أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - الحرب في اوكرانيا: صراع امريكي روسي














المزيد.....

الحرب في اوكرانيا: صراع امريكي روسي


مزهر جبر الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 7419 - 2022 / 11 / 1 - 20:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحرب في اوكرانيا، هي وبكل تأكيد؛ صراع امريكي روسي. وهو صراع حول التسيد الامبراطوري، تسويقا ومنطلقا واهدافا، بدرجة كبيرة جدا، لجهة امريكا وبدرجة اقل لجهة روسيا، إنما هو وبكل تأكيد يقع في هذا الاطار، وليس صراعا حول القيم او الاطر الايديولوجية. فهذان التوصيفان لهذا الصراع، بعيدان كل البعد عن هذه الحرب وعن محركاتها او دوافعها، على الرغم من ان كلا الجانبين الامريكي والروسي، اي المسؤولون الامريكيون والروس يقولان عن انها حرب قَيًم ومُثَل. امريكا تقول عنها من انها تدعم اوكرانيا دفاعا عن القَيًم والمُثَل الغربية، وروسيا هي الاخرى تقول من انها تدافع عن قيم روسيا ومثلها في الحياة سياسيا وثقافيا وغيرهما بما له علاقة عضوية بهما. جميع الحروب الا القليل جدا منها هي في الدافع والمحرك لها؛ الاستحواذ والضم والسيطرة على الاخر، حين ينهزم امام قوة الخصم. الاعم الاغلب من الامبراطوريات عبر العصور، كانت حروبها من اجل توسيع مساحة اراضيها واخضاع الاخر بقوة السلاح لها.. حتى الحربين الاولى والثانية وحتى الحرب الباردة؛ كانت دوافعها ومحركاتها المركزية والاساسية، تقع على هذا المسار من الناحية الفعلية والعملية وليس من الناحية الاعلامية والتسويقية والتبريرية لها، اي لهذه الحروب. الحرب في اوكرانيا لا تخرج باي حال من الاحوال عن هذا المسار؛ فهي حربا، ذات ابعاد استراتيجية وتكتيكية وكل ما يقال بخلاف هذا ما هو الا عملية تسويق وتبرير لهذه الحرب من الجانبين الامريكي والروسي على الارض الاوكرانية التي هي الضحية في هذه الحرب بفعل او بسبب سوء تقدير قيادتها. امريكا دول ليبرالية وامبريالية تحكمها شركات عملاقة عابرة للحدود والجنسيات، روسيا من الجانب الثاني ايضا هي دولة يحكمها رأس مال اي انها دول نظامها الاقتصادي؛ نظام رأسمالي اي يتحكم فيه اقتصاد السوق، وهذا الاقتصاد حكما اي بحكم الضرورة يبحث له عن مناطق نفوذ اقتصادي حتى لا يتعرض للاختناق، لكنه بدرجة اقل كثيرا جدا من الاقتصاد الامريكي الذي يعتمد بدرجة كبيرة جدا على الفضاءات التي يتحرك فيها، اقتصاد السوق الحر الامريكي، خارج حدوده حركة هذا السوق الجغرافية. ان اس الصدام الامريكي والروسي على الاراضي الاوكرانية؛ هو هذه الطريق ذو الافاق البعيدة التي ليس لها علاقة باي شكل من الاشكال بالقيم والمُثَل. من الطبيعي ان كلا الدواتين؛ لا يمكن لهما ان يقولا ان حربهما من اجل هذا الذي ذكرته في الذي سبق من هذه السطور المتواضعة، على ارضية سياسية، تعتمد في ذلك على توسعة جغرافيتها السياسية خارج حدودها، سواء في المحيط القريب او المجاور للقريب او البعيد؛ لذل فهما يقولان من ان هذه الحرب هي حرب قيَمٌ ومُثَل.. من الجانب الامريكي، يقول المسؤولون فيها من انها حرب قيم ليبرالية وديمقراطية، ومُثَل غربية، المسؤولون الروس هم ايضا يقولون من ان هذه الحرب هي حرب للمحافظة وحماية القيم الروسية ومُثَلَها. ان هذين التوصيفان لهذه الحرب توصيفان متقاطعان تماما مع الحقيقة اي حقيقة هذه الحرب. روسيا والصين تقفان في خندق واحد بمواجهة امريكا والغرب اي من الناحية الفعلية والواقعية، مع ان الصين تحاول ان تناءى بنفسها ولو ظاهريا عن هذه الحرب. إنما من جهة المسار سابق الاشارة له في هذه السطور؛ سوف يجبرها هذا المسار؛ ان تكون اكثر وضوحا مما هي عليها الآن، في صف روسيا. السؤال هنا ماهي القيم والمُثَل المشتركة بين روسيا والصين؟ اذا ما ابعدت شراكتهما عن هذا الطريق، ووضعنا بدلا منه؛ القَيًم المشتركة والمُثَل بين الدولتين العظميين روسيا والصين؛ لا توجد قيم مشتركة ومثل بين الدولتين، الاولى دولة رأسمالية والثانية دولة يحكمها اقتصاد السوق الاشتراكي الذي يعتمد في رؤيته الاقتصادية على الماركسية بالطريقة الصينية، كما يقول عن اقتصادها هذا، المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني الذي تم عقده واصدار هذا البيان مؤخرا عنه، بل هي اي الشراكة، على هذا الاساس؛ هي شراكة في مواجهة عدو واحد هو امريكا.. يفرض الشراكة عليهما فرضا. مع انها اي هذه الشراكة، في الامد البعيد، ربما تتضاربا فيما بينهما. اما من الجانب الامريكي والغربي معا؛ صحيح ان هناك قيم ليبرالية وديمقراطية بينهما، لكن وفي ذات الوقت هناك تقاطع في منطلق الاهداف وخواتمها، بين امريكا واوروبا باستثناء بريطانيا. امريكا تريد ان تفرض رؤيتها على العالم، على الجميع، بما فيها اوروبا، وهي اي هذه الرؤية، ليست قَيًم ومُثَل من الناحية الكلية اي النظر إليها نظرة كلية من حيث البداية والمبدأ والهدف؛ بل هي ( الرؤية..) غطاء لاستدامة هذه الوسائل، التي يتم تسويقها على اجنحة هذه الرؤية السياسية والديمقراطية وحقوق الانسان. اوروبا طريقها او طُرقًها سوف تتقاطع اجلا مع طرق امريكا وحتى مع الرؤية الامريكية للعالم اي صياغة الكوكب وما فيه على مقاسها، بصرف النظر عن رؤية اوروبا، وهذا هو ما يحدث الآن في الحرب في اوكرانيا. في المقررات الاخيرة التي اصدرها مجلس الامن القومي الامريكي، وهي رؤية هذا المجلس للصراع الدولي في المقبل من الزمن على ظهر الكوكب؛ حدد عدوان، الصين وروسيا؛ سوف يواجهان امريكا لجهة القَيًم والمُثَل الامريكية التي تريد للعالم ان يحترمها، لأنها كما يقول عنها هذا التقرير، من غايتها وهدفها هو السلام والاستقرار والامن وحماية حقوق الانسان في المعمورة، بمعنى ان القَيًم والمُثَل الامريكية هدفها وغاياتها؛ هو هذا الذي ذكرته قبل سطر؛ في تقاطع واضح لحقيقة الاهداف الموجودة ابتكارا واجتراحا في العقل الامريكي الامبرالي..



#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق: تشكيل حكومة الخدمة الوطنية!
- اتفاق اوبك+ في خفض الانتاج: تأثير جدي على انتخابات التجديد ا ...
- روسيا- تركيا- ايرن: علاقة مصالح
- علاقة ايران وتركيا مع العراق: علاقة مغانم..
- أزمة تشكيل الحكومة العراقية: انفراج اضطراري في القادم من الا ...
- الصراع الامريكي الروسي على الاراضي الاوكرانية: صراع حافة اله ...
- العراق: مأزق تشكيل الحكومة
- الحرب في اوكرانيا: قاعدة انطلاق نحو نظام عالمي جديد
- الصفقة النووية: لعبة نباديلة بين الإحياء والإلغاء
- رحيل إيزابيث الثانية، ملكة بريطانيا: تصريحات وكتابات وتحليلا ...
- الاستغلال الامريكي لهجمات 11سبتمبر: نتائج عكسية
- مؤتمر القمة العربية المرتقب: الى اين؟
- العراق: مأزق تشكيل السلطة التنفيذية
- صراع القوى العظمى: صراع اقتصادي..
- استراتيجية احتلال العراق: نجاح ام فشل
- علاقة امريكا مع تايوان: استغلال ام شراكة
- للموت وجه اخر
- الصراعات في العالم: هل هي عصية على الحل، أم هناك من يجعلها ع ...
- الاحتلال الامريكي للعراق: خرق للقانون الدولي... وعودة لقانون ...
- الحرب في أوكرانيا: لعبة مصالح


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - الحرب في اوكرانيا: صراع امريكي روسي