أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - سعد السعيدي - الصراع الدولي على خطوط الاتصال















المزيد.....

الصراع الدولي على خطوط الاتصال


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7657 - 2023 / 6 / 29 - 16:44
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


تهتم دول العالم بشكل لا لبس فيه بمنطقة الشرق الاوسط. ونعني بها تلك المنطقة العربية المحصورة بين تركيا شمالا والسعودية جنوبا. وهي المنطقة المسماة في بعض الادبيات باقليم الشرق الاوسط. في هذه المقالة سنقوم بتوضيح اسباب هذا الاهتمام الشديد بهذا الاقليم وعلاقته بخطوط الاتصال البحرية.

نقوم اولا بتوضيح الاهتمام الاوروبي بالممرات المائية الواصلة بين خطوط الاتصال البحرية. هذا الاهتمام الذي يرتبط بتطور التجارة على مر العصور. وعلى الرغم من ان امر الاهتمام بهذه الطرق قديم قدم البشرية إلا اننا مع ذلك سنبدأ مع صعود الدول الصناعية. فهذه الدول المتواجدة بشكل رئيسي في اوروبا كانت قد انتبهت مبكرا الى ضرورة تأمين طرق التواصل مع اسواقها الواقعة خارج حدود قارتها، وذلك بتأمين الممرات البحرية بطريق السيطرة على المناطق البرية المطلة على هذه الممرات. هكذا ظهر بين الدول الاوروبية تسابقا للسيطرة على هذه الممرات كانت الغلبة فيها كلها تقريبا لبريطانيا. فانتزعت في وقت ما من اسبانيا منطقة جبل طارق وهي مرتفع يطل على مضيق نفس الاسم وذلك لتأمين طرق تجارتها الى الهند وآسيا. ونظرا لاطلال قوى اخرى منافسة لبريطانيا على البحر المتوسط كايطاليا وفرنسا واسبانيا فقد اضافت بريطانيا الى خط تامين تجارتها السيطرة على جزيرة مالطا الواقعة بالضبط وسط المسافة بين شرق البحر المتوسط وغربه وبين جنوب ايطاليا وشمال افريقيا. ثم استولت لاحقا على اليمن المطل على مضيق باب المندب حيث توجد مدينة عدن منتزعة اياه من الدولة العثمانية. وهذا بينما استحوذت فرنسا المنافس الدولي الآخر على الجزء المقابل لليمن المسمى بجيبوتي. لاحقا من الجهة الاخرى للهند كانت قد استحوذت بريطانيا على النتوء الجنوبي لشبه الجزيرة الماليزية سمته سنغافورة. وكانت بريطانيا قد انشأت في كل هذه المناطق المذكورة موانيء وقواعدا بحرية.

نأتي بعد العرض اعلاه الذي اردناه مختصرا الى اقليم الشرق الاوسط الذي هو احد هذه المناطق المطلة على احد اهم خطوط الاتصال. وهو يتمتع ليس فقط بميزة الاطلالة على طرق الاتصال البحرية، وإنما ايضا توفيره لخطوط اتصال برية اخرى قريبة من قناة السويس يمكن ان تشكل طرق اتصال وتجارة بديلة. فعند طرفه الغربي حفر الفرنسيون قناة السويس. ثم تسنى لبريطانيا بعدهم من الاستحواذ على هذه القناة واحتلال مصر باكملها. ولإبطال اي اقتراب من هذه القناة للقوى الاخرى المنافسة ولاجل تأمين احتكارها الكامل لممر التجارة هذا قامت بريطانيا بتوسيع مناطق احتلالها حول القناة. فتوجهت لمسافة كبيرة غربا نحو ليبيا حيث احتلتها مناصفة مع فرنسا وايطاليا. ثم توجهت جنوبا حيث احتلت كل المناطق الافريقية بمحاذاة نهر النيل وصولا حتى مستعمرتها في جنوب افريقيا، لتؤمن بذلك عمليا ابعاد شواطيء افريقيا الشرقية عن كل منافسيها الآخرين. اما اقليم الشرق الاوسط نفسه فقد تحقق لها عمليا خلال الحرب العالمية الاولى احتلاله هو وباقي المناطق العربية لاغلاق خط التجارة الآنف البديل الذي يربط البحر المتوسط بالخليج العربي المتصل بالهند. إذ ان وصول اي من منافسي بريطانيا على هذا الطريق يمكن ان يبطل او يقلل من فائدة احتكار ممر قناة السويس.

كل هذا العرض السريع هو لتوضيح اهمية خطوط الاتصال التجارية هذه. فازدهار التجارة كان يعني لمن يمارسها اموالا وفيرة ونفوذا سياسيا في العالم بالتالي اوسع واكبر.

في نفس الاقليم حيث يوجد عراقنا بالتحديد كانت محاولات التغلغل فيه لوضع اليد عليه لاحقا قد بدأت مبكرا في العصر الحديث منذ القرن السابع عشر. وهو ما نعرفه من خلال كتبنا المدرسية. وبسبب موقع هذا الاقليم الاستراتيجي بين الشرق والغرب يكون ربما المنطقة التي شهدت اكثر الحروب ضراوة لاجل الاستحواذ عليها. كلها بلا استثناء لاجل تأمين طرق التجارة مع الواجهات البحرية التي يطل عليها من جهتيه. وهو ما نراه مع محاولات الدول الاقليمية المحيطة مثل ايران وتركيا الاستيلاء عليه. ايضا لاجل هذا قد صارت تحاول كل الدول الصناعية المتنافسة احتلاله والبقاء فيه لاطول فترة ممكنة بالضبط لابعاد منافسيها الآخرين ولمنعهم من الحصول ولو على موطيء قدم صغير فيه.

وبسبب قرب اقليمنا عقدة الاتصال هذا من روسيا التي هي احد المنافسين الآخرين، فقد حاول الروس هم ايضا التمدد نحوه لاحتلاله. وهو ما تحقق فعلا خلال الحرب العالمية الاولى حين نجحوا من خلال تركيا من الوصول الى شمال العراق حتى جبل هندرين. ثم عاودوا الكرة في الحرب اللاحقة من خلال ايران حين حاولوا الدخول واحتلاله من عند خانقين. وهم لم يتوقفوا من محاولات ايجاد موطيء قدم لهم في المنطقة. فها هم وقد نجحوا مرة اخرى عندما قاموا بتمويل الانفصال الكردي قبل سنوات محققين بالطريق اختراقا آخر عندما اشتروا اسهما في انبوب النفط الكردي الى جيهان. وهذا غير تواجدهم اصلا في سوريا بحجة مقاومة الارهاب.

ولا يمكن عدم الاستنتاج على ضوء هذه الحقائق من ان ايجاد الكيان الصهيوني في فلسطين يندرج ضمن المحاولات الغربية لتأمين تواجد لهم في الاقليم عقدة الاتصال هذه. فاختيار فلسطين لم يكن اعتباطا حيث من الواضح بان الامر له علاقة بقربها من قناة السويس. ونعتقد بانه كان ثمة مخطط غربي آخر مكمل مع احتلال فلسطين يقضي باحتلال كامل منطقة الساحل السوري حتى تركيا شمالا ومع قناة السويس غربا لتأمين المصالح الغربية البريطانية خصوصا. وذلك لضمان قطع طريق التجارة البديل هذا بشكل تام.

ونرى هذه الايام كالجميع وجود محاولات اجنبية مستميتة لتأمين التواجد في العراق لابقائه تحت الاحتلال هو ودول اقليمه العربية المحيطة لتأمين السيطرة على طريق الاتصال هذا وذلك بعد فشل تطبيق خطة احتلال الساحل. وذلك سواء بابقاء قوات عسكرية تحت اية حجة كانت او بالاستحواذ على الاراضي. وهو ما يتوجب الانتباه له والتحسب له. من هنا قد رأينا استحواذ الامريكيين على قطعة ارض وسط بغداد واخرى في اربيل بحجة بناء مجمع سفارتهم عليها. إذ استغلوا ثغرة في التشريع والدستور. وغياب الاعتراض الحكومي على هذا يمكن ان يشجع دولا اخرى للمطالبة بمنحها هي الاخرى اراض داخل البلد لحجج مشابهة. وتوجد للامريكيين ولغيرهم قواتا عسكرية محتلة في اقليمنا تحت حجج وذرائع مختلفة لضمان مصالحهم فيه وتأمينه من منافسيهم هم.



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجامعات الاجنبية في العراق
- صناعة الادوية في العراق
- الفتاوى الدينية وضرورة تنظيمها بقانون
- رفع دعوى قضائية ضد الدولة بشأن اختطاف لاعب كرة القدم
- لماذا قانون سانت ليغو الانتخابي غير عادل وما سبب الصمت حوله ...
- السوداني ماض في طريق بيع مصالح العراق للايرانيين
- حول تمجيد المواقع الاعلامية لرأس النظام المقبور
- نطالب باحالة القنوات الاعلامية الاجنبية والعربية الى المحاكم ...
- العداء السني الشيعي والاقتتال الطائفي في العراق... حقيقة ام ...
- ملاحظات يجب ان تكون بعلم محمد السوداني
- ما اسباب مماطلة الامريكيين في اعادة ارشيف الدولة كاملا ؟
- الاعيب الصبي الذي استأجره الكاظمي لاختراق حاسوبنا...
- نطالب بمعاقبة سراق ارشيف الدولة العراقية
- افكار للانتهاء من بعض الاساليب الموروثة في دوائر الدولة
- توسيع الاعانة الاجتماعية لمساعدة المشمولين بها
- كفالة المواطنين للاشجار في سبيل الحفاظ على البيئة
- الحلقات الزائدة في وزارة الداخلية
- هل سيجري تقليص الاموال المرسلة الى الاقليم بعد القرار الدولي ...
- نطالب باسترجاع بنانا التحتية من انابيب النفط المسروقة
- تنمية مصالح تجار العتبات الدينية من خلال الدستور


المزيد.....




- فيصل بن فرحان يعلن اقتراب السعودية وأمريكا من إبرام اتفاق أم ...
- إيرانيون يدعمون مظاهرات الجامعات الأمريكية: لم نتوقع حدوثها. ...
- المساندون لفلسطين في جامعة كولومبيا يدعون الطلاب إلى حماية ا ...
- بعد تقرير عن رد حزب الله.. مصادر لـRT: فرنسا تسلم لبنان مقتر ...
- كييف تعلن كشف 450 مجموعة لمساعدة الفارين من الخدمة العسكرية ...
- تغريدة أنور قرقاش عن -رؤية السعودية 2030- تثير تفاعلا كبيرا ...
- الحوثيون يوسعون دائرة هجماتهم ويستهدفون بالصواريخ سفينة شحن ...
- ستولتنبرغ: -الناتو لم يف بوعوده لأوكرانيا في الوقت المناسب.. ...
- مصر.. مقطع فيديو يوثق لحظة ضبط شاب لاتهامه بانتحال صفة طبيب ...
- استهداف سفينة قرب المخا والجيش الأميركي يشتبك مع 5 مسيرات فو ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - سعد السعيدي - الصراع الدولي على خطوط الاتصال