أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - شَيْءٌ كآلزُّحَارِ














المزيد.....

شَيْءٌ كآلزُّحَارِ


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7919 - 2024 / 3 / 17 - 18:43
المحور: الادب والفن
    


كانوا في بيدرهم لا يزالون يحومون في دورات شاقة ثقيلة يصيحون بفتور مرهق يهمهمون بإعياء واضح يستحثون بغالات ثلاثة مقرونات بفَرَسٍ دهماء نشيطة (غَـرْ ييشْتْ نْتايمارتْ تازوگَّاغْتْ) يجمعها وإياهن وَهَقٌ متين سهل الانقياد .. داخل كومة حُـزم صفراء مفرومة مفتتة مشبعة بحرارة أشعة شمس آب تغطس قوادمهن تسحق صلابة سيقان آلسنابل آلمنكسرة ..(سيعْلي) لم يكن معهم.لو أني فقط ألقاه في الجوار لَطَرَقْـتُ معه أشياء كثيرة تعلق بالبال .. أتُراهُ يكون هناك في تلك الخميلة المعشوشبة أسفل المنحدر الخلفي حيث بستان آيت سيبنعبدالله (تابحيرت نْسَنْ) .. مَنْ يدري .. لم أكسل رغم تعب مشقة الصعود والاِنحدار دنوتُ، وبلا تردد آجتزتُ سياج شجيرات حسك دفلى آلِيلي والدلب والعليق .. غطستُ في ضيق المجال ورحابته كيربوع لا تحده حدود في ظلال مصفوفة أحواضُ خضرها وذرتها اليانعة بنظام حريص على العناية والرعاية .. صمْتٌ ناعم يكسره لَجَبٌ خفيف يصدره وقعُ خَطْوِي على أوراق الأشجار والخشاش .. جعلتُ أبحث عن عين ماء صالحة للشرب لا بد تكون في مكان ما تسقي مجالات هذه الخيرات .. مشيت وخيوط الماء والبللَ أتبعُ النداوةَ المرشوشة في التراب على الحجر .. خفضتُ رأسي مرارا تسللتُ بين الأفنان الدانية أصابت أطرافي الأشواكُ خدشَتْ قدمـيَّ طفيلات ناتئة حادة توغلت في الحمإ .. هُـوووهْ .. سمعتُها .. لا بد يكون هُوَ .. أسرعتُ أقفُـو الهمسَ الرجيفَ .. وكلما تقدمتُ أكثر، ازدادت حِـدّة الصوت .. هي فرصتي يجب أن لا أضيعها .. سأحادثه على مهل أناجيه سيخطرني بطريقة أو أخرى سيُفْهِمُني آلتباس ما يفوه به .. لا بد أن يقول لا بد أن يفعل .. كفى خوفا كفى حيرة كفى ترددا .. باركَا .. قلبي يَجِـبُ .. أكيد سيخبرني، لكن هُـوووهْ لم تعد تُسمعُ .. تحولَتْ في لحظة إلى شيء كالنحيب يدنو يحسحس يقتربُ .. ثم .. أرسلتُ عينيَّ متفحصا غير متوجس أرقبُ الصدى المنبعث من غَيْضَةٍ مشوكة خضراء قرب شجرة الحور المائية العملاقة (أبليللز) بسوالفها المرتعشة .. تُـزيح عصاي آلرُّضاضَ والصُّـفَاحَ وعشيبات الخلجان .. وإذا بها مغمضة آلمُقَـلتَيْن تتزلزلُ تتحرك على غير هُدى في هُـوّة غائرة يتخبط بعضها ببعض تَصِيتُ بشيء كآلزُحَارٍ يخرق القلب يشق السماع .. كانت جِراء ضئيلة القد هشة الأبدان حديثة الولادة بالكاد تململ في المكان .. مَنْ رماها هنا ؟ أتراهم تخلصوا منها رشقوا بها خواءَ الهواءِ .. أمْ .. ؟؟ .. تركتُها على حالها .. تراجعتُ .. فكرتُ في جوعها المحتمل، في مغصها ربما في خطورة تركها عُـرضة الأخطار المحدقة .. ما بيدي حيلة .. عَلَيّ أن أتوقع كل شيء .. قد تظهر أمهم في أي لحظة تسد أفواهَـهم المفتوحةَ حَلَماتُ أثدائها المتدلية .. قد يكون برفقتها كلبٌ آخر وآخر .. ربما .. مَن يدري .. لم أجرؤ على فعل أي شيء .. علَيّ أن أتصرف بسرعة قبل أن يقع المحظور .. " .. الله يتولى الجميع .. " .. سمعت جدي يقول مرارا ... " .. الضعيف لا مكان له في عيشة الجبال الوعرة .. " .. قال مقدم الرْمَا ... " (١) .. لا تتدخل اترك الغابة تفعل فعلها آجْ طيزكي آتييْ الشغَلْ نَّسْ .. " (٢) .. قال الراعي عبدالسلام ... لَمْ أتدخل .. اكتفيتُ بمعاينة متحسرة خاطفة تقهرقرتُ أبحث عن مخرج ممكن من ورطة موشكة .. وسمعتُ لهاث .. هَهْهَهْهْهْ .. وحسحسةً تنساب بسلاسة بين سيقان عباد الشمس، ففررتُ .. دون آنتظار، اختزلتُ الطريق أناور المنحدر الصخري أسلكُ مسالك غير مطروقة .. متوجسا غرسْتُ أظافري في فجوات الحجر .. تشببتُ بما صادفَتْ يداي من مَدَاكٍ ومَـرْوٍ وديسٍ وسَدْرٍ وجذور جعداء وتَشْدَابَّا وإيسَنَّانَنْ نكوشمغلْ (٣) وبقايا كريش تَمَسَّكَ به الهلعُ، فآنفلتَتْ قبضتي، هَوى عمود آلفنن الذي كانت تمسك تستعين به يداي (أكَشُّوطْ نُوسَكْلو) .. (٤) شْـلُوووبْ .. شرع يطفو على صفحة الماء .. انزلقَتْ رجلي اليمنى تبعَتْها يسراي، وفي وقت وجيز وجدتُني غارقا في وحل لجة ضيقة ضحلة أسفل القاع حيث يجتمع صبيب عين البستان (تالعينتْ نْتَبْحِيرتْ) (٥) .. آآآهْ هْ هْ .. شرَعْتُ أتوجعُ أتألمُ أستنجدُ أهشُّ تضرب الهواءَ عصايَ بجوار أُمٍّ مستشاطة تنبح تهر فُوَيْقَ رأسي ...

☆ترجمات :
١_مقدم الرْمَا : شيخ وزعيم فرقة آلرماة
٢_آجْ طيزكي آتييْ الشغل نسْ : دع الطبيعة تسن سننها لا تتدخل
٣_تَشْدَابَّا وإيسَنَّانَنْ نكوشمغلْ : نباتات برية
_إيسَنَّانَنْ : أشواك
٤_أكَشُّوطْ نُوسَكْلو : عمود غصن شجرة
٥_تالعينتْ نْتَبْحِيرتْ : عين البستان



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشلاااااء الكلمااااات
- تِيزَرْزَرْتْ
- كَذَا رَأَيْتُهُمْ يَفْعَلُونَ بِي فِي جَنَازَتِي
- لَمَّا نَبَسْتُ .. آآآه .. وَجَدْتُنِي
- يَقْفُو خطواتِها ظِلُّهَا آلْعِمْلاقُ
- كَسَّابْ تَنْغِيتْ تْسَامَسْتْ نْعَبْسْلَامْ
- زَادْ زَادْ .. زَادْ زَااادْ
- مِنْ لَغْوِ آسْتِعَادَةِ مَا لَا يُعَادُ
- مُجَنَّدُو آلوُجُودِ
- قَالَتْ .. لَا .. لَمْ تَقُلْ شَيْئًا
- تْمُوشُّوفْتْ نَتْمُورْتْ
- الأرعن
- فَخِذُ آلشَّرِيف
- وَاااعْ .. فِي لَحْظَةٍ خَاطِفَةٍ كُنْتُ وُلِدْتُ
- كُنُسٌ مُطَوّقَةٌ
- سَأُعَلِّمُهُمْ كَيْفَ يَنْتَشُونَ لِلْأَبَد
- دُوَيِبَّةٌ
- كَانَ صَوْتُهُمْ وَحْدَهُ الَّذِي أُبْصِرُهُ
- ياسَمينُ آلصَّبَاحِ
- هَذَا وَقْتٌ عَصِيب


المزيد.....




- معرض الرياض للكتاب يكشف ملامح التحوّل الثقافي السعودي
- كتارا تطلق مسابقة جديدة لتحويل الروايات إلى أفلام باستخدام ا ...
- منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة تحتفي بأسبوع ...
- اختيار أفضل كلمة في اللغة السويدية
- منها كتب غسان كنفاني ورضوى عاشور.. ترحيب متزايد بالكتب العرب ...
- -دليل الهجرة-.. رحلة جاكلين سلام لاستكشاف الذات بين وطنين ول ...
- القُرْنة… مدينة الأموات وبلد السحر والغموض والخبايا والأسرار ...
- ندوة في اصيلة تسائل علاقة الفن المعاصر بالمؤسسة الفنية
- كلاكيت: معنى أن يوثق المخرج سيرته الذاتية
- استبدال بوستر مهرجان -القاهرة السينمائي-.. ما علاقة قمة شرم ...


المزيد.....

- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - شَيْءٌ كآلزُّحَارِ