحات السوداني التي لا تثير أي مراكز الدراسات وهي تقرأ مستقبل العلاقة، فليس كافيًا أن نتأمل الصورة الفوتوغرافية لوجود السوداني على الأريكية الزهرية في البيت الأبيض كي نرى أن العلاقة تحمل هذا اللون الربيعي! فالطريق إلى الديمقراطية التي تذرعت واشنطن بفتحه في احتلال العراق لم يترك غير الاشلاء والدماء والفساد وتسويق بضاعة سياسية فاسدة. أو بتعبير المؤرخ العسكري والكاتب البريطاني ماكس هيستنغز “الغرور الأخلاقي رذيلة محبطة للثقافة الغربية بمجرد تذكر مزاعم احتلال العراق”.
مع ذلك علمتنا تجربة السنوات الماضية ما يمكن أن نطلق عليه “دبلوماسية القصيدة” فلا يتردد الرئيس الأمريكي جو بايدن بالاعتراف أنه أسير الشعر ويستشهد به أمام ضيوفه في البيت الأبيض، ربما لأنه أفضل وسيلة للتغلّب على التلعثم الذي عانى منه في طفولته.
وقد أٌقتُبِس بايدن مرارا من أعمال شيموس هيني، الشاعر والكاتب المسرحي الأيرلندي الحائز على جائزة نوبل، واهتمام بايدن بقصائد الأيرلندي الآخر ويليام بتلر ييتس كان بمثابة المصدر الدبلوماسي لتمرير رسائل سياسية، لكن لا أحد من مستشاريه أسعفه هذه المرة بمقطع شعري يمكن أن يقتبسه بوجود محمد شياع السوداني في البيت الأبيض، فالتجربة الأمريكية في العراق منذ احتلاله ليست شعرية بما يكفي بقدر ماهي مثقلة بالغطرسة وازدراء الحقائق على الأرض بعد عقدين من إراقة الدماء.
بيد أن من المفيد هنا العودة إلى كلام مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز، الذي كان أحد الحاضرين في زيارة السوداني إلى واشنطن، عندما طالب بلاده بعد 21 عامًا التعلم من الدرس التاريخي لخطيئة احتلال العراق عام 2003.
في كل الأحوال كان السوداني في واشنطن لشراء مسحوق غسيل سياسي بال يساعده للبقاء أربع سنوات أخرى في المنطقة الخضراء، لكن واشنطن لا تجد في عالم اليوم من يؤكد صلاحية ما سيأخذه السوداني معه عند العودة إلى بغداد!



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نادٍ للرجال، يا للعنصرية!
- القصة لا تبدأ من أبو فدك
- انطفأ كوكب حمزة لحظة مغادرة العراق
- عدنان حمد في “ملاعب محتلة” أخلاقي بجبين عال
- حياة صباح السهل مستمرة في غنائه
- الإصلاحيون مجرد تسمية أخرى للمتشددين في إيران
- لماذا نتذكر؟
- الحرج اللغوي في العراق
- مع كل هذا الضجيج الرقمي، الفجوة تتسع!
- رمضان الطعام الأخلاقي
- من قال أموري غاب عن أرواحنا؟
- لم يبق الكثير من الأخبار السارة
- جاسم الزبيدي جيفارا العراق
- إسرائيل تخسر السردية الإعلامية الدولية
- لم أصلْ إلى نهاية الهجرة إلى الشمال
- يورغن كلوب ملهم ورؤيوي
- رفح ترفع من الشغب السياسي الغربي غير المتماسك
- لنغن البيات حزناً على مجدي نجيب
- هل تلوثت كرة القدم بالوحل الطائفي؟
- رحمة تبدد وجع أبيها رياض


المزيد.....




- -كابوس لوجستي-..أمريكي يزور جميع بلدان العالم للتأقلم مع الو ...
- 7 نجمات ارتدين الفستان الأسود الضيّق بقصّات مختلفة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية 4 مسؤولي استخبارات بإيران بينهم ...
- ولا تزال السماء تمطر غارات وصواريخ في معركة كسر العظم بين إي ...
- دمار واسع وارتفاع في حصيلة القتلى.. استمرار التصعيد العسكري ...
- ألمانيا تستضيف محادثات دولية حول المناخ قبل قمة البرازيل
- الوحدة الشعبية: الرفيق الدكتور عصام الخواجا حر كما عهدناه
- إيران: على أمريكا أن تعلن موقفا واضحا من العدوان الإسرائيلي ...
- وأطلق الكوريون الشماليون النار على الطائرات الأمريكية!
- انفجار بمصنع ألعاب نارية في هونان جنوب وسط الصين (فيديو + صو ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم نعمة - المعيار المفقود في وجود السوداني بالبيت الأبيض