أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - نهاية الحرب في اوكرانيا...بالتجميد ام بافتاقية سلام















المزيد.....

نهاية الحرب في اوكرانيا...بالتجميد ام بافتاقية سلام


مزهر جبر الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 7925 - 2024 / 3 / 23 - 00:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نهاية الحرب في اوكرانيا.. بالتجميد ام باتفاقية سلام
تدخل الحرب بين روسيا وأمريكا على الأراضي الأوكرانية، عامها الثالث ولا تلوح أية بارقة أمل أو إشارة إلى قرب نهايتها، بالمفاوضات أو بغيرها. روسيا سعت وتسعى بكل ما لديها لحماية اقتصادها أولا، وثانيا؛ الإضرار بمصالح الولايات المتحدة، والبعض من الدول الأوروبية؛ بتقليص مساحات تأثيرهما في أكثر من منطقة ساخنة في العالم، وفي شبه الجزيرة الكورية وفي الشرق الأوسط وغيرهما. الرئيس الروسي وفي خطاب له أمام الجمعية الفدرالية الروسية؛ أكد جملة مواضيع كان أغلبها؛ يتعلق بما يجري على حدود روسيا وفي أوكرانيا، والصراع مع أمريكا والغرب، حاضرا ومستقبلا.
ومن أهم النقاط التي أكدها الرئيس الروسي، تشير وبوضوح إلى أن روسيا عقدت عزمها على الابتعاد عن المصالحة حاليا ومستقبلا مع أمريكا، وجل دول الاتحاد الأوروبي، مع أنها أكدت من خلال، ما جاء في خطاب رئيسها؛ أنها مستعدة لأي حوار، أو مفاوضات في الوقت الحاضر، أو في المستقبل؛ إنما الفحص العميق لما جاء من نقاط مركزة في خطاب الرئيس الروسي؛ يؤكد أن هذا لن يحدث لا الآن ولا مستقبلا. لذا كان الخطاب للاستعداد الاستراتيجي؛ لما سوف يكون عليه حال الصراع بين أمريكا والغرب من جهة، وروسيا من جهة ثانية.
من الجانب الآخر، وحسب قراءتي لفقرات الخطاب؛ روسيا بوتين على قناعة كاملة بأن هذا الصراع، والحرب في أوكرانيا، من أهم وأخطر محطات هذا الصراع، إضافة إلى المحطات الأخرى الكثيرة على رقعة الشطرنج الكونية؛ لن ينتهي في الأمد المنظور، بل سيستمر إلى الامد المنظور والمتوسط والبعيد. وفي مقابلة سابقة قال بوتين؛ إن الحرب في أوكرانيا، هي مسألة حياة أو موت بالنسبة لنا، أما الغرب وأمريكا فهم ينظرون لها طبقا للحسابات التكتيكية. لذا فإن روسيا لن تسمح أبدا بأن تلحق بها هزيمة مهما كان صغر حجمها وتأثيراتها. روسيا الآن ومنذ أشهر تحقق المزيد من الانتصارات على أوكرانيا، وبالتالي على أمريكا والغرب. هذه الحرب استنزفت ليس روسيا فقط، بل حتى دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا أيضا. السؤال المهم هنا إلى متى ستستمر هذه الحرب في ظل إصرار الطرفين على مواصلتها، سواء دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا أو روسيا؟ وكيف ستنتهي هذه الحرب؟ لا اعتقد أن هذه الحرب ستنتهي قريبا وفي الامد المنظورـ ولن تنتهي بانتصار أحد طرفيها، بل ستتوقف جزئيا ويظل ميدانها مفتوحا؛ لإشعالها مرة أخرى حين تكون الظروف مناسبة لأمريكا والغرب. من المستحيل أن توافق أمريكا والغرب على إعطاء روسيا ما تريد، الذي يتلخص في اعتراف أوكرانيا بضم روسيا للأقاليم الخمسة وشبه جزيرة القرم؛ وبالتوقيع الأوكراني على اعتبارها جزءا من الأراضي الروسية، وهذا ما تطالب به موسكو في أي مفاوضات مستقبلا. وهذا يعني انتصار روسيا، ما يؤدي حتما إلى ابتعاد دول الاتحاد الأوروبي عن أمريكا بطريقة أو بأخرى. ويعني أنها لن تنتهي بالمفاوضات على عكس ما تقول به الصحافة الروسية؛ أمريكا والغرب في نهاية المطاف؛ يقومون بإجبار الأوكرانيين على الجلوس إلى طاولة التفاوض. كما أن أمريكا في هذه الحالة ستفقد الكثير من هيبتها وتأثيراتها، ليس على دول الاتحاد الأوروبي فقط، بل على الكثير من مناطق هيمنتها وسيطرتها ونفوذها. وروسيا هي الأخرى، مهما كانت خسائرها وتضحياتها، لن تسمح أن تكون هي الخاسرة في هذه الحرب؛ لأن هذا يعني الكثير لها، ويؤدي إلى اهتزاز أوضاعها الداخلية. عليه فان هذه الحرب لن تنتهي قريبا، بل ستستمر لزمن لا تلوح له نهاية في الأفق القريب. في رأيي أن روسيا ربما ستتوقف؛ عندما تسيطر على كامل أراضي الأقاليم التي ضمتها واعتبرتها باستفتاء قامت بإجرائه، أو نظمت إجراءه في هذه الأقاليم قبل أكثر من سنة؛ على أنها جزء من أراضي الاتحاد الروسي. كما أن أوكرانيا ومن خلفها أمريكا والغرب حين يكون الأخيرين قد تم استنزاف قدراتهما الاقتصادية والتسليحية؛ سوف يدفعان الأوكرانيين إلى تجميد الحرب. توقف الحرب المفتوحة أو صمت فوهات المدافع، لن يكون صمتا تاما وكليا، بل ستكون هناك مناوشات محدودة في حينها. أمريكا والغرب ستقومان خلال هذه الاستراحة، بضخ أسلحة نوعية لها قدرة على الفتك وذات قدرات تدميرية كبيرة. روسيا بوتين لا يمكنها أن تقف مكتوفة الأيدي، ولا تتحرك لناحية زيادة ترسانتها من الأسلحة التقليدية، وزيادة قوتها التدميرية كما ونوعا، هذا يعني أن روسيا ستضطر للدخول ميدان سباق التسلح.. وهذا خطير جدا ليس على الغرب وأمريكا وروسيا فقط، بل على العالم كله، مخاطر الانزلاق إلى الهاوية السحيقة التي لا قرار لها، أي إلى الحرب المباشرة والمفتوحة بينهما، وليس حرب أمريكا والغرب بالوكلاء الأوكرانيين؛ لخطأ في تقدير رد الفعل للطرف المقابل، أو لخطأ عملياتي يتجاوز جغرافية الحرب في أوكرانيا، أو توسعتها إلى خارج ميدانها، إلى بولندا، وروسيا البيضاء، أو دول بحر البلطيق. أما مشاركة البعض من دول الاتحاد الأوروبي أو أمريكا، أي قوات من حلف الناتو، كما أشارت لهذا؛ الصحافة الروسية مؤخرا؛ فهذا أمر مستبعد كليا. الأهم والأخطر؛ هو الخطأ الأمريكي والغربي في تقدير رد الفعل الروسي، ما يفسر؛ قول بوتين من أن الحرب في أوكرانيا هي بالنسبة إلى روسيا مسألة حياة أو موت، وأيضا استعراضه وهو يحلق بالقاصفة الاستراتيجية الروسية (البجعة البيضاء) التي تحمل الأسلحة النووية وبضمنها الصواريخ الفرط صوتية، إنها رسائل للتأثير النفسي أولا، والأهم هي رسائل كبح وردع وتهديد.. إن الحرب في أوكرانيا من الصعوبة التنبؤ بمآلاتها واتجاهات تطورها، إنما من الممكن التنبؤ بما سوف تقود له من نتائج، بالقياس والقراءة والفحص لحركتها الواقعية والموضوعية، الحبلى بصواعق الجحيم الكوني؛ الصحافة الروسية أشارت مؤخرا، في عدة مقالات صحافية أو مقالات رأي؛ إلى أن أمريكا والغرب عازمان على فتح جبهات في بحر البلطيق ودول البلطيق، بالإضافة إلى الصراع الأذربيجاني الأرمني؛ روسيا ستكون مضطرة لمجابهتهم في مناطق الصراع هذه.. كما بينوا وشرحوا في تلك المقالات.. وفي رأيي أن روسيا بوتين لن تدخل مناطق الصراع هذه، أو لن تنجر إليها. لكن وفي الوقت ذاته، لن تقف صامتة أو لا تتحرك في هذا الاتجاه. روسيا بوتين، لمواجهة التحركات الأمريكية والغربية هذه، إن تحولت إلى أفعال على أرض الواقع، بما تنطوي عليه من تشتيت للجهد العسكري الروسي؛ إن تصدت لها روسيا بوتين، بما يؤدي بالنتيجة إلى إضعاف حشدها العسكري في كل جبهات المواجهة العسكرية على الأرض الأوكرانية وفي تلك المناطق. من وجهة النظر الشخصية؛ لن تتصدى روسيا لها في مناطقها، أو خارج جغرافية الحرب في أوكرانيا، بل ربما ستتصدى لها بأن تتوسع في العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا كما تسميها. أن تقوم بالسيطرة على مناطق أوكرانية أخرى خارج الدونباس، وربما حتى كييف العاصمة. لويد أوستن قال مؤخرا إن أمريكا والغرب لن يسمحا بهزيمة أوكرانيا. في هذه المحطة من الحرب، بعد زمن ما، الزمن الذي تكون فيه؛ هزيمة أوكرانيا تقترب من التحقق. عندها تقف الحرب في أوكرانيا على الخط الأخير، الذي في حالة تجاوزه، إلى الخط الأول، الذي يؤذن، أو يدق ناقوس الخطر الجدي؛ بالاقتراب من الصدام النووي بين أعظم قوتين نوويتين في العالم. هنا يبدأ تفعيل العقل؛ باستحضار العقلانية في الفعل المنتج للمواقف لطرفي الحرب، الأمريكي والروسي. هذا الموقف سيتجسد؛ بالحيلولة دون السقوط الحر في فوهة البركان. ليتم الصمت والقبول بالواقع الجغرافي الجديد على الأرض الأوكرانية من طرفي الحرب؛ روسيا وأوكرانيا بإرادة وتوجيه أمريكي وغربي إلى حين.. من دون أن يكون هناك اتفاق وتوقيع، بل بالتراسل الاحيائي المفهوم من الطرفين، لأن أمريكا والغرب لن يعترفا؛ بالأقاليم التي ضمتها روسيا، أراضي روسية.. بل التجميد كما كان قد حدث في ضم شبه جزيرة القرم.



#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة الاحتلال الاسرائلي في نهاية المطاف سوف تقبل صاغرة بشروط ...
- استثمار القدرات العربية في دعم الشعب الفلسطيني
- امريكا والعراق: علاقة ملتبسة
- امرأة الكشك
- الضربات الامريكية المرتقبة على العراق، ما هي الا زوبعة في فن ...
- التهديد والتهديد المقابل بين امريكا وايران
- السابع من اكتوبر: منجز تاريخي رغم التضحيات الجسيمة
- قراءة متواضعة في فك الارتباط الاستراتيجي الامريكي الاسرائيلي
- حل الدولتين: استثمار الزمن لصالح اطماع اسرائيل
- مفاوضات ايقاف المجازر الصهيونية: خدمة للمقاومة ام كسرا لها
- قرار مجلس الامن الدولي 2720..الغاية والهدف
- المنظومة الرسمية العربية.. ما الذي قدمته لأوطان العرب وشعوبه ...
- الديمقراطيات الغربية: كذبة تأريخيةكبرى
- المجازر الصهيونية في غزة: نوايا خبيثة في الاهداف
- طبخة امريكية اسرائيلية: جرى ويجري الاعداد لها في المطبخ الام ...
- الخطوط الحمر للبنان المقاومة: قراءة استباقية لخطاب السيد حسن ...
- طوفان الاقصى: انتصار المقاومة قادم في المقبل من الزمن
- ملحمة اكتوبر: النضال الفلسطيني ما بعدها لن يكون كما قبلها
- قراءة متواضعة في خواتيم المجازر الاسرائيلية بحق الشعب الفسطي ...
- مؤتمر القاهرة للسلام: خطأ في الاوقات الخاطئة


المزيد.....




- رغم تصريحات بايدن.. مسؤول إسرائيلي: الموافقة على توسيع العمل ...
- -بيزنس إنسايدر-: قدرات ودقة هذه الأسلحة الأمريكية موضع تساؤل ...
- إيران والإمارات تعقدان اجتماع اللجنة القنصلية المشتركة بعد ا ...
- السعودية.. السلطات توضح الآلية النظامية لتصريح الدخول لمكة ف ...
- هل يصلح قرار بايدن علاقاته مع الأميركيين العرب والمسلمين؟
- شاهد: أكثر من 90 مصابا بعد خروج قطار عن مساره واصطدامه بقطار ...
- تونس - مذكرة توقيف بحق إعلامية سخرت من وضع البلاد
- روسيا: عضوية فلسطين الكاملة تصحيح جزئي لظلم تاريخي وعواقب تص ...
- استهداف إسرائيل.. حقيقة انخراط العراق بالصراع
- محمود عباس تعليقا على قرار -العضوية الكاملة-: إجماع دولي على ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - نهاية الحرب في اوكرانيا...بالتجميد ام بافتاقية سلام