أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد الصادق - مخطط استقلال دارفور: اذكاء القبلية ونقل الحرب الي الخرطوم














المزيد.....

مخطط استقلال دارفور: اذكاء القبلية ونقل الحرب الي الخرطوم


محمد الصادق

الحوار المتمدن-العدد: 7962 - 2024 / 4 / 29 - 20:47
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


مع اندلاع حرب دارفور قبل حوالي عشرين عاما صدر الكتاب الاسود الذي ينتقد تكريس المناصب العليا في الدولة علي قبائل معينة ومناطق معينة، واعتبار ذلك اختلالا في معايير اقتسام السلطة والثروة، وقد اظهر الكتاب من خلال احصاءات دقيقة المشاركة الضعيفة لاقاليم مثل دارفور وكردفان.
والحقيقة ان الاختلال في معاير توزيع السلطة والثروة كان موجودا فعلا، لكن لم تكن القبلية او الجهوية سببه الأول، انما كان الولاء هو الذي يسهم في اختيار الأشخاص للمناصب المهمة في الدولة، وهذا شيء طبيعي يمارسه الحكام الذين يريدون ان يستمروا في السلطة اطول مدة ممكنة.

في العام ٢٠٠٨ تفاجأ الناس بغزو مسلح علي مدينة امدرمان، وقد سميت هذه العملية "الذراع الطويل" وكانت هذه المرة الأولي التي تصل فيها الحرب الي العاصمة، وقد كادت بعض المدرعات الوصول الي قلب الخرطوم لولا انه تم.تدميرها علي جسر الفتيحاب الذي يبعد امتار قليلة من القصر الجمهوري.
لقد استطاعت القوة المسلحة الغازية الوصول للعاصمة رغم ان تحركها اكتشف وهي لا زالت في دارفور، وقد كان يتم قصفها بالطيران طوال مسيرها الطويل، مما يؤكد الأصرار الشديد علي ان تصل المعارك المسلحة عاصمة البلاد.

وفي ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١ انشقت الحركات المسلحة علي قوي الحرية والتغيير وقادت انقلابا علي الوثيقة الدستورية المتفق عليها، هذا الانقلاب الذي أدي الي نشوب الحرب فيما بعد بين المليشيات العسكرية التي كان يفترض ان تندمج في بعضها لتكون جيشا واحدا للبلاد.
الحركات نفسها حدثت بداخلها انشقاقات، وكل منها ساند احد طرفي الحرب، لتدور حرب شاملة في كل ارجاء البلاد.
هذه بلا شك خطة مدروسة للمطالبة باستقلال اقليم دارفور، فكان لابد من ضرب العاصمة وتشتيت سكانها حتي يتفتت النسيج الاجتماعي السوداني لكي يرجع الناس الي مناطقهم الاصلية ويلوذوا بأهلهم وبقبائلهم. فالطبقة المثقفة الدارفورية التي تسكن الخرطوم بالطبع ستكون اول الرافضين للاستقلال لذلك تم ارجاعهم الي قبائلهم بعد عزف طويل جدا علي نغمة التهميش والقبلية.
من الواضح جدا ان النخب السياسية الدارفورية يعتقدون ان لهم حقّ في كراسي الحكم في الفترة القادمة بعد النضال الطويل، ولكن للأسف لا سبيل الي ذلك سوي بالأستقلال، ولذلك هم يسعون اليه، مهتدين بتجربة جنوب السودان، خاصة بعدما ظهر ان الأقليم غني بالموارد، خاصة المعدنية.

ما يؤيد ويؤكد نية الاستقلال هو السلوك الذي صاحب المعارك القتالية، فقد كان من الواضح جدا الحرص الشديد علي تفريغ العاصمة من سكانها ومصادرة عشرات الالاف من السيارات والاف الأطنان من الأثاثات والأجهزة الكهربية ونقلها الي دارفور.

الآن انتقلت العاصمة الي اقصي الشرق فيما خرجت عن السلطة كل عواصم الغرب، فالآن كل عواصم اقليم دارفور -فيما عدا الفاشر- تحت سيطرة ابناء دارفور من الدعم السريع والمنشقين من الحركات المسلحة، وباقي الجيش القديم منشغل بمحاولة إعادة السيطرة علي العاصمة القديمة، ومنع القتال من ان يصل الي اقليمي الشمال والشرق.

في هذه اللحظات يقترب هجوم وشيك علي الفاشر، والتي بعد الاستيلاء عليها وخروج آخر كتائب الجيش القديم منها يمكن اعلان الاستقلال، ويكون التحدي هل يقبل كل ابناء دارفور بذلك، ام تحصل اختلافات وصراعات، وهل يكون الاستقلال حل جذري ونهاية للحروب ام بداية جديدة لصراعات جديدة؟؟!!



#محمد_الصادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدل بيزنطي حول عودة الأمن لأمدرمان!!
- التقسيم أم الذوبان: مراجعة الجنسية كَشَفَ الأُلعبان!!
- بعد التدمير والإحراق، خطر الإغراق يهدد العاصمة القديمة ومناط ...
- قتلها مصطفي محمود، والنبي حذّر ابنته: (لا واسطة في الآخرة) و ...
- الزمان لن يرجع: الخرطوم لن تعود .. الناس لن تعود!!
- الحصة مسيّرات: تكرار القائد حديثه عن (المتفلّتين) يعني ان ال ...
- -عبثوا- بالشعب وبالبلاد: وصارت الأعياد سجم رماد!!!
- ختامه عصيان لأبي القاسم: حُرمة صيام الثلاثاء ٩ ابريل (ك ...
- العدالة الألهية: تحريك ملف قضية (فض الإعتصام)
- -دِرْوَة- كبيرة (1000كيلو): امريكا روسيا .. قد دنا عذابنا!!! ...
- الشعب تضرر.. وليلة القدر جات للعسكر!!!
- المشروع الحضاري والخطيئة الأصلية: ربع قرن علي الإنقلاب علي ا ...
- سبيل الخلاص: هكذا ندعو علي من ظلمونا
- رمضان من غير (أغاني وأغاني).. انتصر التطرف وانهزمت الوسطية!!
- بهذا القرار.. مجلس الأمن يصب الزيت علي النار!!
- الفقه فهما: بطلان اختلاف المطالع وحرمة صوم المتمم لرمضان
- دعوة اسلامية لهؤلاء بعدم صوم رمضان !!
- الفقه فهما: (٢) مدلول كلمة (البكر) واللخبطة في فقه الزو ...
- الختان مذكور في القرآن والا كان الرسول مفترياً
- الملاحقات القانونية حماقة.. فالأولوية وقف الحرب


المزيد.....




- وزير الدفاع الإسرائيلي: سنُدخل قوات إضافية في العملية البرية ...
- اليوم العالمي للعيش معا في سلام
- ما الذي يحدث في كاليدونيا الجديدة؟ وما علاقة فرنسا بذلك؟
- جامعة الدول العربية: لمحة تاريخية
- السيسي: إسرائيل تتهرب من مسؤولياتها لوقف إطلاق النار في قطاع ...
- الزعيمان الروسي والصيني يواصلان الاتصالات غير الرسمية في الم ...
- لبنان.. الادعاء على -تيك توكر- بجرم تصنيع المخدرات والاتجار ...
- محمود عباس: أصبح الوقت ملحا لتفعيل شبكة الأمان العربية لتعزي ...
- مصدران: مصر ترفض مقترحا إسرائيليا حول معبر رفح
- القوات الروسية تسقط 3 طائرات معادية وتتقدم في خاركوف وأوكران ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد الصادق - مخطط استقلال دارفور: اذكاء القبلية ونقل الحرب الي الخرطوم