أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - سعد السعيدي - هل يتعارض كلا من التجارة والصناعة كنشاط اقتصادي مع بعضهما ؟














المزيد.....

هل يتعارض كلا من التجارة والصناعة كنشاط اقتصادي مع بعضهما ؟


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7743 - 2023 / 9 / 23 - 19:05
المحور: الصناعة والزراعة
    


قطعا لم ينتبه الكثيرين الى هذا الامر. وهو ان ثمة علاقة بين الاسلام كنظام للحكم وشكل النشاط الاقتصادي الاساسي المعتمد في دولنا الحديثة. اي اسباب رفض الاسلاميين المطلق للتوجه نحو التصنيع في اي بلد يحكمونه.

قبل البدء بالموضوع لابد من توضيح نقطة. إن ثمة علاقة وثيقة بين الاسلام والتجارة. فالاسلام دين التجار اساسا قد نشأ في بيئة تجارية، ورسول الاسلام كان يعمل هو ومن حواليه في التجارة او في خدمة التجار. وجل النشاط التجاري في مكة التي كانت تديرها حكومة محلية مؤلفة من كبار التجار، كان يدور حول التجارة التي كانت تزدهر في اوقات الحج.

لننظر الآن الى اشكال الانشطة السائدة. فالصناعة هي كما يعرف الجميع عملية تصنيع المواد الاولية وتحويلها الى بضائع وسلع مختلفة. واختيار الصناعة كنشاط اساسي في اي نظام اقتصادي يهدف الى تأمين الحاجيات المختلفة لاي بلد محليا. اما التجارة فهي نشاط يقوم على تأمين الحاجيات المحلية من خلال البضائع التي يأتي بها التجار عادة من خارج البلد. إن ما يقوم به التاجر يؤثر كثيرا على الصناعي. والعكس بالعكس. لذلك فإن تراجع الصناعة او تصفيتها يؤدي دائما الى انتعاش التجارة ونمو مصالح التجار وثرائهم. على هذا تكون اشكال النشاط الاقتصادي هذه متناقضة كونها متضاربة المصالح. فتقديم وتفضيل اي نشاط سيكون قطعا على حساب الآخر. وعدم اختفاء الصناعة في بعض البلدان على الرغم من النظام الاسلامي الذي يحكمها يعود الى وجود طبقة متجذرة من الصناعيين وارباب المصانع ممن يدافعون عن مصالحهم.

إن الاعتماد على التجارة فقط لتأمين حاجات المجتمع لن يأتي من دون اثمان. فلما تكون التجارة هي النقيض لاشكال النشاط اعلاه فهذا معناه ان من يريد القضاء على الاخيرة هو ممن تكمن مصلحته في دفع الاسلاميين الى استلام الحكم. وبما ان التجار الذين هم ايضا طبقة سيبحثون عن مصالحهم الخاصة فانهم سيقومون بكل ما في وسعهم لاجل تقويض اسس النشاطات الاخرى وصولا الى ازاحتها من المشهد الاقتصادي نهائيا. هكذا نرى تطبيق هذا في بلدنا حيث العمل المتواصل للقضاء على كل الانشطة الصناعية التي كانت قائمة منذ اوقات سابقة لصالح إخلاء المجال لكل ما يرتبط بالنشاط التجاري حصرا. هكذا نرى اهمال المعامل والعمل المستمر الدؤوب لتدمير اسسها وتصفيتها بكل الطرق من ضمنها إهمالها وحرمانها من الدعم الحكومي والتطوير وفتح اسواقها امام المستورد. هذا المستورد الذي ينتفع منه التجار المرتبط جلهم بالطبقة التجارية الاسلامية الحاكمة. ونرى حدوث نفس الشيء بالنسبة للزراعة حيث التقاعس والبطء الشديد حد الجريمة في حل ازمة المياه من دول الجوار وكأن ثمة مخطط لتدميرها هي ايضا. ولا يعود ما نرى حصوله من توفر المحاصيل الزراعية المحلية إلا الى الضغط الشعبي الذي يجبر ممثلي طبقة التجار الحاكمة في بلدنا الى الانصياع اليه. وقد رأى الجميع في فترات ماضية تسيد المحاصيل الزراعية المستوردة بحيث صار العراق يعتمد عليها في توفير حتى الفجل والطماطم والتمر. وهي محاصيل معروف انها عادة مما ينتج محليا. كل هذا يعني انه بغياب كل ارادة لحماية الزراعة هو ليس إلا تركها للتلاشي والموت. بالنتيجة فكل تراجع فيها سيصب في صالح التجار المستوردين من قواعد الطبقة التجارية الاسلامية الحاكمة.

ثمة من سيعترض بالقول بجدية الحكومة الاسلامية في التوجه نحو القطاع الخاص. جوابنا هو اننا لسنا متأكدين من هذه الجدية الحكومية. فهي قطعا لن تريد رؤية ظهور اي قطاع خاص الصناعي على الاخص كونه سيهدد مصالح قواعدها من التجار، ولنفس الاسباب لا تريد التوجه للآخر الزراعي. وحتى التجاري لدينا شكوكا في جدية الحكومة حوله. فحكومة السوداني الاسلامية ككل من سبقها لا تريد رؤية ظهور ادنى منافسة لمصالحها في العراق. ودعوات رأس هذه الحكومة المتكررة للمستثمرين الاجانب في الخارج والتي لم يرى احد لحد الآن اية ترجمة عملية لها على ارض الواقع هي ليست إلا هواء في شبك الاستعراض الشخصي. وذلك بهدف بناء تاريخ شخصي لنفسه استعدادا للانتخابات القادمة. ويكفي لمن يريد معرفة المشاكل التي تعترض انطلاق القطاع الخاص في البلد وضع السؤال على الكوكل. ففيه سيجد الكثير من الاجابات التي ستعلمه مقدار جدية الحكومة الاسلامية في هذا الامر.

قبل الانتهاء من الموضوع لابد من ايراد الاضافة السريعة التالية بشأن الدعم الاجنبي للاسلاميين في بلدنا. إذ يمكن فهم استنادا الى ما ذكرناه اعلاه اسباب الافتتان الاجنبي بالاسلاميين والحرص على دعمهم باستمرار. فقد استخدم الاجانب الاسلام ودعموه كونه كنظام للحكم يمكن ان يؤمن مصالحهم. ففضلا عن امكانية استخدامه لفرض قراءة متخلفة ومتطرفة للاسلام معادية للديمقراطية والحكم الرشيد غير نشر الطائفية، فانه يمكن ايضا استخدامه كوسيلة للحصول على تراجع وتخلف اي مجتمع اقتصاديا. فانعدام الصناعة والزراعة من بين امور اخرى يؤديان دائما الى التخلف الاجتماعي. ولدينا دول الخليج كمثال. وقطعا فالاسلاميون هم سعداء بهذا التفضيل الاجنبي لهم. إذ انهم سيحققون احلامهم في السيطرة على البلدان وموارد الثراء دون ان يحتاجوا لاطلاق رصاصة واحدة. بهذا يمكن الحدس بان اي مجتمع فرض عليه النظام السياسي الاسلامي كوسيلة للحكم يهدف معه الى تأخير تقدمه اجتماعيا واقتصاديا. والتقدم الاجتماعي مرتبط دائما بالتقدم الاقتصادي.



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوى قضائية دولية ضد الامريكيين عن جرائم حرب خلال عملية احتل ...
- دعوى قضائية دولية ضد امريكا لقيامها بخرق القانون الدولي والع ...
- دعوى قضائية دولية ضد الامريكيين لتآمرهم على العراق مع قانون ...
- اتفاقية الجزائر العام 1975 هي اتفاقية دولية باطلة من دون الم ...
- اتفاقيتا الربط السككي وترسيم الحدود مع ايران هما اتفاقيتان د ...
- دعوى قضائية دولية ضد الكويت عن جريمة التآمر على العراق بمعية ...
- نطالب برفع دعوى قضائية دولية ضد الكويت لسرقتها النفط العراقي ...
- دعوى قضائية دولية ضد الكويت لتورطها بجرائم دفع الرشى وشراء ا ...
- دعوى قضائية دولية ضد ايران عن قيامها بعمل ارهابي في مياهنا ا ...
- دعوى قضائية دولية ضد ايران لقيامها بسرقة النفط العراقي - 3
- دعوى قضائية دولية ثانية ضد ايران لاعتدائها على العراق واستحو ...
- دعوى قضائية دولية ضد ايران لاعتدائها على العراق - 1
- كيف يتوجب مواجهة المشاكل التي تهدد بلدنا ؟
- طريقة دفع تركيا لتنفيذ قرار التحكيم الدولي
- موقف السيستاني غير الواضح من فكرة ولاية الفقيه
- اليكم طريقة لمعرفة نص الاتفاق الموقع مع توتال انرجيز واسباب ...
- اجور الطاقة الايرانية تدفع بالدولار ام بغيره ؟
- كيف يمكن ضمان اجراء انتخابات نظيفة وعادلة مع تجنب تكرار المق ...
- الدعاوى القضائية ضد السوداني وايران
- الصراع الدولي على خطوط الاتصال


المزيد.....




- هدده بأنه سيفعل بأخته ما فعل به لإسكاته.. رجل يتهم قسيسًا با ...
- مصر تفتتح أكبر مراكز بيانات -مؤمنة- في تاريخها تحتوي على كل ...
- يوتيوبر أمريكي ينجو من الموت بأعجوبة (فيديو)
- السعودية.. جدار غباري يجتاح وادي الدواسر وزوبعة ضخمة تظهر ش ...
- بوريل: لسنا مستعدين للموت من أجل دونباس
- السيسي للمصريين: علموا أولادكم البرمجة بدلا من كليات الآداب ...
- محمد صلاح.. يلمح إلى -خطورة- الأسباب وراء المشاجرة الحادة بي ...
- الزي الوطني السعودي.. الحكومة توجه موظفي الحكومة بارتدائه اع ...
- الشرطة الليبية.. ردود فعل واسعة بعد تدافع رجال أمن خلف شاحنة ...
- حمزة يوسف أول رئيس وزراء مسلم لاسكتلندا يستقيل قبل تصويت مقر ...


المزيد.....

- كيف استفادت روسيا من العقوبات الاقتصادية الأمريكية لصالح تطو ... / سناء عبد القادر مصطفى
- مشروع الجزيرة والرأسمالية الطفيلية الإسلامية الرثة (رطاس) / صديق عبد الهادي
- الديمغرافية التاريخية: دراسة حالة المغرب الوطاسي. / فخرالدين القاسمي
- التغذية والغذاء خلال الفترة الوطاسية: مباحث في المجتمع والفل ... / فخرالدين القاسمي
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي- الجزء ا ... / محمد مدحت مصطفى
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي-الجزء ال ... / محمد مدحت مصطفى
- مراجعة في بحوث نحل العسل ومنتجاته في العراق / منتصر الحسناوي
- حتمية التصنيع في مصر / إلهامي الميرغني
- تبادل حرّ أم تبادل لا متكافئ : -إتّفاق التّبادل الحرّ الشّام ... / عبدالله بنسعد
- تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الطريقة الرشيدة للتنمية ا ... / احمد موكرياني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - سعد السعيدي - هل يتعارض كلا من التجارة والصناعة كنشاط اقتصادي مع بعضهما ؟