نكشة مُخ (1)

عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث

الحوار المتمدن-العدد: 7881 - 2024 / 2 / 8 - 13:05
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

ماذا تعرف عزيزنا القارئ عن الأموريين؟ على كُلٍّ، أنت معذور إذا كان مخزونك المعرفي يحتفظ بالقليل عنهم، أو بأقل القليل، ومعذور حتى إذا لم تعرف عنهم شيئًا. ظهر الأموريون قبل عصر الكتابة، ولهذا لم ينقل لنا التاريخ إلا القليل عنهم. يؤكد البروفيسور العراقي، خزعل الماجدي، أن الأموريين أقدم وأضخم مجموعة ساميَّة ظهرت في التاريخ. هم أصل الكنعانيين وتوأمهم، ويمكن تسميتهم "الساميون الأوائل". الأموريون والكنعانيون والاراميون، أقوام ساميَّة، ظهرت بشكل أساس في وادي الرافدين وبلاد الشام، ولهم امتدادات في شبه الجزيرة العربية وحوض المتوسط وشمال افريقيا. لكن قد تستغرب عزيزنا القارئ إذا همسنا في اذنك، أن الأموريين رغم القليل الذي احتفظ به التاريخ عنهم، تركوا ارثًا ما تزال معالمه شاخصة في واقعنا حتى يوم الناس هذا. هل تعلم أن مصطلح "نبي" ظهر أول ما ظهر عند كهنة مملكة ماري الأمورية، في سوريا القديمة؟ وقد تأثر بذلك اليهود، وكعادتهم، "لطشوا" اللقب "نبي" ووصفوا به أنبياءهم. هذا اللقب، أطلقه الأموريون على نوع استثنائي من الكهنة، هم رجال دين تلك الأعصر الغابرة، كانوا يقومون بأداء الطقوس وتقديم النذور والتعزيم (الطب النفسي) ورعاية المعابد وقراءة الفأل وتفسير الأحلام.
أما وقد أتينا في سطورنا أعلاه على ذِكر الكنعانيين والآراميين إلى جانب الأموريين، فهاك عزيزنا القارئ مفاجأة ثانية، تتعلق بهم. تؤكد مراجعنا الرصينة، ومنها مؤلفات البروفيسور الماجدي، أن الآراميين كانوا أكثر ميلًا إلى التوحيد من الكنعانيين. من هنا، اندمج الدين الارامي مع نظيره الكنعاني، في عصور متأخرة، وظهر عن ذلك الإندماج ثالوث إلهي مكون من (بعل هود وأثرغاتس وسيميوس)، وكان بمنزلة (الأب والأم والابن). وقد شَكَّل هذا الثالوث، وفق البروفيسور الماجدي، الأرضية الأساسية التي قام عليها الأقنوم المسيحي (الأب والابن والروح القدس)، حيث استبدلت بالأم الروح القدس، وهو أقنوم توحيدي في نهاية الأمر.

#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل