أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد الصادق - بين كمبالا واديس والدوحة: تهافت الصحافيين السودانيينن














المزيد.....

بين كمبالا واديس والدوحة: تهافت الصحافيين السودانيينن


محمد الصادق

الحوار المتمدن-العدد: 7963 - 2024 / 4 / 30 - 16:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


حرب السودان الحالية وصفت منذ البداية بأنها "عبثية"، فذلك كان واضحا، فالحرب اندلعت فجأة وبلا مقدمات او اسباب ظاهرة، وكان واضحا ان الحرب ستكون "مهلكة" للجميع، فالحرب اندلعت بين الجيش ومشاته، فالجيش إذن يخوض الحرب بدون مشاة!!
والمشاة يخوضون الحرب بدون جيش!!
ومع ذلك نري بصورة واضحة اصطفاف الصحافيين كل مع طرف، وعلي حسب انحياز العواصم الي طرفي الحرب، فهناك من اتخذ كمبالا او اديس مقرا له، واخرون اقاموا في الدوحة او القاهرة.
وصار نصف الصحفيين متحدثين باسم هذا الطرف، ونصفهم باسم ذاك الطرف.
اصطفاف الصحافيين للطرفين أدي الي تثبيت الصراع كونه صراع سياسي، بمعني ان الانقسام السياسي اصبح صراعا عسكريا، واصبح امرا عاديا ان يستضاف من كمبالا صحافي كبير في قناة فضائية فيتحدث من وجهة نظر هذا الطرف، ويستضاف آخر من الدوحة فيعبر عن وجهة نظر الطرف المناوئ.
كان يفترض ان يقف الصحافيين وقفة رجل واحد ضد الحرب لأن المتقاتلين ينتمون الي وطن واحد وقد ظلوا يخوضون الحروب كجيش واحد، فإطلاق اي طرف رصاصة واحدة تجاه الطرف الآخر كان ينبغي ان يكون مثار استهجان من الجميع وخاصة الصحافيين لأنهم هم الطبقة المستنيرة في المجتمع.
لقد عرف عن الجندي السوداني انه جندي منضبط ومطيع لأوامر رؤسائه وهو مدرب علي ذلك، والشيء الواضح أن الجنود في الميدان الممسكون بالبنادق من كلا الطرفين لا يدركون شيئا عن اسباب الحرب ولا يعرفون لماذا هم يقاتلون اخوانهم، وانما هم ينفذون الأوامر التي تأتيهم. ولقد آسفني جدا حديث المدعو كيكل وهو يتحدث ذات مرة، ان احد المنتمين لقواته اعتقل اخاه من الجيش، فبئس الأخ وبئست الأخوة!!
الانقسامات السياسية موجودة في كل مكان لكن انحياز اي مكوّن عسكري خاصة اذا كان هذا المكون قوة نظامية تنتمي لجيش البلاد فهذا امر غير مقبول مهما كانت المبررات.
هنالك موّال متداول: من اطلق الرصاصة الأولي؟؟ وهذا كلام فارغ، فاطلاق الرصاصة الأولي لا يعني قيام الحرب، فحتي الدفاع عن النفس له حدود، ولا يعني قتالا مستمرا!!!
وقد تحدثنا من قبل ان الدين الأسلامي لا يجيز اطلاقا قتال المسلم للمسلم، وهناك نصوص واضحة: (اذا التقي المسلمين بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار)، وانا اعرف ان بعض الأئمة المضلين يزينون لكلا الطرفين ان الذين يقاتلونهم هم الفئة الباغية، ففي القرآن اشارة الي ذلك بالطبع لكن القتال يأتي بعد استنفاد فرص الاصلاح بين المتقاتلين، وهذا ما كان يجب علي الصحافيين تبيينه، لكن الملاحظ ان هؤلاء قد غلب عليهم حس الانتماء، فصار كل صحفي يستميت في الدفاع والتسويغ بالحق وبالباطل للطرف الذي ينتمي اليه، وهذا قد أدي الي تمادي الطرفين في التنكيل بالآخر، وخرق القواعد المتبعة في القتال، وظهور تصرفات غير معهودة في الحروب مثل النهب والإتلاف المتعمد، واعاقة دفن الجثث، بل والتمثيل بها، وعدم مراعاة حقوق المدنيين، بل حتي ان الطرفين اعاقا وصول الإغاثات والإعانات التي جاءت من الخارج. كل هذا كان مهمة الصحفيين: الدفع نحو وقف الاحتراب، وعدم التشجيع علي استمراره، ومراعاة الجوانب الانسانية، لكن للاسف حدث العكس، فصار الصحفيون هم الذين يصبون الزيت علي النار، ولا حول ولا قوة الا بالله.



#محمد_الصادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخطط استقلال دارفور: اذكاء القبلية ونقل الحرب الي الخرطوم
- جدل بيزنطي حول عودة الأمن لأمدرمان!!
- التقسيم أم الذوبان: مراجعة الجنسية كَشَفَ الأُلعبان!!
- بعد التدمير والإحراق، خطر الإغراق يهدد العاصمة القديمة ومناط ...
- قتلها مصطفي محمود، والنبي حذّر ابنته: (لا واسطة في الآخرة) و ...
- الزمان لن يرجع: الخرطوم لن تعود .. الناس لن تعود!!
- الحصة مسيّرات: تكرار القائد حديثه عن (المتفلّتين) يعني ان ال ...
- -عبثوا- بالشعب وبالبلاد: وصارت الأعياد سجم رماد!!!
- ختامه عصيان لأبي القاسم: حُرمة صيام الثلاثاء ٩ ابريل (ك ...
- العدالة الألهية: تحريك ملف قضية (فض الإعتصام)
- -دِرْوَة- كبيرة (1000كيلو): امريكا روسيا .. قد دنا عذابنا!!! ...
- الشعب تضرر.. وليلة القدر جات للعسكر!!!
- المشروع الحضاري والخطيئة الأصلية: ربع قرن علي الإنقلاب علي ا ...
- سبيل الخلاص: هكذا ندعو علي من ظلمونا
- رمضان من غير (أغاني وأغاني).. انتصر التطرف وانهزمت الوسطية!!
- بهذا القرار.. مجلس الأمن يصب الزيت علي النار!!
- الفقه فهما: بطلان اختلاف المطالع وحرمة صوم المتمم لرمضان
- دعوة اسلامية لهؤلاء بعدم صوم رمضان !!
- الفقه فهما: (٢) مدلول كلمة (البكر) واللخبطة في فقه الزو ...
- الختان مذكور في القرآن والا كان الرسول مفترياً


المزيد.....




- هجوم فلسطيني عنيف على واشنطن بسبب الرصيف الأمريكي العائم قبا ...
- شاهد: دخول شاحنات إلى الرصيف البحري لنقل المساعدات إلى قطاع ...
- السعودية قاضته والكويت سحبت جنسيته.. قصة ناشط كويتي معارض لل ...
- لبنان يسلم 20 سوريا لسلطات بلادهم بعد توقيفهم لمحاولتهم الهج ...
- مقتل أربعة بينهم ثلاثة أجانب في إطلاق نار في باميان بوسط أفغ ...
- تحذير فلسطيني.. لن ندير معبر رفح بوجود اسرائيل
- -حزب الله- يعرض مشاهد لعملية استهداف تجهيزات تجسسية إسرائيلي ...
- -حتى الـCIA لن تنقذه-.. كولونيل أمريكي يتحدث عن مصير زيلينسك ...
- المفوضية الأوروبية تنشر توضيحات حول حظر وسائل إعلام روسية
- -حماس- تعلن مقتل أحد قادتها في غارة إسرائيلية استهدفته قرب ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد الصادق - بين كمبالا واديس والدوحة: تهافت الصحافيين السودانيينن