أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني . - في - سقوط الأقنعة، وخلع القفازات بين الغرب وإيران-!















المزيد.....

في - سقوط الأقنعة، وخلع القفازات بين الغرب وإيران-!


نزار فجر بعريني .

الحوار المتمدن-العدد: 7951 - 2024 / 4 / 18 - 10:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما لايتجاوز الوعي السياسي والثقافي النخبوي في قراءة الأحداث سقف الأفكار التي يروّجها الإعلام، تتكشف أبعاد حالة المأزق التي يعيشها ...، وأسباب التضليل الذي يُسيطر على الرأي العام!!
في مقال ناري شديد التفاؤل، وتحت عنوان لا يخلو من الإثارة "، سقوط الأقنعة، وخلع القفازات بين الغرب وإيران "، يضع الدكتور باسل معراوي، الإعلامي المعارض، قائمة ب "الحقائق" التي يروّجها الإعلام ، وصنّاع الرأي العام ، ليصل إلى الاستنتاج المفرح لقلوب الملايين، ويزف " البشارة "التي طال وقت انتظارها ... " ...وقد لا ينقضي هذا العام إلا بظهور تحالف دولي معلن لخنق وإضعاف إيران ....وربما يكون النظام الإيراني دخل الآن مرحلة تشابه نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين (عراق التسعينات) تمهيداً للحظة قد تتشابه مع ما حصل للعراق في 2003." (١)
١يتجاهل كاتبنا المحترم أبرز حقائق هجوم الرّد الإيراني في صبيحة الثالث عشر من نيسان الجاري ، التي تؤكّد حصول تنسيق دقيق وشامل، أمريكي إيراني، حول أهداف وآليات ونتائج الهجوم، وذلك في إطار مصلحة مشتركة لسحب مبررات ردّ إسرائيلي انتقامي موجع ، وبالتالي منع حصول حرب مباشرة ليس لأيّ من الدولتين مصلحة في اندلاعها- بخلاف "إنجازات" هجوم طوفان الأقصى، في السابع من أكتوبر الماضي!
حقيقة عدم وجود مصلحة ذاتية أمريكية بتوسيع دوائر الحرب الإقليمية، وبالتالي عدم بحثها عن مبررات لفعل ذلك، تسقط موضوعية كل ما ساقه الدكتور لتبرير رؤيته حول مسعى أمريكي حقيقي لمحاصرة نظام طهران في أعقاب هجوم الرد على جريمة تدمير القنصلية!
٢ لنفترض أن "تنسيق" واشنطن مع طهران أتى في سياق "الفخ" ، كما حصل في إعطاء الراحل صدام حسين ضوء أخضر لغزو الكويت، آب ، ١٩٩٠، كيف نستطيع أن نتجاهل عدم وجود مصلحة للولايات المتّحدة الأمريكية في إسقاط نظام الخميني اليوم، كما كانت عليه الحال منذ وصوله إلى السلطة، في ضوء رؤيتنا لواقع تشابك علاقات السيطرة الإقليمية الأمريكية الإيرانية في كامل منطقة ضفتي الخليج ومحيطهما الجيوسياسي، وهي التي شكّلت وما تزال مظلة حماية حقيقية لنظام الملالي في مواجهة ثورات داخلية متعاقبة ،ومصلحة إسرائيلية عليا في جرّه إلى حرب شاملة،تتيح لها فرصة تدمير قاعدته العسكرية- النووية؟ إذا كنتَ تصدّق دعايات الصراع بين الولايات المتّحدة (والغرب) والنظام الإيراني، التي عملوا على ترويجها معا منذ وصول الخميني إلى السلطة في مطلع شباط ١٩٧٩ ، فكيف يغيب عن وعيك السياسي حقيقة أنّه كان من الأسهل لواشنطن وباريس ولندن أن تجهض مشروع الخميني في ضواحي باريس في نهاية ١٩٧٨ (حيث دُفن لاحقا معظم معارضيه!)، عوضا عن تحمّل أعباء نقله إلى طهران ، على متن طائرة خاصة، وتحت حماية الاستخبارات الفرنسية؟ هل كانوا ليفعلون تلك المكرمة لو لم يكن في تأسيس نظامه "الإسلامي"، في مواجهة حكومة " بختيار " الديمقراطية الانتقالية مصلحة قومية عليا للولايات المتّحدة وشركائها الأوروبيين ؟
٣ لماذا يتجاهل المثقّف النخبوي الإعلامي أنّ ضرورات هدم ما كان يمثّله العراق من سور في مواجهة تقدّم المشروع الإيراني/ الأمريكي، و" احتواء " السعودية ،شكّلت أبرز الدوافع الأمريكية لمحاصرة العراق منذ ١٩٩١، وغزوه في ٢٠٠٣ ؛وهو الاستنتاج الموضوعي الذي تؤكّده النتائج الفعلية للغزو ، بعد فشل حرب الثماني سنوات من تحقيقها :
إسقاط الدولة العراقية ووضع مقدّرات العراق العظيمة تحت هيمنة تشاركية ، يمتلك فيها نظام طهران اليد العليا ؛ وهي أقصى الأهداف التي كان يمكن أن يحقّقها انتصار الخميني في تلك الحرب المدمّرة، التي أصرّ النظام الإيراني على استمرارها رغم موافقة العراق على قرار مجلس الأمن الدولي .(٢) !!
أليست هي الحقائق التي تبيّن لاموضوعية مقارنتك الشكلية بين عراق صدام حسين ٢٠٠٣، ونظام الملالي بعد ١٤ نيسان، وتوقّعك بأن يلاقي نظام طهران نفس مصير نظام صدام حسين ؟
٤ لا اعرف حقيقة طبيعة المعايير التي استخدمتها، دكتورنا العزيز، لتحديد طبيعة الصراع بين الولايات المتحدّة والنظام الإيراني، والتي اعتمدتَ عليها لتحديد طبيعة الخطوط الحمراء الأمريكية، كسعي النظام الإيراني الحثيث "لامتلاك سلاح نووي وتحدي الإرادة الدولية...ثم وقوفها عسكرياً إلى جانب الروس في حربهم على أوربا..." وتحميل إيران
المسؤولة عن عملية 7 أكتوبر؟
إذا افترضنا جدلا أن امتلاك النظام الإيراني لسلاح نووي قد يهدد إسرائيل، والسعودية ،
فهل تعتقد حقّا أنّه في ظل ما تملكه إسرائيل والولايات المتحدة من ترسانة نووية يشكّل خطرا على مصالح الولايات المتحدّة ؟ ألا ترى أيضا كيف يتحوّل " السلاح النووي " إلى عامل استقرار إقليمي ، كما كانت عليه الحال بين الباكستان والهند ، وكيف يمكن أن يكون ورقة ضغط بيد واشنطن لأخضاع السعودية إلى الإرادة الأمريكية، وضبط سلوك إسرائيل ودول المنطقة وفقا لأهداف سياسات السيطرة التشاركية الأمريكية الإيرانية ؟ في نفس السياق، ألم تسمع بتصريحات المسؤولين الأمريكان التي برّأت طهران من مسؤولية هجوم طوفان الأقصى؟ ثمّ ، لماذا لا ترى أن دعم النظام الإيراني لحرب بوتين ، وتغذية آلة حربه العسكرية يصب في احد جوانبه في خدمة استراتيجية الولايات المتّحدة الساعية الى تطويل فترة الحرب ، بما يلحق الحد الأقصى من الخسائر في الفريقين ، ويضعف أوروبا – وفي هذا مصلحة أميركية ، وتعزيز لعوامل هيمنتها في أوروبا ؟
لا أعرف كيف تضع الأهداف السياسية والعسكرية والاعلامية لهجوم ردا لفعل الإيراني على فعل تدمير القنصلية في إطار " الهجوم المباشر على أكبر جالية يهودية في العالم" ،وتعتبره "الخطيئة التي لن تُغتفر"؟ وهل يأتي الصراع الإيراني الإسرائيلي في سياق حرب النظام الإيراني على اليهود ؟ اليست غريبة هذه المعايير في قراءة الحدث ؟!
٥ - يبدو لي أنّ أبرز الحقائق التي يتجاهلها هذا الشكل من الوعي السياسي " الإعلامي" هي طبيعة علاقات السيطرة الإقليمية التشاركية التي بنتها الولايات المتّحدة في أعقاب انتصار ثورة ملالي طهران، والتي تجعل من إيران" الإسلامية" أبرز و اهمّ شركاء مشروع السيطرة الإقليميّة الأمريكية، وتجعل بالتالي كلّ ما تستخدمه واشنطن من وسائل مواجهة في العلاقات بين الدولتين لايتجاوز سقف أوراق الضغط- العصا الناعمة (تماما كما هي الحال مع سلطة النظام السوري منذ ربيع ٢٠١١)؛ وهي التي تهدف في هذه المرحلة إلى ضبط سلوك النظام الإيراني، كما حكومة نتنياهو، وذلك من أجل منع حصول حرب مباشرة بين أكبر شركائها الإقليمين، تدمّر كلّ ما بنته واشنطن من خطوات وإجراءات مشروع التطبيع الإقليمي منذ نهاية ٢٠١٩.
٦ لماذا يصّر الوعي السياسي النخبوي المعارض على تجاهل أبرز دوافع السياسات الأمريكية في سياق خطوات وإجراءات مشروع التسوية السياسية الأمريكية في سوريا واليمن، والتطبيع الإقليمي، الذي أطلقت واشنطن صيرورته منذ نهاية ٢٠١٩، وما تسعى لتحقيقه من شروط تهدئة مستدامة بين الشركاء الخصوم، ( أنظمة السعودية وإيران ودولة الاحتلال) بعد أن ضمنت هيمنة إقليمية غير مسبوقة نتيجة لحروب مباشرة أو بالوكالة خاضتها منذ ١٩٨٠، وفي منظور رؤية استراتيجية لمواجهة ما تشكّله روسيا والصين من تحديات إقليمية و أوربية وآسيوية، وتسعى لتطبيع العلاقات بين الجميع؛ وهو ما يتناقض مع قراءة الدكتور التصعيدية !
في خلاصة القول، يبدو جليا عدم موضوعية الأسباب التي ساقها الدكتور باسل لإقناع القرّاء ومتابعي القناة بوصول الصراع بين الولايات المتحدّة والنظام الإيراني إلى مرحلة " كسر عظم "، وهي نتيجة لاعتماده على الأفكار و"المسلّمات" التي روّجتها الدعايات الأمريكية/ الإيرانية حول حالة حرب حقيقية مستمرة بين" الشيطان الأكبر" و"نظام مارق"، داعم لكلّ أشكال الإرهاب.
إذا كان هذا الاستنتاج صحيحاً كما أزعم ، فإنّه يطرح تساؤلات كبيرة :
ألا تؤدّي افكار المقال وما وصلت إليها من استنتاج إلى تعزيز نغمة وافكار الدعايات الإيرانية ، التي تضع النظام المقاوم في مواجهة مؤامرات و حروب الإمبريالية والصهيونية، وتغييب حقائق تشابك مصالح، وتقاطع أهداف ووسائل النهب والسيطرة التشاركية مع الولايات المتحدة التي تحدد سقف إجراءات واشنطن المضادة في أعقاب هجوم الرد الإيراني، ولا تخرجها عن إطار بعض أوراق الضغط لا أكثر، وفي سياق الحرص على " سلامة " النظام الإيراني من ردّات فعل إسرائيلة مدمّرة "!
هل باتت تقتصر وظيفة أقلام ومنصّات الإعلام المعارض على دغدغة مشاعر الرأي العام لكسب رصيد شخصي، دون الأخذ بعين الاعتبار ما ينتج عن ترويج هذا الوعي من إحباط، وخيبات أمل، وانفصال عن حقائق الصراع ، تُفاقم حالة ضعف السوريين وتمزقهم ، ولا فاعلية دورهم السياسي، لصالح جميع أعداء تحقيق هدف مصالح السوريين المشتركة في الانتقال السياسي والتحوّل الديمقراطي؟ أليست هي إحدى أخطر نتائج هزيمة حراك السوريين، وقطع مسارات صيرورته ثورة ديمقراطية ، وما حصل من تقاسم "قوى الثورة المضادة" لمواقع السيطرة والنفوذ ؟!
------------------------------
(١)-*سقوط الأقنعة وخلع القفازات بين الغرب وإيران* https://whatsapp.com/channel/0029VaLKmGh23n3bzcyRBo2A
(٢)-
أقرّ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 522، (الذي اعتمد بالإجماع في 4 أكتوبر 1982 ، ودعا إلى وقف فوري لإطلاق الناربين إيران والعراق، داعيًا إلى انسحاب كلا الجانبين إلى حدودهما المعترف بها دوليًا)، بأنّ العراق قد وافق على تنفيذ القرار 514(1982) وحث إيران على أن تحذو حذوه.



#نزار_فجر_بعريني_. (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الطابع المسرحي لهجوم الرد الإيراني على جريمة تدمير القنصل ...
- حين يخطىء المثقّف الإعلامي في تشخيص السبب الرئيسي للمأساة ال ...


المزيد.....




- -لغز كبير-.. أثريون هواة يكتشفون قطعة رومانية غامضة بـ12 وجه ...
- بين الأمريكية والصينية.. لمن تميل كفة حاملة الطائرات الأحدث ...
- بي بي سي في جنوبي لبنان: منازل تحوّلت إلى -تلال من الركام-
- جامعة أمريكية توافق على إعادة النظر بعلاقاتها مع شركات مرتبط ...
- السلطات تجلي السكان بعد ثوران بركان جبل روانغ في إندونيسيا ...
- -الانفجار الكبير- ـ آفاق وتحديات توسيع الاتحاد الأوروبي
- الحكم بالسجن 6 سنوات على هاكر سرق بيانات 33 ألف مريض في فنلن ...
- إصابة 55 شخصا على الأقل جراء اصطدم قطار بحافلة في لوس أنجلوس ...
- سوريا: بين صراع الفصائل المسلحة والتجاذبات الإقليمية.. ما مس ...
- لا، جامعة هارفارد لم تستبدل العلم الأمريكي بالفلسطيني


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني . - في - سقوط الأقنعة، وخلع القفازات بين الغرب وإيران-!