أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سعد السعيدي - وسائل الحكم من الإفقار الى محاربة الثقافة














المزيد.....

وسائل الحكم من الإفقار الى محاربة الثقافة


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7951 - 2024 / 4 / 18 - 00:11
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


إن هدف دفع افراد الشعب نحو الفقر او حالة العوز المادي هو الحرمان من التعليم. فالتعليم يفسح للفرد مجال الاطلاع والتطور. وهو ما يؤدي الى جعله نابها متنبها لما يجري حوله.

فمع فرض تدني الرواتب والاجور، ستؤدي هذه الى الضغط على ميزانية الفرد او الاسرة لاجبارهم على اعادة تحديد الاولويات. وهذه ستكون اولى ضحاياها التعليم وبالتالي الثقافة.

ولما تقوم حكومات النظام بمثل هذا العمل، فانه يعني انها هي من هو بحاجة الى هذا الاسلوب كونه يؤمن لها شعبا جاهلا لا يفكر ولا يتحرك.

وإن لم تكن هذه الاجراءات كافية تقوم حكومة النظام بتضييق سبل الحصول على فرص العمل في البلد او غلقها نهائيا. فنراها تستبدل اهله بالعمال الاجانب وتغلق المعامل وتصفيها. هكذا نرى تلاقي الظواهر لتكمل بعضها بعضا.

بهذه الاساليب يجري فرض الفقر في بلدنا وليس فقط فيه والحفاظ عليه وعلى مستوياته بحيث صرنا نقرأ في الاعلام ارقاما حول نسب الفقر فيه. ثم صرنا نقرأ عن نسب ما دون خط الفقر وتزايدها دون ان يبدو من افق للقضاء عليها ! وبين فترة واخرى تقوم حكومة النظام العراقي باطلاق اعلانات مضحكة من قبيل تقليل نسبة الفقر ! لاحظوا التقليل لا القضاء عليه. إذ ان آخر شيء تريد رؤيته هو القضاء عليه. فحكومات مثل هذه الانظمة هي بحاجة ماسة للفقر ولنسبه العالية، لانه يؤمن لها شعبا جاهلا غير متعلم لا يفكر ولا يتحرك كما اسلفنا.

من الجهة الاخرى نرى تكالب سلطة النظام على تخريب التعليم الحكومي العام. فنراها تتفنن في ابتكار الاساليب من مثل قطع التمويل عن وزارة التعليم والتغاضي عن لصوصها والتسبب في تكدس الطلبة في الصفوف وعدم تجهيزها بلوازم الدراسة وابتكار اساليب لتعقيد المواد الدراسية على الطلبة مثل تغييرها كل سنة. انها محاولات لا يمكن تفسيرها إلا بإرادة تخريبه ودفع الطلبة الى تركه. وتخريب التعليم هو ما نشك من كونه احد اهداف البعث عندما قرروا في السابق تأميم التعليم في العراق. إذ انه توازيا مع هبوط مستويات المدارس فقد ادى الى تزايد اعداد الطلبة في الصفوف وتكدسهم فيها. فهذه كانت مشكلة في التعليم الحكومي فقط لتنتقل بطريق التأميم الى المدارس المؤممة ايضا.

وفضلا عن محاولات تخريب التعليم الحكومي المجاني يراد القضاء عليه وتحويله الى اهلي خاص تدفع فيه الاموال للحصول على التعليم. وذلك لغلق طريق التعلم امام الطبقات والفئات المفقرة.

ومع العمل على إبعاد الشعب عن التعليم قد انتبه الجميع الى محاربة حكوماتنا للثقافة والمثقفين ايضا. ولعل ابسط مثال هو ما قام به الشيخ جلال الدين الصغير ذات مرة عندما قام بتجريف قبر علي الوردي عالم الاجتماع العراقي المعروف. وكان يتوجب احالة هذا المعتوه الى القضاء لهذه الجريمة. إلا ان اي من هذا لم يحصل. وهذا غير منع المهرجانات الثقافية وغلق دور السينما بحجج واساليب شتى. وهو ما يجعلنا نتساءل عما جرى للتوصيتين الاسلاميتين الاثنتين بشأن العلم والتعلم الاولى بطلب العلم ولو في الصين، والثانية بطلب العلم من المهد الى اللحد ؟ ومع نشر الجهل يصبح الميدان سالكا لمن يسيطر عليه.

هكذا نرى إن الغايات السياسية ليست غائبة عن فرض الجهل والتجهيل. فالشعب الجاهل لا يقرأ ولن يتعلم.



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسئلة للسيستاني حول تدخل ممثله في كتابة الدستور
- الموازنة العوجاء: نفقاتها وايراداتها وامور اخرى
- اغلاق قضية الكناني قاتل الهاشمي سببها التقاعس الشعبي
- اسباب ما يبدو من استقرار النظام العراقي
- دعوى قضائية دولية ضد الحكومة الامريكية لتعمدها ارتكاب جريمة ...
- دعوى قضائية ضد حكومة الولايات المتحدة عن جريمة حل الجيش العر ...
- الكيان الصهيوني اداة بريطانيا وحلفائها الغربيين للسيطرة على ...
- طمر النفايات او حرقها فكرتان لا اسوأ منهما..
- ما قصة البرج الذي قصف في الاردن ؟
- ما تكون مقولة من النيل الى الفرات هذه ؟
- قرار العدل الدولية حول التدابير المؤقتة لقطاع غزة وازمة الان ...
- هل ستقدم هولندا اعتذارها للفلسطينيين ايضا ؟
- نفاق الفصائل الاسلامية في العراق وخداعها
- حول مقاطعة منتجات العدو الصهيوني
- تذكير موجه للغربيين حول الموقف من الحقوق الفلسطينية
- ما مدى اخلاص النائب سعود الساعدي للمصالح العراقية العليا ؟
- هل يتعارض كلا من التجارة والصناعة كنشاط اقتصادي مع بعضهما ؟
- دعوى قضائية دولية ضد الامريكيين عن جرائم حرب خلال عملية احتل ...
- دعوى قضائية دولية ضد امريكا لقيامها بخرق القانون الدولي والع ...
- دعوى قضائية دولية ضد الامريكيين لتآمرهم على العراق مع قانون ...


المزيد.....




- عراك في -أول اجتماع للحكومة السورية الجديدة-.. ما حقيقة الفي ...
- شاهد اكتشاف مقر لصناعة الكبتاغون في وحدة عسكرية تابعة لشقيق ...
- في استئناف أهالي -سيدي براني- ضد سجنهم… -الجنايات المستأنفة- ...
- ماذا نعرف عن هضبة الجولان المحتلة وما أهميتها الاستراتيجية؟ ...
- مسلحون من المعارضة يحرقون ضريح الرئيس السوري السابق حافظ الأ ...
- تداعيات زلزل سقوط الأسد على إيران داخليا وخارجيا
- الدفاع الروسية: قوات كييف تستهدف مطارا عسكريا في روستوف بصوا ...
- الجيش الإسرائيلي يرسل تعزيزات إلى القنيطرة السورية ويرفع أعل ...
- غوتيريش يؤمن بقدرة الشعب السوري على تحديد مصيره
- موسكو: نحن على اتصال مع القوى بسوريا


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سعد السعيدي - وسائل الحكم من الإفقار الى محاربة الثقافة