أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - السابع من اكتوبر: منجز تاريخي رغم التضحيات الجسيمة















المزيد.....

السابع من اكتوبر: منجز تاريخي رغم التضحيات الجسيمة


مزهر جبر الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 7858 - 2024 / 1 / 16 - 16:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(السابع من اكتوبر: منجز تاريخي رغم التضحيات الجسيمة)
ان صمت الانظمة العربية عن كل هذه المذابح التي تقترفها دولة الاحتلال الاسرائيلي؛ يشكل مثلبة كبيرة ان لم اقل انها تقع في مسار اكثر من كونها مثلبة؛ فالأنظمة العربية تتدخل كوسطاء بين المقاومة والكيان الصهيوني وكأن الامر ليس له علاقة بمستقبل اوطانهم وشعوبهم، اضافة الى ما يربط فلسطين بالأمة العربية من وشائج التاريخ واللغة والمصير المشترك، والى ما هو ذو صلة بهذا كله. ان ما حدث في السابع من أكتوبر؛ قد هشم كما يقول السنوار؛ اسطورة الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر؛ فقد قهرته صولة فرسان المقاومة. ان الكيان الاسرائيلي لا يختلف في مجازره هذه، عن ما قام به الغرب وامريكا؛ فكلاهما قاما بالمذابح على مر كل تاريخهم، في فيتنام وفي امريكا اللاتينية وفي العراق وفي افغانستان، وقبلهما بقرون من الزمن؛ قام الامريكيون الاوائل؛ بتصفية الهنود الاحمر تقريبا، تصفية كاملة، لم يبق منهم او من ناجا منهم من المجازر والمذابح الامريكية، الا بضعة آلاف. الغرب الاستعماري هو الاخر قام بكل ما لا يمت باية صلة الى الانسانية، من محارق ومجازر ومذابح خلال سيطرتهم الاستعمارية في القرن العشرين. لقد بنى الامريكيون والغربيون بصورة عامة تطورهم وتنمية بلدانهم على دماء الشعوب؛ كي يستمروا في نهبها واخاضعها لهم، عبر دمى قاموا بصناعتها. لذا ليس غريبا؛ ان تدعم امريكا دعما حقيقيا، وايضا البعض من الدول الغربية؛ الكيان الصهيوني في ما يقوم به من قتل شامل لكل الفلسطينيين في القطاع، لم تقم به حتى النازية. فهي ثقافة استعمارية امريكية وغربية واسرائيلية؛ مترسخة في وجدان وضمائر وعقول المسؤولون في امريكا والغرب. لقد عمل الغرب وامريكا خلال عدة عقود، وبالذات خلال العقدين الاخيرين؛ على ترسيخ ثقافة الهزيمة في الوجدان العربي، وعلى بث روح القبول بالممكن الذي تمنحه له هذه القوى الاستعمارية. لكن رغم كل هذا، جاهدت وناضلت الشعوب العربية خلال القرن العشرين، نضالا داميا من اجل حريتها وسيادة اوطانها، لكنها كانت قد اصطدمت بجدار من الخنوع والانبطاح الذي مثلته؛ الكثير من الانظمة العربية. هذه الانظمة حاربت، او للصحة والدقة، الكثير منها وليست كلها؛ قد حاربت وقاتلت هذا النضال بكل من لديها وفي امكانياتها من قدرة قوة، بالإنابة عن القوى الاستعمارية؛ تثبيتا لأركان نظامها. فقد كانت ولا تزال هذه الانظمة هي من تقول لشعوبها؛ من ان امريكا لا يمكن مقارعتها فخيوط كل اللعبة الاقليمية والدولية بيدها. ان هذا يعني تماما؛ ان على هذه الشعوب ان تقبل بما تريد امريكا لأنها هي الاقوى في العالم؛ اذا ارادت هذه الشعوب ان تعيش بسلام واستقرار؛ بمعنى عليها ان تكون او ان تقبل بخضوع الانظمة التي يفترض بها؛ ان تمثلها وتمثل مصالحها؛ وبالتالي فقدان القرار السياسي والاقتصادي المستقلين، وما يجر هذا على الوطن من تكسير اعمدة السيادة، وعلى الشعوب من فقر وغيره الكثير جدا. السابع من اكتوبر حطم هذه المقولات وهذه الثقافة تحطيما كاملا، مهما كانت نتائج الحرب التي تشنها اسرائيل على القطاع وعلى كل الفلسطينيين؛ فأن تداعيات السابع من اكتوبر سوف تكون كبيرة جدا وواسعة وعميقة على الاوطان العربية وعلى القضية الفلسطينية. من المؤلم في اتجاه الركوع امام ما تريد وتطلب امريكا؛ ان تقوم البعض من الانظمة العربية، في المفاوضات التي تجري وراء الستار، وفي الغرف المظلمة؛ وتنفيذا للحلول التي تتقدم بها امريكا لإيقاف اطلاق النار في القطاع؛ منها على سبيل المثال وكما تقول بها التسريبات؛ ان تغادر قيادات المقاومة القطاع الى خارجه، الى احدى الدول او الى دول اخرى، ونزع سلاحها. الا يعني هذا؛ ان هذه الانظمة اولا؛ لا تمثل شعوبها، فهذه الشعوب واقصد بها الشعوب العربية هي داعمة ومساندة بقوة للمقاومة، وترفض كل طروحات امريكا والكيان الصهيوني، وثانيا تنطق بلسان امريكا واسرائيل، بالإنابة عنهما، وبالضد من إرادة شعوبها، وثالثا تقدم طوق نجاة للكيان الصهيوني ولنتنياهو. اسرائيل التي وفي ظل مجازرها هذه؛ تعاني من انقسامات داخلية، ووضع اقتصادي يسير نحو الاسوأ على الرغم من الدعم الامريكي له، كما ان الاثمان باهظة على هذا الكيان الصهيوني. أما من الجانب الثاني فان نتنياهو هو الأخر يخشى من العواقب التي تنتظره بعد انتهاء حربه على الفلسطينيين، وما سوف يتعرض له من محاكمة قد تقود او تدفع به الى السجن. عليه فانه يصر على الرغم من ان كل الخبراء العسكريين والاستراتيجيين الاسرائيليين؛ يقولون من ان اسرائيل سوف تخسر هذه الحرب، حتى لو استمرت لعدة شهور، وان المقاومة سوف تنتصر، يقول هؤلاء الخبراء، ان اسرائيل حتى لو افتراضا يقولون تمت خسارتها عسكريا، فان المقاومة قد ترسخت في عقول وضمائر الفلسطينيين، اكثر عمقا واتسعا، مما هي اصلا مترسخة ليس في القطاع فقط، بل حتى في الضفة الغربية، ويضيفون مع ان هذا لن يحدث؛ فإسرائيل تتكبد يوميا خسائر كبيرة في الجنود والمعدات، وتحرج حلفائها الامريكيون، وتضعهم في مربع يخسرون خططهم الدولية المتعددة فيه، ان استمرت هذه الحرب على الشكل والمسار الذي تسير فيه من قتل عشوائي. الامريكيون لا يعارضون حرب المجازر الاسرائيلية هذه، بل يريدون من اسرائيل ان تخفف اشتعالها؛ حتى بلوغ اسرائيل لأهدافها. في هذا الاتجاه تنحصر الإرادة الامريكية في ايجاد مخرج لوقف اطلاق النار بالطريقة، سابقة الذكر في هذه السطور، بالاستعانة ببعض الانظمة العربية؛ في انضاج هذه الحلول التي تضمن لإسرائيل تحقيق اهدافها، وتقديمها على طبق من ذهب للكيان الصهيوني. لأول مرة؛ تكون امريكا واسرائيل في وضع صعب، وتفقدان الامساك بخيوط اللعبة والسيطرة على كرتها المنزلقة على اراضي لزجة، بعد السابع من اكتوبر. امريكا تحاول بجهد جهيد على الاحتفاظ بالإمساك والسيطرة على مداخل ومخارج الصراع على عدة جبهات في العالم؛ في اوكرانيا، وفي تايوان، وفي بحر الصين الجنوبي، وفي المنطقة العربية. ففي حرب اوكرانيا؛ بدى بوضوح، ان امريكا على طريق خسارتها هذه الحرب لصالح روسيا. ان هذا التطور اذا ما تم او واصل تطوره حتى المحطة النهائية، في تحقيق روسيا اهدافها من غزوها لأوكرانيا؛ تكون عندها الخسارة الامريكية، خسارة استراتيجية. ان هذا هو ما يفسر، اضافة الى عوامل أخرى، في الداخل الامريكي، وفي الفضاءات الدولية، وفي المنطقة العربية؛ الضغط الامريكي على البعض من الانظمة العربية، بالمساعدة، في ايجاد طريقة، لتسكين المجازر الصهيونية، تسكينا جزئيا وليس تاما، إنما لصالح اسرائيل. اسرائيل هي الأخرى ايضا تعرضت بعد السابع من اكتوبر الى ازمة وجود؛ هناك في الداخل الاسرائيلي، انقسامات افقية وعمودية، في الاحزاب والقوى السياسية، والطبقة الحاكمة، وفي المجتمع الاسرائيلي، الذي تعرض الى اهتزاز الشعور بالأمن والامان لدى السكان، وترسخ في عقولهم ونفوسهم من أنهم يعيشون حياة قلقة تفتقر الى الاستقرار، بل تسود فيها الفوضى والاضطراب وعدم اليقين من المستقبل لهم ولعوائلهم وابناءهم واحفادهم. ان ما قامت به المقاومة الفلسطينية، من ملحمة تاريخية في طوفان الاقصى؛ سوف تكون لها، تأثيراتها على القضية الفلسطينية، وعلى الوطن العربي، وعلى العالم.. في الختام اتقدم بالتحية والتقدير والامتنان لأبطال المقاومة الفلسطينية في غزة، وفي اليمن( حركة انصار الله) وفي غير اليمن. اقول: ان المنجز التاريخي كلما كان كبيرا، لجهة التحولات الكبرى، كانت التضحيات جسيمة..
مزهر جبر الساعدي



#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة متواضعة في فك الارتباط الاستراتيجي الامريكي الاسرائيلي
- حل الدولتين: استثمار الزمن لصالح اطماع اسرائيل
- مفاوضات ايقاف المجازر الصهيونية: خدمة للمقاومة ام كسرا لها
- قرار مجلس الامن الدولي 2720..الغاية والهدف
- المنظومة الرسمية العربية.. ما الذي قدمته لأوطان العرب وشعوبه ...
- الديمقراطيات الغربية: كذبة تأريخيةكبرى
- المجازر الصهيونية في غزة: نوايا خبيثة في الاهداف
- طبخة امريكية اسرائيلية: جرى ويجري الاعداد لها في المطبخ الام ...
- الخطوط الحمر للبنان المقاومة: قراءة استباقية لخطاب السيد حسن ...
- طوفان الاقصى: انتصار المقاومة قادم في المقبل من الزمن
- ملحمة اكتوبر: النضال الفلسطيني ما بعدها لن يكون كما قبلها
- قراءة متواضعة في خواتيم المجازر الاسرائيلية بحق الشعب الفسطي ...
- مؤتمر القاهرة للسلام: خطأ في الاوقات الخاطئة
- امريكا الميكافيلية: الاهداف الاستعمارية تبرر الغزو والاحتلال
- طوفان الاقصى.. عدة رسائل الى جميع الجهات
- الاحتلال الامريكي للعراق: اشهار للأهداف الامريكية
- علاقة مشاريع التنمية والتطبيع؛ علاقة جدلية
- التطبيع الثالث: اشهار الطريق الجديد للراأسمالية الاستعمارية
- قرار 833 لترسيم الحدود بين العراق والكويت: ظلم لإهداف كونية
- حرب اوكرانيا قد تستمر لعدة سنوات


المزيد.....




- شاهد.. تضرر مبنى -قلعة هاري بوتر- بهجوم روسي في أوكرانيا
- حلوى بريطانية كلاسيكية تواجه حالة من عدم اليقين بسبب الواردا ...
- البنتاغون يواجه تحديات غير متوقعة بسبب أوكرانيا.. موردون لا ...
- العلماء الروس يضعون قاعدة بيانات لدلافين مهددة بالانقراض
- تربة تقاوم الجفاف في العراق
- تصريح صحفي صادر عن الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن ...
- خامنئي يعلق على قمع الاعتصامات المناصرة لفلسطين في الولايات ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مواصلة عملياته وسط غزة (فيديو)
- ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على غزة إلى 34568 قتيلا ...
- تزامنا مع سيول عارمة.. حبات برد بأحجام كبيرة تخترق الخيام في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - السابع من اكتوبر: منجز تاريخي رغم التضحيات الجسيمة