أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - متلازمة ستوكهولم والمفقّرون الموالون لأنظمة القمع














المزيد.....

متلازمة ستوكهولم والمفقّرون الموالون لأنظمة القمع


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 7927 - 2024 / 3 / 25 - 12:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثيراً ما نسمع بعبارة «متلازمة ستوكهولم» دون أن نعرف أصلها، ومن أين جاءت، وكيف ظهرت، وما هي أسبابها وأعراضها؟
تقول المصادر إن هذ المصطلح ظهر عام 1973، إثر هجوم قامت به مجموعة من اللصوص على أحد البنوك في العاصمة السويدية ستوكهولم، واحتجزت عدداً من موظفي البنك كرهائن لمدة ستة أيام، خلال فترة التفاوض مع السلطات. وخلال هذه المدة أصبح الرهائن متعلقين عاطفياً بالخاطفين، رافضين مساعدة المسؤولين، بل قاموا بالدفاع عن الخاطفين بعد انتهاء الأزمة، واشتهرت هذه التسمية عالمياً بعد هذه الحادثة بعد أن أشبعها بحثاً وتمحيصاً عدد من علماء النفس. والحقيقة أن الباحثين لم يتفقوا حول أسباب متلازمة ستوكهولم ولماذا يُصاب البعض بها دون غيرهم، لكن، بعض الاختصاصيين الذين فسّروا التعاطف والارتباط مع الخاطف أو الحاكم الظالم الآمر الناهي المتحكم بحياة البشر.. بأنه حل لمشكلة تعايش الضحية مع وضع تكون فيه مسلوبة الإرادة ومغلوبة على أمرها للحفاظ على حياتها وبقائها. ويعتقد علماء النفس الذين درسوا المتلازمة أن الرابطة تنشأ في البداية عندما يهدد الخاطف حياة الرهينة ثم يختار عدم قتلها، ويتم تحوّل ارتياح الرهينة عند انتهاء التهديد بالقتل إلى مشاعر الامتنان تجاه الخاطف لمنحه حياته أو حياتها.
تُرى، هل تنطبق متلازمة ستوكهولم على أولئك المفقّرين الخانعين من بعض الموالين للأنظمة الاستبدادية في العالم والذين اعتادوا القمع والذل لدرجة جعلتهم يخشون من التغيير حتى وإن كان للأفضل؟
فالمستبدّون وخاصةً في الشرق، أكثر من الهمّ على القلب. حيث يقومون بالتضييق على شعوبهم وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة، لتتعدّى سلب حق إبداء الرأي والممارسة السياسية وصولاً إلى تصفية من يغرد خارج السرب. ومع ذلك، تجد الكثير من ضحاياهم يستبسلون في دفاعهم عن النظام القمعي والتمجيد له وذكر محاسنهم القليلة جداً، وكأنهم يعيشون في رفاهية دون الالتفات إلى مظاهر القمع والنهب والفساد الكثيرة، وفي الوقت ذاته، يقفون بالمرصاد، وبحالة عدائية شرسة غير مفهومة ضد القوى السياسية التي تمثّل مصالحهم وتدافع عنهم وتناضل من أجل حقوقهم. متناسيةً الكمّ الكبير من السلبيات والانتهاكات التي تعيشها في ظل تلك الأنظمة، في صورة تجعلك تنبهر لكل هذه الردود المؤيدة لسلطة كانت وما زالت ظالمة لشعبها! ما يجعلك تطرح العديد من الأسئلة في مخيلتك؛ هل هذا الأمر منطقي؟ ما الدافع الذي يجعل شعوباً تطبّل لحكامها الذين تفنّنوا في قهرها واضطهادها وإذلالها، على الرغم من أنها غير مستفيدة من الوضع؟ هل هي قصور في المعرفة والوعي نتيجة عقود من التجهيل والتدجين؟ أم خوف مزمن من مواجهة السلطات ذات التراث العنفي المرعب في قمع معارضيها، والخائفون لا يثورون عادةً؟ أم بسبب غياب القادة الرموز الملهمين (الكارزميين) القادرين على كسب ثقة الجماهير بسحر شخصياتهم؟ أم هي حالة مرضية تستوجب ترسانة من أطباء علم النفس لمعالجتهم؟ أم أن الاعتياد على المألوف والخوف من المجهول، والاعتقاد بأن تمجيد الظلم سيُنجي هذه المجتمعات من البطش، هو السبب؟
أذكر في هذه المناسبة بعض (الرفاق)، مِمّن اعتُقِلوا معنا لأسبابٍ سياسية، في نهاية العقد الثامن من القرن الفائت، والذين كانوا يستفزّونني بدفوعهم غير المنطقية وغير العقلانية عن النظام، لدرجة كنت أنتف شعري وأضرب رأسي بحائط الزنزانة من شدة غيظي، عندما كانوا يقولون بدفاعٍ أبله: «يا أخي والله بإمكان الأجهزة الأمنية أن تعدمنا وتذيبنا بالأسيد وتمحينا من على وجه الأرض دون أن يسمع بنا أحد، ومع ذلك يطعموننا ويسقوننا ويعتنون بنا دون أن ندفع ملّيماً واحداً، ثم آجلاً أو عاجلاً سيفرجون عنا ونعود إلى بيوتنا. وفي نهاية المطاف من حقهم أن يدافعوا عن مصالحهم ويبطشوا بمعارضيهم، ولو كنا محلّهم ربما لتصرّفنا مثلهم».
فتخيّلوا يا رعاكم الله!
خلاصة الأمر: ما أؤمن به شخصياً أنه مهما كان حجم الكوابح التي تواجه الغلابة، فإن الضغط الشديد على الشعوب سيوّلد الانفجار لا محالة. فللمواطن طاقة قصوى يستطيع أن يتحمّلها، لكن مع ارتفاع منسوب ضنك العيش الذي يواجهه، فإنه في لحظة ما سيبدأ الانفجار بلا مقدمات..
ومهما امتلكت الحكومات من أدوات قمع وبطش وعلا صوت الرصاص الذي بحوزتها، فإن صوت الشعوب هو الأعلى، خاصة إذا ما تعلق الأمر بلقمة العيش والبطون الجائعة.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بانتظار اللا شيئ!
- إلى متى؟!
- ضجر
- ماذا يعني استبدال شعار (وحدة الساحات) بشعار (الصبر الاستراتي ...
- عدم تبلور عالم متعدد الأقطاب.. تحصد غزة نتائجه
- مرسوم للأسد يجيز التعامل بالدولار
- وهْمُ حلّ الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي بإقامة دولتين
- تعدّدت مراسيم العفو.. وكالعادة تم تجاهل المعتقلين السياسيين
- مثول أردوغان وزمرته أمام محكمة الجنايات الدولية.. بين الضرور ...
- عندما يكون جميع المتحاربين في مأزق!
- السماء معتمة الآن. لقد أفل نجمٌ عظيم. وداعاً خالد خليفة
- «من دهْنو سقّيلو..» مهزلة زيادة الرواتب: باقية وتستمر
- يا ناس، يا عالم، ياهو، مجلس الشعب السوري سيجتمع!
- قراءة في نتائج قمّة الناتو
- ما هكذا تورد الإبل يا سيد بوغدانوف!
- عندما يبكي الرجال!
- ماذا يعني غياب ممثلي الإدارة الذاتية عن اجتماع هيئة التفاوض ...
- الرجل الغامض
- الاعتقال السياسي.. بواعثه ومراميه - لا يُعتقل الفكرُ الحرُّ ...
- ماذا بعد إعادة سوريا إلى الجامعة العربية؟


المزيد.....




- إعلام إيراني: إسرائيل تهاجم مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الر ...
- زيلينسكي يعول على حزمة أسلحة أمريكية موعودة لأوكرانيا
- مصر تحذر من استمرار التصعيد الإسرائيلي الإيراني على أمن المن ...
- لحظة استهداف مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية (فيديوها ...
- لقطات من داخل مستشفى الفارابي بمدينة كرمنشاه غربي إيران عقب ...
- ترامب: الأمر مؤلم لكلا الطرفين.. إيران لن تنتصر بالحرب على ا ...
- هل مقعد 11a هو الأكثر أماناً على الطائرات؟
- نتنياهو: إسرائيل على طريق النصر وعلى سكان طهران إخلاء المدين ...
- -سي إن إن-: ترامب يتجنب المواجهة مع إيران لكن الجمهوريين يحث ...
- قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف مبنى هيئة الإذاعة والتلفزي ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - متلازمة ستوكهولم والمفقّرون الموالون لأنظمة القمع