أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - تحليق في فضاء الخيال !














المزيد.....

تحليق في فضاء الخيال !


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 7894 - 2024 / 2 / 21 - 10:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تقول مصادر لها حضورها في الشبكة العنكبوتية، أن قرابة نصف مليون مستعمر اسرائيلي غادروا كيانهم اللقيط الشاذ، بعد الطوفان. معلومة نرى فيها رائزًا يروز مستوى إيمان محتلي فلسطين وحدود قناعتهم بما تسميه خرافاتهم "أرض الميعاد والسمن والعسل". وبالقدر ذاته، فإنها تعضد الرأي القائل بأن الكيان يعيش أزمة قلق وجودي لم يسبق أن ناخ مثلها بكلكله على أعصابه، منذ زرعه في فلسطين قبل خمسٍ وسبعينَ سنة. كيان يعيش هذا المأزق الوجودي رغم ما يتوفر له من أحدث أسلحة الفتك والدمار، أميركية الصنع. وماذا عن الدعم الأنجلوساكسوني المفتوح له بعد الطوفان، ليواصل جرائمه البشعة في غزة؟!
لكنه في المقابل، أخفق ويخفق في تحقيق أهدافه، كما أعلنها مع بدء عدوانه الهمجي المتواصل منذ أربعة اشهر ونيف. بالمعايير العسكرية والأخلاقية، يكفي المقاومة الشعبية الصمود في مواجهة عدو همجي متوحش، يتوفر على هذا الحجم من التسليح كمًّا ونوعًا، ناهيك بالدعم السياسي والحماية من المساءلة. وعندما تزيد المقاومة على الصمود، تكبيد العدو خسائر مؤلمة يضطر إلى إخفاء معظمها حفاظًا على ما تبقى من معنويات جنوده، فهذا انجاز تاريخي رغم الكلفة الباهظة، يسجله التاريخ لها.
تأسيسًا على ما تقدم، نسمح لأنفسنا بشطحة في أعالي فضاء الخيال، وهذا النوع من الشطح مشروع... ما إن اشتط العدو وغلا في نزوات جنونه الإجرامي، بعد الطوفان، حتى تلقى إنذارًا شديد اللهجة من سبعٍ وخمسين دولة عربية واسلامية، مفاده، أوقفوا جرائمكم وإلا... لكنه لم يلتفت لذلك، على جري عنجهيته وغروره الوقح، وواصل مقارفة جرائمه. في مفاجأة لم يتوقعها العدو وداعموه أذهلت معهم العالم، انفتحت عليه نار جهنم من الجبهات المصرية والأردنية والسورية (اللبنانية مشتعلة)، بدعم واسناد عربي اسلامي معلن ومترجم بأفعال على الأرض. أراهن أن أميركا ذاتها سترضخ حينها، وستجر الكيان اللقيط من أنفه ذليلًا مهزومًا إلى مفاوضات حقيقية هذه المرة، تفضي إلى تلبية حد مقبول ومعقول من الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني.
لا يمكن لأميركا مواجهة أمة مترامية الأطراف، ذات موارد بشرية وطبيعية ضخمة، ولها مصالح كبيرة معها. ومن المعروف عن التاجر الأميركي، أنه لا يُجامل عندما تكون مصالحه في خطر حقيقي، ولا مشكلة عنده في تغيير سياسياته بما يناسبها ويواتيها. في السياق أيضًا، يُجمع أهل الضلاعة في عقلية "العم سام" أنه لا يحسب حسابًا لأحد، ولا يستوقفه كثيرًا ما يُعرف بالرأي العام، ولا يكترث عن جد إلا في حالتين: الأولى، عندما يسيل دمه، والثانية، إذا نقصت الدولارات في جيبه.
أميركا لا يمكن أن تقدم على هذه المجازفة، حتى لو أرادت، لأسباب عدة أيضًا، يتصدرها أزمة اقتصادية خانقة. أميركا أكبر دولة مَدينةٍ على وجه الأرض، حيث تصل ديونها إلى 34 تريليون دولار. صحيح أن من طبيعي أمر النظام الرأسمالي اللجوء إلى الحروب "لحلحلة" أزماته، لكن الأزمة الاقتصادية تتعلق هذه المرة ببنية النظام الرأسمالي الأميركي ذاته. فلم تعد طباعة تريليونات الدولارات، التى لا تساوي قيمة مكوناتها من الحبر والورق، تجدي نفعًا. والمثال الأبرز على ما نقول، ارتداد الحرب في أوكرانيا وبالًا على أميركا وأتباعها الأوروبيين. وفي سياق متصل، أميركا منقسمة على ذاتها، وهناك من المراقبين، مثل المفكر الروسي الكسندر نزاروف، من يرى أنها دخلت مرحلة الحرب الأهلية الصامتة حتى الآن. ولهذا الرأي من يؤيده، في الداخل الأميركي، وبشكل خاص في الأوساط الاعلامية وبين المثقفين.
وليس يفوتنا التذكير بتحولات يشهدها عالم اليوم، لا تناسب رياحها أشرعة سفن اليانكي. للمرة الأولى في تاريخها، تواجه أميركا تحديًّا مزدوجًا اقتصاديًّا صينيًّا وعسكريًّا روسيًّا. ومن الواضح أنها خاسرة في مواجهة هذا التحدي، ودليلنا على ذلك هزيمتها وغربها الأطلسي في أوكرانيا.
والآن نستأذن قارئنا العزيز بالهبوط على الأرض، بعد الانتهاء من شطحتنا المومأ إليها فوق، ونتساءل: هل كانت أميركا ستدعم حملة الإبادة الوحشية في غزة، على رؤوس الأشهاد وفي وضح النهار، لولا "اطمئنانها" والكيان اللقيط إلى أن الموقف العربي الرسمي لن يتجاوز الأقوال؟! وحتى هذه، أي الأقوال، فتؤكد مصادر صهيونية وأميركية، أن ما يُقال للشعوب في العلن عكس ما يُقال في الغرف المغلقة.
ونختم بما نعتقد أنها عناوين ثلاثة لمواقف النظام الرسمي العربي، يطيب فيها البحث عن الداء والدواء لأسباب الشلل في مواجهة العدوان: العجز، والتخاذل، والتواطؤ.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درسُ من حاضرنا وآخر من ماضينا!
- صمود أسطوري وإجرام غير مسبوق !
- ثقافة الموت!
- النزوع الانشقاقي في الأحزاب السياسية...مسببات وأسباب!
- مفهومنا للشرف
- نكشة مخ (3)
- إلى متى السكوت على هذا الإختراق الثقافي؟!
- نكشة مخ (2) التوريث السياسي في تاريخنا !
- من تجليات ثقافة العبودية !
- نكشة مُخ (1)
- هذا ما تريده أميركا بالضبط !
- هذا ما تريده أميركا بالضبط!
- رسالة إلى أبناء جلدتنا الإسلامويين*
- هل كان العرب قبل الإسلام في جاهلية ؟!
- العودة المستحيلة !
- توراتهم تؤكد سفالتهم تاريخياً
- لماذا هذا الارتباك والتلعثم والخوف؟!
- 7 أكتوبر...لماذا القلق الصهيوني؟!
- كذبة تاريخية !
- عبودية العقل !


المزيد.....




- -أمريكا ستنقذه-.. ترامب مدافعًا عن نتنياهو وسط محاكمته بتهمة ...
- مقتل عدة أشخاص خلال هجمات للمستوطنين الإسرائيليين بالضفة الغ ...
- خبراء: عملية خان يونس أكبر مقتلة للإسرائيليين هذا العام وأقس ...
- إنفوغراف: قتلى وجرحى الاحتلال الذين سقطوا في غزة خلال يونيو ...
- وزراء إسرائيليون يقرون بالفشل في غزة ومسؤولون بالائتلاف يدعو ...
- ترامب: أميركا أنقذت إسرائيل والآن ستنقذ نتنياهو من المحاكمة ...
- ترامب يعترف بتقييم الاستخبارات حول وضع مواقع إيران النووية ب ...
- بعد وقف إطلاق النار.. وزير دفاع إيران يصل الصين في زيارة تست ...
- موجة حر غير مسبوقة تجتاح شرق روسيا: حرارة قياسية وحرائق تهدد ...
- عاجل | حماس: جرائم الاحتلال ومستوطنيه وآخرها في كفر مالك تست ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - تحليق في فضاء الخيال !