أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بنعيسى احسينات - في الدين والقيم والإنسان.. (36) / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب















المزيد.....

في الدين والقيم والإنسان.. (36) / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب


بنعيسى احسينات

الحوار المتمدن-العدد: 7941 - 2024 / 4 / 8 - 12:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في الدين والقيم والإنسان.. (36)
(تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب أو تصنيف، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز).

أذ. بنعيسى احسينات – المغرب



إن المسلم اليوم في حاجة إلى ترتيب أولويات دينه، وفق ما أراد الله تعالى. فبدل التركيز على العبادات، يجب التركيز على القيم والمعاملات.

فإذا ما رجعنا إلى كتاب الله، وتدبرنا معانيه، نجد الأولوية للقيم والمعاملات، ثم يأتي دور العبادات، التي هي علاقة مباشرة مع الله.

المسلم ينافس أخاه في العبادات والتقرب إلى الله حسب فهمه، ولا ينافسه في القيم النبيلة والمعاملة الحسنة. ففيها فليتنافس المتنافسون.

من إسلام محمد (ص)، والخلفاء الراشدين، إلى إسلام الدولة الأموية والعباسية، تحول القرآن من كلام الله، إلى حديث البخاري ومسلم.

تاريخ الإسلام مر عبر إسلامين: إسلام القرآن مع دولة النبي ورسول الله. وإسلام الحديث مع البخاري ومسلم وغيرهما، في الدولة العباسية.

إن القرآنيين والمتنورين، يرغبون في العودة إلى إسلام القرآن ودولة النبي محمد(ص)، من حيث روح الدين الإسلامي والقيم الإنسانية.

الفرائض الخمس هي وسائل لغايات أسمى. فقضاؤها دون الاهتمام بقضايا أخرى، لا تؤدي دورها بتاتا. فالصلاة مثلا، تنهى عن الفحشاء والمنكر.

لكل فعل تعبدي لله، يريد منه سبحانه غايات ما. لا بد إذن، من البحث عن هذه الغايات لتحقيقها، حتى يتقبل الله منا أفعالنا التعبدية.

غاية التدين، هو العمل الصالح، والالتزام بالصراط المستقيم. هكذا بتحقق التقرب إلى الخالق. فالتدين إذن شهادة، عن تحقيق هذه الغاية.

لم يتوقف الأمر عند الرسول محمد (ص)، في تحريم تدوين ما يقوله في حياته، بل تعدى ذلك إلى عمر بن الخطاب، إذ أحرق كل ما كٌتب عنه.

كان الناس لحبهم لمحمد (ص)، يحتفظون بأقواله للتبرك بها. واستمر الأمر قرنين إلى العهد العباسي، ثم بدأ التفكير لجمع الحديث جيده وغثه.

بعد قرنين من موت محمد (ص)، لم يتمكن الناس، من الاحتفاظ بأقواله لفظا ومعنى، بل بما فهموه منها فقط. هكذا تم تشويه أغلب الحديث.

لقد سَيسوا الحديث وجعلوه يلتف على القرآن الكريم، لخدمة جهة ما أو مذهب ما. لكن كلام الله صعب التسييس، لأنه من المستحيل تحريفه.

كلام البشر قابل للتغيير ومعرض للخطأ والتحريف. في حين كلام الله واحد مطلق ومحفوظ. فمن المستحيل أن يصدر عن الله، وحيين في آن واحد.

كيف يمكن التقول على الرسول (ص)؛ إنه قال كذا وكذا..، بعد أكثر من قرنين من الزمن، اعتمادا فقط على رواة أحياء، تحدثوا عن الأموات؟

ما يرفضه المسلم المستقيم الحر، هو الأحاديث التي جعلت رسول الله، ينطق خارج هواه، أي بهوى محدثين العصر العباسي وما بعده.

ما يرحب به المسلم المستقيم الحر، هو جميع الأحاديث التي لا تتعارض أو تختلف مع القرآن الكريم، حتى ولو نسبت إلى محمد (ص) تجاوزا.

ما يكرهه المسلم المستقيم الحر، هو الشرك بالله، وهجر القرآن وحشر محمد (ص)، في أحاديث ما أنزل الله بها من سلطان، واتخاذها وحي ثاني.

إن القرآن الكريم، رغم نزوله قبل حوالي 15 قرنا، لم يزل كأنه نزل اليوم. لذا يقال: إنه صالح لكل زمان ومكان. هذا هو سر معجزته الفريدة.

القرآن الكريم كلام الله الحي الرحمان الرحيم، موجه للأحياء لا للأموات. فما دامت الحياة مستمرة، فتجديد فهمه مستمر حسب معطيات كل عصر.

إن الذكر الحكيم، كونه كامل وشامل وتام، لا يحتاج لا إلى زيادة أو نقصان. بل يحتاج فقط، إلى تدبر دقيق مستمر، حسب تغير الزمان والمكان.

ما يريده مشايخ الإسلام، هو جعل المجتمع في أي عصر كان، أن يبقى صورة طبق الأصل لمجتمع السلف العباسي. لأن النموذج الصالح هو عصرهم.

إن التعامل مع النص الإلهي الثابت المطلق الأبدي، يجب أن يكون نسبيا بشريا إنسانيا، يقوده الأحياء حسب سقفهم المعرفي الجديد لا الأموات.

على النص الإلهي، أن يبقى مستمرا في الوجود، حتى تتفاعل معه كل المجتمعات المتعاقبة عبر الزمان والمكان، حسب تطور أدواته المعرفية.

القول بتجديد فهم القرآن، لا يعني تجديد القرآن في حد ذاته، بل تجديد قراءته حسب السقف المعرفي لكل عصر. فما لله مطلق وما للبشر نسبي.

على الناس أن يقرؤوا القرآن بعيونهم، لا بعيون من سبقوهم. فلكل عصر أدواته المعرفية الخاصة، بها يستطيعون إيجاد حلول لشفرات كتاب الله.

ما دام القرآن الكريم، صالح لكل زمان ومكان، فلماذا يفرض على العصور اللاحقة، تفسير السلف الذي يناسب عصرهم لا عصر غيرهم؟؟

ليس الجهل هو سبب التخلف، بل استغلاله وتوظيفه هو سبب كل مشاكل الحياة. فالجهل أمر طبيعي، لكن يمكن التخلص منه بالمعرفة والعلم.

ليس من العيب أن يكون الإنسان جاهلا، لكن العيب كل العيب أن تظل جاهلا، دون القيام بمحاولة التغلب عليه. فالحياة لوحدها تعلمه وتكونه.

الجهل لا يعني الأمية في كل الحالات. لقد نجد متعلما جاهلا لأبسط الأشياء الضرورية في الحياة. فالجهل عار دوما، والعلم نور على الدوام.

لقد ضاع كثير من الوقت في حفظ القرآن، دون فهم أو تدبر، إلا لدى عرب قريش، حيث نزل بلغتهم. اليوم يجب أن يكون فهمه وتدبره موازن لحفظه.

حفظ القرآن دون فهم وتدبر، مضر للقرآن وللدين معا. فمشكلة العالم العربي الإسلامي، توافق الجهل مع الأمية، ضد كل ما هو معرفي علمي.

إذا ما التقى الجهل مع الأمية في أمة من الأمم، وتحالفا على المضي قدما، فلا ينفعها أي دين كان، إن لم تكن تمتلك أدوات فهمه وتدبره.

على المسلمين أن لا يكون بينهم فقير أو محتاج، حسب تعاليم الإسلام في القرآن الكريم . لكن ما يلاحظ، كثرة المتسولين في العالم الإسلامي.

إن عدد المساجد في العالم، يعد بمئات الآلاف، وعدد المتسولين بأبوابها، يعد بالملايين. فكيف يتم قبول الدول الإسلامية لهذه الوضعية؟

لماذا تقدم الغرب وأمريكا واليابان، وتخلف غيرهم، منهم العالم العربي الإسلامي؟ فأين يكمن الخلل؟ أفي العقل أم في الحكم والتسيير؟

ممارسة الفروض من الشهادة وصلاة وزكاة وصوم وحج، تقتضي الاقتناع العقلي القلبي بوجوبها، والإيمان الصادق بها، لا التقليد فحسب.

غاية التدين السليم الصادق، ليس طمعا في الجنة أو نفاقا وتظاهرا بالعبادة، لغش الناس والنصب عليهم بل للتصالح مع الذات والغير والله.

التدين فردي لا جماعي، رغم أن الصلاة تؤدى جماعة. فهو قائم على العلاقة المباشرة مع الله. لكن تأشيرة قبولها ونفاذها، هو العمل الصالح.

كان العرب قديما تجارا لا رجال فكر، اسألوا عنهم رحلة الشتاء والصيف. ومع توسع الإسلام، كلفوا مواليهم بالقيام بمهمة التفكير والتأليف.

كان العرب يجيدون الشعر وفصاحة اللسان. وكانوا سادة الصحراء والطرق التجارية بها. أما التحضر، انتقل إليهم عبر جيرانهم الروم والفرس.

من أسباب الفتوحات والغزو الإسلاميين، هو تقليد مجد الروم والفرس في المنطقة. وكان الإسلام الدعامة الأساسية لهذا المشروع.

عندما أتحدث عن العرب، لا أعني بهم الشام والعراق ومصر والسودان وشمال إفريقيا. بل سكان جزيرة العرب الكبرى، مع عمقها في اليمن.



#بنعيسى_احسينات (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الدين والقيم والإنسان.. (35) / أذ. بنعيسى احسينات - المغر ...
- في الدين والقيم والإنسان.. (34) / أذ. بنعيسى احسينات - المغر ...
- في الدين والقيم والإنسان.. (33) / أذ. بنعيسى احسينات - المغر ...
- في الدين والقيم والإنسان.. (32 / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
- سلسلة: -يسألونك..- 7 / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
- سلسلة: -يسألونك..- 6 / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
- سلسلة: -يسألونك..-5 / بنعيسى احسينات - المغرب
- سلسلة: -يسألونك..-4 / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
- سلسلة: -يسألونك..-3. /
- سلسلة: -يسألونك..-2. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
- سلسلة: -يسألونك..-1. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
- مختلفات خاصة منها وعامة 38..مختلفات خاصة منها وعامة 38.. / أ ...
- مختلفات خاصة منها وعامة 37
- مختلفات خاصة منها وعامة 36..
- مختلفات خاصة منها وعامة 35.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
- مختلفات خاصة منها وعامة 34..
- مختلفات خاصة منها وعامة 33
- مختلفات خاصة منها وعامة 32.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
- في الدين والقيم والإنسان.. (31) / أذ. بنعيسى احسينات - المغر ...
- في الدين والقيم والإنسان.. (30) / أذ. بنعيسى احسينات - المغر ...


المزيد.....




- مصر.. شيخ الأزهر ينعى البابا فرنسيس: حرص على توطيد العلاقات ...
- تعليقات مصرية على دعوات إسرائيلية لحرق المسجد الأقصى
- الأردن.. مطالبات بحل حزب جبهة العمل الإسلامي -لارتباطه بالإخ ...
- شيخ الأزهر ينعى بابا الفاتيكان.. فماذا قال فيه؟
- بعد رحيل البابا فرنسيس.. كيف تتم عملية انتخاب حبر أعظم جديد ...
- بدأ حياته بلعب كرة القدم.. محطات في حياة البابا فرانسيس الذي ...
- كل ما تحتاج معرفته عن مراسم وداع فرنسيس وخطوات اختيار بابا ا ...
- الكنيسة الأرثوذكسية تؤكد أن البابا فرنسيس لعب دورا مهما في ت ...
- الصندوق القومي اليهودي.. هيئة استيطانية في ثوب جمعية خيرية
- بعد وفاة البابا فرانسيس.. هذا ما سيحدث لاحقا في الفاتيكان لح ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بنعيسى احسينات - في الدين والقيم والإنسان.. (36) / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب