أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الحب المستحيل .














المزيد.....

مقامة الحب المستحيل .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 7955 - 2024 / 4 / 22 - 22:44
المحور: الادب والفن
    


مقامة الحب المستحيل : النقد المتفاعل .

يترك الحب المستحيل الذي يصعب تحقيقه الكثير من الآلام في قلب صاحبه, والحب لا يقتل العشاق, هو فقط يجعلهم معلقين بين الحياة والموت , هاهي تحلم أن تكون كفّها غارقة بكفّ من تحب رغم بعد المسافات التي تقاس بالكثيرُ من خطوط الطول, الحب المستحيل هو حب لا يمكن أن يكمل أبداً ولا يمكن أن يستمر, يبدو انه كان عليها ان تدرب قلبها على الحب كي يسع الورد والشوك , وانه حسب محمود درويش : ((لا أحد يتغير فجأة ولا أحد ينام ويستيقظ متحولاً من النقيض للنقيض , كل ما في الأمر, أننا في لحظة ما نغلق عين الحب ونفتح عين الواقع, فنرى بعين الواقع من الحقائق ما لم نكن نراه بعين الحب)).

إن الكرامة أهم بكثير من القلب الجريح حتى وإن غطت دماؤه سماء هذا الكون الفسيح, فلن يفيد أن ننادي حبيباً لا يسمع, أوأن نسكن بيتاً لم يعد يعرفنا أحد فيه ,وأن نعيش على ذكرى إنسان فرطنا فيه , وفي الحب لا تفرط في من يشتريك, ولا تشتري من باعك ولا تحزن عليه.
محمود درويش كتب قائلا : ((لا أتذكر قلبي إلا إذا شقه الحب نصفين أو جف من عطش الحب, وياليتنا إستطعنا أن نحب أقل كي لا نتألم أكثر, تراها خفيفة روحي وجسمي مثقل بالذكريات وبالمكان , وفي الليل يا أماه ذئب جائع سفاح يطارد الغريب أينما مضى)), كم هي صعبة لحظة الفراق , عندها تنتهي الكلمات وتكتفي الدموع بالتعبير, حزن القلب ودمعة العين , واسترجاع كل الذكريات, الذكريات هي الشيء الذي يبقى لدينا بعد الفراق, ذكريات قد تمزج بين ابتسامة ودمعة أو إن تضيف دمعة إلى دموع الفراق, يعجبني من يقول : ((لو زرعت وردةً واحدةً في كل مرة أُفكر فيها بك, لكان لدي حديقة أمشي بها طوال حياتي دون أن تنتهي)) .

دموع بحار الخرائط وشوك الحنجرة وألأرق المستضاف وعصافير الوجع كلها أعراض لمرض اسمه الحب الذي يشبه الموت فهو وعد لا يردّ ولا يزول , لاشك انها لكلمات رائعة , و استخدام فني في توظيف للصور المرئية بجانب الأبعاد الرمزية التي اضافت تعقيدا للمشاعر المنقولة و الممزوجة بين الإحساس العميق بالفقد و الحنين وبين روعة الصورالتي خلقت جوا عاطفيا مؤثرا مدهشا يتناغم بين الألم و اللوعة المشتهاة, هذا النص عمل تم فيه استنزاف كل العواطف, فقد تفرغتِ براحة فنية للتعبير عن أفكار ومشاعر البطلة دون حجب أو تقييد , وها أنا كلما أقرأ نصا جديدا لك يبادرني التساؤل الى متى ستظلين تعذبيين بطلتك وتدعيها تتجرع ألآلام التي تتفننين بوصفها ببراعتك الشعرية ولا تمنحيها يوما أن تتجرأ لتقلب واقعها المستكين لبؤس التجربة ؟ ومرارة الألتياع ؟ يبدو انك لاتريديها ان تتعلم أن النسيان يقود الى الأعتراف بالواقع ,ساعديها ودعيها على الأقل تنسى.

تقول الكاتبة أحلام مستغانمي عن الحياة: ((يبقى الأصعب, أن تعرف ما هو الأغلى بالنسبة إليك, وأن تتوقّع أن تُغيّر الأشياء, مع العمر ثمنها هبوطا أو صعودًا, عجيبة
هي الحياة بمنطقها المعاكس , أنت تركض خلف الأشياء لاهثاً فتهرب الأشياء منك(), وهكذا ونحن نرى سنوات العمر تفلت منا واحدة اثر اخرى ما الذي يمكننا ان نفعله غير ان نقاوم ونواصل ؟ هناك خزين هائل من حياة مرت فتركت نقوشها على صفحة الروح هو الذي نعتاش عليه ونستمد منه صبرالمطاولة .

يقول نزار قباني : ((كم أحسد تلك الأشياء التي تملك حق رؤيتك وألأقتراب منك , بينما لاأملك أنا هنا سوى حق ألأشتياق اليك)), وتراودني دائما مقولة د. أحمد خالد توفيق (( أود أن أبكي وأرتجف وألتصق بأحد الكبار ولكن الحقيقة القاسية هي أنني أحد الكبار)) .
سبق أن كتبت لك وها انا أعيدها أن المستحيلات عند العرب ثلاثة, الغول,والعنقاء, والخلّ الوفي, وها أنا اضيف عليها مستحيل ان تحرري بطلتك.



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الحروب .
- مقامة الحرام .
- مقامة الصباحات .
- مقامة الحضارة .
- مقامة الأبتسامة و السعادة .
- مقامة الأبتسامة .
- مقامة أزدواجية المعايير .
- مقامة ألأرق .
- مقامة النظارات .
- المقامة الشرقية .
- مقامة الذكرى السنوية للحب .
- مقامة ألأرواح والملامح .
- مقامة العيد .
- مقامة ألأتيكيت .
- مقامة الثلج .
- مقامة الأمهات .
- مقامة مظفر النواب .
- مقامة حكايات دبلوماسية .
- مقامة حكاية العملية السياسية )
- مقامة الثقافة .


المزيد.....




- إعلامية لبنانية تتوعد المطربة أصالة بالسجن
- موعد عرض “ولاد رزق 3” سينيما عيد الأضحى.. قائمة أفلام عيد ال ...
- وكالة أنباء أميركية تفضح زيف الرواية الإسرائيلية لتبرير حرب ...
- المؤسس عثمان ح161 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 161 مترجمة HD ...
- ملحمة تاريخية… مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 25 باللغة الع ...
- الثقافة واليونسكو يؤكدان أهمية دعم القطاع الثقافي في فلسطين ...
- الشعلة الأولمبية على السجادة الحمراء لمهرجان كان السينمائي
- فستان الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت يثير جدلا في مهرجان كان ...
- -عائدة-.. فيلم وثائقي يحقق حلم العودة إلى فلسطين
- افتتاح متحف لأعمال الفنان بانكسى فى نيويورك


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الحب المستحيل .