محمد الصادق
الحوار المتمدن-العدد: 7961 - 2024 / 4 / 28 - 12:21
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
عرضت احدي القنوات الفضائية العربية صورا و فيديوهات لأقامة صلاة الجمعة بمسجد عمر عبد السلام الخليفة بحي المسالمة بأمدرمان القديمة، كما عرضت فيديو لأحد الأخوة المسيحيين يتحدث من داخل احد كنائس المسالمة، ويقول انهم في أمان.
وقبل أيام تحدث احد كبار رجالات الأعمال في البلاد، وقال انهم بصدد صيانة مصانعهم حتي يستأنفوا عمليات الإنتاج.
قبلها اعلنت السلطات للمواطنين امكانية عودة دفن موتاهم بمقابر البكري واحمد شرفي، وقام احد شيوخ الطرق الصوفية بدعوة المواطنين للعودة لمنازلهم.
قبلها جاءت انباء عن انتشار بعض الحوادث الأمنية من سلب ونهب.
وقد تم تبرير تلك الحوادث لعدم وجود الناس بمنازلهم، فالمدينة صارت مدينة اشباح، وقد لاحظت من فديو القناة الفضائية عدم وجود مارّة بشوارع المسالمة بالرغم ان المسجد الذي عرضت منه صلاة الجمعة كان يعجّ فعلا بالمصلين: مدنيين وعسكريين.
الناس تتكلم عن ضرورة عودة المواطنين لمنازلهم حتي يحرسوها ومن ثم يستتب الأمن.
لو تذكرنا الحالة الأمنية للمدينة حتي قبل قيام الحرب، فقد كان الناس يعانون مما سمي ظاهرة ٩طويله، حتي اصبح البعض يخاف من الرد علي تلفونه وهو خارج منزله.
عندها اصبحت كثير مم الأحياء تنظم "ديدبانات" ليلية يتناوب فيها الشباب لحراسة الحيّ.
في ذلك الوقت قلنا انه من الضروري زيادة اعداد الشرطة حتي تنتشر في جميع شوارع المدينة، وضربنا مثل بباريس عاصمة فرنسا عندما كانت تدور مظاهرات كثيفة جدا، فكانت السلطات الفرنسية تنزل الي الشارع اعداد من الشرطة تضاعف اعداد النازلين للتظاهر. واذكر انه ذات مرة قدرت اعداد المتظاهرين بحوالي الثلاثين الفا فكانت اعداد الشرطة التي نزلت الشوارع اكثر من مائة الف شرطى!!!
لكن هناك مشكلة اخري، أن افراد الشرطة انفسهم يجب ان يكونوا منضبطين ومراقبين، ولا بد من حملات تفتيش يومية تطال كل الأفراد، فأذكر انه في زمن الإنقاذ كانت هناك شكاوي من حوادث سطو ليلي تتم اثناء عطلة العيد، فقررت السلطات انها ستنشر حوالي ٣٥ الف فرد شرطي لتأمين العاصمة ايام العيد، لكن للأسف هذا أدي الي نتيجة عكسية، وهي "ازديااااد" حالات السطو برغم الأنتشار الكثيف للشرطة!!!
الآن كما ترون: "جاطت" الأمور، والشرطة نفسها ذابت في الجيش، والجيش "تدشدش" وتشتت، وكل شيء اتلخبط.
ويري الناس ان الحل الوحيد هو الحماية الذاتية، بأن يستنفر كل حيّ شبابه، ويتم تسليحهم بحيث يمكنهم من الدفاع عن الحيّ ازاء كل ما يمكن ان يتعرض له من تهديدات امنية.
المشكلة ان من يقيم الآن بامدرمان هم قلة قليلة جدا جدا، فالغالبية العظمي غادرت المدينة ولا زال البعض يغادر حتي يومنا هذا، واعرف بعض الناس الذين ينتظرون فقط بيع بعض ممتلكاتهم حتي تعينهم في السفر.
كيف يعود الناس قبل ان يعود الأمن،
وكيف يعود الأمن قبل عودة الناس!!!
هذا هو الجدل البيزنطي الذي يدور حاليا: هل كانت البيضة اولا ثم فقست عنها الدجاجة، ام كانت الدجاجة اولا ثم باضت؟؟؟!!!
#محمد_الصادق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟