أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - في الذكرى ١٣ للثورة المغدورة ، و أبرز عوامل الهزيمة المغيّبة!















المزيد.....


في الذكرى ١٣ للثورة المغدورة ، و أبرز عوامل الهزيمة المغيّبة!


نزار فجر بعريني

الحوار المتمدن-العدد: 7926 - 2024 / 3 / 24 - 02:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الذكرى ١٣ على انطلاق الاحتجاجات السلمية ، ما تزال الحقيقة أبرز ضحايا حروب "الثورة المضادة " التي قادتها الولايات المتّحدة ومجلس أمنها الموقّر !
في مواجهة محاولات استكشاف حقيقة خطط وسياسات السيطرة الأمريكية التي شكّلت أخطر عوامل إجهاض " ثورات الربيع العربي"، يُستخدم فيتو " نظرية المؤامرة" كما يفهمها أصدقاؤنا في جبهة " اليسار - التائه/ التائب عن ذنب العداء للإمبريالية! " ... ليس بالطبع حرصا على معرفة الحقائق الموضوعية بقدر ما هو تعبير عن رفض كلّ ما قد يؤدّي إلى تفكيك ما بات من مسلّمات في وعي سياسي نخبوي يأبى إعادة تأهيل ذاته رغم ما يظهر من اِنْكِشَاف في وقائع الصراع وحقائقه . (١)
أوّلا،
المؤامرة الأمريكية - بما هي خطط وسياسات سيطرة إقليميّة استراتيجية ، وبما هي ثبات في الأهداف، وتحوّلات في الأدوات والشراكات، يوجّبها مواجهة ما يظهر من تحدّيات في تغيّرات طبيعية أو مفروضة في ظروف الدول والمجتمعات والأنظمة الإقليمية والمحليّة والعالمية- لم تقتصر على إقليمنا في شرق المتوسط ، ولم تبدأ مع نهاية الحرب العالمية الثانية، لكنّها تميّزت بعد النصف الثاني من السبعينات في ابتكار أدوات تحقيق أهدافها، في مواجهة تحدّيات خطيرة، اعتقد أصحاب المصالح الأخطبوطية الأمريكية أنّها باتت تهدد أهداف وخطط السيطرة الإقليمية الأمريكية:
إذا كان هدف السيطرة الإقليمية الاستراتيجي للولايات المتّحدة يتمحور حول بقاء يد الأمريكي العليا على ضفتي الخليج والممرات البحرية ، ومنع قيام قوّة منافسة ، خارجية أو داخلية ، عبر نسج شبكة واسعة من علاقات السيطرة التشاركية الإقليمية والدولية ؛
وإذا كان خط تصاعد الصراعات السياسية على السلطة في إفغانستان وإيران- حيث الممر والبوابة والضلع الأكثر أهمية في السيطرة على الخليج- في مواجهة أنظمة غير ديمقراطية، قد يصل، وفقا لجميع وسائل الرصد الأمريكية ، في نهاية السبعينات الى مراحل نوعيّة ، قد تؤدّي إلى وصول حكومات ديمقراطية وطنية معادية لآليات السيطرة الأمريكية، أو تتيح الفرصة لتدخّل عسكري سوفياتي مباشر، او كليهما، فقد كان من الضروري في مقتضيات السيطرة الإقليمية الأمريكية التي تضع التحكّم بإيران في أولويات سياساتها، البحث عن أدوات وشركات جديدة، في ضوء تجارب المرحلة السابقة، وقد توصّل خبراء " نظريات المؤامرة " الى الاعتقاد بأنّ أفضل أدوات مواجهة الخطرين- الديمقراطي و " الشيوعي " -هو سلطات أمر واقع، ترتكز على قاعدة شعبية "إسلامية طائفية" واسعة .
في ضوء الوقائع الراهنة التي صنعتها حروب الولايات المتّحدة والنظام الإيراني منذ مطلع ١٩٨٠، قبل أقلّ من عام على نجاح الثورة المضادة للتغيير الديمقراطي في طهران، شباط ١٩٧٩(٢)، وإطلاق الخميني للمرحلة الأولى من حروب "تصدير الثورة " بأدوات الميليشيات الطائفية وأذرعها الميليشياوية، لايمكن أن نتجاهل ما قدّمه الباحث الاستراتيجي وكبير مستشاري البيت الأبيض " برنارد لويس" في كتابه " الإيمان والقوّة "، حيث قدّم لصنّاع القرار في واشنطن وجبة دسمة من نظريات المؤامرة حول موجّبات إطلاق صيرورة الانقسام المذهبي الواسع ، عبر تغيير الأنظمة الموالية التي صنّعتها وارتكزت عليها واشنطن منذ مطلع خمسينات القرن الماضي، بعد تقسيمها إلى كيانات صغيرة، متصارعة على خلفيات طائفية ومذهبية،....و إطلاق الرصاصة الأخيرة على منظومة مؤسسات الدولة الوطنية.(٣).
ثانيا ،
في العودة إلى نظرية "المؤامرة الامريكية " التي كثّفتها كونداليزا رايس وزيرة الخارجية والمستشارة الأبرز في إدارات الحرب الأمريكية في مرحلة ما بعد غزو العراق بعنوان " الفوضى الخلّاقة"، ثمة وقائع لايمكن غض البصر والبصيرة عنها!
على الرغم من أنّ مجتمعات ودول ثورات "الربيع العربي" كانت في مطلع ٢٠١٠، تمتلك جميع شروط التمّرد الموضوعية (وكانت تمتلكها في الواقع قبل ذلك بعقود !!) على سلطات أنظمة حكم غير عادلة ،قادت صيرورات تفشيل مشاريع الدولة الوطنية الديمقراطية وهزيمة أهداف قضايا التحرر الوطني والقومي ، وما نتج عنها من خراب "وطني" معمم، لكن، تبقى التساؤلات العميقة مشروعة حول طبيعة أدوات التغيير والصيرورة:
إذا كانت أسباب انطلاق الاحتجاجات الديمقراطية البعيدة والمباشرة في نهاية ٢٠١٠ التي فتحت أبواب صيرورات التغيير الديمقراطي ، تكمن في قلب التناقضات المحلية، فأين تتجسّد العوامل المحليّة والإقليميّة والدولية في مصالح القوى الفاعلة التي حددت توقيت تفجير أسباب الصراع السياسي الكامن، من جهة أولى، والتي فرضت بجميع الوسائل، من جهة ثانية ، ( العنف والمال والسلاح والدعاية – وهي إمكانيات ضخمة ، يفتقر إليها جمهور الثورات) قيادات التمرّدات، وحددت طبيعتها، وبالتالي رسمت مسارات الحروب "الثورية" المضادة لصيرورات التغيير الديمقراطي، وحقّقت في نهاية الحروب نفس أهداف نظريات "الحزام الإسلامي" و "الفوضى الخلّاقة" الأمريكية، وتعمل في نهايتها(٢٠٢٠) على تحقيق أهداف تسوية سياسية شاملة، سوريّا وإقليميّا، لتثبيت وقائع الحرب المضادة، وشرعنة وجودها ؟
بعض تعبيرات الوعي السياسي النخبوي "اليساروي" المعارضة تحمّل "عفن التراث المتأصّل" المسؤولية الأولى، وتتجاهل وقائع وحقائق "وسائل وأهداف مشروع السيطرة الإقليميّة التشاركية للولايات المتّحدة" التاريخية والمعاصرة ، وتجادل في عدم موضوعية تحميل واشنطن المسؤولية لأنّها في النهاية ، ليست "قادرة على فعل كلّ شيء"!
لماذا يتحوّل هذا الطيف الواسع من "اليسار الديمقراطي" إلى بعض أدوات تغييب حقائق الصراع، ومسؤوليات أكثر دوله قدرة على رسم مآلاته، بما يتوافق مع مصالحها ؟!
وفقا لطبيعة موازين قوى الحرب- الإقليمية والدولية التي تبلورت في نهاية الحرب العالمية الثانية، وتأكّدت حقائقها الكبرى في هزيمة "القطب السوفياتي" و"الوطني الديمقراطي" خلال سنوات العقد الأخير من القرن الماضي، والاوّل من الألفية الجديدة- تبقى الولايات المتّحدة، رغم ما تواجهه سياساتها وآليات نهجها السياسي والعسكري من عقبات تصعّب عملها ، القوّة الرئيسية التي حددت طبيعة أدوات الحروب المضادة للتغيير الديمقراطي، وهي الرابح الأوّل من نتائجها، يليها درجات متفاوتة من شركاء حربها المحليين والإقليمين ، الذين باتوا أذرع و سلطات "الإسلام السياسي" الأخضر، والذين تتصدّرهم سلطة النظام الإيراني!!
العامل الأمريكي الرئيسي، الكامن في أهداف وآليات السيطرة الإقليمية التشاركية للولايات المتّحدة، هو الذي حدد طبيعة سياقات ومآلات الحرب المضادة ، ويرتكز على إدراك وترصّد تاريخي وراهن لطبيعة عوامل التفجير الثوري الشعبي، و"التحوّل الإسلامي" ،الكامنة والظاهرة في وقائع سيطرة الأنظمة وظروف تصاعد الغضب الشعبي ، وسعيها لاستغلالها من أجل تحقيق المرحلة التالية في خطط سيطرتها التشاركية الإقليمية التي شكّل احتلال العراق أكثر محطّاتها نجاحا، وبات لإلحاق سوريا واليمن - بشكل خاص ، في قطار التفشيل الايرو أمريكي - الأولوية القصوى في سياسات السيطرة الإقليمية التشاركية بين الولايات المتّحدة والنظام الإيراني.

ثالثا،
من أبرز الحقائق التي يتجاهلها الوعي السياسي "الذي ارتضى لنفسه أن يكون محاميا عن "الشيطان الأكبر "بشكل مباشر أو عبر تبنّي وترويج رؤيته ، أنّ السعي الأمريكي لخلخلة وكسر قواعد سيطرة الأنظمة لم يبدأ بزيارة أوباما ٢٠٠٩ لمصر ، وخطابه التاريخي حول دعايات ونظريات تعزيز الديمقراطية في "العالم الإسلامي " ، وفرض إجراءات انتخابات "حرة "على الرئيس مبارك.. . واجه فيها ضغوط الولايات المتّحدة بتعزيز حضور الإسلام السياسي!
بعض خطوات "الدمقرطة " الأمريكية الأوربية بدأت قبل مطلع الألفية الجديدة، وتمثّلت سوريّا بوضع ضغوط على النظام السوري لإطلاق سلاح معتقلين ديمقراطيين، كانوا قد قضوا عشرات السنين في ظل حكومة مدعومة أمريكيا وأوروبيّا، دون أن يتذكّرهم أحد، إضافة إلى ترويج أفكار دعم الولايات المتّحدة لحركات التغيير الديمقراطي ، و تقديم مساعدات مالية للبعض، وترويج أوهام انطلاق قطار "التغيير الديمقراطي" الأمريكي، وصلت مشاعر التفاؤل فيها عند بعض القادة الديمقراطيين الجدد إلى درجة نقل اليافطة من المعسكر "المعادي للإمبريالية" إلى النصير والمعوّل عليه الأمريكي !!
منذ مطلع الألفية الجديدة، ما حصل في الممارسات السياسية الأمريكية، ونتج عنها من وقائع السيطرة الجيوسياسية ، لم يكن في نهاية المطاف سوى تجسيدا لتقاطع أفكار نظرية " الفوضى الخلاقة " التي اطلقتها وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس خلال ٢٠٠٥، وما سبقها من تنظيرات بوش الأبن عن تعزيز الديمقراطية تمهيدا لغزو العراق ٢٠٠٣ ،فكانت "ثورة الأرز" الديمقراطية اللبنانية إحدى أكبر أكاذيب " الترويج الديمقراطي "، وقد انتهت بتعزيز سيطرة حزب الله على مفاصل الدولة وتصفية أبرز النخب السياسية والثقافية الوطنية الديمقراطية، وكانت جريمة العصر العراقية !!
ضمن هذا السياق العام، أتت زيارة أوباما للقاهرة، وما تضمّنه خطابه الديمقراطي من أفكار تشجّع النخب على الحركة، والتمرّد ، وكان الترحيل الأمريكي السلس للرئيسين التونسي والمصري في نهاية ٢٠١٠ ومطلع ٢٠١١، في خضمّ حراك شعبي ديمقراطي متصاعد، الفخ الأكبر الذي وقع فيه السوريون واليمنيون عندما توهّموا أنّ ما حصل لم يكن خارج مسار قطار التغيير الديمقراطي الأمريكي، وأنّ محطّاته التالية لن تفوت بلدانهم.... وباتت أهداف النضال الوطني الديمقراطي قاب قوسين أو أدنى،وما عليهم سوى النهوض ، وشدّ الحيل ، وقد التقطت النخب الرسالة ...
من جهتها، وفي سياق تحضير مسرح الجريمة ، سعت واشنطن بكل ما تملك خلال ٢٠١١ ، لتشجيع حراك السوريين، ودفع الصراع السياسي إلى أقصى درجات المواجهة ، موفّرة بذلك أحد أخطر عوامل نجاح جهود التطييف والعسكرة الميليشياوية التي كان يقودها النظام الإيراني ميدانيا وسياسيا ، في تكامل واضح مع جهود قوى أخرى سورية وإقليمية ، رأت في انتصار صيرورة التغيير أخطارا محدقة بمصالحها، ومرتكزات سيطرتها .
يؤكّد موضوعية تلك القراءة عواقب تمرّدات شعوب المنطقة، خاصة في سوريا واليمن :
لقد سعت سياسات الولايات المتّحدة في مواجهة عواقب تمرّدات شعوب المنطقة إلى دفع التناقضات بين سلطات الأنظمة ومصالح الشعوب ومؤسسات الدول في سوريا واليمن تحديدا على مسارات العنف الطائفي ليس فقط من أجل قطع صيرورات "ثورة ديمقراطية" ، بل لتفشيل مقومات الدول التي كانت قائمة لمصلحة شباك سيطرة أمريكية إيرانية ، بات العراق في نهاية ٢٠٠٩، النموذج الأكثر تبلورا لها، وأصبح إضافة " الحلقتين" اليمنية والسورية إلى قطار التفشيل الإيراني ضرورة استراتيجية!

طبيعة "التسويات السياسية" اللاحقة في نهاية حروب تفشيل وتقاسم الحصص ، التي أطلقتها واشنطن في نهاية ٢٠١٩، تؤكّد موضوعية القراءة ، وما وصلت إليه من استنتاجات؛ وهي لا تهدف إلى " ترميم وإصلاح " ما أفسده بلدوزر التفشيل الايرو أمريكي ، كما يكذبون علينا، بل من الطبيعي أن
تسعى إلى تثبيت الوقائع ، وشرعنتها، بما يؤبّد عوامل التفشيل ، وشروط النهب والسيطرة التشاركية.
يؤكّد موضوعية قراءتنا لحقيقة أهداف وسياسات الولايات المتّحدة تجاه حراك السوريين طبيعة الدور الذي لعبته ميليشيا الجولاني مبكّرا في إطار جهود نجاح صيرورة الخَيارالامني الطائفي ، وما ما زالت تلعبه في معادلات التسوية السياسية الأمريكية؛ الذي يفسّر أبرز أسباب استمرارها، رغم ما واجهته، وتواجهه من تحدّيات داخلية وسورية وإقليمية !
إذا أدركنا أنّ الهدف الرئيسي لسياسات الولايات في سياق صيرورة التسوية السياسية التي أطلقتها في نهاية ٢٠١٩ هو تأهيل سلطة قسد ، عبر إجراءات على الصعيد الداخلي ، ترتبط بتذليل ما تواجهه من عقبات على صعيد العلاقات البينيّة الكردية والعربية، وعلى صعيد علاقاتها التصادمية مع النظامين التركي والسوري، وبالتالي أولوية وصولها إلى تفاهمات صفقات ، توفّر لها مظلّة الحماية المستدامة الداخلية و السورية والتركية في حال أجرى الأمريكان " انسحابا تكتيكيّا ، ندرك طبيعة ورقة القوّة الأمريكية التي يلعبها الجولاني لصالح إجراءات تثبيت سلطته الخاصة، لوضع ضغوط أمريكية على جميع أطراف المعادلة ، خاصّة سلطة النظام السوري ؛ دون أن يلغي هذا الاستنتاج إمكانية أن يؤجّر زعي سلطة الأمريكية الواقع ورقته لصالح النظامين ، عندما تتقاطع الأهداف مع مصالحه الذاتية .
مصدر القوّة الرئيسي للجولاني ، أحمد بن محمد الشرع ، السوري الجنسية ، هو الدور والرخصة الأمريكية . صحيح أنّه أتى العراق من سوريا على متن "قطار مقاومة الاحتلال الأمريكي" الإيراني خلال ٢٠٠٤ ، لكنّه سرعان ما انضم إلى "إكادمية أبو غريب" التابع لجيش الاحتلال، والمتخصصة علومها في " تأهيل قادة الإرهاب الإقليمي" ، وقد تخرّج في نهاية ٢٠٠٩ بتوصية حسن سلوك خاصة من قيادة الإكادمية ، أهّلته لاحقا للصعود السريع في أحد أبرز ميليشيات "المقاومة الإيرانية"، قبل أن يتمّ استدعاؤه إلى سوريا في وقت مبكر من ربيع ٢٠١١ لاستكمال المهمّة.
لقد أجمع الجميع، خصومه وأعدائه، قبل الداعمين له وأذرعه ، على " حسن أدائه " في حروب الثورة المضادة السورية ، وقد حصل بذلك على موطئ قدم، تحوّل لاحقا إلى كانتون خاص ، لم تستطع زحزخة حدوده التي فرضها بحد السيف في مواجهة " المنافسين " جميع جهود الخصوم المتربّصين. ليس هذا فحسب ، بل بدأت تظهر إجراءات تأهيل سلطته ، في تزامن مع تأهيل سلطات الأمر الواقع الأخرى، خاصة " قسد " ، في سياق صيرورة التسوية السياسية الأمريكية، بما يؤكّد المزاعم التي تقول بأنّ " السيّد الجولاني" ، وسلطته المُؤهّلة ، سيكون أحد مرتكزات مشروع التسوية السياسية الأمريكية، كما كانت ميليشياته أحد أبرز أدوات نجاح جهود الخَيار العسكري الميليشياوي- الأيرو أمريكي.
في نهاية القول ، هذه الرؤية التي تكشف طبيعة العامل الأمريكي الخارجي الرئيسي في صناعة أهداف وأدوات ومآلات الحروب الإسلامية المضادة للتغيير الديمقراطي لا تلغي الأسباب الموضوعية للثورات ، ولا تقلل من عظمة تضحيات الشعوب ونخبها الوطنية، ولا من مسؤولية قوى الثورة المضادة السورية واليمنية والإقليمية، بل تفسّر أبرز عوامل نجاح صيرورات الخَيارات العسكرية الطائفية، وسيطرة قوى الثورات المضادة الميليشياوية!
من نافل القول أنّها تكشف أيضا أدوار طيف واسع من "النخب السياسية والثقافية السورية" التي راهنت على" قطار التغيير الديمقراطي" الأمريكي ، وعوّلت على" قطار التسوية" الذي تقوده بالوكالة " الأمم المتحدة " ، وترفض الاعتراف بما يخالف رؤيتها الذاتية ، وتعمل على ترويج وصناعة الوعي السياسي اللاموضوعي الذي يغيّب مسؤوليات الدولة العظمى وحقائق ما صنعته مصالحها، خاصّة طبيعة مشاريع سيطرتها الإقليمية التشاركية مع النظام الإيراني !!
________________________
(١)-
من المؤسف أن لا يحاول طيف واسع من نخب المعارضات السورية فهم الجوانب المختلفة في " نظرية المؤامرة الكونية " الإيرانية، ويكتفون باستخدام تفسيرها الإيراني كفزّاعة لمواجهة القراءات المختلفة التي تحاول كشف طبيعة دور مصالح وسياسات الولايات المتحدّة التشاركية في صناعة صيرورة تفشيل مسارات التغيير و تفكيك مقوّمات الدولة الوطنية.
إذ تبرر أطراف محور المقاومة" عداءها ومواجهتها لحراك شعوب المنطقة بالقول أنّها مدعومة أمريكيا من أجل إسقاط أو تغيير سلطات الأنظمة التي تقاوم سياسات سيطرتها ، الداعمة ل " إسرائيل "، فلا يمكن لأحد أن يتجاهل تشجيع ودعم الولايات المتّحدة لحراك شعوب المنطقة في محطات مختلفة، وهي الجانب الموضوعي في النظرية، ونصفها الحقيقي، لكنّها ليست نهاية الحكاية ! التضليل يكمن في النصف الثاني. فلم تكن تستهدف " المؤامرة الأمريكية"، الداعمة لتمردات شعوب المنطقة سلطات أنظمة المقاومة ، بل كانت تستهدف قطع مسارات التغيير الديمقراطي وتفكيك الأنظمة الوطنية ؛ لصالح سيطرة سلطات وميليشيات المقاومة بالدرجة الأولى ، وقد باتت بالتالي إحدى أبرز شركائها ، وأدوات انتصارها .
(٢)- " الذين فتحوا الباب عريضاً لشرعنة الإسلام السياسي المتطرف، وشهدوا انتقال مجموعة من الملالي المتطرفين من باريس ليتسلموا مفاتيح طهران إثر سقوط حكم الشاه بهلوي فيها، إنما كانوا يتابعون ذاك المشهد من المكتب البيضاوي في البيت الأبيض وعلى رأسهم كارتر وبريجنسي".(مرح البقاعي) .
(٣)-....ولا ، بالطبع صاحب أكبر" نظريات المؤامرة " الأمريكية، نظرية “الحزام الإسلامي الأخضر” -التي صاغها في السبعينات، وبناها على رؤيته التي تتلخّص في أن نشوء أنظمة إسلامية في منطقة الشرق الأوسط، مدعومة أميركياً، سيكون بإمكانها، بما لديها من دعم جماهيري قاعدته الإسلام، أن تشكل بدائل حقيقية للنظم الاستبدادية القائمة في الشرق الأوسط، من جهة، وأن "تكبح جماح حركات اليسار" المناصرة للاتحاد السوفييتي، من جهة (والأهمّ من ذلك في نجاح سياسات السيطرة الإقليمية الأمريكية، وهو الذي لم يقله بشكل مباشر ، لأسباب مفهومة ) وان تقطع صيرورات التغيير الديمقراطي- زبيغنيو بريجنسكي ،مستشار الأمن الوطني/ القومي في إدارة الرئيس الأسبق جيمي كارتر(الرئيس التاسع والثلاثين للولايات المتحدة في الفترة من 1977 إلى 1981،وكان يشغل سابقا منصب الحاكم السادس والسبعين لجورجيا في الفترة من عام 1971 إلى عام 1975، ونائبا بمجلس الشيوخ عن ولاية جورجيا في الفترة من عام 1963 إلى عام 1967 )،وراسم الشؤون السياسية والأمنية الاستراتيجية من أقصى جناح الحزب الديمقراطي الأميركي.
-----------------------------------------



#نزار_فجر_بعريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في بيان السيد بيدرسون، بمناسبة الذكرى السنوية - للصراع السور ...
- في محاولات فهم طبيعة الصراع على قطاع غزة - الجزء الثالث.
- محاولة جديدة لفهم طبيعة الصراع على قطاع غزة- الجزء الثالث.
- محاولة جديدة لفهم طبيعة الصراع على قطاع غزة- الجزء الثاني.
- محاولة جديدة لفهم طبيعة الصراع على قطاع غزة. الجزء الاوّل.
- عملية - وحدة الساحات-، آب ٢٠٢٢، في ض ...
- السويداء ، والخَيارات الأصعب!
- في مشهد الصراع الإقليمي، وتحدّيات عواقب الحرب!
- أبرز سمات التسوية السياسية، وطبيعة مسارها الإقليمي.
- في أبرز سمات مشروع التسوية السياسية الشاملة، وطبيعة مسارها ا ...
- في نقد قراءة الكاتب جهاد أكرم الحوراني لطبيعة مشروع التسوية ...
- في - التسوية السياسية الأمريكية الشاملة- أهداف و عوامل سياق ...
- -مشروع مناهضة التطبيع - ، وبعض حقائق سياسات السيطرة الإقليمي ...
- أهم سمات المشهد السياسي الفلسطيني ، وما تطرحه من تساؤلات ، و ...
- أهم سمات المشهد السياسي الفلسطيني، وما تطرحه من تساؤلات،ويُب ...
- في نقد رؤية - تيّار مواطنة - للقرار ٢٢٥ ...
- حماس، بين التفكيك والهزيمة.
- في أكاذيب دعايات فورد، وبعض الحقائق المغيّبة في سياسات السيط ...
- أهداف ومراحل الخَيار العسكري الطائفي في سياسات مشروع السيطرة ...
- لبنان ..وطريق الخَيار الأفغاني !


المزيد.....




- عناصر من شرطة نيويورك تدخل جامعة كولومبيا
- شرطة مدينة نيويورك تبدأ اقتحام حرم جامعة كولومبيا وتعتقل الط ...
- لقطات فيديو تظهر لحظة اقتحام الشرطة الأمريكية جامعة كولومبيا ...
- اتفاق بين جامعة أميركية مرموقة والحركة الطالبية المؤيدة للفل ...
- شرطة نيويورك تقتحم جامعة كولومبيا وتفض الاعتصام الداعم لغزة ...
- ترامب لا يستبعد حدوث أعمال عنف من مؤيديه إذا خسر الانتخابات. ...
- -كلاشينكوف- تسلّم القوات الخاصة الروسية دفعة جديدة من الأسلح ...
- حاولوا التقاطها بأيديهم.. لحظات تحبس الأنفاس لسقوط سيدة من ...
- -تدمير ميركافا وكمين محكم وإصابات مباشرة-..-حزب الله- ينشر م ...
- هلع كبير على متن رحلة إسرائيلية من دبي إلى تل أبيب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - في الذكرى ١٣ للثورة المغدورة ، و أبرز عوامل الهزيمة المغيّبة!