أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - مؤتمر القاهرة للسلام: خطأ في الاوقات الخاطئة















المزيد.....

مؤتمر القاهرة للسلام: خطأ في الاوقات الخاطئة


مزهر جبر الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 7773 - 2023 / 10 / 23 - 10:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(مؤتمر القاهرة للسلام: خطأ في الاوقات الخاطئة)
مؤتمر القاهرة الدولي للسلام؛ الذي تم عقده في العاصمة الادارية المصرية في 21ت1، اكتوبر. فقد شاركت فيه، دول من الاتحاد الاوروبي؛ قبرص وفرنسا وبريطانيا والمانيا، كما شاركت فيه اليابان، اضافة الى الدول العربية. لم يشارك فيه؛ سوى اربع رؤساء من ضمنهم رئيس الدولة الداعية له والمضيفة له، اما بقية المشاركون فقد كانوا وزراء خارجية. اللافت لم يصدر بيان ختامي لهذه المؤتمر، او لأعمال هذا المؤتمر. وزراء خارجية الدول الاوربية واليابان جميعهم ادانوا المقاومة الفلسطينية في غزة، الى الدرجة التي وصفوها بالمنظمة الارهابية، وان اسرائيل من حقها ان تدافع عن نفسها، اما وزراء خارجية الدول العربية، اضافة الى الملك الاردني والرئيس المصري، باستثناء رئيس الوزراء العراقي، السيد السوداني؛ كرروا في كلماتهم ذات الكلمات التي قيلت على مدار ثلاث عقود من دون ان تتحول الى واقع يتحرك على الارض، والتي تتركز حول حل الدولتين وهي المنفذ الوحيد للسلام والاستقرار في المنطقة، كما جاء في جميع خطب رؤساء الوفود العربية؛ الذين مروا عليها في كلماتهم مرور الكرام، بطرح سطحي واضح تماما. لقد تنسى ممثلو الدول العربية في هذا المؤتمر من ان مقولة حل الدولتين، لم تكن وليدة اليوم او الامس القريب بل انها كانت قد طرحت في عام 1990من قبل بوش الاب، ومنذ ذلك الوقت، لم يتم بحث تطبيقها بحثا جديا فاعلا، بل كان الحوار حولها بما في ذلك المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية هي لغرض الاستثمار الاسرائيلي الامثل للزمن. حتى اتفاقات اوسلوا لم تطبق اسرائيل اي من بنودها، ظلت كما كتبت حبرا على الورق. لقد قيل قديما ان الحرية والمقصود هنا ليس الحرية الفردية فقط، بل حرية الاوطان في السيادة والاستقلال التام؛ لا يتم منحها مجانا، بل الاصح هو ان يتم اخذها من فم الوحوش باليد الصلبة والمناضلة والمضحية من اجل حقوقها المغتصبة وحريتها؛ من دون ان تخاف ان تُقطَع بأسنان هذه الوحوش، لأنها تدرك انها ان قطعت فان هناك ايادي كثيرة على الاستعداد التام؛ لتحل محلها بسرعة؛ لانتزاع حقها المدفون في قعر فم هذه الحيوانات البشرية. عُقِدَ مؤتمر القاهرة للسلام، وغزة وناسها من اطفال ونساء وشيوخ وحتى رضع على اثداء امهاتهم؛ يتعرضون لقصف همجي لم سبق له مثيلا ابدا في التاريخ، اذا ما اخذنا بالاعتبار مساحة الارض في غزة وكثافة سكانها، فان هذا القصف يعتبر اعنف عملية قصف في التاريخ القريب والبعيد والبعيد جدا. يتحدثون من ان اسرائيل تدافع عن نفسها في مغالطة الواقع مغالطة قصدية لتبرير بربرية اسرائيل ووحشيتها. يتساءل المرء اي عقول ونفوس تتحمل مناظر هذه المأساة الكارثية، وما اقصده هنا هو عقول ونفوس قادة دول الغرب وامريكا، وكتاب الغرب وايضا امريكا، وصانعوا استراتيجيتهما من عقول تبرمج هذه الاستراتيجيات حتى يتم تحويلها لاحقا او مستقبلا الى واقع على حساب مصالح ودماء وثروات وارض الشعوب في الجغرافية الكونية، وفي اولها الشعوب العربية واوطانهم وفي اول هذه الشعوب والاوطان العربية؛ الشعب الفلسطيني. ان قبول الغرب وامريكا بهذه المأساة الكارثية، بل تقديم والدعم والاسناد سواء بالمال والسلاح، بل الأكثر استهتارا بدماء الابرياء، المشاركة بهذه الجريمة الصهيونية، وتوفير الغطاء الدولي، اي الحماية من المسائلة الدولية عن هذه الجرائم بحق الانسان والضرع والزرع، وبكل ما له صلة بحياة الناس في غزة. امريكا جيشت قواتها في المنطقة، صواريخ ثاد وباتريوت، وحاملات الطائرات، ونشر قوات اضافية لها في المنطقة؛ لدعم جريمة اسرائيل، وارعاب المقاومة العربية وجوارها، بتهديدات واضحة؛ بتدخل امريكي عسكري ان هي( المقاومة) قامت بأسناد اختها المقاومة الفلسطينية. ان امريكا بهذا، قد كشفت عن وجهها الوحشي والحقيقي، وان هناك ما وراء جدار التعمية على الحقيقة ما وراءه. ان صمت العالم عن هذه الجرائم؛ سوف يشكل ولو بعد زمنا ما، كما يشكل الآن؛ جروحا غائرة في جسد الانسانية، لا يمكن ان يتم تغطيتها بقماش التبريرات المهلهل والممزق بسكاكين هذا الواقع المر، مرارة لا يمكن او ليس بمستطاع اي انسان يحمل اقل قدر من الانسانية، تذوقها ولو بطرف اللسان. ان ما يجري في غزة من حصاد للأرواح البريئة؛ من غير الممكن ان يكون قد حدث من فراغ او بلا اسباب وخطط، ربما كان قد تم وضعها سلفا، وجاءت الفرصة؛ ليتم تحوليها الى عمل وتطبيقات. وحتى هذه الفرصة ما كان لها ان تكون لولا الضغط الوحشي والهمجي على الفلسطينيين وعلى كل مقدساتهم وعلى منازلهم التي تهدها او تهدمها الة الحرب الاسرائيلية على رؤوس ساكنيها، ولزمن ليس بالقليل بل انه زمنا طويل وطويل جدا؛ من الاضطهاد والقتل والسجن والتشريد. ان ما قامت به المقاومة الفلسطينية ليس فعل خارج حركة الواقع المؤلم والموجع والفاجع، بل هو رد فعل لفعل صهيوني اجرامي بحق الفلسطينيين وارضهم ومقدساتهم. يتحدث المسؤولون الامريكيون والآن يتحدث ايضا وبذات النغمة، المسؤولون الاوربيون، ويصفون في حديثهم هذا؛ ان المقاومة الفلسطينية في حماس وحتى في الضفة الغربية؛ من انها منظمة ارهابية ينبغي او من واجب العالم الحر، وهم يقصدون عالمهم ومن هم سائرون في ركب سياستهم؛ اجتثاثها اجتثاثا تاما والقضاء عليها قضاءا تاما. من وجهة النظر الشخصية المتواضعة؛ ان هناك مخطط ليس اسرائيليا فقط، بل هو مخطط امريكي اسرائيلي؛ لتصفية المقاومة الفلسطينية، والبقاء على السلطة الفلسطينية في رام الله الى حين. اكبر دليل على هذا؛ هو ظهور عملية التهجير المخطط له، وظهور الوطن البديل في هذا الوقت؛ بالتداول الاعلامي وبالتصريحات. انها عملية تم رسمها وتحديد حدودها ومسارات تحركاتها، قبل هذا الوقت بكثير وكثيرا جدا. الحديث عن الوطن البديل كان قد جرى الحديث عنه قبل ما يقارب العقدين من الآن. في السياق، يبدوا؛ ان العقل الامريكي والاسرائيلي والاوروبي؛ قد غاب عنه، او هم من غيبوا حقائق التاريخ عن عقولهم، تفكيرا وانتاجا للدراسات الاستراتيجية؛ ان هناك شعب يعيش على ارضه، وقاتل اسرائيل على مدار ثلاثة ارباع القرن، ولم ينحن او ام تحنيه الملمات والجرائم الصهيونية بل زاد اصرارا ونضالا من اجل الحياة. المقاومة الفلسطينية منذ قيامها قبل اكثر من قرن، اي قبل حتى وجود اسرائيل ككيان مصطنع ودخيل، على الارض الفلسطينية؛ فقد قاوم الفلسطينيون خطط الاستعمار البريطاني في تهيئة الظروف والبيئة السياسية؛ لإقامة هذا الكيان الصهيوني المصطنع. المقاومة الفلسطينية تواصلت واستمرت على الرغم مما تعرضت له من تصفيات وصلت الى حد التصفيات الجسدية والسياسية والمعنوية، منذ بادية السبعينات والثمانينات، والى الآن. لكنها في كل مرة او في كل مؤامرة دموية؛ تخرج من بين ركام الدماء اكثر صلابة واقوى شكيمة، واعمق وعيا بأهداف المقاومة من اجل الارض، والانسان والحرية والكرامة.. فليس اليوم وليس الآن تحديدا؛ اقل؛ اشراقا وتوهجا وتألقا، وليس اقل وعيا، بل اعمق الآن وعيا؛ بمهام المقاومة؛ من الأمس والماضي البعيد والقريب.. ان عقد مؤتمر القاهرة للسلام؛ كان خطأ في الاوقات الخاطئة؛ فقد شكل عقده؛ غطاءا للجريمة الوحشية الاسرائيلية، وتبيض لوجه اسرائيل القبيح؛ بما جاء في كلمات رؤساء وفود الدول الاوربية، الذين دافعوا عن هذه الجريمة واعتبروها مشروعة، أذ، من حق اسرائيل الدفاع عن نفسها، كما قالوا في خطبهم. مما شجع الخارجية الاسرائيلية في بيان مقتضب لها على منصة اكس؛ ان تطالب المؤتمرون بأن يعلنوا بوضوح ادانتهم لحركة حماس الارهابية، وان اسرائيل تحارب الارهاب. في ذات الايضاح او البيان، نقرأ التالي؛ نستغرب من ان المؤتمر او اعضاء في المؤتمر؛ يخجلوا من الاعلان رسميا بإدانة الارهاب ( المقصود المقاومة الفلسطينية). ان هذا البيان للخارجية الاسرائيلية يشكل لذاته؛ مثلبة كبيرة على عقد هذا المؤتمر وفي هذه الظروف التي يتعرض فيها الشعب الفلسطيني لأبشع جريمة ابادة.



#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امريكا الميكافيلية: الاهداف الاستعمارية تبرر الغزو والاحتلال
- طوفان الاقصى.. عدة رسائل الى جميع الجهات
- الاحتلال الامريكي للعراق: اشهار للأهداف الامريكية
- علاقة مشاريع التنمية والتطبيع؛ علاقة جدلية
- التطبيع الثالث: اشهار الطريق الجديد للراأسمالية الاستعمارية
- قرار 833 لترسيم الحدود بين العراق والكويت: ظلم لإهداف كونية
- حرب اوكرانيا قد تستمر لعدة سنوات
- التشكل الافتراضي لعام الغد: قطبان متنافسان بقيادات متعددة
- التشكل الافتراضي لعالم الغد: قطبان متنافسان بقيادات متعددة
- الطريق لا زال طويلا
- ليلة محتشدة بالخسارات
- العراق: القرارات الاممية سيوف على رقبة السيادة
- صفقات التطبيع: سيناريوهات كونية لشرق اوسط جديد
- التحركات الامريكية..اهداف بعيدة..لتشكيل شرق اوسط جديد
- الشركات الخاصة للخدمات العسكرية: الماهية ومنطويات الدلالة
- الشرق الاوسط الجديد: احتواء موسع، ام ماذا؟..
- صفقة التطبيع: ابعاد السعودية عن الصين، ام البداية لشرق اوسط ...
- السعودية: استقلال القرار الاقتصادي والسياسي
- الوعاء الصهيوني لدولة الاحتلال الاسرائيلي
- لعبة..


المزيد.....




- لا، جامعة هارفارد لم تستبدل العلم الأمريكي بالفلسطيني
- جامعة أمريكية ستراجع علاقاتها مع شركات مرتبطة بإسرائيل بعد ا ...
- سيئول تتهم بيونغ يانغ بتدريب -حماس-
- تغطية مستمرة| بلينكن يصل إسرائيل وشرطة نيويورك تعتقل عشرات ا ...
- رحلة إلى ماضٍ برّاق... معرض لفرقة -أبا- السويدية في مدينة ما ...
- فيديو: شرطة نيويورك تقتحم جامعة كولومبيا وتفض اعتصام قاعة ها ...
- رئيسة جامعة كولومبيا تطالب الشرطة بإخلاء الحرم الجامعي من ال ...
- كم دقيقة ينبغي أن تمشي لتعزز قوة دماغك؟
- العلماء يعثرون على عيب حيوي في اللحوم النباتية
- الجيش الروسي يحصل على قناصات جديدة تعد من أفضل بنادق القنص ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - مؤتمر القاهرة للسلام: خطأ في الاوقات الخاطئة