أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - حل الدولتين: استثمار الزمن لصالح اطماع اسرائيل















المزيد.....

حل الدولتين: استثمار الزمن لصالح اطماع اسرائيل


مزهر جبر الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 7842 - 2023 / 12 / 31 - 00:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(حل الدولتين: استثمار الزمن لصالح اطماع اسرائيل)
ليس مفاجئا أن تقوم أمريكا بإفشال قرار وقف إطلاق النار في غزة، وليس مفاجئا أيضا المشاركة الأمريكية الفعالة في المجازر الصهيونية في غزة أرضا وشعبا؛ بحكم الارتباط الاستراتيجي بين أمريكا والكيان الصهيوني. وفي الوقت ذاته؛ يدعو المسؤولون في أمريكا والغرب إلى أن لا تتمادى إسرائيل في قصفها العشوائي، وأن تأخذ في الاعتبار؛ المحافظة على حياة المدنيين من سكان غزة، وأن دولة الاحتلال الإسرائيلي إذا استمرت ـ حسبما قال وزير الخارجية الفرنسي مؤخرا ـ في قتل المدنيين من دون وضع حدود؛ تُقيدها وتحمي المدنيين، وإبرام هدنة إنسانية مستدامة، (رغم أنه لم يأت على ذكر إيقاف المجارزة كليا والانسحاب من القطاع) سوف تفقد الدعم الدولي، علما أن إسرائيل مدانة تقريبا من كل المجتمع الدولي.
نتنياهو قال مؤخرا؛ بأن ليس في وارد إسرائيل حل الدولتين، وإنه حتى الاتحاد الأوروبي يشاركها في هذه الرؤية في السر، على عكس ما يصرحون به في العلن، وإن الفلسطينيين من الممكن أن يسمح لهم بإدارة مناطقهم، إدارة غير سيادية، وهو الحاصل منذ أكثر من ثلاثة عقود، إضافة إلى أن المسؤولين الأمريكيين يتحدثون ويتشاورون مع مراكز القرار في المنطقة العربية وحتى مع السلطة الفلسطينية؛ حول مرحلة ما بعد المقاومة الفلسطينية، ومن يحكم القطاع؛ هل سيكون ائتلافا عربيا، أم السلطة الفلسطينية؛ وكأن الأمر محسوم لصالح جيش الاحتلال الإسرائيلي في مناقضة صارخة؛ لما يقوم به أبطال المقاومة من تصد وقتل للغزاة من منطقة الصفر، وتكبيد جنود الاحتلال خسائر وأثمانا باهظة، حسب اعتراف المتحدث الرسمي لجيش الاحتلال. في خضم هذه الإبادة الإجرامية، وفي التصريحات التي كثر تداولها في الأيام الأخيرة؛ تتم إعادة الروح إلى حل الدولتين، في تناقض مع تصريح نتنياهو الأخير حول هذا الحل، علما أن هذه التصريح لم يرد عليه أي من المسؤولين الغربيين، أو الأمريكيين لا نفيا ولا قبولا حتى الآن؛ مما يثير لدى كل متابع، الكثير من الشكوك والأسئلة حول الموقف الحقيقي الأمريكي والغربي من موضوع حل الدولتين، ما يرسخ قول نتنياهو الأخير في الذي يخص حل الدولتين، تثبيتا ووجودا على أرض الواقع الحقيقي والمدفون تحت السطح. كل العالم تقريبا، أدان ما تقوم به إسرائيل من جرائم في غزة، لكن أمريكا والغرب صما آذانهم وكأن فيها وقرا؛ عن كل هذا الذي يجري منذ اكثر من 3 أشهر في غزة من محارق ومذابح يندى لها جبين الشرف الإنساني وأخلاق البشر. هذه الجرائم الصهيونية ليس لها مثيل في كل العصور، إذن لماذا أصم الغرب وأمريكا آذانهم عن هذا الذي يجري؟ حتما يقف وراء هذه المواقف مصالح ذات أبعاد استراتيجية، هذه الآصرة الاستراتيجية بين امريكا والكيان الصهيوني؛ هي ما تفسر بوضوح استخدام أمريكا حق النقض (الفيتو) لإفشال إصدار قرار لوقف إطلاق النار في غزة، أي وقف المحرقة الصهيونية، متجاوزة كل ما سوف يلحق بها من أضرار سياسية وأخلاقية، وها قد تضررت في الاتجاهين، ولا تزال هذه الأضرار تتوسع وتتعمق، شعبيا ورسميا، في الداخل الأمريكي، وفي جميع بقاع المعمورة. عليه، ليس غريبا وقوف أمريكا والغرب مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، على الرغم من الرفض العالمي لهذه الجرائم. أصوات مسؤولي الغرب وأمريكا التي ترفض القصف العشوائي، وحماية المدنيين، وتطالب بهدن مستدامة، وليس وقفا لهذه الجريمة شاملا وكاملا، مع الانسحاب الكامل، وهناك فرق كبير وكبير جدا، بين الهدن الإنسانية المستدامة، والوقف الشامل والكامل، والانسحاب، أما مسؤولو المقاومة فأكدوا مؤخرا، أن لا تبادل للأسرى إلا بالوقف الشامل والكامل، والتبادل الكامل للأسرى والانسحاب.
الموقف الأمريكي والغربي يشكل دليل إدانة واضحا وصارخا لأصحابه؛ فهم لم يرفضوا، أو يدينوا المذابح رفضا تاما من الأساس، بل يرفضون الطريقة بالوصول إلى الهدف أي هدف تصفية المقاومة الفلسطينية ليس في غزة فقط، بل في كل الأرض الفلسطينية المحتلة في الخامس من يونيو عام 1967. وزير خارجية روسيا مؤخرا قال؛ يبدو أن الغرب لا يريد إقامة دولة فلسطينية. أقول، على ما يظهر من خلال الجريمة الإسرائيلية الجارية في غزة حتى الآن؛ إن الغرب لا يريد إقامة دولة فلسطين، بل الحقيقة هي أن الغرب وعلى رأسه الإمبريالي الاستعماري، أمريكا؛ ليس في أجندته الخفية، سواء الآن أو قبل الآن بعقود؛ إقامة دولة فلسطينية على ما تبقى من أرض فلسطين، قبل يونيو 1967، بل كما قال نتنياهو؛ منزوعة السلاح والسلطة السياسية، أي حكما ذاتيا ملمعا باسم دولة.. وحسب مراقبين لما يجري في غزة من عدوان اسرائيلي؛ أن هناك مساعي أمريكية وغربية وعربية؛ لعقد مؤتمر للسلام؛ تتم فيه مناقشة حل الدولتين. مستشار الأمن القومي الأمريكي، زار مؤخرا، تل أبيب ورام الله؛ والتقى خلالهما بمسؤولين إسرائيليين، وعلى رأسهم في تل أبيب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، وفي رام التقى بمحمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية؛ حسب التسريبات الإعلامية؛ تمت في اللقاءين مناقشة الأوضاع في غزة بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية عليها. رئيس السلطة الفلسطينية؛ أبلغ مستشار الأمن القومي الأمريكي؛ أن السلطة الفلسطينية تعتبر الضفة الغربية والقطاع والقدس؛ أرضا لدولة فلسطينية واحدة، غير قابلة للتجزيء. أما في تل أبيب، وبعد مغادرة المسؤول الأمريكي؛ فقد صرح المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي؛ بأن الحرب في القطاع (الإبادة) على مراحل، وها قد دخلنا في المرحلة الثالثة؛ وسوف تكون الحرب أقل وطأة وعنفا في المراحل اللاحقة، لكنها وفي جميع الأحوال سوف تستمر حتى تحقيق كامل أهدافها. هذا التصريح يعني؛ أن الهدنة المستدامة، مجزءة، أو متواصلة، من المحتمل جدا، إن لم أقل سوف تتم ليس في الأيام القليلة المقبلة، بل أكثر من حساب الأيام قليلا. عزام الأحمد وفي تزامن مع هذه التحركات والتصريحات التي نتجت عنها؛ قال؛ إنه قد تلقى أمرا من محمود عباس للاتصال مع قادة المقاومة الفلسطينية، وقال مسؤولو البيت الأبيض؛ المهم والضروري، تجديد السلطة الفلسطينية.. حسين الشيخ القيادي في السلطة الفلسطينية، وفي منظمة فتح معا، قال مؤخرا، أو ملخص ما قال؛ إن منظمة فتح هي الممثل الوحيد لفلسطين، وإن المهمة الآن هي وقف الحرب، وإن المحاسبة سوف تأتي لاحقا، ومن المهم تجديد السلطة الفلسطينية.
في رأيي وباختصار، ومن خلال كل هذا، أولا أن هناك طبخة ما، لما بعد المجازر الصهيونية. وثانيا أن الحرب أو الأصح الجريمة الصهيونية في غزة سوف تأخذ منحى آخر مختلفا، أي تسكين القتال، إنما سيظل جيش الاحتلال الاسرائيلي في القطاع لخنق مدن غزة وشعبها. ثالثا أن المقاومة ستستمر في مقارعة هذا الغول الصهيوني المجرم. رابعا أن جيش الاحتلال الاسرائيلي سيحاول القيام باغتيالات في القطاع وخارجه، وربما في البعض من الدول.. خامسا وفي التوازي سوف يجري ضخ دماء الحياة في موضوع حل الدولتين.. سادسا أن القتال بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، سوف يستمر إلى زمن ليس بالقصير. إن هذه العملية إذا ما تمت طبقا للإرادة الأمريكية والغربية والصهيونية، وغيرهم.. ستكون أولا طوق نجاة لجيش الاحتلال الإسرائيلي. ثانيا ستساعد دولة الكيان الصهيوني الاحتلالي الاستيطاني في تحقيق أهدافه الخفية، التي عجز عن تحقيقها بالصواريخ والمدافع. ثالثا ستساهم مساهمة فعالة؛ لزيادة مساحة منطقة الفراغ بين السلطة الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية، سواء في القطاع او في الضفة الغربية. رابعا أن المقاومة الفلسطينية، سواء في القطاع، أو في الضفة الغربية ستتوسع وتتعمق في عقول ونفوس الشعب الفلسطيني، وعلى الأرض؛ لأنه سيكتشف، ليس لاحقا، بل في اللحظة التي تبدأ بها هذه الطبخة، أن اتفاقات أوسلو، التي مرّ عليها أكثر من ثلاثة عقود، كذبة، لم تطبق إسرائيل أيا من بنودها، بل على العكس تمادى نتنياهو ورفضها رفضا تاما.



#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفاوضات ايقاف المجازر الصهيونية: خدمة للمقاومة ام كسرا لها
- قرار مجلس الامن الدولي 2720..الغاية والهدف
- المنظومة الرسمية العربية.. ما الذي قدمته لأوطان العرب وشعوبه ...
- الديمقراطيات الغربية: كذبة تأريخيةكبرى
- المجازر الصهيونية في غزة: نوايا خبيثة في الاهداف
- طبخة امريكية اسرائيلية: جرى ويجري الاعداد لها في المطبخ الام ...
- الخطوط الحمر للبنان المقاومة: قراءة استباقية لخطاب السيد حسن ...
- طوفان الاقصى: انتصار المقاومة قادم في المقبل من الزمن
- ملحمة اكتوبر: النضال الفلسطيني ما بعدها لن يكون كما قبلها
- قراءة متواضعة في خواتيم المجازر الاسرائيلية بحق الشعب الفسطي ...
- مؤتمر القاهرة للسلام: خطأ في الاوقات الخاطئة
- امريكا الميكافيلية: الاهداف الاستعمارية تبرر الغزو والاحتلال
- طوفان الاقصى.. عدة رسائل الى جميع الجهات
- الاحتلال الامريكي للعراق: اشهار للأهداف الامريكية
- علاقة مشاريع التنمية والتطبيع؛ علاقة جدلية
- التطبيع الثالث: اشهار الطريق الجديد للراأسمالية الاستعمارية
- قرار 833 لترسيم الحدود بين العراق والكويت: ظلم لإهداف كونية
- حرب اوكرانيا قد تستمر لعدة سنوات
- التشكل الافتراضي لعام الغد: قطبان متنافسان بقيادات متعددة
- التشكل الافتراضي لعالم الغد: قطبان متنافسان بقيادات متعددة


المزيد.....




- لبنان.. 8 ضحايا في انفجار مطعم بالعاصمة بيروت وقرار عاجل من ...
- زاخاروفا تصف من يعتزمون تسليم الأوكرانيين في أوروبا إلى كييف ...
- فرنسا تدعو إسرائيل إلى إعلان موقفها من مقترح يتعلق بالحدود م ...
- البنتاغون يكشف خططا غربية لتزويد أوكرانيا بمقاتلات -إف-16- و ...
- نجيب ساويرس يعلق على وصف رئيس مصري راحل بـ-الساذج-
- دراسة: ظهور النظام الأبوي أدى إلى تقليل التنوع الجيني بين ال ...
- اجتماع وزاري في الرياض يؤكد حل الدولتين
- تظاهرة بمحيط السفارة الإسرائيلية في عمان
- حزب الله يقصف مبان بمستوطنة المطلة
- أنباء عن ترحيل المملكة المتحدة إلى رواندا طالب لجوء في أول ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - حل الدولتين: استثمار الزمن لصالح اطماع اسرائيل