أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - ملحمة اكتوبر: النضال الفلسطيني ما بعدها لن يكون كما قبلها















المزيد.....

ملحمة اكتوبر: النضال الفلسطيني ما بعدها لن يكون كما قبلها


مزهر جبر الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 7778 - 2023 / 10 / 28 - 15:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(ملحمة اكتوبر: النضال الفلسطيني ما بعدها لن يكون كما قبلها)
ما أن بدأت ملحمة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر، إلا وحركت أمريكا، حاملتي طائرات إلى سواحل شرق البحر الأبيض المتوسط؛ بحجة منع إيران وحزب الله من المشاركة مع المقاومة الفلسطينية، في مواجهة، الحرب الإجرامية هذه، ضد الشعب الفلسطيني. إيران تعتمد على ركائز أربع في سياستها الخارجية؛ أولا، القوة والنفوذ وثانيا، الحكمة وثالثا، المصلحة ورابعا، الصبر الاستراتيجي. إيران لن تشترك بطريقة مباشرة، في هذه الحرب إلى جانب المقاومة الفلسطينية، والأسباب يعرفها صناع القرار في البيت الأبيض.
هذا لا يعني أن إيران؛ ليس في وارد تفكيرها واستراتيجيتها؛ دعم المقاومة الفلسطينية، بل العكس هو الصحيح تماما، إنما بطرق أخرى، يتجنبون بها الاصطدام المباشرة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، ومن خلفها أمريكا. أما مواقف حزب الله وأطراف أخرى؛ فمواقفهم قد تكون مختلفة كليا.. إنما في حدود متفق عليها بالإيحاء بين أطراف الصراع، وليس بالاتفاق المباشر، فهذا أمر لم يحصل ولن يحصل. القصف الإسرائيلي على مشفى المعمداني في غزة، جريمة بشعة.. الضحية، المرضى من الأطفال وكبار السن على الأغلب. بايدن حَمّل المقاومة الفلسطينية؛ مسؤولية هذه الجريمة، قائلا؛ حركة حماس هي من قصفت المشفى وليس أنتم مخاطبا الاسرائيليين. في الخطاب ذاته قال إن إسرائيل إن لم تكن موجودة لعملنا على إيجادها. متحديا؛ القوانين الدولية وجميع شرائع الأرض والسماء معا. التصريح هذا لذاته؛ يؤكد أن دولة الاحتلال الإسرائيلي كيان مصطنع؛ لأهداف استعمارية، أمريكا مهمتها الاستراتيجية؛ المحافظة على وجود دولة الاحتلال الإسرائيلي، وإدامة قوتها؛ والمحافظة على أمنها، فقوة دولة الاحتلال الاسرائيلي وأمنها من قوة وأمن أمريكا، في تلاحم تخادمي ونفعي بينهما. السياسة الامريكية والغربية؛ سياسة استعمارية، تغطيتها (بغطاء الديمقراطية)؛ خداع محض، ودولة الاحتلال الاسرائيلي؛ قاعدة انطلاق وسيطرة للغرب بقيادة أمريكا؛ على دول المحيط العربي، وحمايتها واستدامة تفوقها على جوارها العربي، مهمة غربية وأمريكية، خدمة لمصالح أمريكا والغرب على حساب مصالح العرب ومصالح وقضايا الشعب الفلسطيني. فليس غريبا، لكل ذي بصيرة؛ أن يتجمع كل الغرب وأمريكا وراء دعم وإسناد إسرائيل في ما تقوم به في غزة من جرائم إبادة وتهجير وحرمان من جميع عناصر إدامة الحياة؛ من طعام وماء وكهرباء. رؤساء أمريكا والغرب الذين بدأوا يتوافدون على تل أبيب دعما لها في مواصلتها؛ قتل الشعب الفلسطيني في محرقة قل لها نظير في التاريخ الحديث. قاموا بإفساح الطريق كل الطريق لهذه المذابح حتى تأتي على كل الحياة في غزة، إلى أن يتم لإسرائيل ما خططت له قبل البدء بهذه المذبحة؛ في منع إصدار أي قرار أممي لإيقاف هذه الجريمة. أمريكا والغرب؛ عطلا إصدار قرارين لوقف إطلاق النار في غزة، أحدهما روسي والآخر برازيلي؛ الأول بالتصويت في مجلس الأمن الدولي، والثاني باستخدام أمريكا لحق النقض (الفيتو). الموقف الأمريكي والغربي هذا؛ لم يعر أية أهمية؛ للأصوات المنددة والرافضة للجريمة الإسرائيلية على الصعيد العربي والاقليمي والدولي. إنهم يعرفون أن هذه المواقف، لا تتعدى الكلام إلى الفعل، ولا تتحول إلى إجراءات ضد مصالح أمريكا والغرب. فلو كانت هناك إجراءات عربية ضد مصالحهم؛ لكانت مواقفهم مختلفة، ولضغطوا على إسرائيل، ومنعوها من القيام بهذه الجرائم، أو حصرها في الحدود الضيقة، إنما أي من هذا لم يكن له وجود في الواقع الفعلي. الغرب وامريكا على دراية تامة بهذا؛ لذا، اطلقوا العنان لآلة القتل الجهنمي الإسرائيلية، والمصنعة أمريكيا وغربيا؛ في قتل شعب آمن وأعزل، وأقصد هنا المدنيين في غزة. الأمر لا ينحصر بالقتل، بل تعداه إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، أي نكبة تهجير ثانية في القرن الحادي والعشرين. من المهم الاشارة؛ إلى أن المقاومة في غزة تمثل تمثيلا كليا وشاملا وحيا ومنتجا؛ الشعب الفلسطيني؛ لو ترك الاختيار لإرادة الشعب. مخطط التهجير لحكومة دولة الاحتلال الاسرائيلي العنصرية؛ حلم فانتازيا، لا علاقة له، بحقيقة شعب فلسطين. عملية التهجير؛ محكوم عليها بالفشل حتى قبل أن تبدأ.. إنما الأخطر؛ تنفيذ المخطط الصهيوني العنصري في تصفية القضية الفلسطينية؛ بطرق ملتوية غير مباشرة، هناك في السياسة إجراءات خطيرة، مدفونة بين، أو في داخل كتلة من الإجراءات الظاهرة للعيان، بحيث لا تظهر واضحة في الظهور الأول لها على سطح الأحداث، لكنها في الوقت ذاته؛ هي المحركات الدافعة للأحداث، إلى أن يتم تثبيتها كواقع حال لا جدال فيه أو حوله. وزير الدفاع الإسرائيلي قال أمام الكنيست الإسرائيلي؛ إن عملية غزة لها ثلاث مراحل، قصف جوي، اجتياح بري، تصفية حركة حماس. كما أن إسرائيل في تزامن مع هذا التصريح؛ بيًنَت؛ أنها سوف تقطع علاقتها مع قطاع غزة بعد تصفية حركة حماس، وإقامة حكومة بديلة عن حماس. هنا تكمن الخطورة التي تتركز حول الطريقة أو الكيفية التي تتم بموجبها إدارة شؤون غزة والضفة الغربية، وما مصير السلطة الفلسطينية؛ إن قامت إسرائيل بتنفيذ هذه الإجراءات على أرض الواقع، حسب المراقبون؛ يتم إلحاق الإدارة في الضفة الغربية؛ للأردن، ويتم إلحاق إدارة قطاع غزة لمصر. من السابق لزمنه التنبؤ بمآل هذه الإجراءات، إنما تحويلها إلى واقع في غاية الصعوبة.. من وجهة نظري؛ أن الحكومة البديلة عن حكومة حركة حماس؛ سوف تكون جزءا من السلطة الفلسطينية، كما أن وضع السلطة الفلسطينية على الجزء الأقل من الضفة الغربية؛ مهتز أصلا، وأكبر دليل على هذا؛ تظاهرات الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية. يبقى السؤال الأهم والأخطر: هل هناك في جعبة دهاقنة واشنطن وتل ابيب وغيرهما على ارض العرب؛ ما هو غاطس في العتمة، لم يفتح له الباب بعد؛ كي يخرج إلى العلن؟ أما الحديث عن توسع الحرب إلى حرب إقليمية؛ فمن وجهة نظري؛ أنها أمر بعيد الاحتمال إن لم أقل مستحيلا؛ للسبب التالي؛ جميع الدول العربية والإقليمية، ليس في وارد تفكيرها ومخططاتها؛ الدخول في حرب مع إسرائيل.
في الختام أقول بقناعة مطلقة؛ إن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن أرضه مهما كانت الخطط الصهيونية والأمريكية، ومهما كان عدد وحجم المتواطئين معهما، ومهما كانت قوتها وخبثها، ومهما طال عليه وجار الزمان.. كما أن الملحمة الفلسطينية في السابع من اكتوبر، سوف لن يكون بعدها، واقع النضال الفلسطيني، كما كان قبلها.



#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة متواضعة في خواتيم المجازر الاسرائيلية بحق الشعب الفسطي ...
- مؤتمر القاهرة للسلام: خطأ في الاوقات الخاطئة
- امريكا الميكافيلية: الاهداف الاستعمارية تبرر الغزو والاحتلال
- طوفان الاقصى.. عدة رسائل الى جميع الجهات
- الاحتلال الامريكي للعراق: اشهار للأهداف الامريكية
- علاقة مشاريع التنمية والتطبيع؛ علاقة جدلية
- التطبيع الثالث: اشهار الطريق الجديد للراأسمالية الاستعمارية
- قرار 833 لترسيم الحدود بين العراق والكويت: ظلم لإهداف كونية
- حرب اوكرانيا قد تستمر لعدة سنوات
- التشكل الافتراضي لعام الغد: قطبان متنافسان بقيادات متعددة
- التشكل الافتراضي لعالم الغد: قطبان متنافسان بقيادات متعددة
- الطريق لا زال طويلا
- ليلة محتشدة بالخسارات
- العراق: القرارات الاممية سيوف على رقبة السيادة
- صفقات التطبيع: سيناريوهات كونية لشرق اوسط جديد
- التحركات الامريكية..اهداف بعيدة..لتشكيل شرق اوسط جديد
- الشركات الخاصة للخدمات العسكرية: الماهية ومنطويات الدلالة
- الشرق الاوسط الجديد: احتواء موسع، ام ماذا؟..
- صفقة التطبيع: ابعاد السعودية عن الصين، ام البداية لشرق اوسط ...
- السعودية: استقلال القرار الاقتصادي والسياسي


المزيد.....




- -لغز كبير-.. أثريون هواة يكتشفون قطعة رومانية غامضة بـ12 وجه ...
- بين الأمريكية والصينية.. لمن تميل كفة حاملة الطائرات الأحدث ...
- بي بي سي في جنوبي لبنان: منازل تحوّلت إلى -تلال من الركام-
- جامعة أمريكية توافق على إعادة النظر بعلاقاتها مع شركات مرتبط ...
- السلطات تجلي السكان بعد ثوران بركان جبل روانغ في إندونيسيا ...
- -الانفجار الكبير- ـ آفاق وتحديات توسيع الاتحاد الأوروبي
- الحكم بالسجن 6 سنوات على هاكر سرق بيانات 33 ألف مريض في فنلن ...
- إصابة 55 شخصا على الأقل جراء اصطدم قطار بحافلة في لوس أنجلوس ...
- سوريا: بين صراع الفصائل المسلحة والتجاذبات الإقليمية.. ما مس ...
- لا، جامعة هارفارد لم تستبدل العلم الأمريكي بالفلسطيني


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - ملحمة اكتوبر: النضال الفلسطيني ما بعدها لن يكون كما قبلها