أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطوي الطوالبة - انحطاط فقهاء السلطان !














المزيد.....

انحطاط فقهاء السلطان !


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 7916 - 2024 / 3 / 14 - 13:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تَلَبَّسَهم وصف "فقهاء السلطان"عن جدارة واستحقاق، منذ زمن بعيد. إنهم نسل العلقمي وأضرابه، وما صدر عن بعضهم بخصوص المقاومة الفلسطينية في غزة، يضعهم في خندق العدو شاؤوا أم أبوا، أرادوا ذلك أم لم يريدوه. هؤلاء عينات من رجال الدين، يلوون ذراع النص الديني، لخدمة سياسات الأنظمة الحاكمة طمعًا أو خوفًا. إنهم "شيوخ" الفتاوى حسب الطلب، يفتون بما يناسب رياح أشرعة سفن الطغاة المتسلطين. بوصلتهم في الإفتاء رواتبهم الشهرية، وموجههم في الآراء الفقهية المنافع والمصالح الخاصة. بعد مباشرة الكيان اللقيط حرب إبادة بشعة في غزة ردًّا على ملحمة طوفان الأقصى البطولية، تداولت وسائل التواصل الاجتماعي، وبعضها ما يزال يتداول، آراء عدد من فقهاء السلطان تهجو المقاومة الفلسطينية في غزة ومكونها الرئيس حركة حماس. حُجة هؤلاء، عدم جواز مواجهة "الأقوى المدعوم من أمم قوية". كلام باطل يَتَغيَّا تثبيط الهمم، وتعميم فقه التدجين بإسم الدين، وتبرير سياسات التخاذل والتهافت على التطبيع مع العدو. حُجة متهافتة، ينبض كل حرف فيها بالدعوة إلى الاستسلام وإلقاء السلاح أمام عدو متغطرس، لا يفتأ يؤكد على مدار خمسة وسبعين سنة، مُذ زَرَعته بريطانيا في فلسطين، أن ما بيننا وبينه صراع وجود. ومن فرط غباء فقهاء السلطان أن حجتهم المتهافتة ذاتها تدينهم وتؤكد بؤس هذرهم، بما يتناسل عنها من أسئلة وتثير من تساؤلات بمعايير الحق في مقاومة المحتل الغاصب. وهو حق مشروع، منذ فجر التاريخ، تؤيده الشرائع والقوانين الدنيوية والدينية. عندما نهض عمر المختار وقاد الشعب الليبي لتحريره من نير الاستعمار الإيطالي، هل كانت القوة المادية متكافئة بين الطرفين؟! كان مصدر قوة عمر المختار الرئيس، إيمانه بأنه على طريق الحق وفي الجانب الصحيح من التاريخ. للتذكير، في أزمان المواجهة مع المستعمرين الإيطاليين، أرسل هؤلاء وفدًا من "رجال الدين الليبيين" دعوا عمر المختار إلى إلقاء السلاح، والكف عن مقاومة إيطاليا القوية. استقبلهم القائد التاريخي للشعب الليبي، وكان أول سؤال وجهه لهم: كيف السيارات الايطالية التي جئتمونا بها... مريحةٌ، أليست كذلك؟!!!
من ليبيا ننتقل إلى فيتنام، ونتساءل في السياق ذاته: هل كان الفيتناميون يتوفرون على ما يكافيء الترسانة الأميركية المتخمة بأحدث أدوات الفتك والدمار؟! بالطبع لا، لكنها إرادة تحرير الأرض والعِرض والشرف وطرد المحتل الغاصب، والاحتلال قمة الظلم والقهر والطغيان. وبالعودة إلى فلسطين تحت الاحتلال الصهيوني، نواصل التساؤل بمنطق الحق وبمنظور الحقيقة: أليس طوفان الأقصى إلا ردًّا على حصار ظالم فَرَضَه العدو الغاصب على غزة منذ 18 سنة، وعلى عدوان متواصل ضد الشعب الفلسطيني وتنكُّر لحقوقه المشروعة، منذ 75 سنة؟! ماذا يُنتظر من شعب محاصر، يمعن العدو الاستيطاني الإحلالي العنصري المتغطرس في حرمانه من أبسط حقوقه الإنسانية؟! وفوق ذلك، يرفض العدو الغاصب الإعتراف بحق الشعب العربي الفلسطيني بقيام دولته المستقلة على ترابه الوطني. كل الشرائع والقوانين والأعراف، بما فيها الأميركية بالمناسبة، تؤيد حق شعب في أوضاع كهذه بمقاومة العدو بكل السبل والأساليب المتاحة، ومن بينها المقاومة المسلحة، حتى يرضخ مُرغمًا لمنطق الحق والعدل. والحقوق لا تُهدى ولكن تُنتزع، وما أُخذ بالقوة لا يُستردُّ بغيرها. لكن منطق الحق والحقيقة وشرعة الإنسانية وأقانيم الرجولة مغيبة في حسابات فقهاء السلطان، لأن بوصلة "فقههم وفتاويهم" الرواتب والامتيازات والسيارات الفارهة. ولا ندري كيف يوجه هؤلاء سهام انحطاطهم إلى ظهر المقاومة وهي في مواجهة مع العدو، ويقبلون على أنفسهم وضمائرهم التغاضي عن جرائم العدو البشعة غير المسبوقة، وقد باتت مرفوضة من شعوب الدول الداعمة للكيان اللقيط وشعوب العالم كلها. حتى داخل تجمع الكيان الصهيوني في فلسطين، هناك من يرفع شعار "ليس بإسمنا". ولا ندري هل يعي فقهاء السلطان أن العار يتلبسهم في تخليطهم بإسم الدين، وهم بمعايير الدين ذاته مُنحطُّون ومُدانون:(والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانًا واثمًا مبينًا)(الأحزاب:58).



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التقرير الذي أغاظ -النتن- !
- نكشة مخ (8)
- العبودية الذهنية...الداءُ والدواء.
- إليهن في الثامن من آذار
- نكشة مخ (7)
- الهدف الحقيقي لحرب الإبادة.
- ثلاثة في مأزق !
- الكهنة رجال الدين الأوائل وأصل الأضحية !
- نكشة مخ (6)
- -... أفيون الشعوب! -
- الحقيقة عارية... العدوان سيتواصل لكن الطريق مسدود!
- نكشة مخ (5)
- بالعقل تتقدم الأمم وبالعلم والديمقراطية
- نكشة مخ (4)
- من دروس الوحدة بين مصر وسوريا
- إلى الطائشين على أي شبر ماء أميركي !
- تحليق في فضاء الخيال !
- درسُ من حاضرنا وآخر من ماضينا!
- صمود أسطوري وإجرام غير مسبوق !
- ثقافة الموت!


المزيد.....




- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- إيهود أولمرت: عملية رفح لن تخدم هدف استعادة الأسرى وستؤدي لن ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة 2024 بأعلى ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل المنتخب الوطني لكرة قدم الصالات ...
- “نزلها لطفلك” تردد قناة طيور بيبي الجديد Toyor Baby بأعلى جو ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مصر.. هيئة البث الإسرائيلية تكشف اسم رجل الأعمال اليهودي الم ...
- كهنة مؤيدون لحق اللجوء يصفون حزب الاتحاد المسيحي بأنه -غير م ...
- حجة الاسلام شهرياري: -طوفان الاقصى- فرصة لترسيخ الوحدة داخل ...
- القناة 12 الإسرائيلية: مقتل رجل أعمال يهودي في مصر على خلفية ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطوي الطوالبة - انحطاط فقهاء السلطان !