أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - لِمَ لَا أَفْعُلُ ذَلِكَ .. لِمَ .. !؟ ..














المزيد.....

لِمَ لَا أَفْعُلُ ذَلِكَ .. لِمَ .. !؟ ..


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7929 - 2024 / 3 / 27 - 17:33
المحور: الادب والفن
    


أكيد، سوف لن نظهر.إنه إكسير آلخفاء كما في آلحكايات .. قلتُ لنفسي وأنا أتابعُ بثبات مُرتبك خطواته الليلية وأختلسُ آلنظرات إلى ما يمكن أن يُرَى داخل العتمات.اِنحرفنا يمينا جهة خرابات أخرى يُقالُ إنها لأمم سحيقة عاشت في آلبلدة حقبا من الزمن ثم رحلت لحالها كما رحل الكثيرون من العابرين مخلفة وراءها حجارة متراكمة على بعضها، معظمها مطموس تحت آلأرضين، وليس يظهر منها آلآن سوى نتوءات حادة كسرها آلزمن الآبدُ، تتخللها فجوات صغيرة وكبيرة تعشش فيها آلزواحف والهوام والحشرات الصغيرة والعملاقة. لذا، كنتُ أحترسُ عادة عند المرور حذاءها خشية أقعَ في فخ غير مرتقب فأمرقُ سريعا عبر الطريق الضيقة المتربة الوحيدة التي تخرق فدادين الشعير والقمح الموازية لعرصة (ألْمُو) ومقابر (إيمطلان) التي خط معالمَها الأهالي بدوابهم ونعالهم في غدوهم ورواحهم من وإلى مناطق الجوار، إذْ يمكنهم المسلك من آختصار المسافة مشيا من خلال آقتحام مباشر للوادي، فينحدرون منحدرا (طاسترتْ) محجرا سحيقا مليئا بمنعرجات ملتوية تكسر حدة الهاوية، ليصلوا إلى القاع حيث الصخور الصلدة الملساء الزرقاء والداكنة والغبراء والمُسَننة يركب بعضُها بعضا في ما يشبه مقبرة جماعية ظرفية بعد أن جرفها تيار فيضانات العواصف المتعاقبة وتركها مكانها جامدة تنتظر عاصفة أخرى تنقلها إلى فضاءات غير معلومة في رحلة من رحلات الطبيعة التي لا تنتهي مكتفية بشبه جفاف يطمس نداوتها بمسحة من الغبار يُخَشِّنُ ملمسها الصقيل.ولولا ظلال الوادي وأفياء خمائل (أليلي) والبلوط وأعراش اللبلاب البري وجريان بعض خيوط الماء الدقيقة المترقرقة بهدوء لتعرضَتْ بسرعة لعوامل تواتر قساوة آلحر، ولَـــغَدَا قفرا ذاك الوادي ولَأُجِّــــلَ سفرُه المرتقب جهة الغرب إلى حين، ولَـــعُــطِّــلَ لقاؤه المفترض بأودية أخرى ولَــخُــرِمَتْ وحدتُها في آتجاه السفوح المجاورة ...
لقد كنتُ متوجسا من إمكانية أن يتوغل بي مرافقي الراعي عبدالسلام داخل مهامه هذا المكان المظلم المخيف، فشرعتُ أترددُ في المشي وراءه حتى توقفَ وسط خَميلة من أشجار زيتون عتيقة وَلجَها نظر حوله بعينيْ بُوم ليل خبير بما يرى يعاين ويبصر .. لما لاحظ آرتباكي أشار إليّ هامسا ...

_تْسُولَتْ دَاگْسَنْ آ اُومَاگُّــوْو ؟؟ مايَنْ نَـنَّا ؟؟ يَـاكْ نيا تامستومانت إي كلشي .. عَــمّـرْ وُولنشْ سَشْوايْ نتارگَازتْ أيا مْخيبْ .. هـاهـاهـا .. (1)

وبين همسه المثير للمخاوف وضحكاته المجلجلة الضاربة عُــرض العراء بكل الاحتياطات والاحتمالات المهددة، ظللتُ تالفًا أ أستمر في حرصي الشديد أم أطلق العنان لجأشٍ حَسيرٍ لا يزال يحبو في متاهات نفسي مطوَّقا بأكفان الشك وآنعدام الثقة في الذات وفي الآخرين ...
الراعي لم يكن يعبأ بأي شيء.كان كتلة من الأفعــال يتلو بعضها بعضا بآنسجام وفوضى تتحرك برعونة في آللحظة دون تفكير دون تأمل أو تخطيط، وكنتُ أغبطه لذلك متسائلا هل يمكنني أن أغدوَ مثله في مستقبل الأيام ؟ هل بآستطاعتي إيقاف دوامة خواطري السوداء المتانسلة ؟ لِـمَ لا أسيرُ وتيار الحياة يجرفني كحجارة الأودية كيف يشاء ولا آبه ؟ لمَ أنا ضد التيار دائما ؟؟ لمَ لا أتلقى العيش كما يَــرِدُ دون إعمال عقل أو فكر أو إثارة ما لا يُجابُ عنه من الأسئلة ؟؟ لِـمَ لا أكون أنا وكفى وأترك الخلق يعيشون عيشهم في فرح في قرح في حب في مقت في غل في ضغينة في حسد في خير في وئام في شر في دفاع في آندفاع في هجوم في عراك في سلام في تحفز في تراخ في دوار في سخاء في بَسْط في آنقباض في آنشراح في صحة في مغص في وجع في مرض في وباء في شقاء في سعادة في بوح في مرح في سراح في حِلْمٍ في حُلْمٍ في هدوء في دَعة في لعلعة في لجب في صخب في سخط في لغط في سيطرة في آستغلال في عبودية في حرية في ومض في آنخطاف في إشراق في آرتقاء في آنتكاس في آنحدار في آنجراف في بَله في عته في غباء في جهالة في صلف في سماحة في وقار في عوز في فاقة في صفاقة في لباقة في رزق لا تأتي تباشيرُه إلا بعد قحط ومَحل وسحل وكسف وخسف وشحط .. في أبواب مغلقة في نوافذ بلا نوافذ في سطوح متربة منداة بالقار و وابل خشاش الأرض المتآكل في شرف في قرف في مكر في صدق في صفاء في رَوْح في ريحان في رُواء في سَكَرات في صَحَوَات في بقية من ذَمَاء في حُشاشة تحتضر على مهل على وجل في دماء مهدورة في رمق بالكاد يكابد ما يكابد في مكابدة في كرب في كدر في شظف للعيش في رغد في ضيق في رحابة في عُـتو في جبروت في بلوى في آبتلاء في سلوى في بلسم في مصائب للسيبة تترى لا تُعد ولا تحصى في ويلاااات في رحمات في غبش في آحترام في هرج في هرش في آنبلاج في آنعتاق في مهانة في وضاعة في إباء في حديد من نحاس من شواظ من عذاب من يحموم من سخام من غبار هادر في رحيل قاصم لعتي الأعمار للصغار للمشيب للكبار في سفر في سقر في نعيم في جحيم في سلاسة في وُعورة في عي عجز في عبور في آنهمار في آجتثاث في آمتلاء في خواء في ظلام في ألَق في شَفَقٍ في شَبَقٍ في غَـرق .. في .. سعير .. آه .. في حريييق يكرُّ يقصل يودي بنا جميعا إلى مهاوي آلرماد فنهلك نبور نتلاشى لنتلاشَ .. ليَفْنَى الجميع ليندثر الأناااام .. لا يهم .. لا يهم بعد ذلك أي شيء ... لــمَ لا أفعلُ ذلك .. لِـــمَ .. ؟؟ ..

☆ترجمات :
1_تْسُولَتْ دَاگْسَنْ : أمازلتَ في عوائدك
_آ اُومَاگُّــوْو ؟؟ : أيها الجبان
_مايَنْ نَـنَّا ؟؟ : ماذا قلنا ماذا اتفقنا
_يَـاكْ نيا تامستومانت إي كلشي : ألم نعد العدة والعتاد لكل شيء
_عَــمّـرْ وُولنشْ سَشْوايْ نتارگَازتْ أيا مْخيبْ : املأ قلبك بشيء من الرجولة أيها الخائب



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آذار حَسِير
- سَلَامٌ يَطْفِرُ بِسَخَاءٍ مِنْ عَيْنَيْ الْأُمّ هَادِي
- يُوسُفُ آلصَّغِيرُ
- عَسَى
- زَهْرَتَاان
- شَيْءٌ كآلزُّحَارِ
- أشلاااااء الكلمااااات
- تِيزَرْزَرْتْ
- كَذَا رَأَيْتُهُمْ يَفْعَلُونَ بِي فِي جَنَازَتِي
- لَمَّا نَبَسْتُ .. آآآه .. وَجَدْتُنِي
- يَقْفُو خطواتِها ظِلُّهَا آلْعِمْلاقُ
- كَسَّابْ تَنْغِيتْ تْسَامَسْتْ نْعَبْسْلَامْ
- زَادْ زَادْ .. زَادْ زَااادْ
- مِنْ لَغْوِ آسْتِعَادَةِ مَا لَا يُعَادُ
- مُجَنَّدُو آلوُجُودِ
- قَالَتْ .. لَا .. لَمْ تَقُلْ شَيْئًا
- تْمُوشُّوفْتْ نَتْمُورْتْ
- الأرعن
- فَخِذُ آلشَّرِيف
- وَاااعْ .. فِي لَحْظَةٍ خَاطِفَةٍ كُنْتُ وُلِدْتُ


المزيد.....




- روسيا.. تصوير مسلسل تلفزيوني يتناول المرحلة الأخيرة من حياة ...
- اعلان توظيف وزارة الثقافة والفنون والتخصصات المطلوبة 2024 با ...
- هل تبكي عندما تشاهد الأفلام؟.. قد تكون معرضا بشكل كبير للموت ...
- مهرجان نواكشوط السينمائي الدولي يطلق دورته الثانية
- “نزل Wanasah الجديد” تش تش ???? وقت الدش.. تردد قناة وناسة ن ...
- فنان غزة الذي لا يتكلم بصوته بل بريشته.. بلال أبو نحل يرسم ح ...
- هاريس فرحت بدعم مغنية لها أكثر من دعم أوباما وكلينتون.. ما ا ...
- -الغرفة المجاورة- لبيدرو ألمودوفار يظفر بجائزة الأسد الذهبي ...
- النيابة تواجه صعوبة في استدعاء الفنان المصري محمد رمضان للتح ...
- فيلم اليكترا: تجربة بصرية وحسية لأربع ممثلات وكاتبة في بيروت ...


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - لِمَ لَا أَفْعُلُ ذَلِكَ .. لِمَ .. !؟ ..