أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - التشكل الافتراضي لعام الغد: قطبان متنافسان بقيادات متعددة















المزيد.....

التشكل الافتراضي لعام الغد: قطبان متنافسان بقيادات متعددة


مزهر جبر الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 7729 - 2023 / 9 / 9 - 18:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(التشكل الافتراضي لعالم الغد: قطبان متنافسان بقيادات متعددة)
انتهى مؤتمر منظمة البريكس في 24 أغسطس الماضي، وقد شارك فيه أكثر من أربعين دولة، تمت دعوتها للحضور، من قبل جنوب افريقيا، الدولة المضيفة، ورفضت الصين حضور الرئيس الفرنسي، وطلبت إبداله بوفد فرنسي أقل مستوى. تأسست منظمة البريكس عام 2006 من قبل روسيا والصين والهند والبرازيل، لاحقا بعد عدة سنوات انضمت إليها جنوب افريقيا. لم تكن هذه المنظمة هي الوحيدة التي عملت كل من روسيا والصين على تأسيسها بدءا، بل عملتا على تأسيس اتحاد أوراسيا ومنظمة شنغهاي، لكن هذه المنظمة هي الأكثر وجودا وتأثيرا في الفضاءات الدولية، لجهة الاقتصاد والمال والتجارة والأعمال، وما إلى ذلك، لتقليص احتكار الغرب وأمريكا لها.
واللافت أن بين الدول المؤسسة لبريكس، خلافات أكثر مما بينها من التوافقات والاتفاقات؛ ولكن تجمعها مشتركات كثيرة في الوقت ذاته، ولكل منها على حدة؛ شراكاتها وعلاقاتها مع الدول المؤثرة الأخرى في المجال الدولي، (أمريكا والاتحاد الأوروبي)، أو في المجالات الإقليمية. وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، قال عنها عشية انعقاد مؤتمرها؛ إن الخلافات بينها أكثر من التوافقات، أما وزير خارجية روسيا؛ فقال بأن المنظمة ستقوم بقبول الدول التي تتمتع باقتصاد صاعد وواعد، واستقرار داخلي، وتأثير في الفضاءات الدولية. وفي نهاية المؤتمر تم الإعلان عن دعوة عدد من الدول للانضمام إلى المنظمة بداية من العام المقبل؛ وهي إيران والأرجنتين ومصر والسعودية والإمارات وإثيوبيا، فيما تم رفض طلب الجزائر ودول أخرى. وفي الخطاب المتلفز للرئيس الروسي بوتين للمؤتمرين؛ أشار بوضوح إلى أن إنهاء العمل بالدولار أمر لا رجعة عنه، ودعا إلى اعتماد عملة موحدة لدول المنظمة. إن ما يجمع دول البريكس هو الاقتصاد حصرا في المرحلة الحالية، وربما يتطور الوضع حتى يصل إلى الجانب السياسي في المستقبل. والخلافات لا تمنع التعاون المثمر بينها؛ للتخلص من هيمنة أمريكا والغرب على الاقتصاد العالمي، بإيجاد هيكل اقتصادي ومالي وتجاري بديل، كبداية ومرحلة أولية، لكن تضخيم دور هذه المنظمة في الاقتصاد العالمي أمر سابق لأوانه، لأن الطريق سيكون محفوفا بالمخاطر، التي ستسببها الولايات المتحدة، لكسرها وتفتيتها، ووضع الكثير من الحفر والمطبات في طريقها. إن سعي كل من الصين وروسيا والهند بدءا؛ في العمل على تأسيس هذه المنظمة؛ هو تأمين الموارد المعدنية، أو موارد الطاقة، إضافة الى فتح الأسواق في الدول المُنضمة إليها، أو التي ستنضم مستقبلا، بالإضافة إلى خطط الصين الطموحة في (الحزام والطريق). هذه المنظمة إذا ما كتب لها التوسع والنجاح ستشكل نقلة نوعية في النظام العالمي، وستكون الأساس في إيجاد عالم متعدد القيادات، بقطبين متنافسين، وتنقل ثقل التنمية والتطور إلى الجنوب وتنزع من الشمال بدرجة ما الهيمنة التي استمرت لأزمان مديدة، بل إن الشمال سيكون حينها القطب الآخر الموازي، لا المتراجع، كما يروق للبعض تصويره. هذا التطور وهو بكل تأكيد سيخدم دول العالم الثالث، بما فيها الدول ذات الاقتصادات الواعدة أو الناشئة، أو الدول ذات الاقتصادات الأقل نموا وتطورا، لكن هل يخلو التحول المرتقب من الصراع حتى بين الدول المنضوية تحت الراية الاقتصادية والتجارية والمالية للبريكس؛ بكل تأكيد أن هذا التحول سيؤدي إلى صراعات وتنافسات على صعد الاقتصاد والتجارة وغيرهما من قبيل المشاريع الاستثمارية، وغيرها الكثير. كما أن دول المنظمة لن تضع جميع بيضها في سلة البريكس، بل ستضع قدما هنا وقدما هناك. كما هو حال السعودية ومصر والإمارات، وكما هو وضع إيران التي تخوض منذ أكثر من سنة مفاوضات سرية مع أمريكا، وفي هذا الصدد نؤكد، كما تناقلت وسائل الإعلام الروسية والإيرانية؛ أن البعض من مسؤولي إيران؛ دعوا مؤخرا إلى بناء علاقة سليمة مع أمريكا؛ لأن هذه العلاقة؛ ستخدم وتفيد إيران. وكما هي علاقة الهند مع الصين.. فالصين هي العمود الفقري لهذه المنظمة، ولها طموحاتها البعيدة سواء في تأمين الحصول على الموارد من دول العالم الثالث أو الدول الأخرى كروسيا مثلا، وعلى فتح الأسواق لمصانعها. هنا يكون العالم متعدد القيادات في المستقبل.. إنما ليس متعدد الأقطاب، بل الصحيح هو أن العالم في المستقبل، سينقسم الى قطبين متوازيين ومتنافسين بقوة وشراسة من دون صراع عسكري وما إليه، باستثناء حروب الوكلاء؛ هما القطب الأمريكي والقطب الصيني؛ على قاعدة تأمين الحصول على الموارد.. وفتح الأسواق. من الطبيعي أن ما يفرضه هذا التنافس بين القطبين؛ أن تكون هناك مساحة نفوذ وشراكات وحلفاء لناحية السياسة الأمريكية لا الصينية، فالصين ليس في وارد سياستها صناعة الحلفاء، بل إقامة الشراكات، ومشاريع استثمارية واسعة في العالم، شماله وجنوبه، والجنوب سيأخذ في توجهات الصين المساحة الأكبر. بمعنى أكثر دقة وتوصيفا لواقع الحال؛ قطب شمال الكرة الأرضية، القطب الأمريكي الذي ستكون له عدة قيادات تحت عباءة القطب الأمريكي؛ فرنسية وألمانية ويابانية واسترالية وكندية، وربما غيرها، تبحث عن مصالحها حتى إن تقاطعت جزئيا مع الاتجاه الأمريكي، لكنها تظل داخل هذا القطب؛ لمصالحها الجيوسياسية، التي تؤمّن لها مساحات لحركتها الاقتصادية والتجارية والمشاريع الاستثمارية والأسواق والموارد. أما القطب الصيني، الذي سيمثل جنوب الكرة الأرضية؛ فستكون تحت مظلته؛ عدة قيادات دولية ذات ثقل كبير، لكن ليس بثقل وقوة نسيج الخيمة الصينية، أي بمستوى مشاريع الاستثمار الصيني في مختلف الصعد، الفرق بين اقتصادات هذه القيادات الدولية، واقتصاد الصين؛ كبيرا جدا، وبأرقام فلكية، وهذا هو الذي يجبرها على الانضواء تحت الفضاءات الاقتصادية الصينية، حتى إن كان هذا لا يناسب طموحاتها، وأقصد تحديدا روسيا والهند. أمريكا تتراجع بالفعل، ولكن ليس إلى الدرجة أو المستوى الذي يجعلها تفقد مساحات نفوذها بصورة كلية في المستقبل. كما أن دول الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى أمريكا، ليس فقط لضمان الأمن والدفاع عنها في وجه طموحات روسيا بوتين، بل إن اقتصادات دول الاتحاد الأوروبي؛ متداخلة ومتشابكة مع الاقتصاد الأمريكي بطريقة من الصعوبة تفكيكها، كما يقول خبراء الاقتصاد. كما أن دول الاتحاد الأوروبي؛ بحاجة إلى أمريكا في المجال الجيوبوليتكي. أمريكا بسياستها وقوة اقتصادها وحتى ماكنتها العسكرية وتحالفاتها وشراكاتها في المحيطين الهادئ والهندي ودول المنطقة العربية، وغيرها من بقاع العالم؛ تتفوق كثيرا جدا على قوة الاقتصاد الأوروبي، وعلى ماكنة دول الاتحاد الأوروبي العسكرية؛ ستساعد بطريقة أو بأخرى حلفاءها على تأمين المساحات الضرورية؛ لإدامة تحركاتها الاقتصادية والتجارية والاستثمارية في دول الجنوب والشمال على حد سواء؛ لأن الاتجاه الأمريكي حينها، ضروري وأمر لا بد منه؛ لاستمرار الحلف بين هذه الدول وأمريكا؛ في تخادم مصلحي متبادل؛ في الصراع التنافسي مع القطب الصيني جنوبا. إن جميع دول البريكس؛ اقتصادها اقل كثيرا جدا من الاقتصاد الصيني، بما في ذلك روسيا والهند والبرازيل وجنوب افريقيا، بالإضافة الى الدول الأخرى من دول البريكس، لذا لن تشكل قطبا موازيا ومتنافسا مع القطب الأمريكي من دون الغطاء الصيني، وستكون قيادات في القطب الصيني، أي يكون لها موقف ورأي في صناعة القرارات داخل أروقة البريكس. الصين كما يصفها خبراء الاقتصاد؛ مصنع العالم الذي يصنع السلع الرخيصة، التي تحوز تقنيات الجيل الخامس، كما أنها ستقدم لدول العالم، ومنها بل أولها دول البريكس؛ مشاريع استثمارية قليلة التكلفة بلا شروط سياسية. هذه القوة في الاقتصاد والمال والتقنيات الحديثة؛ وجودها في دول البريكس مثل روسيا والهند والبرازيل قليلة جدا، بما لا يقاس مع القوة والقدرة الصينية، ما يجعل الصين القطب المنافس للقطب الأمريكي. عليه فإن الصراع التنافسي سيكون مستقبلا بين القطبين الصيني والأمريكي، مع إعادة هيكلة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي؛ بإضافة أعضاء جدد للأخير. سوف لن يكون للأيديولوجيا تأثير ووجود، إنما التأثير الوجودي الفعال والعميق؛ سيكون للثورة المعلوماتية، وقوة الاقتصاد والمال وتكنولوجيا المعلومات فائقة الذكاء..



#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التشكل الافتراضي لعالم الغد: قطبان متنافسان بقيادات متعددة
- الطريق لا زال طويلا
- ليلة محتشدة بالخسارات
- العراق: القرارات الاممية سيوف على رقبة السيادة
- صفقات التطبيع: سيناريوهات كونية لشرق اوسط جديد
- التحركات الامريكية..اهداف بعيدة..لتشكيل شرق اوسط جديد
- الشركات الخاصة للخدمات العسكرية: الماهية ومنطويات الدلالة
- الشرق الاوسط الجديد: احتواء موسع، ام ماذا؟..
- صفقة التطبيع: ابعاد السعودية عن الصين، ام البداية لشرق اوسط ...
- السعودية: استقلال القرار الاقتصادي والسياسي
- الوعاء الصهيوني لدولة الاحتلال الاسرائيلي
- لعبة..
- عدالة الضرورة: اهم مخرجات حرب اوكرانيا
- فلسطين: انهاء حل الدولتين بحل بديل
- قتال المأجورين: سحب الروح الأنسانية الى الهاوية
- عملية جنين الإجرامية: اوهام اسرائيلية بالقضاء على المقاومة ا ...
- امريكا- الصين: تكتيكات واسترتيجيات متقابلة
- امريكا - الصين: تكتيكات واستراتيجيات متقابلة
- حرب اوكرانيا: استراتيجية روسية في مواجهة الاستراتجية الامريك ...
- الحرب في اوكرانيا: تطورات خطيرة تلوح في الافق


المزيد.....




- -لغز كبير-.. أثريون هواة يكتشفون قطعة رومانية غامضة بـ12 وجه ...
- بين الأمريكية والصينية.. لمن تميل كفة حاملة الطائرات الأحدث ...
- بي بي سي في جنوبي لبنان: منازل تحوّلت إلى -تلال من الركام-
- جامعة أمريكية توافق على إعادة النظر بعلاقاتها مع شركات مرتبط ...
- السلطات تجلي السكان بعد ثوران بركان جبل روانغ في إندونيسيا ...
- -الانفجار الكبير- ـ آفاق وتحديات توسيع الاتحاد الأوروبي
- الحكم بالسجن 6 سنوات على هاكر سرق بيانات 33 ألف مريض في فنلن ...
- إصابة 55 شخصا على الأقل جراء اصطدم قطار بحافلة في لوس أنجلوس ...
- سوريا: بين صراع الفصائل المسلحة والتجاذبات الإقليمية.. ما مس ...
- لا، جامعة هارفارد لم تستبدل العلم الأمريكي بالفلسطيني


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - التشكل الافتراضي لعام الغد: قطبان متنافسان بقيادات متعددة