علوان حسين
الحوار المتمدن-العدد: 7968 - 2024 / 5 / 5 - 02:51
المحور:
الادب والفن
يموت أمير كان شاعراً ( كل الأمراء شعراء ) تتحول مواقع التواصل الإجتماعي إلى مناحة ومأتم عام كأن الشعر نفسه قد مات . يموت شاعر حقيقي عظيم بصمت , الكل يصاب بالخرس لأن الشاعر كان حقيقياً في حياته متمرداً رافضاً التفاهة والخواء معتكف في عالمه مخلص للقصيدة والجمال والخير . لا أنعي أميراً ولو كان شاعراً ! أنا لا أحب الأمراء , أحسدهم لأنهم ولدوا أمراء ويموتوا وهم على عرش . أكره الملوك والشيوخ والأمراء وكل أصحاب المعالي وحاملي الأوسمة خصوصاً الشعراء منهم ! حين أنام أضع أميراً بثوبه الحرير وعبائته الذهب وبكل أناقته على الطاولة . بالشوكة والسكين الستالستيل آكل لحم الأمراء الطري بلذة ونهم عجيبين . أسمالهم الأميرية أرمي بها لمتشرد ينام على الرصيف . أما لحم الملوك فهو عندي ألذ وأشهى من لحم الطاووس الذي أسمع به ولم أذقه . يقال بأنه لحم أهل الجنة . لا تبك أميراً ولا ترثيه دع المال والجاه والعز الذي هو فيه يرثيه . يكفيه أنه عاش ومات أميراً . ماذا يريد بعد ؟ أنا أتألم لموت فراشة أو عصفور وأفرح حين يموت الأمير . أتسائل ما نفع الأمراء في الأرض ؟ من أخترع فكرة الأمير والعبد ؟ وهل يتبرز الأمير ذهباً ؟ الشعر الحقيقي إبن المعاناة وصنو الحزن كيف يكتب الأمراء شعراً حقيقياً ؟ وهل نصدق بما كتبوه من أشعار ؟ أليس تكفيهم اليخوت والطائرات الخاصة وكل ما يلمسوه ذهب ؟ لماذا هذا الغزو الهمجي على مملكة الشعر ؟ مملكة البراءة التي سياجها عصافير ترفض أن تطأها أقدام أمير ٍ ينتعل حذاءً من ذهب . لكم القصور والقلاع والسجون والعبيد والجواري ومحطات التسلية ونوادي القمار ولنا القصيدة . الكلمات تـُذبح ُ على أياديكم دعوها في معبدها لا تدنسوها لكم أبراجكم العاجية ولها أكواخ الشعراء . أيها الأمراء لا تسرقوا منا الوردة دعوها حرةً تتفتح في حدائق الخيال .
#علوان_حسين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟