أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعد السعيدي - قرار العدل الدولية حول التدابير المؤقتة لقطاع غزة وازمة الانظمة العربية















المزيد.....

قرار العدل الدولية حول التدابير المؤقتة لقطاع غزة وازمة الانظمة العربية


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7864 - 2024 / 1 / 22 - 00:20
المحور: القضية الفلسطينية
    


في نهاية شهر كانون الاول الماضي رفعت جنوب أفريقيا دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية تتهم فيها اسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل منذ أكثر من 3 أشهر وهو ما ادى الى سقوط الضحايا بعشرات الالوف بين شهيد وجريح. وقد عقدت المحكمة في لاهاي يومي 11 و12 من الشهر الجاري، جلستي استماع علنيتين للنظر في الدعوى القضائية. وفي يوم 16، اي بضعة ايام بعد جلستي الاستماع فاجأت هذه المحكمة التابعة للامم المتحدة العالم باصدارها قرارا يوضح التدابير المؤقتة المطلوب تنفيذها من قبل الاسرائيليين لضمان سلامة المدنيين في غزة من ضمنها تعليق العمليات العسكرية وضمان وصول المساعدات. وهي تدابير طالبت باصدارها الدولة الخصم في القضية اي جنوب افريقيا بانتظار قيام المحكمة باصدار قرارها النهائي وذلك لتجنب سقوط المزيد من الضحايا بينما تنظر المحكمة في الاتهام.

لقد قرأ قاضي الأمم المتحدة بيتر تومكا بصفته مسجل المحكمة، التدابير المؤقتة التي تطلبها جنوب أفريقيا من محكمة العدل الدولية، والتي يأتي على رأس الطلبات التي تقدمت بها جنوب إفريقيا هي أن تعلق إسرائيل فورا عملياتها العسكرية في غزة، بالإضافة إلى ضرورة أن تضمن إسرائيل عدم وجود اية وحدات مسلحة عسكرية او غير نظامية قد يتم توجيهها بدعم او نفوذ منها، وكذلك اية منظمة وأشخاص قد يخضعون لتوجيهاتها او نفوذها، وكذلك ان تتعهد بأنها لن تتخذ اية خطوات لتعزيز الجيش.

وذكر قاضي الأمم المتحدة في معرض تدابير حماية المدنيين التي طالبت بها جنوب إفريقيا: «وفقًا لالتزامات إسرائيل بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، يجب اتخاذ جميع التدابير التي يمكن تنفيذها في حدود سلطتهم لمنع الإبادة الجماعية، فضلا عن ضرورة عمل دولة إسرائيل وفقا لالتزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية وتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني.

وطالبت جنوب إفريقيا في الطلبات التي قدمتها إلى محكمة العدل الدولية بضرورة الكف عن ارتكاب اي من الأعمال الواردة في نطاق المادة 2 من الاتفاقية، والتي تنص على منع الآتي:

أ- عمليات القتل الجماعية.

ب- التسبب في ضرر جسدي أو عقلي خطير لعدد كبير من المواطنين المدنيين.

ج- إلحاق متعمد بالضرر وجعل الحياة صعبة نتيجة التدمير الجزئي أو الكلي للبنية التحتية بهدف دفع المواطنين للنزوح وترك اراضيهم.

د- فرض تدابير قاسية من شأنها الاضرار بحياة المدنيين.

وذكر قاضي الأمم المتحدة بيتر تومكا، أنه يجب على إسرائيل فيما يتعلق بالفلسطينيين اتخاذ جميع التدابير في حدود سلطتها بما في ذلك إلغاء أوامر القيود ذات الصلة لمنع التهجير القسري للفلسطينيين من منازلهم، مشيرا إلى ضرورة ضمان وصول ما يكفي من الغذاء والماء للمدنيين في غزة، وكذلك الحصول على المساعدة الإنسانية بما في ذلك الوصول إلى مأوى آمن، وقدر كاف من الوقود والملابس والنظافة والصرف الصحي، وكذلك الحصول على الإمدادات والمساعدة الطبية اللازمة.

منذ ان نشر قرار المحكمة حول التدابير اعلاه ذهبنا نبحث في الاعلام الدولي عن خبره وذلك ليومين كاملين. لكن ولدهشتنا لم نجد ادنى اشارة له، على عكس الاعلام الهولندي الورقي والمرئي الذي كان قد نشر اخبار اطلاق الدعوى وجلسات الاستماع بسبب التظاهرات حولهما امام مبنى المحكمة. بنفس الوقت فاننا وباستثناء موقعين اعلاميين او ثلاث لم نرى اية اشارة الى هذا القرار في الاعلام العربي باي شكل من الاشكال. إذ كان هو الصمت التام، وهذا على الرغم من ورود خبر اطلاق الدعوى بداية فيه.

رأينا بشأن هذا التجاهل هو ببساطة ان لا العرب ولا غيرهم في الجوار هم ممن يريدون التوصل الى حل لقضية تشريد الفلسطينيين من وطنهم. ولئن كان موقف الغربيين واضحا بسبب من كونهم دعاة استعمار ماضيا وحاضرا، وإن كل دعمهم للاستيطان الصهيوني في فلسطين يقوم على مصالح استعمارية، فالانظمة العربية واشباهها شرقا وغربا يريدون فقط استخدامها للمتاجرة والمزايدة بها كونها الغطاء لشرعياتهم الانقلابية المثلومة. وحل القضية الفلسطينية سيزيل عنهم هذا الغطاء ويتركهم مكشوفين امام شعوبهم. بالاضافة الى هذا سيؤدي الحل الى فقدان بعض البلدان الاخرى لرافعة شرعيتها هي ايضا. فهذه تستند الى معاناة الفلسطينيين لتبرير عمليات النهب والسطو على الاموال العامة وبناء الترسانات العسكرية والصرف على الاتباع في الخارج بحجة دعم الفلسطينيين. بهذا نرى قواتا ومؤسساتا باسم القدس وغيرها مما له علاقة بفلسطين. بينما وظيفتها الحقيقية هي حماية مصالح اوليائها وادواتا لقمع الشعوب ونهب اموالها. وهذا الامر ليس بالجديد، فهو امتداد لما كان يحصل ويجري منذ القرن الماضي.

إن من الواضح بان اطلاق المقاومة الفلسطينية لعملية طوفان الاقصى قد تسبب بصداع واوجاع نفسية شتى لتلك الانظمة المزايدة والمتاجرة. وهو يشتد ويتضاعف مع كل تقدم وتطور يحصل في الملف وعلى الارض مثال قرار العدل الدولية للتدابير المؤقتة الآنف. فهذا القرار سيؤدي حتى ولو لم يجد طريقه الى التطبيق، الى تمهيد الطريق نحو حل مشكلة الفلسطينيين وانهاء المتاجرة بقضيتهم. وإن انعدام ايراد خبر المحكمة في إعلام تلك الانظمة هو الانعكاس لهذه الامراض والصداع بل الازمات النفسية التي انتابتها.

وها نحن الآن مع اصدار هذا القرار وتجاهل الكيان الصهيوني واشباهه من الانظمة العربية له واستمراره في عدوانه الاجرامي على غزة قد حصلت تطورات اخرى جديدة على الارض استندت الى غياب نية دولة الكيان على تنفيذ القرار القضائي الآنف. إذ قامت المكسيك مع تشيلي باحالة ملف العدوان الاسرائيلي على غزة الى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في جرائم حرب محتملة. وقد جرى هذا بعد ظهور خبر آخر مشابه اياما قبلها عن فتح تحقيق لدى شرطة لندن حول نفس الموضوع. لاحقا اعلمتنا الاخبار عن اعلان الادعاء العام السويسري عن تقديم شكوى جنائية ضد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ لتحريضه على الفلسطينيين على مدونته. وهي جرائم ضد الانسانية. لمن يحاجج بامر ايراد الصحافة العربية لهذه الاخبار مما وجدناه لدى التدقيق فالجواب هو ان الاصل هو ان يُحرص بايراد اخبار نتائج تقديم الشكوى بنفس مستوى الحرص على ايراد اخبار تقديم الشكوى نفسها للحفاظ على موثوقية المصدر الاعلامي. فلا يجوز هنا مع قضية مصيرية مثل القضية الفلسطينية ايراد الاخبار وحجب الباقي حسب المزاج.

حسبنا ان هذه التطورات قد تسببت باختناق اكبر لدى انظمة التجارة بالقضايا الوطنية. وهو ما يشير الى اقتراب هذه الانظمة من لحظة تقديمها جردة الحساب الى شعوبها.



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستقدم هولندا اعتذارها للفلسطينيين ايضا ؟
- نفاق الفصائل الاسلامية في العراق وخداعها
- حول مقاطعة منتجات العدو الصهيوني
- تذكير موجه للغربيين حول الموقف من الحقوق الفلسطينية
- ما مدى اخلاص النائب سعود الساعدي للمصالح العراقية العليا ؟
- هل يتعارض كلا من التجارة والصناعة كنشاط اقتصادي مع بعضهما ؟
- دعوى قضائية دولية ضد الامريكيين عن جرائم حرب خلال عملية احتل ...
- دعوى قضائية دولية ضد امريكا لقيامها بخرق القانون الدولي والع ...
- دعوى قضائية دولية ضد الامريكيين لتآمرهم على العراق مع قانون ...
- اتفاقية الجزائر العام 1975 هي اتفاقية دولية باطلة من دون الم ...
- اتفاقيتا الربط السككي وترسيم الحدود مع ايران هما اتفاقيتان د ...
- دعوى قضائية دولية ضد الكويت عن جريمة التآمر على العراق بمعية ...
- نطالب برفع دعوى قضائية دولية ضد الكويت لسرقتها النفط العراقي ...
- دعوى قضائية دولية ضد الكويت لتورطها بجرائم دفع الرشى وشراء ا ...
- دعوى قضائية دولية ضد ايران عن قيامها بعمل ارهابي في مياهنا ا ...
- دعوى قضائية دولية ضد ايران لقيامها بسرقة النفط العراقي - 3
- دعوى قضائية دولية ثانية ضد ايران لاعتدائها على العراق واستحو ...
- دعوى قضائية دولية ضد ايران لاعتدائها على العراق - 1
- كيف يتوجب مواجهة المشاكل التي تهدد بلدنا ؟
- طريقة دفع تركيا لتنفيذ قرار التحكيم الدولي


المزيد.....




- هدده بأنه سيفعل بأخته ما فعل به لإسكاته.. رجل يتهم قسيسًا با ...
- مصر تفتتح أكبر مراكز بيانات -مؤمنة- في تاريخها تحتوي على كل ...
- يوتيوبر أمريكي ينجو من الموت بأعجوبة (فيديو)
- السعودية.. جدار غباري يجتاح وادي الدواسر وزوبعة ضخمة تظهر ش ...
- بوريل: لسنا مستعدين للموت من أجل دونباس
- السيسي للمصريين: علموا أولادكم البرمجة بدلا من كليات الآداب ...
- محمد صلاح.. يلمح إلى -خطورة- الأسباب وراء المشاجرة الحادة بي ...
- الزي الوطني السعودي.. الحكومة توجه موظفي الحكومة بارتدائه اع ...
- الشرطة الليبية.. ردود فعل واسعة بعد تدافع رجال أمن خلف شاحنة ...
- حمزة يوسف أول رئيس وزراء مسلم لاسكتلندا يستقيل قبل تصويت مقر ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعد السعيدي - قرار العدل الدولية حول التدابير المؤقتة لقطاع غزة وازمة الانظمة العربية