أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - قراءة في حيثيات الهجوم الإرهابي على المسرح الموسكويّ !















المزيد.....

قراءة في حيثيات الهجوم الإرهابي على المسرح الموسكويّ !


نزار فجر بعريني

الحوار المتمدن-العدد: 7926 - 2024 / 3 / 24 - 23:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل بقي مَن يصدّق فصول روايتهم الممجوجة عن "داعش" ، وهذا القاتل المتسلسل المُقنّع الذي يحددون له زمان ومكان ومسرح وأداة الجريمة، دون رادع قانوني او أخلاقي !!
أوّلا،
في حيثيات مشهد الجريمة وتفاصيلها وردود الأفعال :
١على الصعيد الداخلي الروسي ، فوز الرئيس بوتين، الحاكم الفعلي الوحيد منذ ١٩٩٩،باستفتاء ولاية جديدة ، يؤكّد طبيعة النظام التسلّطي المافيوي الذين بناه الأمريكان منذ مطلع تسعينات القرن العشرين بالواجهة اليلتسينيّة، وتمّ توريثه لبوتين عام ٢٠٠٠ ، على أمل حرمان الدولة الروسية الجديدة حينئذ من الفرصة التاريخية لبناء نظام سياسي ديمقراطي، على النموذج الأوروبي، مؤهّلا لقيادة صيرورة بناء مقوّمات الدولة الديمقراطية العظمى، وأوسع العلاقات التكاملية مع ألمانيا ، وأوروبا .
٢على الصعيد الداخلي في موسكو ، التي وقع في طرفها الغربي الهجوم الإرهابي، ثمّة منظومة قوانين مراقبة مُحكمة، عالية الدقة ، يشارك في تنفيذها الملايين من قوات الأمن، بما في ذلك الشرطة والحرس الوطني الروسي وجهاز الأمن الفيدرالي، والكاميرات المزودة بنظام التعرف على الوجه، ونظام التحكم في حركة المرور على الإنترنت، في إطار استراتيجية أولويات الأمن الذاتي، يُخصص لها ميزانية ضخمة من ميزانية الأمن الروسية . .
٣ قبل ثلاثة أيام من الهجوم الإرهابي، وصف رئيس الاتحاد الروسي، متحدثًا أمام مجلس جهاز الامن الفدرالي الروسي FSB، التصريحات حول احتمال وقوع هذه الأحداث في روسيا ،بأنها "ابتزاز".
٤
يوم صباح ٢٢ مارس 2024، أُبلغ عن إطلاق نار جماعي وانفجارات متعددة في قاعة كروكوس سيتي الموسيقية "Crocus City Hall"في مدينة " كراسنوجورسك" التي تقع في الطرف الغربي من موسكو ، حيث بدأت وفقا للرواية الرسمية، قبل بداية الحفل المقرر بوقت قصير، مجموعة من المسلحين المجهولين بإطلاق النار من أسلحتهم الأوتوماتيكية ، كما وأضرموا النار في المبنى، وبعد ذلك تمكنوا من الفرار، وقد أدّى الهجوم الإرهابي إلى مقتل أكثر من 100 شخص ، بينهم أطفال، وإصابة أكثر من 150 آخرين.
حتى صباح اليوم التالي، في 23 مارس، لم يُعلن أي من الفاعلين المحتملين مسؤوليتهم عن الهجوم الإرهابي . من جهتها ، نشرت أجهزة أمن الدولة الروسية بيانا حول اعتقال أربعة إرهابيين في منطقة" بريانسك"، وأشارت إلى أنهم خططوا لعبور الحدود الأوكرانية، كما أن لديهم "اتصالات ذات صلة على الجانب الأوكراني"، كما أشارت بعض وسائل الإعلام والمسؤولين الموالين للكرملين إلى وجود "اثر أوكراني".
في الليل، أُعلن عن خطاب ، سيوجّهه الرئيس بوتين إلى الأمة، لكن وسائل الإعلام الرسمية حذفت هذه المعلومات لاحقًا، موعزة السبب ل "مشاكل فنية".
٥ في ردود الأفعال، أكّد مسؤولو أوكرانيا على عدم تورطهم في الهجوم الإرهابي، بينما أفادت " وسائل إعلام غربية" عن تورط داعش ، قبل أن يُعلن بيان ما يُسمّى " داعش - خرسان" تبنيه للهجوم .
في نفس السياق، أعلن بيان لوزارة الخارجية الأمريكية في اليوم التالي، ٢٣ ، أنّ الولايات المتحدة " تُدين بشدة الهجوم الإرهابي المميت الذي وقع يوم أمس في موسكو" و أنّهم يدينون " الإرهاب بجميع أشكاله" و يتضامنون "مع شعب روسيا في حزنه على الخسائر في الأرواح الناجمة عن هذا الحدث المروّع".
في نفس الإطار، تناقلت مصادر مختلفة نشرتها شبكة CNN أخبارا تقول أنّ " الاستخبارات الأمريكية " حذّرت نظيرتها الروسية في وقت سابق من هذا الشهر أنّ " تنظيم "داعش- خراسان" مصمم على مهاجمة روسيا" ، ووفقا للمصادر ، فإنّه بدءا من نوفمبر/ تشرين الثاني، "تدفّقت معلومات استخبارية بشكل مستمر تفيد بأن التنظيم يعتزم مهاجمة روسيا"(٢) !.
٥ على صعيد الحرب الروسية في أوكرانيا، ثمّة مؤشّرات عديدة على الصُعد الروسية والأمريكية والأوكرانية على وصول الرئيسيين بوتين وبايدن لصفقة تسوية ، توقف الحرب ، ماتزال ترفض القيادة الأوكرانية شروطها ، في تزامن مع "شح " دعم الإدارة
الأمريكية ، وسعي الرئيس الأوكراني للحصول على مصادر تمويل أخرى ؛ تتجلّى في " تغيّرات مهمّة في موازين وقائع قوى الحرب لصالح الجيش الروسي !
ثانيا ،
في قراءة الحدث المروّع.
إذا أخذنا الأحداث بما قد يترتّب عليها من عواقب، فمن الواضح أنّه لايوجد مصلحة لقيادة أوكرانيا في عواقب جريمة موسكو ، كما ليس من مصلحة دواعش الجولاني ، الذين يواجهون تمرّدا شعبيا واسعا داخل الكانتون ويسعون لنيل رضى "المجتمع الدولي" ، إعطاء مبررات ضغوط خارجية، وليس عندي معلومات حول طبيعة اختراق الأجهزة الروسية لتنظيم "خرسان"، لكن من الواضح تمكّن الأجهزة الأمريكية من ذلك !
في فلسطين الجريحة، يحتاج "نتنياهو/ بايدن" بشكل عام إلى ما يبرر جرائم محاربة " الإرهاب الإسلامي " ، كما هما بأمسّ الحاجة في هذه المرحلة المتقدّمة من الحرب على قطاع غزة، لأي حدث عالمي، يُبعد الأنظار عن "اللمسات الأخيرة" لجريمة النكبة الفلسطينية الثانية. في نفس السياق، يحتاج بوتين إلى مبررات تحميل الآخرين مسؤولية تصعيد كبير، بات مرجّحا في أوكرانيا لكسر إرادة القيادة الأوكرانية، ودفعها لقبول شروط التسوية الأمريكية/ الروسية . وبايدن، من جهته، يحتاج أيضا إلى مبررات تخفيف التحشيد ضدّ بوتين في إطار جهود دفع القيادة الأوكرانية إلى تسوية " مذلّة " لصالح تجديد الشراكة مع زعيم المافيا الروسية ؛ بعد أن أنجزت الحرب أهدافها البوتينية الأمريكية ؛و قد فاز بطل انتصاراتها المروّعة في أوكرانيا ب"تجديد ثقة" شعوب روسيا الاتحادية "لفترة أبدية على عرش ما بات "الأمبراطورية الروسية البوتينيّة/ الدوغينيّة العظمى" !

في الختام،
بناء عليه ،
إذ اتقدّم شخصيا بأصدق التعازي لعائلات وأصدقاء ضحايا الهجوم الإرهابي، وكامل الشعب الروسي المنكوب بنتائج حرب عبثية مدمّرة في أوكرانيا، أعتقد أنّه إذا كانت ثمّة جهة ما معنية بتحقيق العدالة ( وهذا غير وارد في ظل طبيعة نظام السيطرة العالمية الأمريكية !)، فإن من أولى مهامها البحث عن الدوافع والأسباب في مصالح وسياسات محور الشركاء الألدّاء : "بوتين - بايدن- نتنياهو"، المستفيد الأوّل من نتائج الجريمة .
--------------------------------‐---------
(١)-...التي أشعلها بوتين في ٢٤ شباط ٢٠٢٢، ولم تُنجز أيّ من أهدافها الروسية المُعلنة ، وكل ما أنجزته صبّ في خدمة سياسات السيطرة الإقليمية الأمريكية على أوروبا - توسيع الشرخ بين ألمانيا وروسيا ، ودق اسفين في العلاقات الروسية الأوروبية/ العالمية ، وإضعاف قطاع الطاقة الإستراتيجي الروسي ، وإنعاش الناتو ...إضافة إلى تدمير العلاقات التاريخية والإستراتيجية بين أوكرانيا وروسيا ، أكبر قوّة يمكن أن تهدد سياسات السيطرةالإستراتيجيةالأمريكية في الفضاء الأوراسي .
(٢)-
صورة التحذير الذي أرسلته السفارة الأمريكية في موسكو قبل فترة قصيرة من وقوع الهجوم الإرهابي.



#نزار_فجر_بعريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى ١٣ للثورة المغدورة ، و أبرز عوامل الهز ...
- في بيان السيد بيدرسون، بمناسبة الذكرى السنوية - للصراع السور ...
- في محاولات فهم طبيعة الصراع على قطاع غزة - الجزء الثالث.
- محاولة جديدة لفهم طبيعة الصراع على قطاع غزة- الجزء الثالث.
- محاولة جديدة لفهم طبيعة الصراع على قطاع غزة- الجزء الثاني.
- محاولة جديدة لفهم طبيعة الصراع على قطاع غزة. الجزء الاوّل.
- عملية - وحدة الساحات-، آب ٢٠٢٢، في ض ...
- السويداء ، والخَيارات الأصعب!
- في مشهد الصراع الإقليمي، وتحدّيات عواقب الحرب!
- أبرز سمات التسوية السياسية، وطبيعة مسارها الإقليمي.
- في أبرز سمات مشروع التسوية السياسية الشاملة، وطبيعة مسارها ا ...
- في نقد قراءة الكاتب جهاد أكرم الحوراني لطبيعة مشروع التسوية ...
- في - التسوية السياسية الأمريكية الشاملة- أهداف و عوامل سياق ...
- -مشروع مناهضة التطبيع - ، وبعض حقائق سياسات السيطرة الإقليمي ...
- أهم سمات المشهد السياسي الفلسطيني ، وما تطرحه من تساؤلات ، و ...
- أهم سمات المشهد السياسي الفلسطيني، وما تطرحه من تساؤلات،ويُب ...
- في نقد رؤية - تيّار مواطنة - للقرار ٢٢٥ ...
- حماس، بين التفكيك والهزيمة.
- في أكاذيب دعايات فورد، وبعض الحقائق المغيّبة في سياسات السيط ...
- أهداف ومراحل الخَيار العسكري الطائفي في سياسات مشروع السيطرة ...


المزيد.....




- استطلاع للرأي: بايدن سيتفوق على ترامب بنقطة واحدة فقط لو جرت ...
- -داعش- يتبنّى الاعتداء الإرهابي على مسجد غربي أفغانستان
- بي بي سي تعاين الدمار الذي خلفته الغارات الجوية الإسرائيلية ...
- قاض في نيويورك يغرّم ترامب ويهدد بحبسه
- فيديو: تصميم وصناعة صينية.. بكين تكشف عن حاملة الطائرات -فوج ...
- قانون -العملاء الأجانب- يشعل العراك واللجوء إلى القوة البدني ...
- السيسي وعقيلته يوجهان رسالة للمصريين
- استخباراتي أمريكي: شعبية بوتين أعلى من شعبية ماكرون وبايدن و ...
- اشتباكات في جامعة كاليفورنيا بعد ساعات على فض اعتصام -كولومب ...
- بلينكن يريد اتفاق هدنة -الآن- وإسرائيل تنتظر رد حماس قبل إرس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - قراءة في حيثيات الهجوم الإرهابي على المسرح الموسكويّ !