أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد السعيدي - موقف السيستاني غير الواضح من فكرة ولاية الفقيه














المزيد.....

موقف السيستاني غير الواضح من فكرة ولاية الفقيه


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7686 - 2023 / 7 / 28 - 01:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قطعا لم ينتبه الكثيرون لهذا الامر لكن يبدو لنا ان السيستاني لم يحزم امره بعد من فكرة ولاية الفقيه. اي ان موقفه ما زال غير واضح إن كان سيأخذ بها ام يبتعد عنها، مثلما اعلن عن معارضته لها عدة مرات في السابق كما قيل.

فالسيستاني كما يلاحظ يتساهل كثيرا مع تصرفات زميله الآخر في طهران الذي يؤمن بهذه الفكرة في كل ما يتعلق ببلدنا. فهو يتساهل معه عندما يدعم ذاك ميليشيات مسلحة تتبع فكرة تلك الولاية تقوم بعمليات اجرامية في بلدنا مثل الاغتيالات او التحريض على الناشطين والمنظمات المدنية. ويتساهل معه لدى إنشائه لاذاعات إسلامية في بلدنا يضع على رأسها معمم من مقربيه. ويتساهل معه مرة ثالثة من خلال نشر ذلك الزميل لمدارس اسلامية في بلدنا في ما يشبه الاستباحة مسماة باسم زميلهم الآخر مؤسس النظام السياسي القائم في بلده. هذه المدارس التي تدرس فكرة ولاية الفقيه تهدف الى تكوين اجيالا من المتطرفين في محاولة للتأثير في ثقافة بلدنا ولانشاء كما هو واضح حاضنة شعبية لهذه الفكرة الدخيلة.

ومن ملاحظة تساهل السيستاني مع امر الحشد غير العراقي الذي ساهم بتأسيسه يحق لنا التساؤل إن كان ما يريده السيستاني هو فعلا دعم وتعزيز سلطة الدولة الوطنية ؟

المثير في هذا هو ان مطلق الفتوى قد قام هو ايضا بتشكيل ميليشيات عسكرية خاصة لنفسه في نفس وقت انتقاده تأسيس تشكيلات مشابهة خارج سلطة الدولة بمعية فتواه. وهو إن لم يكن قد خرق الدستور في المرة الاولى على اعتبار إن للضرورة احكام، فهو في المرة الثانية قد خرقه بشكل واضح. وذلك في المادة (110) منه التي تحظر انشاء التشكيلات المسلحة خارج سيطرة الدولة. وبخرقه للدستور يكون قد اسهم في تراجع سلطة الدولة اكثر. فالدستور قد اوكل بالدولة حصرا امر تشكيل او استحداث اية قوات عسكرية. وكان على مطلق الفتوى الانتباه الى ما كان سيحدث لاحقا خصوصا مع التنافس الشديد بينه وبين الايرانيين للسيطرة على طائفة كبيرة كالطائفة الشيعية وقيادتها في بلد مهم ومؤثر كالعراق.

هذه القوات التي اسسها السيستاني والمعروفة باسم قوات العتبات او حشد المرجعية كانت لحماية نفسه هو واستثماراته التجارية لا الدولة، ولإحداث التوازن مع اخريات. وهذا مقابل قوات المتطوعين التي جرى تنظيمها لتدعم ميليشيات غير عراقية واخرى منافسة لسلطته مستغلة فتواه المعروفة.

ويلاحظ الجميع بعد نحو عشر سنوات من تشكيل حشد المتطوعين انه من الخطورة اسناد انشاء قوات عسكرية على فتاوى او ارادات دينية. فهي تتسبب بتقويض النظام الديمقراطي وتفرغه من محتواه وتحول دولته الى اخرى فاشلة ينخرها الفساد. إذ سيستغلها ايا كان كغطاء لتكريس تلك القوات كأمر واقع مثلما نرى حصوله في بلدنا. وسيكون من الصعب حلها لاحقا خدمة لمصالح الدولة مثلما نراه الآن. وكيف يمكن تصور قبول الجهات المستفيدة بحل قاعدتها الساندة هذه وهي التي تسيطر بمعيتها على الدولة مع صمت مؤسس هذه القاعدة وهو ما يفسر بكونه تواطؤا ؟ إن مع ابقاء السيستاني على فتوى الجهاد قائمة صارت الميليشيات تتناسل وتحاول التأثير على هوية الدولة من خلال اجنداتها.

كان يجب حل هذا الحشد لا الابتعاد عنه وتركه يكبر ويتوسع. فقد صار يهدد اسس الدولة العراقية ويستنزفها، وسيكون السيستاني مع منحه دولتهم الداعمة الهدايا بشكل هذه القوات العسكرية، مؤيدا وداعما لفكرة دولة الفقيه ولدولتها العميقة على عكس ما يدعيه. إن هذا الابتعاد معناه ترك اولئك الداعمين يستولون على الدولة مع ما يعنيه من قمع وإذلال لاهل البلد باتباع نفس اساليب البعث الساقط.

وربما لا يريد السيستاني حل الحشد لانه بكل بساطة لا يريد رؤية شيء اسمه دولة مدنية او علمانية كونه يحبذ الاخرى الدينية والفوضى. فهذان الاخيران هما وحدهما من يؤمنا الاجواء لتحقيق مصالحه الدينية والتجارية. وهو لهذا السبب كان قد ارسل احد ممثليه الى لجنة كتابة الدستور للتأثير على اعضائها والتلاعب بمحاضر اجتماعاتها. وهو قد صمت عن هذا التجاوز طويلا حتى فضح الامر احد اعضاء تلك اللجنة.

إن دعم فكرة ولاية الفقيه يكون دائما على حساب سلطة الدولة الوطنية المدنية. وكل تراجع لهذه السلطة يكون لصالح فكرة ولاية الفقيه هذه التي يدعمها السيستاني عمليا على الارض من خلال تساهله كما ذكرنا آنفا.

لو ان السيستاني ينبذ فكرة ولاية الفقيه هذه حقيقة كما يقول او ينقل عنه فما عليه إلا ان يثبت لنا الامر عمليا على الارض.



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليكم طريقة لمعرفة نص الاتفاق الموقع مع توتال انرجيز واسباب ...
- اجور الطاقة الايرانية تدفع بالدولار ام بغيره ؟
- كيف يمكن ضمان اجراء انتخابات نظيفة وعادلة مع تجنب تكرار المق ...
- الدعاوى القضائية ضد السوداني وايران
- الصراع الدولي على خطوط الاتصال
- الجامعات الاجنبية في العراق
- صناعة الادوية في العراق
- الفتاوى الدينية وضرورة تنظيمها بقانون
- رفع دعوى قضائية ضد الدولة بشأن اختطاف لاعب كرة القدم
- لماذا قانون سانت ليغو الانتخابي غير عادل وما سبب الصمت حوله ...
- السوداني ماض في طريق بيع مصالح العراق للايرانيين
- حول تمجيد المواقع الاعلامية لرأس النظام المقبور
- نطالب باحالة القنوات الاعلامية الاجنبية والعربية الى المحاكم ...
- العداء السني الشيعي والاقتتال الطائفي في العراق... حقيقة ام ...
- ملاحظات يجب ان تكون بعلم محمد السوداني
- ما اسباب مماطلة الامريكيين في اعادة ارشيف الدولة كاملا ؟
- الاعيب الصبي الذي استأجره الكاظمي لاختراق حاسوبنا...
- نطالب بمعاقبة سراق ارشيف الدولة العراقية
- افكار للانتهاء من بعض الاساليب الموروثة في دوائر الدولة
- توسيع الاعانة الاجتماعية لمساعدة المشمولين بها


المزيد.....




- شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل ...
- سيدة بريطانية يهودية تفضح محاولات وسائل الإعلام والسياسيين ف ...
- تونس: قرض بقيمة 1.2 مليار دولار من المؤسسة الدولية الإسلامية ...
- تونس تقترض 1.2 مليار دولار من -المؤسسة الدولية الإسلامية-
- مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية
- -لم توفر بيئة آمنة للطلاب اليهود-.. دعوى قضائية على جامعة كو ...
- البنك الاسلامي للتنمية وافق على اقتراح ايران حول التمويلات ب ...
- استباحة كاملة دون مكاسب جوهرية.. هكذا مرّ عيد الفصح على المس ...
- قائد الثورة الاسلامية سيستقبل حشدا من المعلمين 
- تونس تحصل على 1.2 مليار دولار قرضاً من المؤسسة الدولية الإسل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد السعيدي - موقف السيستاني غير الواضح من فكرة ولاية الفقيه