أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - البشير عبيد - الناقد العراقي ثامر جاسم يكتب عن نصوصي الشعرية















المزيد.....

الناقد العراقي ثامر جاسم يكتب عن نصوصي الشعرية


البشير عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 7930 - 2024 / 3 / 28 - 02:49
المحور: الادب والفن
    


بين المعاصرة والتأصيل في نصوص الشاعر البشير عبيد

ا. ثامر جاسم / Thamer Jasim
اديب و ناقد عراقي مقيم في تركيا

البشير عبيد،، شاعر و كاتب مهتم بقضايا التنمية والتنوير الفكري والمواطنة.. ناشط في الحركة الحقوقية و المشهد الثقافي التونسي..
طاقة ابداعية متأججة قصيدته نثرية حديثة يضخ بها من وهج ذاكرته مازجا اياها برؤية تفعيل ديناميكي مستمر كعجلة في طريق ومع انه شاعر حداثوي الا انه يرفدها بالموسيقى احيانا وبالايقاع الخارجي اضافة لايقاع بصمته داخليا قاموسه اللغوي والشعري يجعلها مزيجا فريدا بين لغة رصينة راقية وبين لغة سلسة محكية في نصوص لا تخلو من دسامة الحكمة التي توشح نصوص الشعراء المتميزين اضافة الى مغزاها الرسالي
الشاعر البشير عبيد عروبي الانتماء والنشأة تقدمي التوجه ففي كل نصوصه التي قرأتها اجد بصمة الهوية واضحة تحمل مشعلا للشباب (الجيل) ، والجميل انه يرسم لوحات امل في استدعاء ذاكرة اقل تشويشا باشارته للاقاليم البعيدة كنوع من التدليل على ان مشكاة الاوطان من هناك تضيء حيث القيم الصافية السامية وهذا تأصيل واضح الوجهة والتوجه لاجل ضخها في ساحة المدنية وجعلها ذات قيمة فعالة منغمسة في جعل الماضي والحاضر ككفي فعل لاجل بناء مستقبل مأمول..
مأمول منهما تحريك الرواكد لاجل اعلاء الامل وجعله واقعا يتحقق، وتلك هي الروح الفاعلة عند كل مفصل من مفاصل النهوض
ولعل الاشارة الى مقولات ابن خلدون اكثر تدليلا على دعم هذه القراءة الخاطفة، فابن خلدون يولي اهتماما كبيرا ب(محيط) دائرة الصراع او الفعل اكثر من (المركز) من حيث (التشخيص والابتداء) وان كان المركز هو الغاية الاخيرة (باعتبارة موئل الادارات المنظمة للارادات)
اهالي الاقاليم يقول عنهم (ابن خلدون) انهم تكفيهم الاحتياجات الاساسية الملحة فقط وانهم اكثر جدية ونشاطا وبأساً وصبرا وهمة وفضولا ووضوحا وحتى اخطائهم يمكن تداركها بطرق ابسط من اخطاء اهل العواصم الذين يركنون للراحة والملذات والكماليات اكثر فتهمد بذلك هممهم ويكون تغييرهم وحملهم على العطاء والجد وتحمّل المسؤولية اصعب وهنا ابن خلدون يربط ذلك بقوة الدول وضعفها ومحاولات الاصلاح والصلاح الاجتماعي والثقافي والسياسي
وذلك ما وجدته بصمة في نصوص الشاعر البشير
الذي يرسل اشارات عن البديل بذكره العبور، الهجرة، المنافي وغير ذلك كحمية وقاية او نظام علاج عن وعي تنويري تثويري جماعي السمة لا يفتر مبتعدا في كتاباته عن ذكر مناقبه(هو) ذاتا مبتعدة عن النرجسية واستعراض المغانم الفردية التي يتبجح بها أخر في واجهات المحافل والتجمعات،، الاحظ ذلك من خلال قراءتي شاعرنا البشير شعرا وطروح كتابة وافكارا وحضورا كثيفا في المواقع والمجلات والصحف وليس عن معايشة او مجايلة ولكنه استقراء من خلال متابعة الاثر ولا يفوتني القول ان من الفضيلة ان نحتفي بمبدعينا بحياتهم قبل ان تخط عكاز الوهن طريقها لصوامع العزلة التي تجعل المبدع رهين اكثر من محبسين ملصقة به تجاعيد نسيان وتناسٍ مخلفة رماد رأس كان يتدفق عطاء وحيوية..
وفقكم الله شاعرنا والى مزيد
-----

حفريات في جسد المدى

البشير عبيد / تونس

قبل هطول مطر يناير
كانوا يمدحون الظلال
اخذتهم خطاهم إلى مدن الثلج
و الرماد
ليس في دفاترهم حكايا الرحيل المباغت
للملكوت
اصواتهم تجاوزت الشرفات
قبل مجيء الغروب ٫ يأتي الغرباء
ذاهلين تراهم عيون العسس
حالمين بالافق و التلال البعيدة
كانها منارة امراء الحرب قبل ضياع
الفريسة
هنا وصايا الولد العنيد تكتبها سواعد
فتيان الرصيف
لم نر في وجوه العابرين
دهشة الأجداد حين غابت عنهم حكايا
الولد الأسير
كثير من نبيذ الشرق على طاولة الذكرى
قليل من بياض الروح حذو النهر المتاخم
للحنين

قيل لاولاد الروابي انهم جاؤوا من ضفاف
المدى
ليس لهم في المدينة ذاكرة و أحفاد
لا يخافون من الأنواء
لا يهابون الضجيج الطالع من افواه
السفهاء
لا مكان لهم في مشهد الغيم المتناثر
في الزوايا
ربما خذلتهم الأجساد
و تبعثرت ألأوراق
بامكان القوافل الآتية من بعيد
أن تحفر في دهاليز الزمان
للمدى ذاكرة و انوار
للصدى إنفتاح المسافات على بهاء
الصياح
للريح الآتية من جنوب الأقاليم
ولد جسور و صبايا ذاهلات
هنا حبري و غضبي و ذاكرتي و دعاء الأمهات
إحداهن إسمها آمنة
كانت تقول لي فجر كل يوم:
أكتب يا ولدي
و لا تلتفت إلى الوراء
حبرك محلق في سماء الينابيع
أكتب أيها الآتي من الزمن البعيد
و لا تخف من سفهاء المرحلة
في البدء كانت الكلمة و نوارة الروح

ربما نسي الأحفاد ذاكرة الأجداد
و صار المكان القصي ملاذا للعابرين
هنا قريباً من الصدى ينام الفتى
بلا حقيبة باذخة
ولا مدد يأتي من الأنصار
لا خوف في الجسد النحيل
لا افق تراه العيون
لا أمل في القادمين من الأنفاق
كانهم جاؤوا من زمن بعيد
يحملون على الأكتاف بهاء اللغة
المشتهاة
هنا حبري و دمع الرجل الشريد
لم نكن وحدنا في لهيب العاصفة
كانت معنا الرياح اللواقح
ذاكرة الأيام
إنفتاح الكلام على ورقات الحنين
إخضرار الشجر الحزين
قبل هبوب العاصفة
رحيل الخطى إلى الملكوت

للجسد الغارق في المتاهة
آهات و صيحات الآتين من الأقاصي
قبل مرور الشاحنات تباغتني امراة
النور بالسؤال اليتيم:
كيف صار المشهد قريباً من الغيم
و البلاد صارت سرابا....؟!
ستبقى أصوات الرعاة ملاذا للعابرين
هنا سرب من حمام الشرق
يعبر الأقاليم
على الأجنحة ذاكرة الفيافي
و إرتمام الجسد في النهر المتاخم
للرخام القديم

28 فيفري / فبراير 2023
-----
وحدهم يعبرون الجسر

البشير عبيد

يرحلون بإتجاه الغيم الآتي
من ذاكرة القرى الهاربة من التيه
يحملون حقيبة تلو أخرى ذاهلين
من جدار عتيق تداعى
و احلام فتية تبعثرت في الروابي
لم تكن الشفاه جاهزة للهمسات
في الخامس من تشرين تاخذنا الخطى
إلى ينابيع الظلال
و الشيخ الضرير يباغتهم بالحكمة الباذخة:
باقون هنا كالشجر السامق في الجنوب
لاحفادنا بهاء الفكرة و كبرياء المعنى
العشاق لا تهمهم حرب هنا و عاصفة هناك
تلتقي الأجساد و الأرواح في الضفة الأخرى
من ذاكرة النور
إنتصف الليل و لم يأت المدد
لا خوف لي من الأفق البعيد
الأحداق
الكوابيس
عشق الفتى للورقات المكتوبة بحبر
الانحياز
ذهاب العسكر الى حروب عبثية
خروج الشبيبة من حدود بلاد غابت عنها
اقواس الحقيقة

يرحلون إلى زمن تداعت فيه المرايا
و صارت نوافذ الضوء ملاذا
للعابرين
ربما نسيت أو تناست امراة النور
كيف تحكي لاولاد الزقاق العتيق
ملحمة الأجداد قبل هطول المطر الغزير
و انسحاب الغزاة الشقر من لهيب
المعركة
يرحلون إلى مدن غابت عنها الينابيع
لم يكونوا فرسانا للكلام
أو عشاقا لانفلات الحبر في مدح النور الطالع
من قبو قديم

فرادى يعبرون الجسر قبل مرور العاصفة
لم ينسوا ذاكرة القرى
حقيبة الشيخ الضرير
موسيقى الجاز
ثمار الحديقة المنسية
وصايا الأم للطفل الشريد
حكايا الصبايا في ليلة ماطرة
إنتصف الليل و لم يكتمل العناق الطويل
طلع النهار و لم يأت المدد
ربما صار الجسد الهزيل مزارا
لمن ناموا في العراء
هنا ذاكرة المرايا و انفتاح الأقاليم
على الشجر الحزين و الينابيع

لعبور الجسر مباهج
و لاخضرار الروح طقوس و هواجس
فتيان القرى المنسية ٫كانوا وراء التلال
يحملون حقيبة تلو أخرى
لا شيء على الأكتاف
سوى حنين الأجساد للزقاق القديم
ذاكرة الأيام
هروب الفتية من صقيع الضواحي
كانهم جاؤوا من زمن بعيد
و ارتماء الجسد في اليم العتيق
كان لزاما على الفتيان ان يعبروا الجسر
فرادى
هناك حذو العربات القديمة
تتعالى الأصوات
ترتبك الأصابع
تكتب الأنامل النشيد المشاكس
هنا قرب الشيخ الضرير٫تمر القوافل
معلنة ذهاب الكلام الذهبي إلى ضفة الرؤيا

إنتصف الليل و لم يكتمل العناق الطويل
صارت الأجساد كفاكهة الشتاء
و امطار زمن المماليك
سريعا تاتي العواصف
قبل عبور أولاد القرى الجسر المتاخم
للانين
و متاهة المشهد
لا خوف للفتية من ضباع الشوارع
لا خوف للبلاد من ضباب مباغت......

تونس - 2022/11/23



#البشير_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناقد العراقي داود السلمان يكتب عن قصيدة وحدهم يعبرون الجسر
- كلية الآداب بالقيروان تحتفي بالمفكر الفلسفي د. محمد محجوب
- الرحيل المفاجىء لشاعر تونس الكبير د. محمد الغزي
- الناقد العراقي ثامر جاسم يكتب عن قصيدة الرحيل إلى بهاء المكا ...
- خصوم الإنسان و المعركة المصيرية
- افق التغيبر المتجذر في التاريخ
- مازن جميل مناف يكتب عن قصيدة وحدهم يعبرون الجسر
- التغيبر الراديكالي و البوصلة الغائبة
- ناجي العلي و حنظلة البشير عبيد غريبا
- ابراهيم نصر الله...رجل المهمات الشعرية الصعبة
- الرحيل الأبدي للفنان التشكيلي التونسي نصر الدين العسالي
- الناقد العراقي نبيل جميل يكتب عن الشاعر التونسي البشير عبيد
- الكتابة الإبداعية..و التحليق خارج السرب!
- الجدار القديم
- إتحاد ادباء ميسان العراقية يرد على مؤتمر طنجة المغربية
- الواهمون و السفهاء و الحلقة المفقودة !
- البلاغة و كثافة المعنى في قصيدة ورقات الغيم للشاعر التونسي ا ...
- الواهمون و الحالمون بالتغيير الراديكالي
- جنين و اللحظة الفارقة
- محمود القرني و الرحيل الأبدي


المزيد.....




- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا
- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - البشير عبيد - الناقد العراقي ثامر جاسم يكتب عن نصوصي الشعرية