أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - حرب اوكرانيا: استراتيجية روسية في مواجهة الاستراتجية الامريكية















المزيد.....

حرب اوكرانيا: استراتيجية روسية في مواجهة الاستراتجية الامريكية


مزهر جبر الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 7665 - 2023 / 7 / 7 - 14:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المعروف ان الحرب اي حرب بين دولة كبيرة جدا، وامكانيات وقدرات عسكرية كبيرة جدا، كما هي روسيا ودولة صغيرة مثل اوكرانيا، بالقياس الى روسيا؛ يفترض بالأولى ان يتم لها حسم الحرب في عدة ايام او في اسابيع على ابعد تقدير. لكن الحرب في اوكرانيا قد مضى عليها اكثر من سنة، ولا يلوح من الناحية الواقعية اي افق لنهايتها. هل ان القوات الروسية او الجيش الروسي غير قادر على حسمها ووضع نهاية لها؟ خصوصا وان دول الناتو لا تتدخل ولن تتدخل بالشكل المباشر والواضح، لكنها في الوقت ذاته تضخ كميات كبيرة ونوعية من الاسلحة والعتاد الى الجيش الاوكراني. روسيا الان وجيشها يواجه مشكلة ادامة السلاح والعتاد معا. روسيا تعتمد اعتمادا كليا على ما تنتجه مصانعها الحربية بينما الجيش الاوكراني يعتمد على مصانع الدول الغربية مجتمعة زاد المجمع الصناعي العسكري الامريكي. مع هذا يظل الجيش الروسي حتى الآن؛ هو الأكثر قوة وقدرة في الحرب في مواجهة الجيش الاوكراني. هناك سؤال مهم: هو ما الذي منع الجيش الروسي او منع روسيا بوتين من ان يجيش قواته ويزيد في زخمها وقوتها؛ في اقتحام كييف عندما كانت هذه القوات على بعد 30 كيلومتر من العاصمة كييف وأوكرانيا لم تتلق بعد السلاح الغربي والامريكي؟ بحسب المراقبين ان من منع الجيش الروسي من الدخول الى كييف وازاحة حكومتها التي تدعي روسيا بوتين من انها حكومة نازية؛ هو المقاومة الأوكرانية وهذا قول فيه جانب من الصحة والواقعية لناحية اذا لم يتم زيادة زخم وقوة الجيش الروسي وهذا هو ما حصل. روسيا بوتين اكتفت بقوات الصولة الاولى ولم يتم تحشيدها ورفدها لاحقا بقوات اخرى كافية؛ بما يضمن لها مواصلة قوة اندفاعها ودخولها لاحقا الى العاصمة كييف، لكن هذا لم تقم به روسيا بوتين، لحسابات استراتيجية اخرى سوف أأتي عليها تاليا في هذه السطور المتواضعة. هذه الاستراتيجية هي ما جعلت الجيش الروسي يتوقف على مشارف العاصمة، وليس المقاومة الاوكرانية على اهميتها في التأثير على اندفاعة القوات الروسية، لكنها اي هذه المقاومة لم تكن هي من اوقف دخول القوات الروسية الى العاصمة، بل ان من اوقفها هو استراتيجية روسيا بوتين لهذه الحرب او لهذا الغزو واهدافه الختامية. أذاً ما هي اهداف هذه الحرب؟ وماهي الادلة التي تشير الى اهداف روسيا بوتين من هذه الحرب؟ وما طريق الذي تسير عليه هذه الحرب لتحقيقها؟..
اولا:- ان نتائج هذه الحرب؛ سوف تغير موازين القوى العالمية، وتفتح الباب واسعا لعالم متعدد الاقطاب جديد وعادل؛ اذا ما حققت روسيا بوتين اهدافها من هذه الحرب. هذا لا يلغي ابدا من حقيقة الغزو الروسي لأوكرانيا، بل يظل غزو وعدوان على دولة اخرى في الاسرة الدولية. إنما الفحص والتمعن في نتائج هذه الحرب يختلف تماما عن الموقف الانساني منها. وزير خارجية امريكا قال مؤخرا ان هذ الحرب كان لها تأثيرا مدمرا على بوتين في الداخل الروسي، واضاف كما انها اي هذه الحرب سوف يكون لها تأثيرات جيوسياسية على روسيا وعلى النظام العالمي. هذا يعني ان المسؤولين في روسيا وفي امريكا يدركون تأثيرات هذه الحرب على النظام العالمي وعلى طموحيهما وهيبتيهما في العالم.
ثانيا:- ان امتناع روسيا بوتين عن زج قوات وقدرات عسكرية كافيه لدخول العاصمة كييف؛ هو ان روسيا بوتين لم يكن في حساباتها هو احتلال العاصمة كييف ومن ثم تغير الحكومة فيها وتنصيب حكومة موالية وعميلة لها؛ فقد كان هذا في امكانها او في حدود امكانياتها العسكرية لو تم زيادة قواتها وقدراتها، لكن هذا لا يخدم استراتيجيتها، بل يتقاطع معها اي مع هذه الاستراتيجية. لماذا؟ لأنه في هذه الحالة سوف يظل العالم غير معترف بسيادتها على الاراضي التي سوف تضمها والتي ضمتها لاحقا بعد اشهر؛ كون هذا الضم جاء بالاتفاق مع حكومة نصبها الاحتلال الروسي. بالإضافة الى ان هذه الحكومة المنصبة بإرادة الاحتلال الروسي؛ سوف يستمر موقفها ركيكا جدا لناحية موقف الشعب الأوكراني منها، مما يجعلها عرضة للثورات المناهضة لها، التي مستقبلا ومهما طال زمنها فأنها سوف تتغير او الصحيح سوف يطيح بها الشعب.. وهذا سوف يؤثر تأثيرا جديا وحاسما ومنتجا على الضم الروسي للأراضي الاوكرانية..
ثالثا:- انسحاب القوات الروسية من بقية الأراضي الاوكرانية التي احتلتها في الايام الأولى من هذه الحرب، وتمركز وجودها في اراضي الدونباس، وقامت ببناء استحكامات وخطوط دفاعية قوية ومحصنة حول هذه الاراضي. كما وفرت لها روسيا الغطاء الدستوري والقانوني اي صارت بحكم القانون الروسي أراضي روسية. هذا يعني من وجهة النظر الروسية بما انها اراضي روسية؛ عليه، من الممكن لروسيا تطبيق العقيدة العسكرية الروسية في الاستخدام النووي التكتيكي في الدفاع عنها، اذا ما تعرضت هذه الارض الى الاحتلال ومن ثم تاليا الى تهديد وجودي لها ولروسيا بنتيجة هذا الاحتلال. هنا تكمن خطورة الانزلاق الى حافة الهاوية لهذه الحرب. نائب رئيس مجلس الامن القومي الروسي مؤخرا وصف اوكرانيا بأنها جزء من الامبراطورية الروسية، ولاحقا بعد ايام قال نائب رئيس مجلس الامن القومي الروسي؛ ان وضع نهاية لأي حرب؛ ببساطة بطرقيتين اما باتفاقية سلام او باستخدام السلاح النووي كما فعلت امريكا في عام 1945..
رابعا:- ان الدولتين روسيا وامريكا تخططان لنقل الاسلحة النووية الى فضاءات جغرافية خارج حدودهما الجغرافية. روسيا في الطريق الى نقل السلاح النووي التكتيكي الى روسيا البيضاء، وامريكا تخطط الى نقل اسلحتها النووية الضاربة الى بولندا، هذه الاسلحة تشكل مركز ثقل الاسلحة النووية للناتو. ان الدولتين، امريكا وروسيا، هما الطرفان المباشران في هذه الحرب وفي نتائج هذه الحرب؛ لذا تهزان عصى التهديد النووي هزا متبادلا. مع ان الدولتين ينفيان باستمرار استخدام السلاح النووي كمطرقة للتهديد المتبادل، لكن هذا النفي لا يلغيه، بل يؤكده..
خامسا:- حسب كتاب السياسة الروس؛ ان بولندا ورومانيا لهما طموحات في استعادة اراضيهما التي تم ضمها الى اوكرانيا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية التي كان من نتائجها هو اتفاق الحلفاء على تقاسم اراضي الدول الاخرى. على هذا الطريق تجيش بولندا قواتها على حدود اوكرانيا وروسيا البيضاء، ووجود البعض من قواتها حسب ادعاء الكتاب الروس( الكسندر نازاروف وغيره من الكتاب الروس الاخرين) على الأراضي الاوكرانية وفي المناطق ذات الاغلبية البولندية؛ هو تمهيد لاحتلالها واعادتها الى السيادة البولندية.
سادسا:- مما لاشك فيه؛ ان الرئيس الروسي بوتين يتمتع بقدرة كبيرة على ادارة هذه الحرب، وقدرة وامكانية على احتواء تداعياتها على الصعيد العسكري والاقتصادي والسياسي؛ بهدوء بعيدا عن رد الفعل السريع والانفعالي؛ واستثمار هذه التداعيات بتحويلها لصالح الحرب في روسيا. على سبيل المثال لا الحصر؛ التمرد الأخير لشركة فاغنر للخدمات العسكرية، الذي حوَل الاتفاق معها أو ان الصحيح مع رئيسها، بواسطة رئيس روسيا البيضاء الى نجاح في استثمار الخدمات العسكرية لقسم من مرتزقة هذه الشركة في روسيا البيضاء، واجبر او تم اغراء القسم الأخر بالتوقع على عقود مع وزارة الدفاع الروسية.
سابعا:- من المحتمل ان تتعرض المحطة الكهرونووية في زابوريجيا، الى ضربات في ظل الحرب الدائرة على حدودها؛ قد تؤدي الى تسرب اشعاعي له تأثيرا على دول اوروبا المجاورة لأوكرانيا، وعلى اوكرانيا وعلى مدن وقرى روسيا الواقعة على حدود اوكرانيا، وايضا على القوات البلدين في احداث تأثير قوي على العمليات العسكرية لقوات البلدين، وربما تسبب في شل تحركاتها. ان هذا اذا حدث سوف يتم احالته الى طرفي الحرب في اتهام متبادل. هنا تدخل الحرب في مجال الاستخدام النووي وان لم يتم استخدامها بالشكل المباشر؛ لكن هذا التطور ان تحوَل الى واقع يتحرك على ارض المعارك؛ سوف يفتح الطريق لهذا الاستخدام ولو بصورة محدودة..
ثامنا:- ان الحرب في اوكرانيا مرشحة جدا؛ للخروج من حدودها الحالية الى دول الجوار الاوكراني، الى روسيا البيضاء وبولندا. في هذه الاوضاع اذا ما صارت حقيقة واقعية لجهة اتساع رقعة هذه الحرب وكذلك زيادة كم ونوع الاسلحة المستخدمة فيها، بما فيها القنابل القذرة، وربما القنابل النووية التكتيكية؛ سوف تقترب عندها هذه الحرب من الحرب النووية المفتوحة.. هنا يبدأ الجميع بالبحث عن الحلول للخروج منها على طاولة التفاوض، بما تشبه الى حد بعيد هذه الطاولة، طاولة البحث بين الحلفاء الاعداء؛ في مخرجات نهاية الحرب العالمية الثانية مع الفرق الكبير جدا بين نتائج الحربين، هذه الحرب والحرب العالمية الثانية..



#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب في اوكرانيا: تطورات خطيرة تلوح في الافق
- رواية الضفادع.. سرد تاريخي لمعاناة الشعب الصيني
- الهند- امريكا: تكتيكات استراتيجية متقابلة
- تمرد فاغنر: مؤامرة ام فعل منتج للتغير؟
- خوف
- اسباب الانتشار النووي: سياسة إحكام النفوذ والسيطرة على ثروات ...
- القضية الفلسطينية: حلول تكتظ بالاستفهامات والاسئلة
- فزع
- التشكل الجديد للنظام الدولي: تراجع تام اللأيديولوجيات لمصلحة ...
- ايران: ايران النووية، ليست ايران القنبلة النووية
- مشروع طريق التنمية العراقي: هل هو جديد ام قديم
- خيبة
- قصص قصيرة جدا
- لا جديد في البيان الختامي لمؤتمر القمة العربي الأخير
- امريكا والصين: اللعب على تزاحم المصالح
- البلدة الاخرى: حزمة اسئلة واشارات ورموز مضمرة
- العلاقات الصينية الامريكية: حرب باردة ام تعايش سلمي وتنافسي
- الاتفاقية السعودية الايرانية: قراءة قد تكون مختلفة
- السودان: حرب الاخوة الاعداء
- السياسية الامريكية: اكاذيب وافتراءات وخدع


المزيد.....




- موسكو تكشف عدد القتلى في القصف الأوكراني على بيلغورود الروسي ...
- المنشق الهارب لا يزال يلاحق منذ عقود من قبل الصين
- -عزلة خارجية وانقسام داخلي: رفح الآن الخيار الصعب لإسرائيل؟- ...
- شاهد: لمواجهة الصين.. القوات الأمريكية تتمركز في مدن فلبينية ...
- مصر تقرر طرد مواطن سوري
- بعد قرارات أمير الكويت.. مواطنان يرفعان لافتة تحت مياه شرم ا ...
- الإعلام الإسرائيلي يتساءل: لماذا وحدت مصر قبائل سيناء بقيادة ...
- الكشف عن إجمالي عدد الفلسطينيين الذين تم تهجيرهم من رفح خلال ...
- الهند: انطلاق الجولة الرابعة من أكبر انتخابات في العالم
- مصدر: قوات كييف استخدمت سلاحا كيميائيا ضد أهالي قرية في دوني ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - حرب اوكرانيا: استراتيجية روسية في مواجهة الاستراتجية الامريكية