أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - سعد السعيدي - طمر النفايات او حرقها فكرتان لا اسوأ منهما..














المزيد.....

طمر النفايات او حرقها فكرتان لا اسوأ منهما..


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7879 - 2024 / 2 / 6 - 20:12
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


في شهر ايلول الماضي ظهر في الاعلام خبر عن كشف امين بغداد عن آخر تطورات ملف النفايات في العاصمة بغداد. من بين ما قاله هو تلقي عروضا استثمارية لانشاء معامل لتوليد الطاقة الكهربائية عن طريق حرق النفايات ومشروع آخر لطمر النفايات. وقد وصف الامين هذا الاخير بكونه من المشاريع الصديقة للبيئة !

نقول نحن وقطعا لسنا الوحيدين بان فكرة التخلص من النفايات بحرقها هي فكرة غاية في السوء. إذ اننا لم نشر في مقالات لنا الى مساويء حرق الغاز الناتج عن استخراج النفط وضرورة ايقافه كي نستبدله لاحقا بحرق النفايات. فكلتي الطريقتين تتسببان بنواتج حرق ملوثة للبيئة ومضرة بالصحة. وتعد ظاهرة حرق النفايات حسب الاخبار من الظواهر المنتشرة بكثرة في بغداد والمحافظات الأخرى. إذ دائما ما ترتفع غمامة سوداء تغطي سماء المنطقة مع رائحة كريهة تستمر لساعات طوال، نتيجة حرق هذه النفايات. نتساءل نحن عن كمية الطاقة الكهربائية التي سيولدها هذا الحرق مقابل نتائجه واثمانه على الصحة العامة والتي ستكون كبيرة.

إن الافضل برأينا هو اعادة تدوير تلك النفايات بعيدا عن الحرق لانتاج مواد جديدة او اعادة استخدامها. فهذه الطريقة هي اقل كلفة. وهذا بدلا من اللجوء الى طمرها او تركها في مكبات مكشوفة كما هو الحال الآن. وان تقوم كل جهة صناعية في البلد بسحب النفايات من سلعها التي انتجتها سابقا او المماثلة لها المستوردة لتدويرها. والباقي من النفايات مما لا تتوافر طرق اعادة تدويرها حاليا يباع لدول الجوار بانتظار توفر تلك الطرق في البلد بشكل كامل. فمثلا تقوم شركة الصناعات الخفيفة باستعادة الاجهزة العاطلة او القديمة المرمية في المكبات مثل المجمدات والثلاجات واجهزة الطبخ والمبردات واجهزة التدفئة وما شابه سواء كانت من منتجاتها هي او المستوردة وتعيد تدويرها لانتاج اخرى جديدة. وتقوم شركات انتاج الالبسة بسحب نفايات الملابس المرمية في المكبات وتدوّرها لصنع مواد اولية تستخدم في صناعة مواد والبسة جديدة او تصدّر. وان تستعيد شركة الادوية العامة في سامراء ما رمي في المكبات من مستلزمات طبية وعبوات طبية مستهلكة وتعيد تدويرها او تتصرف بها باي شكل آخر مفيد بدلا من تركها تحرق مع التلوث الجوي الذي تتسبب به. وتسحب الشركة العامة للصناعات الميكانيكية مثلا عبوات زيوت التشحيم وتعيد تدويرها بدلا من تركها ترمى في المكبات والانهر وتسببها بالتلوث. فقد جرى تطوير تقنيات لاعادة تصفية الزيوت المستعملة والقديمة لاعادة استخدامها. وشركة انتاج الاثاث تستعيد كذلك قطع الاثاث القديم لاعادة تدويرها. ويمكن لشركة المنتجات الكهربائية استعادة منتجاتها وحتى المستوردة القديمة والعاطلة وتعيد تدويرها الى آخره. فكل هذه المخلفات تحتوي على الكثير من المعادن والبلاستك. واللجوء الى حرقها كما يقوم به البعض يتسبب بتلوث بيئي. اما المخلفات العضوية مثل بقايا الاطعمة فالافضل بداية توعية المواطنين سواء في بيوتهم او في المناسبات الدينية بضرورة عدم التبذير. وإن نتج مع ذلك من مثل هذه المخلفات فيمكن جمعها مباشرة من مناشئها في اكياس خاصة لمعالجتها وتحويلها الى اسمدة عضوية مثلا. ويمكن لكل من الجهات الصناعية الآنفة ان تنشيء اماكنا خارج المدن لتجميع النفايات والمخلفات الصناعية والمنزلية لتسهيل سحبها منها لاحقا لغرض تدويرها او تسحبها مباشرة من البيوت او اماكن المناسبات الدينية. وذلك بدلا من سحبها من المكبات لتجنب التسبب بانتشار الروائح الكريهة والحشرات الضارة وانعدام النظافة.

وقد بين خبر لموقع العالم الجديد لتشرين الثاني الماضي عن وزارة البيئة ان في العام 2021 خلّف يوميا كل شخص من 1 إلى 1.25 كغم من المخلفات في عموم العراق. بينما تنتج محافظة بغداد يوميا ما بين 8 إلى 10 آلاف طن منها، 40 بالمئة منها نفايات عضوية أي بقايا الطعام. وإن النفايات الاعتيادية التي تم رفعها خلال نفس العام تجاوزت 17 مليون طن، تم وضعها في 221 موقعا للطمر الصحي، منها 149 موقعا غير خاضعة للمحددات البيئية.

اعتمادا على هذه الارقام يجب دائما تجنب الميل نحو انشاء مواقع الطمر الصحي. فليس من العملي الاستمرار الى ما لا نهاية بإنشاء مثل هذه كلما تصل المتوفرة منها مثلا الى قدرتها القصوى. إذ نفضل كما اسلفنا سحب المخلفات مباشرة من قبل الجهات الصناعية المتطابقة وتدويرها بنفسها لتجنب النتائج الآنفة او حرقها. كذلك فمع هذه الفوضى وسوء الادارة اللتين نراهما يكون البديل الافضل من تشريع قانون للطمر الصحي، هو تشريع آخر محله لتنظيم سحب المخلفات الصناعية من قبل مؤسساتها المتطابقة لتدوّرها بنفسها. فهذا الاجراء هو ارخص بكثير من فوضى اماكن الطمر سواء المسمى بالصحي او الخاضع للمحددات البيئية، او خلافه. وتدوير المخلفات الصناعية والمنزلية هو ما بدأت بلدان العالم القيام به في سياق العمل على اتباع سياسات الاستدامة بدلا من الحرق للحفاظ على البيئة من التلوث وعلى الموارد الطبيعية من تبذيرها والتفريط بها.

ننتظر الاخذ بهذه الملاحظات والعمل بها.



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما قصة البرج الذي قصف في الاردن ؟
- ما تكون مقولة من النيل الى الفرات هذه ؟
- قرار العدل الدولية حول التدابير المؤقتة لقطاع غزة وازمة الان ...
- هل ستقدم هولندا اعتذارها للفلسطينيين ايضا ؟
- نفاق الفصائل الاسلامية في العراق وخداعها
- حول مقاطعة منتجات العدو الصهيوني
- تذكير موجه للغربيين حول الموقف من الحقوق الفلسطينية
- ما مدى اخلاص النائب سعود الساعدي للمصالح العراقية العليا ؟
- هل يتعارض كلا من التجارة والصناعة كنشاط اقتصادي مع بعضهما ؟
- دعوى قضائية دولية ضد الامريكيين عن جرائم حرب خلال عملية احتل ...
- دعوى قضائية دولية ضد امريكا لقيامها بخرق القانون الدولي والع ...
- دعوى قضائية دولية ضد الامريكيين لتآمرهم على العراق مع قانون ...
- اتفاقية الجزائر العام 1975 هي اتفاقية دولية باطلة من دون الم ...
- اتفاقيتا الربط السككي وترسيم الحدود مع ايران هما اتفاقيتان د ...
- دعوى قضائية دولية ضد الكويت عن جريمة التآمر على العراق بمعية ...
- نطالب برفع دعوى قضائية دولية ضد الكويت لسرقتها النفط العراقي ...
- دعوى قضائية دولية ضد الكويت لتورطها بجرائم دفع الرشى وشراء ا ...
- دعوى قضائية دولية ضد ايران عن قيامها بعمل ارهابي في مياهنا ا ...
- دعوى قضائية دولية ضد ايران لقيامها بسرقة النفط العراقي - 3
- دعوى قضائية دولية ثانية ضد ايران لاعتدائها على العراق واستحو ...


المزيد.....




- حفل زفاف -أسطوري- لملياردير أمريكي في مصر وعمرو دياب في صدار ...
- بالفيديو.. ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يستقبل وزير الخار ...
- مقتل 3 فلسطينيين على الأقل جراء غارة جوية إسرائيلية على مخيم ...
- لقاءات بالرياض لبحث وقف إطلاق النار بغزة
- الحرس الثوري: هدفنا تأمين مياه الخليج
- ضغوط في الداخل والخارج.. هل يتراجع نتنياهو عن عملية رفح؟
- الحراك الداعم لغزة يتمدد.. قمع في السوربون وطلاب جامعة كولوم ...
- حزب الله يقصف مواقع إسرائيلية والاحتلال يكثف غاراته على جنوب ...
- تعرض سفينة لأضرار قبالة اليمن وإيطاليا تعلن إسقاط مسيرة للحو ...
- فرنسا.. أكفّ مطلية بالدماء تضامنا مع غزة تثير غضب مؤيدين لإس ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - سعد السعيدي - طمر النفايات او حرقها فكرتان لا اسوأ منهما..