سلسلة: -يسألونك..-5 / بنعيسى احسينات - المغرب

بنعيسى احسينات

الحوار المتمدن-العدد: 7916 - 2024 / 3 / 14 - 12:21
المحور: المجتمع المدني
    

سلسلة: "يسألونك.."5
(نشر نصوص قصيرة جدا مخصصة للفايسسبوك، تبدأ ب "يسألونك.."، في مواضيع ذات أهمية، تشغل الإنسان في حياته، أود جمعها وتقاسمها مع القراء الكرام، في موقع الحوار المتمدن الكبير المتميز.)

أذ. بنعيسى احسينات – المغرب


يسألونك عن الإرث، قل: هو تصفية التركة شرعا بعد الوفاة، إن لم تكن هناك وصية أو ديْن. لكن في التطبيق تنتج عنه مشاكل كثيرة لا تحصى. من نتائجه تشتيت الأسر اجتماعيا، وخلق صراع بين أفراد العائلة، مؤداه قطع الأرحام. وهذا الأمر لا يخدم لا الدين ولا المجتمع، ما دامت نتائجه سلبية وضارة. لذا وجب إعادة النظر في منظومة الإرث في شموليته لتحقيق العدل.

يسألونك عن الغدر، قل: هو نقض العهد وترك الوفاء به، بينما قد يكون المكر ابتداءً من غير عهد . و لا ريب أن الغدر من صفات المنافقين، وهو كبيرة من الكبائر. قال (ص): "أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر" متفق عليه.

يسألونك عن العنف، قل: هو إحدى المشكلات الصحية العمومية، التي تحدث نتيجة لاستخدام القوة والعنف البدني عن قصد. سواء للتهديد أو للإيذاء الفعلي ضد النفس، أو ضد شخص آخر، أو ضد مجموعة أو مجتمع. وقد يؤدي العنف أو يحتمل أن يؤدي إلى، الإصابة، أو الوفاة، أو الضرر النفسي، أو سوء النمو، أو الحرمان.

يسألونك عن الإرهاب، قل: هو رعب تحدثه أعمال عنف منظم؛ كالقتل وإلقاء المتفجرات أو التخريب. و"الإرهابي" هو مَنْ يلجأ إلى الإرهاب بالقتل أو إلقاء المتفجرات أو التخريب لإقامة سلطة أو تقويض أخرى. وقد يؤدي إلى الوفاة أو الإصابة الخطيرة أو أخذ الرهائن. و"الحكم الإرهابي" هو نوع من الحكم الاستبدادي العنيف.

يسألونك عن الفساد، قل: هو حسب معجم "أوكسفورد" الإنكليزي بأنه "انحراف أو تدمير النزاهة في أداء الوظائف العامة من خلال الرشوة والمحاباة". وقد يعني الفساد: التلف إذا ارتبط المعنى بسلعة ما، وهو بالأساس لفظ شامل لكافة النواحي السلبية في الحياة. فإذا ما انتشر الفساد في بلد ما، سينحدر لا محالة إلى الانحطاط.

يسألونك عن الغش، قل: هو الإخلال بالواجب في كل شيء؛ في البيع والشراء، في السوق، في العمل، في التعليم والتكوين، في الصحة، في الإدارة والسياسة والاقتصاد، في البيت، في العلاقة بين الناس ومع الله. لقد أصبح الغش الهواء الذي يتنفسه الجميع، وهذا السلوك يخالف الإسلام وغيره. يقول محمد (ص): "من غشانا فليس منا".

يسألونك عن النفاق، قل: هو في اللغة العربية، إظهار غير ما بالباطن، وأصل الكلمة من النفق الذي تحفره بعض الحيوانات كالأرانب، وتجعل له فتحتين أو أكثر، فإذا هاجمها عدوها ليفترسها، خرجت من الجهة الأخرى. وهكذا سمي المنافق منافقا، لأنه يجعل لنفسهِ وجهين، يظهر أحدهما حسب الموقف الذي يواجهه.

يسألونك عن الكذب، قل: هو سلوك يقوم بتزييف الحقائق جزئيا أو كليا، أو خلق روايات وأحداث جديدة، بنية وقصد الخداع أو حتى للمزاح، لتحقيق هدف معين. وقد يكون ماديا ونفسيا واجتماعيا، وهو عكس الصدق. إنه فعل محرم في كل الأديان، ومذموم في أغلب المجتمعات. فالكذب قد يكون بسيطا، ولكن يتطور ويتحول إلى مرض خطير.

يسألونك عن النميمة، قل: هي نقلُ الحديث من شخص أو أشخاص إلى آخرين، قصدَ الإفساد والشر. وعرفها الغزالي بقوله: "إفشاء السرِّ، وهتك الستر عما يُكرَه كشفه". وقيل هي: "التحرش بين الناس والسعي بينهم بالإفساد". هي محرمة بإجماع المسلمين وديانات الأرض والسماء، وهي كبيرة من كبائر الذنوب. ...
يسألونك عن الرشوة، قل: هي تقديم أو قبول مبالغ مالية، أو هدايا أو خدمات غير مشروعة، للأشخاص المسئولين في سلطة أو مناصب، للحصول على ميزة أو تفضيل. تعد الرشوة أمرًا غير قانوني وأخلاقي، وانتهاكًا للنزاهة والعدالة. قد تعود أسبابها إلى: ضعف النظام القانوني، وانتشار ثقافة الطمع والجشع، والفقر وعدم المساواة الاجتماعية.

يسألونك عن الشماتة، قل: هي من جهة، الرضا والارتياح بما يصيب الناس من مصائب ومِحن في الدين والدنيا. ومن جهة أخرى؛ أن تنصب لأخيك شرك؛ من غش وتآمر فيقع فيه، للاستفادة من ذلك، خصوصا في البيع والشراء. والشامت هو قليل المروءة غير نظيف القلب، يتمنى للناس السوء والنصب عليهم. أغلبهم فاشلين في الحياة.

يسألونك عن النصب والاحتيال، قل: هما توأمان لا ينفصلان، بل يتكاملان. فالنصب هو إلإيقاع بضحايا معينين، أما الاحتيال، هو استعمال الحيل والخداع في ذلك، بما في ذلك الغش والكذب والنفاق. إذْ تجتمع فيهما كل هذه الأساليب الخبيثة وتذوب فيهما، المؤدية إلى جلب المنافع بطرق لا شرعية، على حساب الضحايا المفترضين.

يسألونك عن الفحشاء، قل: هو مفرد فاحشة؛ كُلّ مستقبح من قول أو فعل. إنه ما يَنْفُرُ عنه الطبع السليم، ويستنقصه العقل المستقيم. فالإسلام دين طهارة ونقاء وفطرة سوية. وهو يريد من الناس أن يكون مجتمعهم مجتمعا نظيفا طاهرا، ليس فيه ما يشينه أو يشين أهله أو ينتقص منهم. ولذلك حرم الله الوقوع في الفواحش ما ظهر منها وما بطن.

يسألونك عن الفحشاء والمنكر، قل: الفحشاء؛ كل فحش من القول أو الفعل، وكل ذنب استفحشته الشرائع والفطر. والمنكر؛ كل مستقبح غير معروف ولا مُرضي. لذا الصلاة مثلا تنهى عن الفحشاء والمنكر. وذلك يذكر بلزوم خمس مرات في اليوم، اجتلاب مرضاة الله والتباعد عن سخطه. وكل ذلك مما يصد عن الفحشاء والمنكر.

يسألونك عن القوة والضعف، قل: هما مفهومان نسبيان، يتأثر كلٌ منهما بعوامل ومتغيرات لا حصر لها. بل إن أسباب القوة الحالية، قد تتحول ذاتُها إلى أسبابٍ للضعف في وقتٍ لاحق، والعكس صحيح. الضعف يتولد غالباً من الخوف، فإذا زال الخوف انقلب الضعف إلى قوة. يحصلُ هذا على مستوى الأفراد والجماعات والمؤسسات والدول.

يسألونك عن القوة، قل: هي طاقة إيجابية ذاتية قي كل شيء وفي كل الكائنات الحية، فوجودها واستمرار تناميها، يحافظ على فعالية قوتها وتجلياتها. وكلما انخفضت حرارتها، يتسرب إليها الضعف ويملأ الفراغ الحاصل، لأن الطبيعة تخشى الفراغ كما يقول الفلاسفة. فبالقوة هذه، تتحقق جميع النجاحات والإنجازات، سواء كانت إيجابية أو سلبية.

يسألونك عن الضعف، قل: هو تلاشي القوة، وفقدان طاقتها الإيجابية الذاتية. وهو نقص في كل شيء يمد الشيء أو الذات، بعناصر القوة الفاعلة. فمعه تفقد القدرات الخاصة إمكانيتها، وتبدأ في الاضمحلال شيئا فشيئا. فالضعف يعبر عن الجانب السلبي المؤدي إلى الشعور باقتراب الأجل المحتوم، والتراجع عن المقاومة.

#بنعيسى_احسينات (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات