حرب غزة ومخاوف خصوم الاسلاماوين!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)

الحوار المتمدن-العدد: 7921 - 2024 / 3 / 19 - 02:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كثير من الدول العربية واصحاب التوجهات المعادية لجماعات الاسلام السياسي من العرب بلا شك هم بين نارين، نار معاناة اخوانهم العرب والمسلمين في غزة وسقوط هذا العدد الكبير من القتلى كضحايا للحرب الوحشية التي تخوضها حكومة النتن ياهو في غزة، ونار احتمال عجز اسرائيل عن سحق حماس!!، فهم يعتقدون خروج حماس منتصرة سياسيًا من تحت انقاض غزة سيعني انتصارًا للاسلام السياسي، فحرب غزة بقدر ما تجعل عامة العرب، خصوصًا من الاجيال الجديدة، ينقمون على حكامهم وحكوماتهم بسبب خذلانهم لغزة، بقدر ما تنعش الاتجاه الاسلاماوي الاصولي!!، لذا من الطبيعي ان معظم الانظمة العربية وخصوصًا الامارات والسعودية تتمنى هزيمة حماس بل وسحقها لأن ذلك يخدم مصلحتها الأمنية!!... لكن بعض الدول الاخرى ومع موقفها المعادي للاسلام السياسي وخصوصًا جماعة الاخوان، مصر مثلًا، قد ترى في صمود حماس وعجز اسرائيل عن سحقها يعزز موقف مصر الاستراتيجي!! فضعف اسرائيل قوة لمصر!

شخصيًا - ومع تفهمي لحقيقة ان حرب غزة وعجز اسرائيل عن سحق وتحطيم حماس بالفعل سينعش الاسلام السياسي - الا انني ارى ان الاعتقاد بأن هذا الانعاش سيصل الى حد القدرة على تهديد اي نظام عربي هو اعتقاد مبالغ فيه، فالاسلاميون بعد انفضاح افلاسهم الفكري والسياسي وحتى الروحي و الاخلاقي عقب ثورات الربيع العربي، الذي حولوه بجهلهم واستعجالهم للحكم الى خريف، باتوا لا يشكلون اي خطر حقيقي على اي نظام عربي، اذ ان القاعدة الشعبية انفضت من حولهم وهم يحتاجون الى ما يقارب 50 سنة لاستعادة هذه الشعبية!!

انا شخصيًا افصل بشكل صارم بين موقفي الرافض لمشروعات ومغامرات الاسلاماويين السياسية وقناعتي بتطرفهم وتخلفهم السياسي، وبين موقفي من الاحتلال الاسرائيلي، فأنا ادعم كل مقاومة مسلحة لهذا الاحتلال لأن التجارب اثبتت ان الاسرائيليين، وخصوصًا في ظل حكومة يسيطر عليها اليمين اليهوداوي الديني المتطرف، لا يفهمون الا لغة القوة!!، لذا انا مع المقاومة المسلحة الفلسطينية والعربية لهذا الاحتلال سواء كانت مقاومة بخلفية علمانية او وطنية او دينية او قومية، بل والله - ومع تصنيفي للدواعش والقاعدة على انهما بالفعل منظمات ارهابية - لو قام هؤلاء بتوجيه سلاحهم وقوتهم في الاتجاه الصحيح، أي في اتجاه هذا الكيان الغاصب لأرض فلسطين، فلن اتردد في اعتبارهم مقاومة مسلحة مشروعة تستحق منا الدعم، لكنهم للأسف وجهوا سلاحهم في الاتجاه الخطأ، إما ضد اخوانهم العرب والمسلمين، او ركزوا على ممارسة الارهاب الوحشي ضد المدنيين في الغرب والعالم بطريقة نالت من صورة الاسلام والعرب!! فالدواعش والقاعدة سلاح في الاتجاه الخاطئ !! اتجاه خدم أجندة اعداء العرب والاسلام في الغرب والشرق وخصوصًا اسرائيل!!، أما حماس ، مع كل خلافنا الفكري والايديولوجي والسياسي معها، تبقى في الواقع سلاحًا في الاتجاه الصحيح (حتى الآن)، اي في اتجاه العدو الصهيوني ودولة الاحتلال، وأرجو ان لا تنقلب على عقبيها فتوجه سلاحها لاحقًا ضد (عباس) اذا اصبح هو رأس السلطة المعترف بها دوليًا وعربيًا على الضفة وغزة، فهذا سيكون انحرافًا خطيرًا يجعلنا نعتبر حماس منظمة ارهابية بالفعل بل وسنعتبرها أداة مستخدمة لدى اعداء الامة لتخريب حل الدولتين وهو ما يريده ويتمناه معظم الصهاينة!!
*********
اخوكم العربي/البريطاني المحب

#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل