أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - السودان: حرب الاخوة الاعداء















المزيد.....

السودان: حرب الاخوة الاعداء


مزهر جبر الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 7592 - 2023 / 4 / 25 - 07:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تفجر القتال في السودان قبل اكثر من عشرة ايام؛ بين الجيش السوداني بقيادة الفريق الركن عبد الفتاح البرهان وقوات التدخل السريع بقيادة محمد حمدان دقلو او كما يُلقب بحميدتي. استمر القتال رغم الهدنة اثناء عيد الفطر، ولايزال مستمر بين طرفي الحرب، الجيش وقوات التدخل السريع. بصرف النظر عن الصراع بين العسكر والقوى الثورية الشعبية التي كانت تريد؛ ليس التخلص من حكومة البشير فقط، بل انها كانت تريد، او انها سعت بثورتها الى انتاج حكومة مدنية، ومؤسسات ديمقراطية؛ الى الآن او الى اليوم الذي شب القتال بين حميدتي والبرهان؛ لم يتحقق اي هدف من اهداف ثورة الشعب السوداني، الا الاتفاقات والوعود التي لم تأخذ طريقها الى ان تكون واقع على الارض حتى ولو كبداية. البشير الذي اسقط الشعب السوداني حكومته من الناحية الواقعية؛ لأن الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات التدخل السريع استثمارا ثورة الشعب؛ واطاحا بحكومة البشير؛ في عملية استباقية مدروسة او انها مخطط لها سلفا؛ كي لا يقتلع الشعب السوداني وقواه الحية البشير وحكومته والرموز الرفيعة المستوى من القيادات التي كان البشير يحتمي بها او بواسطتها من عضب الجماهير السودانية، والبرهان و بقية قادة الجيش، على رأس هذه القيادات رفيعة المستوى. هذه العملية تشبه الى حد كبير ما حدث في مصر مع الفرق في التوقيت والسرعة والانجاز لجهة النجاح في مصر العسكر والاخفاق في السودان العسكر. من اكثر الكوارث بل اكثرها خطورة على مصير الدول والشعوب معا، والتي تمارسها او تعمل عليها الدول التي تقودها انظمة شمولية ودكتاتورية؛ هو اعتماد هذه الانظمة والنظام في السودان واعني هنا نظام البشير، واحدا منها؛ الاعتماد على قوات غير نظامية تدين بالولاء التام للنظام، واحيانا قوات نظامية خارج تشكيلات القوات الرسمية سواء من الجيش او قوى الامن، بمعنى اخر؛ أخرى عسكرية خارج المؤسسات الدولة العسكرية، اير من خارج الجيش، ودعمها بجميع عناصر القوة والقدرة والتمكين، وهذا يحدث في جميع الانظمة غير الديمقراطية. البشير كان يستقوي بها على الشعب السوداني وحتى كصمام امان؛ يستخدمها عند الحاجة في اخماد اي محاولة من قيادات الجيش للانقلاب على نظامه، فقد كان البشير او أنه كان يصفها؛( قوات التدخل السريع) بانها لحمايته ونظامه. وكي يكون وجدوها قانونيا؛ شُرع لها قانون تم اقراره من البرلمان والحكومة، ليتم بعدها تحويلها من قوات عشائرية،(قبائل الجنجويد الى قوات نظامية من ضمن الهيكلية للمؤسسة العسكرية( الجيش) وخارج في وقت واحد). من المفارقات ان هذه القوات انقلبت عليه بالتعاون مع الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان. من هنا تكمن الصعوبة والخطورة على الاوضاع في السودان بعد اندلاع المعارك بين الجيش وقوات التدخل السريع. حتى لو افترضنا افتراضا ان الجيش تمكن من سحق تمرد قوات التدخل السريع كما يصفها الجيش بعد ان حولها الى جماعة منشقة ومتمردة وجردها من صفتها الرسمية؛ فان الاوضاع في السودان من المرجح جدا؛ ان لا يستتب فيها الامن والاستقرار، بل ربما؛ يمتد التمرد والقتال، حسب توصيف قائد الجيش السوداني لها؛ الى بقية ولايات السودان من امثال كردوفان و دارفور والمنطقة الشرقية. ان الحكمة هنا تقول؛ هو ايقاف القتال ومن ثم الحوار والخروج بحلول وسط. أما الاصرار على الحل العسكري تحت ضغط الاغراء الذي تبثه في النفوس؛ الطائرات والدبابات، فأنها حتى لو حققت الانتصار على الخصم فانه سوف يكون انتصارا وقتيا او لحظيا؛ لتبدأ بعدها جولات من الحروب الداخلية في بلد يعاني اصلا من مشاكل جمة وفي جميع حقول ومتطلبات الحياة للشعب السوداني. بالعودة الى اعتماد الانظمة الشمولية على قوات خارج مؤسسات الدولة الرسمية او خارج المؤسسات العسكرية والامنية الرسمية لحفظ او المحافظة على النظام من المتربصين به؛ الذين حسب الاحالة المرجعية لهؤلاء المتربصين، من قبل اركان الانظمة الشمولية الغير ديمقراطية؛ الى خارج الحدود وهذا هو ديدن جميع الانظمة الغير ديمقراطية. لو افترضنا افتراضا ان هذه الاحالة صحيحة، وهي فعلا لها حظ وافر جدا من الوجود على ارض الواقع، والصحة الموضوعية في ظل الصراع في العالم والمنطقة العربية وجوارها الاسلامي الاسيوي والافريقي؛ ان هؤلاء حتى لو جيء بهم من خارج الحدود، او تم بهم بعد تجنيدهم، من الداخل؛ اختراق المؤسسات العسكرية او غيرها، من الداخل وهو الارجح والاكثر واقعية، في الوقت عينه لا يلغي التسلل من الخارج. ان هذه العملية سوف تفشل فشلا ذريعا في حالة وجود مؤسسات عسكرية وامنية من الشعب، اقصد هنا بعدم وجود كراهية ورفض والاهم منطقة فراغ بين الشعب وهذه المؤسسات، فهي في الاوضاع هذه، اي هذه المؤسسات من تتولى معالجة المتربصين بالنظام من خارج الدولة، أو من الداخل على حد سواء، لو كانوا الحكومة والشعب ومؤسسات الحكومة من العسكر والامن وغيرهما ممن له صلة عضوية بهم اي بهذه المؤسسات والحكومة والشعب على خط واحد في العمل والهدف والغاية والدفاع عن الوطن وحمياته؛ تحت ومظلة نظام ديمقراطي حقيقي؛ لما احتاج النظام الديمقراطي هذا؛ لمجموعات عسكرية موالية له، من خارج المؤسسات الرسمية ذات الاختصاص. في المقابل ان اي نظام شمولي او نظام غير شمولي في الظاهر وشمولي في العمق والجوهر والهدف والغاية كما هو حال الانظمة الديمقراطية الصورية التي تمارس فيها الديمقراطية على حوافي محيط الديمقراطية وليس بالسباحة في امواج المحيط الديمقراطي؛ هذه الانظمة تحتاج الى قوات خارج مؤسساتها الرسمية من العسكر والامن لحماية الدولة والنظام الذي لا يمثل إرادة الجماهير والناس على حد سواء؛ من مؤسساته العسكرية والأمنية ذاتها. إنما الانظمة الشمولية ومنها النظام السوداني الحالي الذي الى الآن رغم التغيير الذي احدثته ثورة الشعب السوداني؛ ظل واقعيا هو الوريث لنظام البشير، رغم انقلابه على الاخير؛ عندما ركب الموجه الثورية للشعب السوداني الذي ذاق ذرعا بحكومات الانقلابات العسكرية التي حكمت السودان من الاستقلال الى الآن. قوات التدخل السريع تم تشكيلها واعطاؤها الصفة الرسمية؛ لحماية نظام البشير الذي انقلبت عليه لاحقا. اما تشكيلها فقد تم في ظروف الحرب في دارفور، وبالفعل تم لها اخماد التمرد في دارفور او ان الاصح حرب الحقوق فيها ان صح هذا التوصيف. وبالعودة الى الاقتتال بين طرفي السلطة الحقيقية في السودان، حميدتي والبرهان؛ نلاحظ ان كلا الجانبين يحاولان كسب ود او بناء علاقة ما مع الكيان الاسرائيلي. هذه ليست طريقة هذان الحليفان بدءا والخصمان المتصارعان على السلطة حاليا، بل هي طريقة تمارسها حاليا تقريبا جميع انظمة النظام الرسمي العربي. هذا يعني ان هذه الانظمة وفي داخل تفكيرها وقناعاتها ان الكيان الاسرائيلي له القدرة على تحشيد الرأي العام الدولي من منصة الولايات المتحدة الامريكية والغرب بصورة عامة، بصرف النظر عن جدية اقامة ديمقراطيات حقيقية تحفظ للشعوب حقوقها وكرامتها.. مما يقود الى تثبيت اركان حكومات دكتاتورية ولو بغطاء ديمقراطي صوري؛ وليس ديمقراطية حقيقية؛ تحفظ للشعوب حقوقها وحياة حرة وكريمة، ووطن متماسك يضم بين جوانبه مجتمع متجانس ومتصالح مع نفسه، في وئام وتألف وحب جم للوطن ونظامه الديمقراطي. الاقتتال الآن في السوداني جار من اجل السيطرة الكاملة على السلطة من قبل الخصمين المتقاتلين وليس صراع على الطريقة الأنجح التي يتم بها اقامة ديمقراطية حقيقية. البرهان اعلن قبل اكثر من سنة عن نيته؛ تطبيع علاقة السودان مع الكيان الاسرائيلي، وهو تطبيع مجاني، لا تستفيد السودان منه عمليا وهنا اقصد بالسودان الشعب والدولة، كما ان محمد حمدان دقلو هو الاخر يسعى الى تجسير العلاقة بينه وبين اركان الحكومة الاسرائيلية واعلامها، كما في مقابلته مؤخرا مع احدى القنوات الاسرائيلية، والقتال على اشده مع الجيش السوداني في وقتها. نلاحظ ان الطرفين لهما بالإضافة الى تسابقهما لكسب ود الكيان الاسرائيلي؛ علاقات دعم واسناد، وتوجيه في طريقة التعامل مع الاوضاع في السودان؛ مع اطراف عربية واقليمية ودولية؛ لها مطامعها في ثروات السودان، مناجم الذهب مثلا، وموقع السودان الاستراتيجي على البحر الاحمر. الكيان الاسرائيلي ومصر والامارات والسعودية وامريكا وروسيا على مسارات مختلفة تتناسب مع مطامع هذه الدول في ثروات السودان وموقعه الاستراتيجي. عليه؛ فأن هذه الحرب لن او ربما كبيرة جدا؛ لن يكون فيها او لن يخرج من أتونها منتصرا حتى لو تم له سحق الخصم بالعملية العسكرية الجارية في الوقت الحاضر. ان هذه الحرب اذا لم يتم ايقافها بإرادة وطنية سودانية، اي بضغط من قبل القوى السودانية الحية، باستخدام جماهيرها، وما تمتلكه من زخم جماهيري بالسيطرة على الشارع السوداني على نطاق واسع؛ ليشكل ضغطا قويا جدا على الخصمين المتحاربين من اجل السلطة والثروات والمال، وقيدا عليهما يجبرهما الى ايقاف الحرب والتحاور لإيجاد منطقة مشتركة تلتقي فيها مصالح الشعب السوداني، واول هذه المصالح هو اقامة نظام ديمقراطي حقيقي، هذا هو ما افترضه افتراضا. لا يكفي ما اصدرته قوى الحرية والتغيير من بيان شجبت فيه القتال بين طرفي السلطة، وحذرت بان هذه الحرب سوف تلد حروب؛ تحول السودان الى دويلات متصارعة. كما لا يكفي دعوة الحرية والتغيير الى تشكيل كتلة مجتمعية صلبة وموحدة في مواجهة هذه الحرب، على اهمية وجدوى هذه الدعوة. الاهم هو فعل المفاعيل على ارض الواقع في مواجهة هذه الحرب العبثية. أما اذا ما سارت الاوضاع باتجاه الحرب، من غير ايجاد او البحث الجاد عن الحلول الناجحة للخروج من هذه الاوضاع المأساوية؛ من المؤسف؛ أن هذه الاوضاع سوف او ربما تنحدر الى ما هو حاصل في الوقت الحاضر في ليبيا وسوريا مع فارق كبير لجهة الجغرافية والجوار الجغرافي لهذه الجغرافية، ومكونات الصراع لناحية اساسه واهدافه.. اشك شكا كبيرا بان الحرب في السودان سوف تتوقف قريبا، وان طرفي الصراع او الحرب سوف تجنح الى الحوار..



#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسية الامريكية: اكاذيب وافتراءات وخدع
- الوعي العميق للبشرية: بارومتر لقياس حجم الظلم
- النظام الدولي الديمقراطي: قاعدة للعدالة
- المنطقة العربية: الاعتماد على الشعب في الدفاع عن السيادة
- السعودية: استعداد وقائي لمواجهة المتغيرات
- غزو
- لعراق: الدعوة الى اقامة الاقاليم مرة اخرى
- حكومة السوداني: اختبار صعب في ظروف مؤاتية
- روسيا- تركيا - ايران: اتفاقات وشراكات على قواعد هشة
- خطط الصين الطموحة: ضعف هيكلي وخلل بنوي ومؤسساتي
- الصين: خطط طموحة المدى والأمد
- التأريخ: يصنع الحاضر والمستقبل معا
- القنبلة القذرة: تعامل مزدوج مع تأثيراتها المدمرة
- الحرب في اوكرانيا: صراع امريكي روسي
- العراق: تشكيل حكومة الخدمة الوطنية!
- اتفاق اوبك+ في خفض الانتاج: تأثير جدي على انتخابات التجديد ا ...
- روسيا- تركيا- ايرن: علاقة مصالح
- علاقة ايران وتركيا مع العراق: علاقة مغانم..
- أزمة تشكيل الحكومة العراقية: انفراج اضطراري في القادم من الا ...
- الصراع الامريكي الروسي على الاراضي الاوكرانية: صراع حافة اله ...


المزيد.....




- فعل فاضح لطباخ بأطباق الطعام يثير صدمة بأمريكا.. وهاتفه يكشف ...
- كلفته 35 مليار دولار.. حاكم دبي يكشف عن تصميم مبنى المسافرين ...
- السعودية.. 6 وزراء عرب يبحثون في الرياض -الحرب الإسرائيلية ف ...
- هل يهدد حراك الجامعات الأمريكية علاقات إسرائيل مع واشنطن في ...
- السودان يدعو مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة الاثنين لبحث -عدوان ...
- شاهد: قصف روسي لميكولايف بطائرات مسيرة يُلحق أضرارا بفندقين ...
- عباس: أخشى أن تتجه إسرائيل بعد غزة إلى الضفة الغربية لترحيل ...
- بيسكوف: الذعر ينتاب الجيش الأوكراني وعلينا المواصلة بنفس الو ...
- تركيا.. إصابة شخص بشجار مسلح في مركز تجاري
- وزير الخارجية البحريني يزور دمشق اليوم للمرة الأولى منذ اندل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - السودان: حرب الاخوة الاعداء