أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني . - في الطابع المسرحي لهجوم الرد الإيراني على جريمة تدمير القنصلية الإيرانية في دمشق.















المزيد.....

في الطابع المسرحي لهجوم الرد الإيراني على جريمة تدمير القنصلية الإيرانية في دمشق.


نزار فجر بعريني .

الحوار المتمدن-العدد: 7948 - 2024 / 4 / 15 - 02:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا وضعنا النتائج العسكرية جانبا لمسرحية الأمس - التي أخرجها بايدن بجدارة ، متفوقّا بذلك على " رشا شربتجي " وفلم " أولاد بديعة" -والتي لا تستحق الذكر حقيقة، ولم يُصب فيها إسرائيلي واحد بجروح ، وركّزنا على النتائج السياسية ، يمكن القول انّها ، مسرحية جو بايدن ، قد أعلنت نهاية الحرب على غزة ، التي أطلقت حكومة نتنياهو وحركة حماس صيرورتها منذ ٢٠٠٥، بانسحاب إسرائيلي من القطاع ، ادّى إلى سيطرة حماس عليها ٢٠٠٧، وأخذت مجموعة من الحروب ، شكّل عمليا هجوم طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ والحرب الإسرائيلية العدوانية اللاحقة آخر حلقاتها !
في خلفية هذه المعارك المستمرة منذ اغتيال رئيس حكومة العدو رابين ١٩٩٥، وياسر عرفات ٢٠٠٤ احتلّ هدف تفشيل مسار أوسلو للتسوية "حل الدولتين"، وتدمير مقوّماته الفلسطينية الأولوية ، وكان نجاح الجهود الإسرائيلية في توفير شروط صعود حماس إلى السلطة في غزة ، وتقسيم الجغرافيا الفلسطينية، الخطوة الأخطر، كما كانت عواقب هجوم طوفان الأقصى الحلقة الأخيرة من المأساة .
إنّ "كشف حساب" موضوعي يبيّن بكل وضوح نجاح الحرب العدوانية التي شنّها اليمين المتطرّف الإسرائيلية ضد مسارات التسوية السياسية منذ ١٩٩٥، كما يفضح طبيعة أدوار " حماس " و الولايات المتحدة الأمريكية والنظام الإيراني وقطر ....والأخطر من ذلك - طابور النخب الثقافية والسياسية والإعلامية التي غطّت على فصول المسرحية ، خاصة المشهد الأخير، بأكاذيب " انتصارات حماس" و أنّ هجوم طوفان الأقصى "سيغيّر خارطة الشرق الأوسط " و "يزلزل الكيان" ....وإلى آخر هذه الترهات التي تُجيد نخب الارتزاق ترويجها، وتحويلها إلى " رأي عام " ، لدى شرائح كبيرة من الشعوب " المدجّنة" بترّهات المقاومات القومية والإسلامية، وانتصاراتها الخلّبية.
يبدو لي أنّ أكثر جوانب " اللعبة " وضوحا في هجوم "الرد " الإيراني صباح الخامس عشر من نيسان الجاري هو التنسيق مع الولايات المتحدة( وبالتالي مع حكومة العدو ) حول طبيعة الرد : التوقيت والمكان والأدوات.... وقد احتضنت عُمان المفاوضات، وهذا يفسّر تأخّر العملية الهجومية / الإنتقامية طيلة اسبوعين !!
هي في السياق والمحصّلة تهريج مسرحي بكلّ المعاني :
١ ...عندما تهاجم عدوك ، فإنّ عنصر المفاجأة يشكّل احد أبرز عوامل الانتصار، و عندما تلغي هذا العنصر عن سابق وعي ، يعني انّك تبحث عن انتصار " مسرحي ".
٢ هو عمل مسرحي ، في ضوء ما حققته الهجمات من نتائج، بالمقارنة مع طبيعة أدوات الهجوم !
فهل يُعقل أن لا يؤدي هجوم بذاك الحجم من المسّيرات والصواريخ " العابرة"، ( فخر الصناعة العسكرية الإيرانية ) لو لم يكن " استعراض مسرحي "، إلى جرح إسرائيلي واحد ، مقابل أكثر من عشرات ألوف الضحايا من الفلسطينيين واللبنانين والسوريين والإيرانيين ، خلال الخمسة أشهر الأخيرة؟
فهل يليق هذا الرد بشهداء غزة ، وضحايا الهجمات الإسرائيلية على لبنان وسوريا ؟!
٣ لأنّه هجوم للحفاظ على ماء الوجه، ولايأتي في سياق حرب حقيقية بين النظام الإيراني ودولة الاحتلال. الحرب الحقيقية هي التي يجب أن تكون قد شنّتها إيران دفاعا عن شركائها في غزة ، الذين يخوضون حرب مصيرية منذ السابع من أكتوبر ، ومع إطلاق هجوم طوفان الأقصى الذي تضمّنت بعض أهدافه تحقيق غايات إيرانية، وأتي في سياق الصراع بين النظام الإيراني ودولة الاحتلال.
٤ هو عمل مسرحي بامتياز ، لأنّه لايخرج عن سقف " لعبة الاشتباك " التي وضعها بايدن في مواجهة تحدّيات طوفان الأقصى والحرب الإسرائيلية العدوانية اللاحقة، والتي تمحورت حول منع نجاح سياسات وجهود حكومة الحرب الإسرائيلية اليمينية لجرّ إيران إلى حرب " حقيقية "(١). عوضا عن خوض حربا حقيقية ، لم تلتزم طهران بسقف قواعد اللعبة الأمريكية فحسب ، بل وسعت أيضا لدى قيادة حزب الله لإبقاء معارك "المناوشات الحدودية" تحت سقف المطالب الأمريكية، وفبركت هجمات وكلائها في العراق واليمن ، ونسّقت مع واشنطن طبيعة " الرد !
٤هو عمل مسرحي لانّه يترافق مع تغطية إعلامية غير موضوعية ، تحرص على ستر العلاقات الأمريكية الإيرانية ووضع الولايات المتّحدة في نفس خانة" إسرائيل " ، وهي دعايات لتضليل الرأي العام، والحافظ عل مشاعر " المخدوعين "، بحروبها الحقيقية المناهضة لمشاريع السيطرة الإقليمية الأمريكية ، رغم وضوح مقاصد الهجوم ، وعدم خروج أهدافه السياسية عن سقف وسياق أوراق الضغط على " حكومة إسرائيل" وعبر التنسيق مع واشنطن (٢). النظام الإيراني يخوض معارك صراع سيطرة وتنافس إقليمي ضدّ منافسيه في إسرائيل وتركيا ، ولا يخرج بذلك عن سقف أهداف وأدوات مشروع السيطرة الإقليميّة والأمريكية،وهو يخوضها بدماء وأرزق شعوب المنطقة، ويتجنّب المواجهات المباشرة التي تعمل حكومة العدو إلى توريطه فيها !
٥ هو عمل مسرحي لانّه يأتي في سياق الصراع حول شروط التسويات السياسية الإقليمية التي تعمل الولايات المتّحدة على تحقيق خطواتها وفي إطار مشروع " التطبيع " الإقليمي منذ نهاية ٢٠١٩. يدور الصراع الإيراني الإسرائيلي حول الحصص ، ومناطق النفوذ ، خاصة في " مناطق الطوق " ، و لا يخرج عن إطار جبهة أعداء شعوب المنطقة ، التي تقودها واشنطن ضدّ كلّ أشكال نضال التحر ر الوطني:
تماما كما تتعارض مصالح وسياسات حكومة العدو الإسرائيلي مع مشاريع البناء الديمقراطي والتحرر الوطني لشعوب المنطقة ، وكما تتعارض مصالح دولة الكيان مع وجود دولة وطنية سورية / إقليمية قوية ، تعمل كلّ أدوات وآليات السيطرة الإقليمية الإيرانية على تفكيك مقوّمات الدولة الوطنية ، والعداء لقضايا شعوب المنطقة في التحرر والديمقراطية. هذا التقاطع في المصالح والسياسات بين النظامين يجعل من حروبهما على تقاسم الحصص بعض أشكال الأداء المسرحي.
هي حرب غير حقيقية ، لاّنها بين شركاء السيطرة الإقليمية الأمريكية- النظام الإيراني وإسرائيل- ولانّها تقع تحت سقف قواعد الاشتباك التي ترسمها واشنطن ، وتفرض على جميع اللاعبين الإلتزام بشروطها !!
فالصراع الإيراني/ الإسرائيلي، حول تحاصص مناطق السيطرة في سورية والعراق ولبنان ، المستمر منذ مطلع الثمانينات، لم يكن ابدا صراع وجود ، ولم تخوضه الدولتان " الإمبرياليتين " في هذا الإطار السياسي !!
٦ أنّ نضعها في إطار" الحرب النفسية" ، ونبرهن نجاحها على هذا الأساس ، فأننا ندلل على انّها لم تكن حربا حقيقية، ولم تسعى لتحقيق انتصارات عسكرية واقعية ، تتجاوز "الدعاية النفسية " ، وهذا يؤكّد على طبيعتها المسرحية.
في خلاصة القول ، أعتقد أنّ ما يؤكّد الطابع المسرحي في الصراع الإيراني الأمريكي عموما هو طبيعة تأثير هذه الجولات من الحرب التي اعقبت هجوم طوفان الأقصى على لبنان . في ضوء رؤية طبيعة العلاقات
التشاركية ، قد يكون المنتصر الثاني بعد العدو الصهيوني المجرم هو " الحزب " الذي سيفوّض خلال الفترة القادمة بإحكام قبضته على لبنان ، بدعم سخي أمريكي- غربي .
في كلّ الأحوال،
السوريون واللبنانيون ، خاصة ، وكل شعوب المنطقة، هم الخاسر الدائم على رقعة اللعب الأمريكي منذ انقلاب حسني الزعيم ١٩٤٩ ، الذي ادارته الاستخبارات الأمريكية، كما تدير كلّ ما يتعلّق بوسائل السيطرة على المنطقة منذ ذلك الحين._______________________________
(١)-يعتقد الأيرانيون انّهم " كسروا" قواعد الاشتباك الأمريكية:
● قا__ئد حرس الثو__رة في إيران اللواء حسين سلامي:
▪︎ اتخذنا معادلة جديدة مع الكيا__ن الصه__يوني وهي الرد على اي اعتداء من جهته من الأراضي الإيرانية مباشرة .
▪︎ بدأنا صفحة جديدة من الاشتباك مع العد__و الصهي__وني
▪︎ تجاوز المنظومات الدفاعية الصه__يونية والأميركية في المنطقة وإصابة الأهداف المحددة لم يكن أمراً سهلاً .
▪︎ خططنا كانت إبداعية وتمكنت من اختراق طبقات المنظومات الدفاعية الصه__يونية وحلفائه الأميركيين والفرنسيين .
(٢)- ● رئيس هيئة الأر__كان المسلحة الايرانية اللواء محمد باقري:
▪︎ أميركا كانت تعلم باستهداف قنصليتنا في دمشق وهي من أعطت الضوء الأخضر لكيا__ن الاح__تلال .
▪︎ أرسلنا رسالة إلى الولايات المتحدة بانها إذا تعاونت مع "إسرائيل" في تحركاتها المقبلة فإن قواعدها لن تكون في أمان.
----------------------------------



#نزار_فجر_بعريني_. (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يخطىء المثقّف الإعلامي في تشخيص السبب الرئيسي للمأساة ال ...


المزيد.....




- حفل زفاف -أسطوري- لملياردير أمريكي في مصر وعمرو دياب في صدار ...
- بالفيديو.. ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يستقبل وزير الخار ...
- مقتل 3 فلسطينيين على الأقل جراء غارة جوية إسرائيلية على مخيم ...
- لقاءات بالرياض لبحث وقف إطلاق النار بغزة
- الحرس الثوري: هدفنا تأمين مياه الخليج
- ضغوط في الداخل والخارج.. هل يتراجع نتنياهو عن عملية رفح؟
- الحراك الداعم لغزة يتمدد.. قمع في السوربون وطلاب جامعة كولوم ...
- حزب الله يقصف مواقع إسرائيلية والاحتلال يكثف غاراته على جنوب ...
- تعرض سفينة لأضرار قبالة اليمن وإيطاليا تعلن إسقاط مسيرة للحو ...
- فرنسا.. أكفّ مطلية بالدماء تضامنا مع غزة تثير غضب مؤيدين لإس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني . - في الطابع المسرحي لهجوم الرد الإيراني على جريمة تدمير القنصلية الإيرانية في دمشق.