أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - من الأدوار الجندرية إلى التشاركية.. هل ينجح الرجال؟














المزيد.....

من الأدوار الجندرية إلى التشاركية.. هل ينجح الرجال؟


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 7946 - 2024 / 4 / 13 - 00:12
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



نُشرت أخيرًا مجموعة من الدراسات والبحوث التي أُجريت أثناء أزمة كورونا في عددٍ من البلدان، وذلك للنظر في مختلفِ التحوّلات الاجتماعية والثقافية والفكرية. وقد أثبتتْ بعض البحوث التي اتخذت المنظور الجندري إطارًا للتحليل والفهم، تغييرًا في سلوكِ مجموعات من الرجال، وفي نمطي التفكير والعيش ومنظومة القيم. فقد حضر الزوج في المطبخ المنزليّ وانشغل بالطبخ وغسل الأطباق واهتمّ بالتنظيف.. إلى غير ذلك من الأعمال التي تنسبها الثقافة للنساء وفق تصوّر اجتماعي يُوزّع الأدوار على قاعدة الذكورة/ الأنوثة، فتغدو أدوارًا مُجندرة (Gender Role).

وبالرجوعِ إلى أسبابِ ولوجِ الرجال المطبخ أثناء أزمة كورونا، نتبيّن أنّها متعدّدة. فمن الرجال فئة ملّت الركود والسكون والسلبيّة، فراحت تبحث عن وسيلةٍ لكسرِ رتابةِ اليوميّ، فكان إعداد أطباق متنوّعة، طريقةً مرحة لتجاوز المخاوف. ونعثر على فئةٍ من الرجال وجدت نفسها "مضطرة" لتقديم "المساعدة" بعد استغاثةِ الزوجات اللواتي أضحين غير قادرات على تحمّل المزيد من الأعباء (الحرص الشديد على التنظيف، الرعاية النفسية والتربوية للأطفال والمسنّين..) ولسان حالهن يردّد: تعبت.. ما تفوتنيش أنا وحدي.. خلّي شويه عليّ وشوية عليك.. عشان المركب تقدر تمشي بيّ وبيك". ولا يمكن التغافل عن سببٍ آخر من أسباب إرباك منظومة الأدوار التقليدية، ويتمثّل في بروز وعي مختلف عن السائد، إذ اعتبرت فئة من الأزواج أنّ فترة الحجر الصحيّ هي فرصة للتواصل الإيجابيّ مع كلّ أفراد العائلة، فكان الكنس والتنظيف والطبخ.. فعلًا تشاركيًا يعزّز الروابط العلائقية، ويبني أنموذجًا "للرجل الجديد".

وأيّا كانت الأسباب: التعاطف مع الزوجة أو المنّ عليها أو "جبر الخواطر" أو الاضطرار أو قتل الوقت ، فإنّ القدرة على الإفصاحِ عن خصوصية التجربة اختلفت من زوجٍ/ شريك إلى آخر. فبينما كتم أغلبهم ما كانوا يقومون به من أعمال في البيت أثناء فترات الحجر الصحيّ، معتبرين ذلك أمرًا مُشينًا يمسّ من "هيبة الرجل ، راح عدد من الأزواج ينشرون صورهم على منصّات فيسبوك أو إنستغرام أو تيك توك، متباهين بالمهارات الجديدة التي اكتسبوها، متلاعبين بالصور النمطية والتمثّلات الاجتماعية لـ"الرجل الشرقيّ".

بقي المطبخ في المتخيّل الجمعيّ، "مملكة النساء في مقابل الفضاء العامّ مملكة الرجال حيث تدبير الشأن العامّ

غير أنّ حضور هؤلاء الرجال في المطبخ، الذي يُعدّ وفق المتخيّل الجمعيّ، فضاءً أنثويّا بامتياز، ظلّ مُناسباتيًا، إذ نلحظ جنوح فئة من الرجال إلى "مساعدة الزوجات في شهر رمضان أو في الأعياد فقط، ثمّ سرعان ما يركن هؤلاء إلى التسييج الذي فرضه النظام التقليدي لتوزيع الأدوار. وهنا حُقّ التساؤل: ما الذي يَحول دون تبنّي هذا التوّجه خيارًا في الحياة الزوجية أو العائلية أو في بنية العلاقات الرضائية؟

إنّ المسألة مرتبطة، في اعتقادنا، بأنموذج التنشئة الاجتماعية التقليدية القائمة على التمييز والمفاضلة واللامساواة بين الذكور والإناث، وبالنظام التراتبي الهرميّ. فإلى اليوم، تُعيد النساء إنتاج علاقات تمييزية تجعل البنت في خدمة الذكور بينما يبقى طلب إسداء الخدمات استحقاقًا خاصًّا بالصبيّ، متماهيًا مع امتيازاته الذكورية. يُضاف إلى ذلك الاستمرار في نسبةِ مجموعةٍ من الصفات والأدوار إلى النساء على أساسِ أنّها "فطرية" و"طبيعية"، بحيث يعسر تغييرها، ولذلك ظلّت أعمال الخدمة والرعاية مرتبطة بالنساء، وبقي المطبخ في المتخيّل الجمعيّ، "مملكة النساء مقابل الفضاء العامّ مملكة الرجال حيث تدبير الشأن العامّ (السياسة والاقتصاد..).

إنّ تأسيس العلاقات على قاعدة التشاركية هو المنطلق إذ لا يمكن أن نتحّدث عن المشاركة السياسية أو الاقتصادية أو الفكرية المتميّزة للمرأة في ظلّ منظومة لا عادلة تُوزّع فيها الأدوار على أساس الجندر، وتُمنح فيها الامتيازات للرجال على حساب النساء. ومتى اقتنع الرجال بضرورةِ إعادة التفكير في مسارِ بناء رجولتهم ومراجعة أسس العلاقات مع الشريكات بعيدًا عن منطقِ الهيمنة، زالت عبارات من قبيل أساعد زوجتي ، "أنا رحيم بها ، "أنا أتعاطف معها .. لتحلّ محلّها عبارات تؤسّس لولادةِ رجلٍ متوازنٍ ومتصالحٍ مع نفسه: أنا أقوم بمختلف الأدوار لأنّني تحرّرت من الزوج أنوثة/ ذكورة وصرت متحمّلًا لمسؤولياتي، ومدركًا لدلالات التشاركيّة.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعتذار للفلسطينيات ....وهل ينفع الاعتذار؟
- النار في جسدهAaron Bushnellإضرام في التعاطي الإعلامي الأمريك ...
- المتقاعدون يحتجّون: -الحماية والرعاية من البداية للنهاية-
- المؤسسات الجامعية وإبادة الفلسطينيين
- موقع التونسيات في مسار الانتخابات 2023/2024
- الحرب على غزّة والمنعرج الجديد
- جنوب أفريقيا ودرس في إيطيقا المرافعة
- بعض من الأسئلة التي أثارتها حرب الإبادة على غزّة
- نداء إلى الحركات النسوية: -حياة الفلسطينيات مهمّة-
- المجتمع المدني والتعديل الذاتي
- ماذا بعد عنهجية الدولة المارقة وإبادة الفلسطينيين؟
- أزمة الرعاية المجتمعية
- قتل النساء وإشكالية التغطية الإعلامية
- «تسيّس الاتحاد الأوروبي»
- الانتخابات بين المركز والهامش
- قتل النساء لا يثير قلق التونسيين/ات
- «مونديال» كرة القدم قطر 2022 بنكهة دينية: «تونيزي تونيزي.. م ...
- النساء وكرة القدم
- في كره الديمقراطية
- تونس والتغيرات المناخية والتلوّث البيئي: هل يكفي الالتزام با ...


المزيد.....




- 1 May 2024
- لبنان.. تقارير تشير إلى اغتصاب 30 طفلا من قبل -تيك توكر- شهي ...
- جندي إسرائيلي سابق يكسر الصمت: استهدفنا النساء والأطفال في غ ...
- “فرح العيال”.. استقبل ترددات قنوات الاطفال 2024 Kids Channel ...
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل بالجزائر 2024 ...
- هل هناك مستقبل لمساحات العمل المخصصة للنساء فقط؟
- لأنها من أقارب ديكتاتور أحد الدول.. حرمان امرأة من الحصول عل ...
- الحكومة الأسترالية تخصص أموالاً لمساعدة النساء المعنفات والأ ...
- السعودية.. القبض على مواطن قتل امرأة بالرصاص في نجران
- هل أسهمت حالة الطوارئ في سيراليون بالحدّ من العنف الجنسي؟


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - من الأدوار الجندرية إلى التشاركية.. هل ينجح الرجال؟